(2) الأستاذ نديم الواجدي إلى رحمة الله تعالى
ديسمبر 25, 2024(2) الأستاذ محمد علي الندوي إلى رحمة الله تعالى
يناير 28, 2025إلى رحمة الله تعالى :
(1) الدكتور صالح مهدي السامرائي في ذمة الله تعالى
قلم التحرير
استأثرت رحمة الله تعالى بالداعية الكبير الدكتور صالح مهدي السامرائي عصر يوم الجمعة في 5/ جمادى الأولى سنة 1446هـ ، المصادف 8/ نوفمبر 2024م ، وذلك في جدة بالمملكة العربية السعودية ، وصُلي عليه في المسجد الحرام ، وتم دفنه بمقبرة المعلاة ، مكة المكرمة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
كان الدكتور صالح مهدي السامرائي ينتمي إلى العراق ، وُلد في مدينة سامراء بالعراق عام 1932م ، وأكمل دراسة الثانوية في مدينته ، ثم سافر إلى باكستان ، ونال شهادة الليسانس في العلوم الزراعية عام 1960م ، كما نال شهادة الماجستير عام 1963م ، ونال كذلك شهادة الدكتوراه عام 1966م من جامعة طوكيو باليابان ، وقد مارس الدكتور السامرائي مهنة التدريس في جامعة بغداد بالعراق ، وجامعة الرياض ، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة بالمملكة العربية السعودية ، وقد زار بلداناً ودولاً كثيرةً ، فعد من الرحال الإسلاميين ، ولم تكن رحلاته لمجرد تفريج هموم وغموم ، بل كانت لتوسعة نطاق الدعوة الإسلامية ، وقد أنشأ زمن إقامته وعمله في جامعة الملك عبد العزيز بجدة ، قسم الزراعة في المناطق الجافة ، وكان رئيساً إلى 1996م ، وقد وفق الله الدكتور السامرائي بالمشاركة في إنشاء المركز الإسلامي في طوكيو بعاصمة اليابان بإيعاز من جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ، وقد أصدر المركز عدداً كبيراً من الكتب ، كما اعتنى بإعداد الدعاة والمصلحين العاملين في اليابان ، وإنشاء مدارس ومساجد ، ولا سيما مسجد طوكيو الذي يعد من إنجازات الشيخ السامرائي ، فاهتدى عدد كبير من الناس إلى الإسلام بواسطة هذا المركز .
ومن أبرز المؤلفات للدكتور السامرائي : الإسلام في اليابان ، ومن هم المسلمون في اليابان ، وترجمة وتقديم لكتاب : البحث عن الصراط المستقيم ، وكانت له مشاركة فعالة في مراجعة وترجمة كتاب : رحلات عبد الرشيد إبراهيم ، وهو كتاب يتحدث عن تجارب عالم مسلم في دول آسيا ، وقد أشرف الدكتور السامرائي على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية ، وله مقالات وبحوث نشرت في المجلات والجرائد العالمية .
كان الدكتور السامرائي داعيةً إسلامياً ، وباحثاً مدققاً ، ومؤرخاً أميناً ، قضى طول حياته في العلم والدعوة ، ونشر الإسلام ، وتعليم أبناء المسلمين العلوم الإسلامية ، فإنه وإن تخصص في علوم الزراعة ، لكن روحه الدعوية مازالت تحثه على الاشتغال بالعلم الديني ونشر الخير .
إن صلتي بالدكتور صالح مهدي السامرائي قديمة ، وهي ترجع إلى الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي ، وكان مشتركاً في مجلة البعث الإسلامي منذ أول يومها ، وقد سافرت إلى العراق للاستفادة من أستاذنا الشيخ محمد تقي الدين الهلالي المراكشي رحمه الله عام 1958م لمدة أحد عشر شهراً ، فأول من لقيني على محطة القطار لبغداد هو الدكتور صالح مهدي السامرائي ، وهو الذي ذهب بي إلى أستاذنا الهلالي ، ثم ذهب بي إلى بيته بالأعظمية ، هكذا توطدت الصلات بيني وبينه ، وتكررت اللقاءات في السعودية ، ونشرت مقالاته في مجلة البعث الإسلامي ، وكانت علاقته بالأستاذ الدكتور سليم الرحمن خان الندوي قوية ، فإنه أعد أطروحة الدكتوراه باسم : الصحافة الإسلامية في الهند : تاريخها وتطورها ، تحت إشراف الدكتور صالح مهدي السامرائي ، الذي كان آنذاك موظفاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وكانت هذه الأطروحة قيمةً ، بحيث أصبحت سبباً لمواصلة أعمال الدكتور سليم الرحمن الندوي في المركز الإسلامي ، باليابان ، فالأستاذ الدكتور سليم الرحمن يعد الآن من الدعاة العاملين في اليابان ، وله مساهمة ملموسة في هذه المنطقة ، كما اختير عضواً في اللجنة التنفيذية لندوة العلماء ، ولا يزال يحضر جلساتها كل عام .
كان الدكتور السامرائي مستشار الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، وعضو المجلس العالمي للمساجد ، وعضواً مؤسساً في هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة ، وغيرها من المنظمات والهيئات .
تغمد الله الدكتور صالح مهدي السامرائي بواسع رحمته ، وغفر له زلاته ، وأغدق عليه شآبيب رحمته ، وحشره مع عباده الصالحين .