(1) رحلة تعليمية وإصلاحية إلى ولاية مهاراشتر ( الهند )
أغسطس 28, 2022مجمع البحوث والدراسات الشرعية يعقد ندوة فقهية في رحاب ندوة العلماء
يناير 9, 2023(2) نشاطات علمية وثقافية في رحاب ندوة العلماء
إعداد : الأخ عمر محمد غزالي *
النادي العربي :
عقد النادي العربي لدارالعلوم التابعة لندوة العلماء حفلته الافتتاحية برئاسة سماحة العلامة السيد محمد الرابع الحسني الندوي ( رئيس ندوة العلماء ) – أطال الله بقاءه – في جامع ندوة العلماء لكناؤ ، افتتحت الحفلة بتلاوة آي من الكتاب العزيز ، ثم قدم عمر محمد غزالي مقالته الافتتاحية معرفاً بندوة العلماء ولجان النادي العربي ومعلناً بقائمة المسئولين لها ، ثم خطب رئيس الحفلة – أطال الله بقاءه – خطبةً توجيهيةً قيمةً حول أهمية اللغة العربية وكيفية تعلمها ، وأخيراً زوّد مدير دارالعلوم لندوة العلماء سعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي – حفظه الله ورعاه – الطلاب بنصائحه القيمة موصياً إياهم بالالتزام بتوجيهات سماحة الرئيس ، وانتهت الحفلة بدعاء سماحة الرئيس أطال الله بقائه .
وإليكم خطبة رئيس الحفلة بإيجاز معربةً :
” إن أهمية اللغة أمر بديهي لا ينكرها أحد ، فبها فضّل الله الإنسان على جميع خلقه ، ولولاها لما بان الإنسان من الحيوان ، فالحاجة إلى اللغة في سائر شئون الحياة بينة غير مستورة ، وباللغة يمكننا أن نجعل حياتنا مزدهرةً ومثمرةً .
إن الله تعالى جعل لكل لغة أجلاً مسمى ، فبعد مأة أو مأتي عام انقضى عمر كل لغة وتعرضت إما للاختفاء والانقراض ، وإما للتحريف والتغير ، ومست الحاجة بعدها إلى استخدام لغة جديدة ، أما اللغة العربية فإن الله تعالى خلَّدها بكتابه العظيم ، فتبقى اللغة العربية مع القرآن حيةً خالدةً إلى يوم القيامة ، فلا تجدون في التاريخ البشري أي لغة بمثل هذا الخلود .
فاللغة العربية من نعم الله العظيمة التي أتحفنا بها بواسطة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والكريم ، فلا بد لنا من أن نكون على صلة قوية بلغة القرآن ونستفيد من القرآن الكريم ، فبذلك نكون إنساناً كاملاً ، وبدون ذلك لن يبق فرق بيننا وبين البهائم .
إن لكل لغة ثلاثة جوانب وأوجه ، أولها : النطق ، ثانيها : الفهم ، وثالثها : الكتابة ، فحيث فات أحد هذه الجوانب الثلاثة تبقى الكفاءات اللغوية ناقصةً ، فمن أراد أن يتقن لغةً فليجمع بين هذه الجوانب كلها ، بدون ذلك لا يعتبر عالماً بتلك اللغة .
كان من معايب الأوساط الدينية والتعليمية في الهند ونقايصها أنها لم تعتن في مناهجها الدراسية أي عناية بنشر اللغة العربية ، وقبل ستين أو سبعين سنة ارتحلتُ إلى البلدان العربية فوجدت علماء الهند الذين كانوا يذهبون إليها حاجين ومعتمرين لا يستطيعون أن يتكلموا باللغة العربية وكانوا عالمين بالأدب العربي ، ولكن لعدم علمهم بلغة الحوار والتكلم وألفاظها وكيفية استخدامها أصبحوا غير قادرين على التعبير والأداء رغم الحاجة الشديدة بهم إلى ذلك ، فربما يحتاجون إلى مترجم ، وبفضل الله ومنته قد تغيرت الأحوال الآن بعدما اعتنى علماء الهند بجانب النطق ، وإن ندوة العلماء هي أول حركة صرفت عناية أهل الهند إلى أن يهتموا كل الاهتمام بالحصول على اللغة العربية من كل وجه ، ويتعلموها بجوانبها الثلاثة لنستفيد من اللغة العربية أتم استفادة ، فمن تعلم العربية جنى فائدتين جليلتين ، أولاهما : هو تمكن من استخدام لغة راقية متقدمة متداولة في كثير من البلدان ، فإتقان اللغات الأجنبية من سمات الناجحين ، ومع ذلك هي لغة باقية منذ ألف وخمس مأة سنة وستبقى إلى يوم القيامة ، وثانيتهما : إنها أحب اللغات إلى الله سبحانه وتعالى التي اختارها لتكون لغة كتابه العزيز وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم ، فمن حصل عليها أخذ أوفر حظ من فهم الكتاب والسنة ، فإن هذا لشرف عظيم ، وجهل العربية خسارة كبيرة .
