وسَطيَّة الإسلام في نشر اللغة العربيَّة

أهل الكتـاب وعلمهم بأوصافه صلى الله عليه وسلم  وبصفات أصحابـه رضي الله عنهم
ديسمبر 15, 2020
الزهد الحقيقي في ضوء جوامع الكلم الحكيمة ( صلى الله عليه وسلم )
يناير 6, 2021
أهل الكتـاب وعلمهم بأوصافه صلى الله عليه وسلم  وبصفات أصحابـه رضي الله عنهم
ديسمبر 15, 2020
الزهد الحقيقي في ضوء جوامع الكلم الحكيمة ( صلى الله عليه وسلم )
يناير 6, 2021

الدعوة الإسلامية :

وسَطيَّة الإسلام في نشر اللغة العربيَّة

بقلم : الأستاذ إرشاد أحمد *

وقد سلك المسلمون سبيل الاعتدال أيما اعتدال في جميع الأمور لاسيما في الحفاظ على الحدود البشريَّة اللازمة والحقوق العامَّة من خلال عمليَّة نشر العربية وثقافات العرب وقت نفوذهم وسلطتهم على البلاد المفتوحة حتى لم يُعرف له نظير في الأمم الماضية ؛ فإنَّهم أرادوا شيوع العربيَّة في أقطار العالم بأسرع وقت ، ولم يتعد ذلك الهدف إلى الإكراه وإجبار الناس على التكلُّم بالعربية عن درجة الترغيب فحسبْ ، ولم يجعلوا حوائج العامَّة منوطةً بفهم العربيَّة حتى تعسُر حياة الإنسان من  دونها ؛ فهذا هو شأن الإسلام المتكامل وتابعيهم في نشر لغتهم .

وعلى عكس ذلك فلمَّا أدرك النصارى هذه النقطة الدقيقة لإذاعة اللغة وترويجها في المجتمعات الإنسانيَّة بذلوا أنفسهم في ذلك كلَّ البذل حتى عكروا على الناس حياتهم فضاقت عليهم الأرض بما رَحُبَتْ ، وضاقت عليهم أنفسهم ، وحسبوا أن لا ملجأ لهم إلا اعتناق لغتهم وثقافتهم طوعًا أو كرهًا ، ومضايقاتهم لشعبهم أنَّهم علَّقوا شؤون الحل والترحال والعقود والتجارات وحصول الأقوات كلها على معرفة لغاتهم والكلام  بها ، ولو لم يكن في تعلم لسانهم الإزعاج المخل والتضايق الممل لسادت العالمَ اللغةُ الإنكليزيَّة وانقرضت كافة الألسنة من الدنيا بحيث لا يبقى لها أصل .

فتبيَّن ممَّا ذكرنا حقَّ البيان أنَّ الله تعالى فضَّل الإسلام على جميع الأديان واختار لغته على سائر اللغات فما إن دخلت العربيَّة بلدًا إلا وألغَتْ جميع اللغات وأخذ مكانها فسدَّ مسدَّها .

شيوع اللغة العربيَّة في بلاد غير المسلمين :

ولقد احتار المفكر الأوربيُّ الدكتور ” جستادلي بان ” من استيعاب العربيَّة وشيوعها في العالم وقال :

” نقول عن لغة العرب – ما قلنا عن دينهم – بأنَّهم سوَّدوها في الدول التي فتحوها ، وكذلك أشاعوها في الأمم والشعوب التي استَولَوا عليها ، وبالتالي فاختار المغلوبون لغتهم بتمامها ، ولم يفعل ذلك في العالم أحدٌ ممَّن استولى على البلدان غيرُ العرب ، هذا وقد انتشرت العربيَّة في بلاد الإسلام حتى أخذت مكانة اللغات القديمة كـ السريانيَّة والقبطيَّة واليونانيَّة والبربريَّة ، ومن ذلك أنَّها تداولت مدةً من الزمن في إيران إلى أن جُدِّدَت الفارسيَّةُ وأُعيدَ بناؤها ثمَّة إلا أنَّ كتابات العلماء ومصنَّفاتِهم كانت بالعربيَّة إلى الآونة الأخيرة بل دُوِّنَتْ كلُّ كتب العلوم والمذاهب بلغة العرب ، وكانت حالة العربيَّة في تلك المنطقة من آسيا كحالة اللاتينية في الأزمنة الوسطى بأوربَّة ، وقد لوحظت هناك ظاهرة جليَّة في الشعوب الأتراك الذين فتحوا دول العرب فإنَّهم أخذوا أساليبهم في الكتابة والتحرير حتى يفهم القرآنَ الكريم رجلٌ عاديٌّ ليس له كبير صلة بالعلم والأدب ” [1]  .

