(2) الشيخ عطاء الرحمن الوجدي في ذمة الله تعالى

(2) الشيخ عطاء الرحمن الوجدي في ذمة الله تعالى

تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الشيخ عطاء الرحمن الوجدي أمير الوحدة الإسلامية لعموم الهند ، وعضو هيئة قانون الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند في 23/12/1445هـ ، المصادف 29/6/2024م عن عمر يناهز 88 عاماً ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

كان الشيخ عطاء الرحمن الوجدي من مواليد 1936م ، في مدينة سهارنفور ، وتعلم العلوم الإسلامية في دهرادون ، ومسوري وسهارنفور ، وقد أتقن اللغات المختلفة : الأردية والعربية والهندية والإنجليزية ، وكان غرامه بالعربية شديداً ، كان خطيباً بارعاً وكاتباً قديراً ، وشاعراً مشهوراً ، يشارك النشاطات الشعرية ويلقي كل أسبوع دروس القرآن الكريم ، فيقدم فيها حلول القضايا الاجتماعية ، وكان معجباً بشخصية الشيخ أبي الأعلى المودودي ، فألف حول أفكاره وسيرته الذاتية عدة مؤلفات ، مارس الصحافة الإسلامية من خلال مجلات ، منها : بيباك ( الجريئ ) الأسبوعية ، وقد أصدر ” اليوم ” النصف الشهرية عام 1966م ، ثم مجلة تنقيحات عام 1977م ، وبعد احتجاب هاتين الصحيفتين أصدر بشيئ من التأخير مجلة الوحدة الشهرية عام 2007م وكان منشئاً لعدة جمعيات ومنظمات ، منها مجلس صيانة شعائر الإسلام ، وهيئة الوحدة الإسلامية ، وكان رئيساً للجنة المسجد البابري للعمل .

كانت وفاته مبعث حزن كبير في الأوساط الدعوية والفكرية ، فإنه قضى حياته في ضوء الشريعة الإسلامية ، ولم يتنازل قيد شعرة عن موقفه نظراً إلى حساسية الموضوع ، وأمانته العلمية ، وكان يتمتع بالإيمان القوي والعقيدة الراسخة ، والكلمة الصادقة عند سلطان جائر ، ولا يخاف في ذلك لومة لائم .

تغمده الله تعالى بواسع رحمته ، وغفر له زلاته ، ورفع درجاته ، وألهم المنتمين إليه وأسرته الصبر الجميل .