شرح كتابي بدء الوحي والإيمان من صحيح البخاري
مارس 3, 2024إصدارات حديثة :
منشورات معهد الدراسات العلمية لندوة العلماء
مدير التحرير
معهد الدراسات العلمية لندوة العلماء أنشئ حديثاً قبل أربع سنوات زمن رئاسة العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله تعالى ( رئيس ندوة العلماء سابقاً ) ، فكان رحمه الله دائم التفكير في الأعمال البحثية ، وكثير النظر في الإنجازات الأكاديمية ، رغم ما آتاه الله تعالى من حرقة قلبية للدعوة الإسلامية ونشر شبكات التعليم والتربية وإيصال رسالة الإسلام إلى أرجاء المعمورة ، وقد صدرت من قلمه العلمي والدعوي عشرات من الكتب باللغتين العربية والأردية ، وترجمت باللغات العالمية والمحلية ، ولم تكن هذه المؤلفات مجرد مؤلفات وكتب فقط ، بل كانت سلسلةً ذهبيةً ، وامتداداً رائعاً للذوق العلمي ، والعمل الأكاديمي الذي كان قد بدأه العلامة شبلي النعماني والعلامة السيد عبد الحي الحسني ، والإمام السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي وغيرهم من علماء ندوة العلماء وخريجيها وأبنائها الذين أنشأوا أكاديميات ومجامع علمية للرد على الشبهات التي تُثار ضد الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي ، وكفانا فخراً ذكر دار المصنفيين ( أكاديمية شبلي ) بأعظم جراه ، والمجمع الإسلامي العلمي بلكناؤ ، فإنهما قد أثريا المكتبة العلمية والأدبية والتاريخية بإنتاجاتهما ومؤلفاتهما ، ولا يزال أبناء الأمة الإسلامية ينهلون من هذين المنهلين الثرين .
فكان وراء إنشاء معهد الدراسات العلمية هذه الأهداف النبيلة والغايات السامية ، فأنشئ المعهد ، وعُين له مدير ونائبه ، وهما الأستاذان الفاضلان الشيخ محمد نعمان الدين الندوي والأستاذ محمد سلمان نسيم الندوي ، فإنهما يتجشمان المشاق والمتاعب في إبراز الكنوز العلمية والتحف النادرة ، وقد أكب المعهد بادئ ذي بدء على نشر الدراسات والبحوث التي قام بإعدادها طلاب دار العلوم لندوة العلماء زمن دراستهم في السنوات الماضية ، فقد نشر المعهد قبل سنة ، ثلاثة بحوث حول القرآن والحديث والفقه الإسلامي أمثال : مباحث في الترجمة لمعاني القرآن الكريم للدكتور السيد راشد نسيم الندوي ( من حيدرآباد ) ، ودراسة المناكير عند الإمام أبي داود في سننه للأستاذ عبد الرشيد الندوي ( أستاذ الحديث الشريف لدار العلوم لندوة العلماء ) والفقه والفقهاء للسيد محمد ظفر الندوي ( نزيل الإمارات العربية المتحدة ) ، فهؤلاء الأساتذه قاموا بإعداد هذه البحوث زمن إقامتهم في دار العلوم لندوة العلماء ، وهذه الكتب والدراسات تم نشرها وتوزيعها في الأوساط العلمية والأدبية من المعهد ، نقدم هنا تعريفاً موجزاً بموضوعات هذه البحوث .
(1) مباحث في الترجمة لمعاني القرآن الكريم للأستاذ السيد راشد نسيم الندوي
يحتوي الكتاب مأة صفحة ، وهو على أربعة مباحث :
المبحث الأول : الترجمة لغةً وعرفاً ، وأقسام الترجمة ، والكتب التي تناولت هذا الموضوع في العصر الحديث .
المبحث الثاني : الترجمة لمعاني القرآن بين الإباحة والحظر .
المبحث الثالث : أصول الترجمة لمعاني القرآن الكريم وقواعدها ، وشروط الترجمة لقبولها والاعتماد عليها .
المبحث الرابع : الاستعراض التاريخي لحركة الترجمة لمعاني القرآن الكريم .
ويزدان الكتاب بمقدمة قيمة لرئيس ندوة العلماء الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، وكان رحمه الله حياً يُرزق وقت صدور الكتاب ، وهي من المقدمات النادرة التي كتبها في آخر أيام حياته ، كما ذكر قصة الكتاب مدير المعهد الأستاذ محمد نعمان الدين الندوي بأسلوبه العلمي الأدبي ، وشكر نائبه الأستاذ سلمان نسيم الندوي على مساعدته في إخراج هذا البحث إلى النور .