نعم ! فإنَّ العربيَّة لم تُدرِك مكانة الألسنة القديمة في بعض الأمم اللاتينية ، ولكنَّ العرب تركوا فيهم ملامح سطوتهم وغلبتهم ، وقد كتب موسيودوزي وموسيو انكلمين معجماً جمعا فيه بعض الكلمات من لغة الأندلس والبرتغال التي استخدمت فيهما منقولة من العربية أصلاً .

وكذلك تركت العربيَّة أثراً كبيراً ظاهراً في فرنسا فقد قال     ” الموسيو سدي ” : إنَّ لغة الأدرون والشوزمين قد اتصلت كلماتهما بالعربيَّة اتصالاً واضحاً وأسماؤهما تشبه العربيَّة .

وقال كاتب المعجم الفرنسي : ” إنَّ العرب لم يُغيِّروا لغة فرنسا وتعبيراتهم مع بقائهم فيها مدة كبيرة حتى لم يبق لهم أثر أصلاً فيها ” [2]  .

وقد ظهر لنا ركاكة هذا الكلام ممَّا ذكرنا أنَّ البلاد التي لغاتها غير العربيَّة ، ولكنَّها تحولت إلى العربيَّة بعد نزول العرب الأقدمين بأرضها ، ولكنَّني حِرتُ لأولئك المثقَّفين الذين يُعيدون مثلَ هذه الأقاويل الركيكة ، فنقول فيهم : إما أنَّهم لا يعرفون التاريخ الماضي عن أوربا لا من قريب ولا من بعيد أو أنَّهم يريدون خداعَ الناس وتغليطهم بكلامهم للتعصب القومي .

وقال الشيخ ” محمد كُرد علي المصري ” في رسالته : ” شاعت اللغة العربيَّة في كل أرض نزل بها العرب ، بل لم يمضِ أكثر من نصفِ قرنٍ حتى اضطر رجالُ الكنيسة أن يُترجموا صلواتهم بالعربيَّة ليفهمها المسيحيُّون ؛ لأنَّ هؤلاء زهدوا في اللغة اللاتينيَّة ، ونشأ لهم غرامٌ بالعربيَّة فأخذوا يُتقنون آدابَها ، ويَتغنَّون بأشعارها ، ويكتُبون فيها كأبنائها ويُعجَبون ببلاغتها إعجابَ أهلها بها ” [3]  .

ولو أنَّنا تتبَّعنا حياة السلف في أنَّهم لماذا بذلوا أنفسَهم في نشر العربيَّة لعرفنا أنَّ الغاية المطلوبة عندهم من ذلك أمران أرادوا إنجازهما بسعيهم ، أولاً : أن تتمكَّن العلاقة بين الحاكم والمحكومين والسلطان والرعية ، وهو غرض سياسي . ثانياً : أرادوا أن ينتشر خلق القرآن وما فيه من صلاح المجتمع ، وذلك غرض دينيٌّ ، ويمكن ذلك بشيوع لغة القرآن ، وقد حصل كل من الغرضين المذكورين فيما سبق .

أثر لغة العرب وثقافتهم في بلاد أوربَّا :

لا شك أنَّ الغرب يتباهى العلم والدراية ، ويزعم أنَّ ثقافتهم كاملة وحضارتهم عالية وسياستهم قاهرة ، لكنَّنا نَعرِض لهم أدنى مثال في هذا المقال عرضاً موجزاً : وهو أنَّه لما دخل الإسلام في بلاد المغرب وفتحها أهله ولم يمض أكثر من نصف قرن حتى استقر في الأندلس والبرتغال وانقرضت البربريَّة ، وأصبحت كمنطقة للعرب ، وبدأ الناس هناك يقتدون بالمسلمين في المأكل والمشرب والملبس والمظهر وأزيائهم ، ولم يقف الأمر على ذلك ، بل تعدى فشمل الدول المجاورة وتأثرت بهم تأثراً كبيراً .

وقال الشيخ محمد علي كرد : وكان كثيرٌ من أذكياء الجلالقة والقشتاليين واليونيين والنافاريين ، دع مَن كانوا في البلاد التي فتحتها العرب من المسيحيين ، يتعلَّمون العربيَّة ويقصدون الخليفة الأندلسيَّ أو أحدَ رجاله يستخدمون في الإدارات ، وتُجرَى على سادات الإسبان أحكامُ الإسلام فيختلطون بأشراف العرب ، ومن ظلَّ منهم محتفظاً بدينه نسي مبادئَه فيَحجُب نساءه كالمسلمين ، ويقتدي بأزيائهم وألسنتهم وعاداتهم في مآدبهم ورفايتهم وأنسهم [4]  .