فحملت ندوة العلماء ودار العلوم التابعة لها لواء إتقان اللغة العربية فهماً ونطقاً وكتابةً ، وقد حققت النجاح في أسرع وقت في هذا المجال ، وإن قسم الدار الذي يقوم هنا بتأهيل الطلاب فهماً ونطقاً وكتابةً وصقل مواهبهم اللغوية ويوفر لهم فرص الممارسة والتمرن هو النادي العربي الذي يساهم في نشاطاته – والحمد لله – جميع طلاب دارالعلوم لندوة العلماء ، والذين لا يساهمون فيها يلحقون بأنفسهم خسارةً فادحةً ، فإنهم لا يقدرون على التكلم والكتابة بالعربية وحتى لا يستطيعون فهم العربية حينما تمس الحاجة بهم إلى ذلك .
فأيها الإخوان !
أدركوا أهمية النادي العربي ، إنه مهّد الطريق إلى إتقان العربية ، وإن لم تستفيدوا من النادي العربي ولم تتمكنوا من الفهم والنطق والحوار على الرغم من توافر الفرص وكثرة الوسائل التي هيأتها لكم دار العلوم فسيكون هذا الحرمان مؤسفاً للغاية ومبعثاً للقلق البالغ ، فاستفيدوا من منهج دار العلوم واستغلوا وسائلها وانتهزوا فرصها ، وتمرنوا على الجوانب الثلاثة للغة العربية ، وإلا فستنقصكم اللغة ، واعلموا أن الفهم والنطق والكتابة لا تحصل لأحد بالاختراع ، إنها تُكسب بالجهود والممارسة والاستماع إلى اللغة ، وقبل كل شيئ اعرفوا قدر اللغة العربية وما له من عظمة وبركات ، فمما يثير الأسف الشديد أن الطلاب يشتغلون بتعلمها بدون معرفة مكانتها .
أدعو الله تعالى أن يوفقنا بالعمل ، آمين ” .
جمعية الإصلاح المركزية :
أفاد الأخ سعد بن عبدالرقيب ( عضو جمعية الإصلاح ) بأن جمعية الإصلاح المركزية لدار العلوم التابعة لندوة العلماء عقدت حفلتها الافتتاحية في قاعتها التاريخية العريقة التي تسمى بـ ” القاعة الجمالية ” برئاسة سعادة الدكتور الشيخ سعيد الأعظمي الندوي ( رئيس جمعية الإصلاح ومدير الدار ) ، وقد قام بتعريف الجمعية الأخ سعد بن سعيد ( الأمين العام الجديد للجمعية ) أمام الحضور ، وقال سعادة الدكتور حفظه الله ورعاه في كلمته الرئاسية : ” إن جمعية الإصلاح لها أهمية بالغة ومنفعة فائقة ، فعلى الطلاب أن لا يدخروا وسعاً في الاستفادة منها ” .
وأضاف قائلاً : ” لا بد لكم من أن تحملوا الروح الإسلامية التي عرف بها أبناء هذه الدار القدامى ” .
وقد حضر الحفلة الأستاذ السيد بلال عبدالحي الحسني الندوي ، وألقى كلمةً بالموضوع .
لجنة الإصلاح برواق معهد القرآن الكريم :
قال سعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله ورعاه ( مدير دار العلوم لندوة العلماء ) في كلمته الرئاسية التي ألقاها في الحفلة الافتتاحية للجنة الإصلاح برواق معهد القرآن : ” إن أعظم ما أنعم الله به على عباده هو العلم ، فلا يمتاز الإنسان عن غيره من الخلق ، ولا يميز بين الخير والشر إلا به ، فالعلم هو ذروة الفضائل كلها ، إلا أنه لا بد أن يكون العلم متسماً بالنفع والإثمار حتى يحدث ثورةً هائلةً في حياة الإنسان ويجعله نموذجاً لغيره في المجتمع ” .
وأكد سعادته على ضرورة العناية بالأهداف فقال : ” إن منهج التعليم والتربية يجب أن يكون حاملاً لروح الغايات المنشودة العالية وهادفاً إلى مطامح سامية ، فبدون ذلك لا يُجدي أي نفع ولا يكون له أثر ما ” .
وأضاف قائلاً : ” هناك في دارالعلوم لندوة العلماء قسم مختص بتربية الطلاب بالإضافة إلى النظام الدراسي الذي يجري في الصفوف ، وهذا القسم هو الذي يسمى بجمعية الإصلاح التي تؤهل الطلاب كتابةً وخطابةً وتحسن حياتهم الثقافية ، فجمعيات الإصلاح تقوم بنشاطاتها وتلعب دورها في تربية الطلاب في كل رواق من أروقة دار العلوم بصفة مستقلة ، ومنها جمعية الإصلاح لرواق معهد القرآن ” . وألقى بالمناسبة محمد إرشاد ( أمين اللجنة ) مقالته التي احتوت على تعريف وجيز بالدار وأغراض جمعية الإصلاح .