(2) دراسة المناكير عند الإمام أبي داود في سننه للأستاذ عبد الرشيد الندوي
تحدث الباحث فيه عن حياة الإمام أبي داود أولاً ، ثم عرف بسنن أبي داود ، وذكر خصائصه ، ثم ذكر تعريف الحديث المنكر ، وذكر في قائمة ، مواضع وجود المناكير في سنن أبي داود ، وقد استخرج من هذا الكتاب واحداً وعشرين حديثاً منكراً ، ودرسها دراسةً علميةً ، تحدث فيها عن رواة الحديث ، ثم خرَّج الحديث وذكر حكم الحديث عليه والقول الراجح فيه ، واستفاد المؤلف من مائة مرجع خلال إعداد هذا البحث ، وهو بحث قيم علمي من سلسلة البحوث الأكاديمية التي تصدرها المجامع العلمية ، يتحلى جيد هذا الكتاب بكلمتين قيمتين : كلمة رئيس ندوة العلماء ، وكلمة مدير المعهد ، والكتاب يغطي ثلاث مائة صفحة من القطع المتوسط .
(3) الفقه والفقهاء للأستاذ السيد محمد ظفر الندوي
هذا الكتاب أيضاً بحث علمي لنيل شهادة الماجستير بدار العلوم لندوة العلماء ، قام بإعداده الأستاذ السيد محمد ظفر الندوي ( نزيل الإمارات المتحدة العربية ) ، إنه قسم الكتاب في ثمانية فصول : الفصل الأول يتحدث عن الفقه ومصادر الفقه : الكتاب والسنة والإجماع والقياس ومباحث أخرى عن الفقه ، والفصل الثاني يتناول الفقه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والفصل الثالث يبين تفاصيل : الفقه في عهد كبار الصحابة رضي الله عنهم ، والفصل الرابع يذكر الفقه في عهد صغار الصحابة رضي الله عنهم ، أما الفصول الأخرى فموضوعاتها : الفقه في عهد التدوين الفني ، والفقه في دور الجدل ، والفقه من دور التقليد ، والفقهاء الكبار ومكانتهم في الإسلام أمثال أبي حنيفة ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل رحمهم الله جميعاً . وينتهي الكتاب بخاتمة البحث وثبت المراجع ، وفهرس المحتويات ، والكتاب في مائتي صفحة ، وهو أيضاً مزدان بكلمتي رئيس ندوة العلماء ومدير معهد الدراسات العلمية .
هذه البحوث أصدرها المعهد في السنة الماضية عام 1444هـ ، وقد تم تدشينها في نفس العام بمناسبة دورة ندوة العلماء السنوية التي حضرها أعضاء ندوة العلماء من الهند وخارجها ، وقد أشاد جميع الأعضاء المحترمين بهذه المبادرة العلمية ، ودعوا للقائمين عليها بالتوفيق والسداد ، ثم وفق الله المسئولين عن المعهد لمواصلة هذه المسيرة العلمية تحت فضيلة الأستاذ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء حالياً ، فصدرت ثلاثة بحوث لهذا العام الجاري ، وقد تم افتتاحها كذلك في دورة ندوة العلماء السنوية عام 1445هـ ، وهي كما يأتي :
(1) المنتقى من عبرات المصطفى صلى الله عليه وسلم للأستاذ شفيق الرحمن بن أبي محمد الخطيب الندوي
(2) تأثير اللغة الفارسية في الأدب العربي للأستاذ سعيد حسن محمد مرتضى الندوي
(3) تشريح الجثة قضايا وأحكام للأستاذ مبين أحمد الأعظمي الندوي
(1) المنتقى من عبرات المصطفى صلى الله عليه وسلم
هذا البحث يشتمل على مقدمة وبابين : الباب الأول يتناول تحقيق كلمة العبرات في المعاجم والقواميس ، وعند العلماء القدامى أمثال ابن قيم الجوزية ، وابن أبي الدنيا ومفهوم البكاء والدموع لدى العلماء المعاصرين ، واستفاد الباحث بوجه أخص من موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، واستفاد من موسوعة بريطانيا ، وعدة مراجع معاصرة ، أما الباب الثاني فقد تحدث فيه عن فضائل سكب العبرات في ضوء الأحاديث ، كما تناول نبذةً من الأحاديث الواردة ، فكانت عبرات النبي صلى الله عليه وسلم في الخشية العامة لله ، وفي الصلاة ، وعند سماع القرآن ، وشكراً لله ، وشفقةً على أمته ، وفرحاً بإسلام أحد ، وعلى موت أحبته ، وبمناسبات أخرى ، واستفاد الباحث من أكثر من ثلاثين مصدراً ، وقد أشرف على هذا البحث لأول مرة فضيلة الشيخ محمد زكريا الندوي السنبهلي ، ثم قام بالتحقيق والمراجعة للطباعة الأخ نعمة الله الندوي زميل المعهد تحت إشراف الأستاذين الفاضلين : محمد نعمان الدين الندوي ، ومحمد سلمان نسيم الندوي ، وقد كتب لهذه الطبعة كلمة المدير الأستاذ محمد نعمان الدين الندوي . والكتاب في مائتي صفحة .