وما يُؤسِفنا – كل الأسف – أنَّ المسلمين قد انحطوا في العالم ولم تبق لهم مهابة كما كانت لهم في القرون الأولى والعصور المتقدمة بعدها ، وذلك لما جاء الخلف الذي لم يكن على وتيرة السلف فطلسوا جميع معالم الأكابر وجعلوا أغلال الاستعباد في أعناقهم بأيديهم ، بينما كانت الأمم الأخرى تفتخر باقتداء أهل الإسلام قديماً فإنَّهم استحقُّوا ذلك وقتئذ ، وأمَّا اليوم فنحن معشر المسلمين – مع الأسف الشديد – نتباهى باقتداء الأجانب غير المسلمين على غير استحقاق ، واخترنا أزياءهم وأحببنا التكلم بلغاتهم ، ونرفع الأصوات بأداء الكلمات الإنكليزيَّة بكل تبجُّح من دون حاجة وإن كان كلاماً عشوائياً مهشَّماً ، وخرجَتْ نساء المسلمين من حجابهنَّ وأصبحت متكاتفات للرجال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون وهو المستعان وإليه المشتكى .

المؤامرات العدوانيَّة على اللغة العربيَّة :

إنَّ اللغة العربيَّة ظلت قوية ثابتة ، وستظلُّ كذلك – إن شاء ربنا – لقد تآمر عليها أعداء كثيرون من الشعوبيين القدماء والمستشرقين في أيام الاستعمار الأجنبيِّ للبلدان الإسلاميَّة حيث حاولوا إلغاء العربيَّة واستبدال اللغات الأجنبيَّة بها إلا أنَّ محاولاتهم باءت بالفشل ، ثم ظهر أفراخ الغرب وعملاؤه في بلاد المسلمين ليقوموا بذات المهمَّة عن طريق إحياء اللغات البائدة من الفرعونيَّة والكردية والأمازيغيَّة وغيرها ، وتمجيد اللهجات العاميَّة ، والشعر العامي ، وإفساد الذوق العربي بهدم أوزان الشعر ، والولوغ في الطلاسم والرمزية باسم الحداثة والتجديد والدعوة إلى إلغاء الإعراب والحركات ، وتسكين أواخر الكلمات ، وكل محاولة منها تَفشَل بعد الأخرى ، ويُقيِّض اللهُ رجالاً ينافحون عن لغة القرآن ، ويردُّون كيد الأعداء .

وقال الكاتب الغربي ميليه : ” إنَّ اللغة العربيَّة لم تتراجع من أرض دخلتها ؛ لتأثيرها الناشئ من كونها لغةَ دينٍ ولغةً مدنيَّةً وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المبشرون ولمكانة الحضارة التي جاءت بها الشعوب النصرانيَّة لم تخرج من الإسلام إلى النصرانيَّة ” [5]  .

ولو أنَّنا تتبَّعنا في سكان الهند مَن يقدر على الكلام بالإنكليزيَّة أو من يفهمها على أقلِّ القليل لما وجدنا فيها فئةً يُعتدُّ بها غير أنَّ الإفرنج أدخلوا اللغة الإنكليزيَّة بالفبركة السياسيَّة المسبقة في كافة الإدارات الحكوميَّة كصناعة الأوراق الرسميَّة التي تضعها الحكومات لمختلف مصالح الرعيَّة وفائدتهم ، وجميع شؤون القطارات وملحقاتها وكذا أمور البريد ، والتجارات العامَّة ، وبالتالي يدخل هنديُّ متبحرٌ في العلوم والفنون المحليَّة في دوائر الإفرنج كالعُميان ويتخبط تخبط العشواء لا يعرف شيئاً من نظامهم أصلاً .

وإذا تأمَّلنا معشر المسلمين أنَّ الإفرنج ومن والاهم لماذا اتخذوا هذا الأسلوب لنشر لغتهم وإشاعة حضارتهم في المسلمين لعَلِمْنا وعلم كلُّ عاقلٍ أنَّ هدفهم واضح جداً ، وهو أنَّ الهنود – بصفة عامة – والمسلمين – على الأخص – غالبيَّةُ طبائعهم دينية ، ولا يسمح لهم الدين بالاستعباد لغيرهم بل الإسلام لا يُسوِّغُ مباشرة أن يتخذ المسلمون أزياء الكفار وهندامهم وطريقة حياتهم ؛ ومِن ثمَّ قد ركَّزتِ الحكومات الحاضرة والسابقة على لغتهم حتى يمكن تغيير حياة المسلمين ، وعندها تَهُوْنُ عواطفهم الروحيَّة وتفتُر حماسة الدين في قلوبهم فيعتبرون ثقافات اليهود والنصارى زينةً لهم ورعةً في الحياة الدينا .

