(3) الشيخ محمد أنيس الرحمن القاسمي إلى رحمة الله تعالى
مارس 15, 2023(2) الشيخ عبد الأحد الأزهري في ذمة الله تعالى
مايو 28, 2023(1) الشيخ المحدث والمحقق السيد محمد يحيى الندوي إلى رحمة الله
قلم التحرير
انتقل إلى رحمة الله تعالى المحدث البارع ، والباحث النابغ الشيخ السيد محمد يحيى الندوي ، بعد ماعاش عمراً يجاوز 92/ عاماً ، وذلك في 18/ رمضان 1444هـ ، المصادف 9/ أبريل 2023م ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
كان الشيخ المحدث السيد محمد يحيى الندوي من أبرز علماء وخريجي ندوة العلماء بلكناؤ ( الهند ) ، التحق بدار العلوم لندوة العلماء عام 1444هـ ، وتخرج منها عام 1948م ، وكان من زملائه في الصف الشيخ الدكتور السيد سلمان الندوي بن العلامة السيد سليمان الندوي ، والشيخ السيد حبيب الحق الندوي ، وكان بيته بيت علم وأدب ، وكان والده السيد فضل الكبير يحمل ذوقاً علمياً ودينياً وشغفاً زائداً بالكتب العلمية والأدبية ، فيشتريها ويجمعها في بيته ويقرأها كما كان يدير مدرسة علم وتربية للبنين ، وكان الشيخ السيد محمد يحيى من قرية سانحه بمديرية بيغو سرائ ، في ولاية بهار ، وكان ينتمي إلى الأسرة الحسينية ، وُلد في قريته عام 1930م ، وتزوج الشيخ السيد محمد يحيى الندوي من كريمة الشيخ لطف الله الرحماني أحد أنجال العلامة الشيخ السيد محمد علي المونغيري ( مؤسس ورئيس ندوة العلماء ) ، فرزقه الله أولاداً ، منهم الأخ جنيد أنور ، بارك الله في حياته .
استفاد الشيخ السيد محمد يحيي الندوي من مشايخ عصره ، فنشأ فيه ذوق تحقيقي وأدبي أمثال العلامة عبد العزيز ميمن ، والأستاذ عبد اللطيف الرحماني والشيخ بدر الدين العلوي ، وقد عاش زمناً مع المحدث الكبير الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وشارك في بعض أعماله العلمية والتحقيقية ، وكانت عنده أمنية للدراسة في جامعة الأزهر ، لكن لم يقدر له بسبب بعض الموانع ، على كل ، كانت دراسته ومطالعته للتراث القديم والجديد متفوقة على علماء عصره ، وقد استفاد من علمه بعض أمناء المكتبات الخطية ، إنه حينما يطلع على مخطوط أو كتاب مطبوع سارع إلى اشترائه واختزانه في مكتبته الخاصة ، وكانت مكتبه عامرةً بالكتب القديمة والجديدة ، وكان ينفق على ذلك نقوداً كثيراً .
يزور الشيخ السيد محمد يحيى الندوي ندوة العلماء ، ويمكث فيها أياماً ، ويلقى كل صغير وكبير ، ويشجعه على المطالعة والاستزادة من العلم ، ويركز على تحقيق النسخ الخطية الموجودة في مكتبات العالم الإسلامي ، وكان الشيخ محمد يحيى يعيش حياةً ساذجةً ، لا كلفة فيها ولا افتعال ، فكل من رآه أحبه وأعجب بأسلوب حديثه ، وكان يحضر مجالس الشيخ الجليل السيد محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله ، ويفيد بتحقيقاته النادرة ، كما يتشرف أساتذة دار العلوم لندوة العلماء بلقائه ، ويستفيدون من علمه الغزير ، ولا تزال ترسل إليه مجلة البعث الإسلامي ، فيقرؤها ، وينتظرها بفارغ الصبر .
وقد ترك في صورة أوراقه المبعثرة أعماله التحقيقية أمثال أحاديث تاريخ بغداد : تخريج ودراسة ، يا ليت من يقوم بهذه المهمة العلمية ، ويأتي بها إلى النور ، ولا شك أن مكتبته ثروة قيمة لأهل العلم والبحث ، وهي عامرة بالكتب القيمة ، والمراجع الأصيلة ، التي اعترف بها بعض المحققين في العصر الحديث .
رحمه الله رحمةً واسعةً ، وأغدق عليه شآبيب رحمته ، وأدخله فسيح جناته ، وألهم أهله وذويه الصبر الجميل .