(2) تأثير اللغة الفارسية في الأدب العربي
هذا البحث يشتمل على مائة وعشرين صفحة ، وهو بحث طريف من نوعه ، وهو أن اللغة العربية تأثرت باللغات الأخرى ، وتأثرت اللغات الأخرى باللغة العربية ، فالأخذ والعطاء سنة من سنن الله الكونية ، وما أحسن ما قيل : إن لغة لم تشبها شوائب الدخيل لهي لغة جد فقيرة ، وقد شاعت هذه الفكرة أن الفارسية تأثرت بالعربية ، والعربية تأثرت بالفارسية بعد عصر الاحتجاج به أي 110م ، ولم يكن لها قبل ذلك أثر ولا رسم ، فالباحث رحمه الله درس هذا الموضوع دراسة علمية ، واعتبر هذه الفكرة ظناً خاطئاً ووهماً كاذباً ، فلم يكن الشعر العربي بعيداً من الأثر الأجنبي ، ولا النثر محفوظاً عنه – حتى في عصرها الأول – وقد دعم هذا الموضوع بالأمثلة والدلائل ، فإنه يقول : ” وليس الأدب العربي بدعاً ، فهو ظل للحياة الاجتماعية العربية ، فتأثر وتأثرت اللغة العربية بكل ما تطورت به الأمة العربية في حياتها ، من البداوة والحضارة ، والأحوال الثقافية والاجتماعية ، فتأثر الأدب بالآداب التي اتصلت به ، وتصارعت معه ، ثم اندمجت فيه ، وتأثرت اللغة بمن استعملوها من التجار والمجاورين للثغور العربية قبل الإسلام ، والموالي وأشباههم بعد مجيئ الإسلام ” ( ص : 18 ) .
والأستاذ سعيد مرتضى الندوي من أبرز خريجي ندوة العلماء في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي ، كان زمن دراسته مبرزاً بين أقرانه ، كما يتجلى من هذا البحث ، وقد بعثته دار العلوم لندوة العلماء في الدفعة الطلابية إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، فواصل دراسته هناك ، ثم أصبح أستاذاً في إحدى كلياتها ، وكان همزة وصل بين علماء العرب وعلماء ندوة العلماء ، وسفيراً لها في العالم العربي ، وفي آخر حياته رجع إلى لكناؤ ، وانخرط في سلك التدريس لجامعة ندوة العلماء ، ولم يستمر في أعماله التدريسية إلا سنتين أو ثلاث سنوات حتى جاءه الأجل المحتوم ، فلبى نداء ربه . غفر الله له ورفع درجاته ، وجعل هذا البحث صدقةً جاريةً في ميزان حسناته .
(3) تشريح الجثة : قضايا وأحكام
هذا البحث أعده الأخ العزيز مبين أحمد الأعظمي الندوي ، وهو مدرس بمعهد دار العلوم لندوة العلماء ، وظل الأخ مبين أحمد الأعظمي الندوي شغوفاً بالدراسة والمطالعة منذ دراسته ، وقد درس الموضوع تحت إشراف فضيلة الأستاذ عتيق أحمد البستوي سكرتير مجمع البحوث والدراسات العلمية لندوة العلماء ، فأعد هذا الكتاب في أربعة أبواب وخاتمة ، وفي كل باب فصول ومباحث وعناوين جانبية :
الباب الأول : تاريخ الإنسان منذ خلقه إلى اليوم
الباب الثاني : تشريح الجثة لغةً واصطلاحاً وتاريخاً
الباب الثالث : الأسباب التي يجوز لأجلها تشريح الإنسان
الباب الرابع : مسئولية العلماء ومسئولية الحكومة والأطباء إزاء عمليات التشريح
وأخيراً ذكر الباحث ثبت المراجع والمصادر من القرآن وكتب التفسير والسنة ، والكتب العربية والكتب الأردية ، والمصادر الإنجليزية ، والصحف والجرائد والمجلات ، والمعاجم ، والبحوث الأكاديمية ، والكتاب السنسكرتي ، كما ألحق بآخر الكتاب فهرس المصطلحات المستخدمة في هذا الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية .
كتب لهذا البحث كلمة الدعاء الشيخ العلامة السيد محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله ، بقوله : إنني أشيد بجهود الأخ العزيز مبين أحمد الأعظمي الندوي وأقدِّر هذا الكتاب ، كما وثق الفقيه الإسلامي الشيخ خالد سيف الله الرحماني البحث بقوله : الكتاب مفيد في موضوعه ، ونافع في مباحثه ، وفي البحث كلمات للمشرف ولمدير معهد الدراسات العلمية لندوة العلماء .
فهذه ستة بحوث ودراسات تحلت بحلية الطباعة والنشر ، تحت إشراف معهد الدراسات العلمية لندوة العلماء ، في عامين فقط ، وهناك كثير من البحوث العلمية على وشك الطباعة بإذن الله تعالى .
ندعو الله تعالى أن يجعل التوفيق حليف القائمين على هذا المعهد ، وخاصةً رئيس ندوة العلماء فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي حفظه الله ورعاه .