محاولة القضاء على العربيَّة وحضارتها :

أردت أن أذكر هنا حديثاً مفصَّلاً عن الأندلس وما جرى بها في الألف الثاني عند سقوطها واستيلاء المغاربة عليها ، وذلك يحدِّثه لنا الشيخ ” محمد كرد علي المصري ” رئيس المجمع العلمي العربي بمصر في رسالته فقال :

” ثم بدا لرجال من الإسبان المسيحيين أن يَسعوا في نشر دينهم بين المسلمين ، فأخذوا يَعنُون باللغة العربيَّة ؛ ليتعلَّمها الرهبان ، ويجادلوا مخالفيهم بالبرهان ، فوضع أحد الدومنيكيين أوَّلَ معجمٍ عربيٍّ باللغة الإسبانيَّة سنة 1230 وفي سنة 1311 – 1312 امتدح البابا ” كلمنضس ” الخامس في أحد المجامع الدينيَّة من إنشاء درس لتعليم العربيَّة في مدرسة صلمنكة ، وفي أواسط القرن الثالث عشر كان الدومنيكيون مثال الغيرة في نشر اللغات الشرقيَّة بين أبناء رهينتهم ومنها العربيَّة ، وأنشأ صاحب أراغون مدرسةً لتعليم اللغات الشرقيَّة في مِيرَامَار ، وأنشأ المجمع الديني في طليطلة ينفق على طُغمةٍ من الرهبان مؤلفةٍ من ثمانية أشخاص انقطعوا لدراسة العربيَّة ، وعلى هذا ظلت الجمعيات الدينية ولا سيما الفرنسيسكانية إلى القرن الثامن عشر في إسبانيا هي القائمة بدعوة المستشرقين إلى دس آداب الشرق ولغاته وتاريخه .

ولم تَنَلْ مدرسة صلمنكة شهرةً طائلةً في أوربَّا حتى غدت إحدى المراكز العلميَّة الأربعة ، وهي : باريز وأكسفورد وبولون ، إلا أنَّها بتأثير العلم العربيِّ أقامت على أساسٍ معقولٍ تعليمَ العلوم الطبيعيَّة والطب ، ولم يكن في مدرسة صلمنكة في أواخر القرن الثالث عشر غيرُ خمس وعشرين حلقة للتدريس ؛ منها حلقة لليونانيَّة ، وأخرى للعبرانيَّة ، وثالثة للعربيَّة ، فأصبحت في القرن السادس عشر سبعين حلقة فيها سبعة آلاف طالب .

ولمَّا أعلَن الإسبانيُّون الحرب على جنسيَّة العرب ومدنيَّتهم ودينهم ، ضعُفَت العنايةُ باللغة العربيَّة ، ولم يكتف باستصفاء جميع الجوامع ، وجعلها كنائس ؛ بل أخذوا يُنَصِّرُون المسلمين بالإكراه ، وفي سنة – 1502 طردوا من مملكتَي قشتالة وغرناطة كلَّ من ظلُّوا محافظين على الإسلام ، ولم يَعُدْ للدومنيكيين والفرنسيسكانيين من حاجة لتعلم العربيَّة ليتمكَّنوا من مجادلة الفقهاء عن علومهم ؛ لأنَّها أفسدت أفكارَهم ، وزهد المسيحيُّون في علوم المسلمين ، وقام في أذهانهم أنَّها خطرٌ عليهم .

وصدر أمرُ ” الكردينال كسيمنس ” سنة 1511 بعد أن أُحرِقَ في ساحات غرناطة كميَّةٌ من الكتب العربيَّة أن تُبادَ كتبُ العرب من بلاد إسبانيا عامَّةً فتمَّ ذلك في نصف قرن ، ولولا المترجمات منها إلى العِبرِيَّة واللاتينيَّة لبادت مدنِيَّةُ العرب من تلك البلاد ، وأخذ ديوانُ التفتيش الدينيُّ على نفسه إبادة كل أثر للعرب ، وما كان منتصرة المغاربة الذين دانوا بالنصرانية مكرَهين ليستطيعوا إبداءَ أسفهم إلا سراً ، وفي الكتب العربيَّة المكتوبة بالعجميَّة ، – أي المكتوبة بحروف إسبانية – دليلٌ على تعلق أولئك المنتصرة بقديمهم .

