(4) الأستاذ الحافظ عبيد الرحمن خان الندوي في ذمة الله تعالى
أغسطس 3, 2024(2) المفتي شكيل أحمد السيتافوري في ذمة الله تعالى
سبتمبر 2, 2024إلى رحمة الله تعالى :
(1) الدكتور الشهيد إسماعيل هنية إلى رحمة الله تعالى
قلم التحرير
فقد العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه شخصيةً إسلاميةً عُرفت طول حياتها ببطولاتها النادرة ، وتضحياتها الجسام ، وهي شخصية الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) ، وذلك باغتياله إثر غارة سرية في الساعة الثانية ليلاً في أحد فنادق جمهورية إيران ، بمناسبة تنصيب رئيسها الجديد في 2/ محرم الحرام 1446هـ ، المصادف 31/ يوليو 2024م ، ونُقل جثمانه إلى دولة قطر ، وصلي عليه في جامع محمد بن عبد الوهاب بحضور أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، ووالده الموقر حمد آل ثاني حفظهما الله ذخراً للإسلام والمسلمين ، وتم دفنه في مقبرة الإمام المؤسس في منطقة لوسيل ، شمال الدوحة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
كان الدكتور إسماعيل هنية من مواليد 1962م ، في مخيم الشاطي بمدينة غزة ، حفظ القرآن الكريم وجوّده في صغر سنه ، ثم واصل دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة ، وحصل منها على شهادة البكالوريس ، ثم نال منها شهادة الدكتوراه الفخرية عام 2009م ، وكان الدكتور إسماعيل رجلاً في أمة ، فكان قلبه مفعماً بالإيمان القوي ، والثقة بالله عز وجل ، بدأ حياته الجهادية منذ شرخ شبابه وارتبط أولاً بالكتلة الإسلامية التي كانت الذراع الطلابي للإخوان المسلمين ، وكان نشيطاً في أعماله الجهادية حتى سجنته السلطات الإسرائيلية ، فقضى مدة ثلاث سنوات في السجن عام 1989م ، ثم أطلق سراحه ، فخاض في انتفاضة الأقصى بإيمان وحماس بالغين ، ثم رشح رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية ، فنال منه تربيةً دينيةً ، ولما فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006م ، فتولى منصب رئيس الوزراء إلى 2014م ، ثم وفقه الله تعالى أن يكون رئيس المكتب السياسي لحماس منذ عام 2017م إلى شهادته عام 2024م .
وكان من جمله السائرة التي ظلت على لسان كل عضو من أعضاء حماس : لن نعترف بإسرائيل ، لن نعترف بإسرائيل ، حتى قرض بعض الإخوة هذه الأبيات على هذا المنوال :
قال القائد إسماعيل ، هذا النهج ولا تـــبــديـل
لو خضعت كل الدنيا ، لن نعترف بإسراييل
وكان يقول : نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة ، ونحن نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة .
كان الدكتور إسماعيل هنية قائداً بارزاً ، وسياسياً محنكاً ، ودبلوماسياً ألمعياً ، وكان يقود حماس بتجاربه الواسعة ، وخبراته السابقة ، وكان يحبه القاصي والداني ، وقد تمنى الشهادة في سبيل الله تعالى ، فتحققت أمنيته هذه ، وقبل ذلك نال عدد من أعضاء أسرته من البنين والأحفاد هذا الشرف في مدينة غزة بالذات .
ونحن إذ نعزي قادة حماس ، وأسرة الشيخ هنية ، وجميع أحرار العالم الإسلامي ، والمجاهدين البواسل ندعو الله تعالى أن يتقبل جميع ما قام به من جهد وجهاد في سبيل إعلاء كلمته ، ورفع رايته . قال تعالى : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلـٰكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ) .