لجنة الإصلاح برواق أبي الحسن :
عقدت لجنة الإصلاح لرواق العلامة السيد أبي الحسن علي الندوي حفلتها الافتتاحية برئاسة سعادة مدير دارالعلوم الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله ، في بداية الحفلة تلا الأخ عبدالله أواب عدة آي من الكتاب العزيز ، وألقى أمين اللجنة الأخ محمد مرغوب الرحمن خطبته الافتتاحية مسلِّطاً الضوء على خلفية تأسيس ندوة العلماء ، كما بيّن الأغراض من إنشاء اللجنة ، وكذلك أعلن بقائمة مسئولي اللجنة .
وأخيراً ذكَّر سعادة الدكتور سعيد الأعظمي – حفظه الله – الطلاب بأهمية اللجنة قائلاً : ” إن الجمعية خير منصة لكم حيث توفر لكم فرص التمرن على الكتابة والخطابة واكتساب خبرة الإدارة والتنسيق ” .
وأضاف قائلاً : ” إن جمعية الإصلاح تعتبر من ميزات دار العلوم لندوة العلماء وسماتها ، فطلابها كما يستفيدون من النظام الدراسي لدار العلوم كذلك يتحلون بقوة البيان وروعة الأسلوب ومهارة الأداء بالمساهمة في نشاطاتها ، وإن الجمعية تمكنكم من مواجهة تحديات العصر ومقاومة الفتن الحديثة وتستثير هممكم وتتيح لكم فرصاً لتستغلوا أحدث الوسائل وأثمرها ، متسلحين بعلم عميق ومعارف راسخة ودراسة مستفيضة ، وإن الجمعية كما تقوم بصقل المواهب الفردية كذلك تصرف عنايتها إلى ازدهار الإنسانية وتنمية البلاد وتطويرها من كل جهة ” .
لجنة الإصلاح للرواق السليماني :
عقدت لجنة الإصلاح للرواق السليماني حفلتها الافتتاحية برئاسة سعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي ( مدير دار العلوم ) أطال الله بقاءه ، بعد تلاوة آي من الكتاب الحكيم وتغنية أنشودة ندوة العلماء ، ثم قدم الأخ محمد عبيدة ( أمين لجنة الإصلاح ) مقالته حول الأهداف الرئيسية لتأسيس ندوة العلماء .
ثم ألقى سعادة الرئيس حفظه الله خطبته البليغة الجامعة ، ولفت انتباه الطلاب إلى أهمية الجمعية قائلاً : ” إن هذه الجمعية خير مصنع لبناء الشخصية ، فالمواظبة على المساهمة في نشاطات الجمعية تجعل المساهمين من المتقدمين في كل مجالات الحياة فيسبقون غيرهم ، ولا تثنيهم الدهشة والتلعثم عن أن يعبروا عما بضمائرهم ويقدموا أفكارهم وآراءهم إلى الإنسانية ” .
النادي العربي لمعهد دار العلوم :
بدأ المعهد الثانوي لدار العلوم لندوة العلماء بمنطقة سكروري على شارع هردوئ نشاطاته الثقافية لهذا العام الدراسي الجاري ، من جمعية الإصلاح والنادي العربي ، وقد شرف حفلة النادي العربي الافتتاحية سعادة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي بقدومه الميمون ، وألقى كلمةً رئاسيةً قال فيها : ” إن ندوة العلماء حركة تعليمية توجيهية ، ومؤسسة دعوية تربوية قدم فكرتها العالم الجليل الشيخ محمد علي المونغيري ، ووافق عليها علماء الهند الكبار ، فكان إنشاؤها في ١٨٩٢م ، وقد مرت على ذلك أكثر من مأة وثلاثين عاماً ، فكان من أنشطتها التعليمية دار العلوم التي تزود الطلاب بالعلم والثقافة ، وهم يحملون رصيداً كبيراً من العلوم والفنون حينما يتخرجون من هذه الدار .
وقد أنشأت دار العلوم للتدرب على اللغة العربية نطقاً وكتابةً النادي العربي ، وهو مستمر في إنشاء الذوق العربي في طلاب دارالعلوم ، فتعود المسئولية على الطلاب أن يغتنموا هذه الوسائل المتاحة من قبل دارالعلوم ، ويكونوا بارعين في اللغة العربية .
أدار الحفلة الأمين العام الجديد للنادي العربي ، وحضر أساتذة المعهد كلهم ، ومنهم الأستاذ شبير أحمد الندوي مسئول المعهد ، والأستاذ مطيع الرحمن عوف الندوي مساعد المسئول ، وانتهى الحفل بدعاء رئيس الحفل .
* الأمين العام الجديد للنادي العربي بدار العلوم لندوة العلماء .