وفي سنة 1556 منَع فيليب الثاني منتصرة المسلمين من استعمال اللغة العربيَّة ، وأراد بهم على أن تُنتَزَع من أسمائهم التراكيبُ العربيَّة ، وعن أجسامهم الألبِسَة الشرقيَّة ؛ ليَمزِجَهم بزعمه في سواد أبناء المذهب الكاثوليكي ، ثم طردوا على عهد فيليب الثالث ، وكان عددهم نحو مليون نسمةً على صورة قاسية سخيفة ، ولم يبق من الحضارة العربيَّة واللغة العربيَّة في إسبانيا غير ذكراهما ، وزَهَدَ القوم في القرنين السابع عشر والثامن عشر في تعليم العربيَّة في إسبانيا اللهم إلا على طريقة  إفراديَّة ، وغدا الاطلاع على العربيَّة نقصاً ، ولربَّما اتُّهِمَ مَن يتعلَّمها بالإلحاد بعد أن كان أهلُ الطبقة العليا من الإسبان أيام عزِّ العرب يحلون بأقوال فلاسفة العرب كلامهم ، ويدرسون الفلسفة العربيَّة درسَ مستبصِرٍ مستفيدٍ لا درسَ ناقدٍ عنيدٍ ، ويَعدُّون الاطلاع على الآداب العربيَّة من أمارات الظرف والكياسة ، وعلى هذا لم يبق لمدرسة الفرنسيسكان في إشبيلية من أساليب تعلُّم العربيَّة إلا أثرٌ ضئيلٌ ” [6]  .

فشل المسلمين باتباع غيرهم :

وبدأ كل ذلك أوَّلاً من اختيارنا لغاتِهم وأزياءهم واعتقادِنا أنَّ الإيمان من البواطن التي تتعلَّق بالقلب ولا مجال فيه للظواهر ؛ والزي واللغة أمران ظاهران ؛ فإنَّ الشرع لا يحاسب العبد على بواطن الأمور ، وإنَّما يحاسبه على ظواهرها ، ولكن تبيَّن لنا أخيراً بالتجربة أنَّه كان موجة عارمة قاتلة غشيت قلوبَ المسلمين وأدمغتَهم فغيَّرتْها بغتةً وأدخلَتْ أنجاسَ الإنكليز وحضاراتِ النصارى في أعماق القلوب المسلمة حتى اهتمَّت بها الأمّة المسلمة غايةَ اهتمامها ، واتخذها المسلمون كالعادات والتقاليد لهم .

وكذلك تتسرَّب عاداتُ قوم إلى قوم باتخاذ لسانهم وملبسهم ، ولنذكر هنا مثالاً بسيطاً : وهو أنَّ الإنسان يرتدي حذاءً إفرنجياً في بادئ الأمر ، ويظنُّ أنَّه لا يصير إفرنجياً بمجرد ارتداء حذائهم ، ولكن لا يمضي عليه الكثير إلا ويلبس ملابس إفرنجيّةً إلى أسفل الكعبين بدلاً عن لباس أهل الإسلام ، ويتدرَّج شيئاً فشيئاً فينزَع عن نفسه العباءة ، وكذا يطرح العمامة المسنونة والطاقيَّة الإسلاميَّة على مرور الزمن ، ويستحي أن يأكل على المائدة المنصوبة ( المفروشة ) على الأرض – وفْقَ السنة النبويَّة – ثم يتخلَّى عن التقاليد الإسلاميَّة وعادات المسلمين يوماً بعد يوم حتى تأبى نفسه من أن يتوضأ للصلاة مرات ويركع ويسجد ،   فانظر ! قارئ العزيز ، أين بلغت الآفة التي نشأت من حذاء واحد لم يُعتَبر شيئاً ، ولاحظتَ حق الملاحظة أنَّ ارتداء نعال غير المسلمين قد أورث مفاسد جسيمةً في حياة المسلم ، وهو أول خطوة يخطوها الإنسان باستعمال نعالهم ، ثم يتعدى إلى أكثر من ذلك ما لا يتصوره البشر .

والحق أنَّ المعاصي تزرع أمثالها ، وتُولِدُ بعضُها بعضاً ، حتى يَعِزَّ على العبد مفارقتها والخروجُ منها ، كما ذكر ابن القيم أنَّه قال بعض السلف : من عقوبة السيئةِ السيئةُ بعدها ، وإنَّ من ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها ، فالعبد إذا عمل حسنةً قالت أخرى إلى جنبها: اعملني أيضاً ، فإذا عملها ، قالت الثالثة كذلك وهلم جراً ، فتضاعف الربحُ ، وتزايدت الحسنات ، وكذلك كانت السيئات أيضاً ، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة ، وصفات لازمة ، وملكات ثابتة ، فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وأحسَّ من نفسه بأنَّه كالحوت إذا فارق الماء ، حتى يعاوِدَها ، فتسكن نفسه ، وتقَرَّ عينُه ، ولو عطَّل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة؛ لضاقت عليه نفسه وضاق صدره ، وأعيت عليه مذاهبه ، حتى يعاودها ، حتى أنَّ كثيراً من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ، ولا داعية إليها ، إلا بما يجد من الألم بمفارقتها [7]  .

وها نحن معاشر المسلمين منزعجون اليوم من فظائع الإفرنج وفضائحهم التي يقترفونها إزاء العالم الإسلاميِّ في رابعة النهار بكل جراءة ودون خوف لومة لائم ، وبسببها نخالفهم بألسنتنا ، ويسوؤنا ما يفعلون لكنَّنا – مع الأسف الأسيف – لا نستطيع أن نترك الخصال السيِّئة والأخلاق الرذيلة التي نكرهها فيهم ؛ فإنَّها تغلغلت في عروقنا ودمائنا .

ورأينا كثيراً من الناس والجماعات التي حاولت طرد الإنكليز الواغل الدخيل من القارة الهندية ؛ غير أنَّهم لم يُطِيقوا الاحتراز عن الفطرة الإفرنجيَّة التي ترسخت فيهم ، ولا يستطيعون طرح أغلال الاسترقاق التي تعلَّقت في أعناقهم منذ قرون ، ولو أراد أهل الإسلام أن يتركوا تقليد الإنجليز العدو والنصارى فيجب عليهم أوَّلاً بأول أن يتخلَّوا عن اقتفاء آثارهم في طريق الحياة الاجتماعيَّة والفرديَّة أصلاً واقتدائهم في أزيائهم المستعبدةِ ، وأن لا يتحدث بلغتهم أحدٌ من المسلمين إلا عندما تدعو الضرورة إليها في المواطن التي لا مناصَّ فيها من الإنجليزيَّة عندها ، فيجب على من ابتُليَ به أن يواجه الموظَّفين والعمَّال باللغة الوطنيَّة قدر الإمكان ( كالأردو في القارة الهنديَّة ) كممارسة شؤون البريد وتذاكر القطار وجوازات السفر في المطار وعند دخول المستشفيات وجميع إدارات الحكومة التي يفتقر إليها الإنسان في الحياة اليوميَّة ، ومن أهمِّ الأمور أن تمشي عجلة التجارات البلديَّة باللغة المحليَّة أيَّةً كانت حتى تتِمَّ عملية استئصال آثارهم الباقية المسطرة في القلوب والأذهان بصورة صحيحة متكاملة .

هذا ، وقد أصبحت أفكار المسلمين واتجاهاتهم سطحيةً حتى لا يلقي أحدُهم بالا لتجارب وأسرار قديمة رويت عن السلف الصالح ، ولا تنشرح صدورهم إلى إدراك مفاهيم القرآن والسنة الشريفة وقبولها ، بل إنَّهم يقترحون على أهل العلم أن يَمحُوا ما تبقى من آثار العربيَّة في مجتمعات المسلمين ، ويترجموا جميع الشعائر إلى اللغات الرسميَّة والقوميَّة كالخطب وغيرها .

منع التكلم بغير العربيَّة لغير ضرورة :

يبدو لنا من كلام السلف أنَّ الكلام بغير العربية عند عدم الحاجة إليها من أسباب النفاق ، كما رُوِيَ عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أحسَنَ منكم أن يتكلم بالعربيَّة فلا يتكلَّمنَّ بالفارسيَّة فإنَّه يُورِثُ النفاقَ ” [8]  ، وروي ذلك بأسانيد غير هذا ، وقال الإمام ابن تيمية عن هذا الحديث : هذا الكلام يُشبِه كلامَ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، وأما رفعه فموضع تبيُّنٍ . ونقل عن طائفة منهم أنَّهم كانوا يتكلَّمون بالكلمة بعد الكلمة من العجميَّة ، وفي الجملة : فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب ، وأكثر ما كانوا يفعلون ذلك إما لكون المخاطب أعجمياً ، أو قد اعتاد العجميَّة ، يريدون تقريب الإفهام عليه [9]  .

وذكر شيخ الإسلام ( ابن تيمية الحنبلي المتوفى : 728هـ ) أنَّه قال الشافعي فيما رواه السلفي – بإسناد معروف – إلى محمد بن عبد الله بن الحكيم ، قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعي ، يقول : ” سمَّى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تُجّاراً . ولم تزل العرب تُسمِّيهم  التجار . ثم سمَّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمَّى الله به من التجارة بلسان العرب ، والسماسرة اسم من أسماء العجم . فلا نحب أن يسمِّيَ رجل يعرف العربيَّةَ تاجراً إلا تاجراً . ولا ينطق بالعربيَّة فيسمِّي شيئاً بالعجميَّة . وذلك أنَّ اللسان الذي اختاره الله تعالى لسان العرب ، فأنزل به كتابه العزيز ، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا نقول : ينبغي لكل واحد يقدر على تعلم العربيَّة أن يتعلَّمها ؛ لأنَّها اللسان الذي هو أَوْلى بأن يكون مرغوباً فيه من غير أن يحرَّم على أحد أن ينطق بالعجميَّة ” ، فقد كره الإمام الشافعي لمن يعرف العربيَّة أن يسمِّيَ  بغيرها ، وأن يتكلم بها خالطاً لها بالعجميَّة ، وهذا الذي ذكر ، قاله الأئمَّة ، مأثور عن الصحابة والتابعين . وعن أبي بريدة قال : قال عمر رضي الله عنه : ” ما تعلَّم الرجلُ الفارسيَّة إلا خبَّ ولا خبَّ رجل إلا نَقصتْ مروءته ” ، وكذا نقل عن عطاء أنَّه قال : ” لا تتعلَّموا رطانة الأعاجم ، ولا تَدخُلوا عليهم كنائسَهم ، فإنَّ السخط ينزِل عليهم ” [10]  .

وإنَّما ورد المنع عن التكلُّم بغير العربيَّة فإنَّ سائر اللغات لها آثار وميزات تخصُّها دون غيرها ، فمنها محمودة وحسنة ومنها سيئة جداً قد تؤثِّر في العقل الإنساني كما قال ابن تيمية : ” واعلم أنَّ اعتياد اللغة يؤثِّر في العقل والخُلُق والدين تأثيراً قوياً بيِّناً ، ويؤثِّر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدين والخلق ” [11]  .

وجوب تعلُّم العربيَّة :

إنَّ اللغة العربيَّة جزء من الدين المتين ، بل لا يمكن أن يقوم الإسلام إلا بها ، ولا يصحُّ أن يقرأ المسلم القرآن إلا بالعربيَّة ، وقراءة القرآن ركنٌ من أركان الصلاة التي هي عماد الدين ، ولذا فإنَّ العناية بتعلُّمها وإتقانها مطلوبة مرغوب فيها من أجل إقامة شعائر الإسلام وفهم نصوص الكتاب والسنة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  تعالى :

” ومعلوم أنَّ تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية ، وكان السلف يؤدِّبون أولادهم على اللحن ، فنحن مأمورون أمرَ إيجاب أو أمرَ استحباب أن نحفظ القانون العربيَّ ، ونصلح الألسن المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة ، والاقتداء بالعرب في خطابها ، فلو تُرِكَ الناسُ على لحنهم كان نقصاً وعيباً ، فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربيَّة المستقيمة والأوزان القويمة فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان ، الناقلة عن العربيَّة العرباء إلى أنواع الهذيان الذي لا يهذي به الأقوام من الأعاجم الطُّماطِم العميان ” [12]  .

وينبغي لمن دخل الإسلام من الأعاجم أن يتعلم العربيَّة فقد سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يتكلم بالفارسيَّة في الطواف فأخذ بعضديه وقال : ابتَغِ إلى العربيَّة سبيلاً [13] ، فذلك إن دلَّ على شيئ فإنَّما يدل على أنَّ الصحابة أجمعين كانوا أشد حرصاً على إبقاء النطق بالعربيَّة في أوساط عامة المسلمين وأداء عباداتهم ومناسكهم .

وعن أبي الزناد عن أبيه – رحمه الله – قال : ما تزندق من تزندق بالمشرق إلا جهلا بكلام العرب وعجمة قلوبهم [14]  . وقال عطاء : رأى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه رجلين وههما يتراطنان في الطواف فعلاهما بالدرة وقال : لا أمَّ لكما ، ابتغِيَا إلى العربيَّة سبيلاً [15] .

وذكر الحافظ ابن تيمية في كتابه : ” اقتضاء الصراط    المستقيم ” : ” تعلُّم اللغة العربيَّة واجب لفهم الدين ؛ وأيضاً فإنَّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ؛ فإنَّ فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يُفهَم إلا بفهم اللغة العربيَّة ، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب ، ثم منها ما هو واجب على الأعيان ، ومنها ما هو واجب على الكفاية . وهذا معنى ما رُوِيَ عن عمر بن زيد قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ” أما بعد ، فتفقَّهوا في السنَّة وتفقَّهوا في العربيَّة ، وأَعرِبوا القرآنَ فإنَّه عربيٌّ ” ، وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنَّه قال : ” تعلموا العربيَّةَ فإنَّها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنَّها من دينكم ” ، وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربيَّة وفقه الشريعة يجمع ما يُحتاج إليه ؛ لأنَّ الدين فيه فقهُ أقوال وأعمال ، ففقه العربيَّة هو الطريق إلى فقه أقواله ، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله [16]  . ( انتهى كلام ابن تيمية )  .

ولا عجب أنَّ اللغة العربيَّة مصدر من أهمِّ مصادر تقوية العقل والذات الإنسانيَّة ، فقد رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال : ” تعلَّموا العربيَّة ؛ فإنَّها تُثَبِّت العقلَ وتزيد في المروءة ” [17]  . وحُقَّ لها ذلك ؛ فإنَّ كثرة قواعدها وضوابطها وتصريفاتها ، تورث الناطق بها حصانةً عقليَّةً ؛ فإنَّ كلمة ما فيها لا تكون بلا موقع إعرابي وتصريف يليق بمحلِّها ، وكل هذا يتطلَّب من الذهن عملاً مستمِراً وصيانةً  متواصلةً ؛ ليتمكن اللسان من الوصول إلى فصاحة بلا لحن ، وبما أنَّ الإنسان أكثر ما يتعامل به يومياً هو لغته ، فهي من أهمِّ العوامل التي تعمل على رفع مستوى حدة الفكر في الدماغ حيث تجعله يقِظاً وقّاداً ينطق بها لسانه ملتزماً الفصاحة ، بل تتعدَّى إلى ما فوق ذلك ؛ لتكون لغةَ خواطرِه وهواجسه ووساوسه .

وروي عن علي رضي الله عنه أنَّه قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هبط عليَّ جبريلٌ فقال : يا محمد !  ” إنَّ لكل شيئ سيِّداً ، فسيد البشر آدم ، وسيِّدُ وُلْدِ آدم أنت ، وسيد الروم    صهيب ، وسيد فارس سلمان ، وسيد الحبَش بلال ، وسيد الشجر   السدر ، وسيد الطيور النسر ، وسيد الشهور رمضان ، وسيد الأيام يوم الجمعة ، وسيد الكلام العربيَّة ، وسيد العربيَّة القرآن ، وسيد القرآن سورة البقرة ” [18]  .

وملخَّص المقال أنَّ سلفنا الصالح قد أدركوا هذا السرَّ الثمين والحكمة القيِّمة في نشر اللغة العربيَّة ؛ ولذا سادوا العرب والعجم والأسود والأحمر ، وقد اطلع اليهود والنصارى على حكمتهم في نشر اللغات فاختاروها واتخذوها أسوة لهم في إشاعة لغاتهم للسيطرة على العالم الإسلامي ، فاستتبَّتْ لهم الأمور واتضح لهم الطريق فغلبوا على المسلمين وسلطوا عليهم لغتهم وحضارتهم ، وأما المسلمون فقد نسوا نسياً منسياً دروسَ أسلافهم التي لقَّنُوهم بها وأَوصَوهم بها .

* المدرس بمدرسة ابن عباس ، كراتشي .

[1] ثمرات الأوراق ، منقول من الأردية : 85 .

[2] المصدر السابق .

[3] غابر الأندلس وحاضرها : 38 .

[4] غابر الأندلس وحاضرها : 39 .

[5] اللغات في أوربا الحديثة عن الإسلام والحضارة العربيَّة : 177/1 .

[6] غابر الأندلس وحاضرها : 155/156 .

[7] الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم ، فصل : توالد المعاصي .

[8] المستدرك على الصحيحين للحاكم : 4/98 .

[9] اقتضاء الصراط المستقيم : 176 .

[10] اقتضاء الصراط المستقيم : 175 .

[11] اقتضاء الصراط المستقيم بتغيير بسيط : 176 و 177 .

[12] مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 252/32 .

[13] أخبار النحويين لعبد الواحد ابن عمر : 25 .

[14] شعب الإيمان للبيهقي : 40/202 .

[15] التمهيد للعطار : 10 عن مجلة الحكمة : 413/11 .

[16] اقتضاء الصراط المستقيم : 177 .

[17] معجم الأدباء 1/22 .

[18] حياة الحيوان الكبرى ، باب النون : 2/201 .