هل ذهبت عزتنا ؟
سبتمبر 2, 2024الدعوة الإسلامية :
ملامح العلاج بالقرآن في التأثر به
وقبول الدعوة إلى الله
إعداد : الدكتور محمد نعمان حسن المدني *
أهمية دور العلاج بالقرآن في التأثر بالقرآن وقبول الدعوة :
هذا الموضوع له أهميته الكبيرة في الدعوة إلى الله والتأثير على الآخرين بالقرآن [1] ، فهو يخدم جانبين مهمين :
الأول : تلمس حال المدعوين وحل مشكلاتهم وتلبية حاجاتهم :
وهذا الأمر مما يعين الداعية في طريقه في الدعوة إلى الله ، فينطلق بدعوته فيسير بالمعروف بين الناس مؤلفاً قلوبهم بالمنافع والخير مؤكداً إنشائية الدعاة وحبهم للبشر .
وقد كان هذا شأن جميع الأنبياء ومعجزاتهم ، وأوضح مثال على هذا عيسى عليه السلام الذي كانت معجزته كما قال تعالى حكايةً عن عيسى عليه السلام : (وَأُبْرِئُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِـى ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ ) [ آل عمران : 49 ] .
وصالح عليه السلام الذي كانت معجزته الناقة التي تشرب ماء القوم ، وتعطيهم لبناً وتترك لهم الماء يوماً قال تعالى عن صالح عليه السلام : ( قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ) [ الشعراء : 155 ] .
غير أنه في معجزة موسى تأكدت بوضوح الأبعاد الكاملة للمعجزة وهي إثبات النبوة ، والقيمة الحركية ، والنفع الإنساني ، فهي التي تأكدت بها نبوته ، عندما استسقاه قومه ، قال تعالى : ( وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) [ البقرة : 60 ] .
وعند إنجاء الله لهم من فرعون ، قال تعالى : ( فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ ) [ الشعراء : 63 ] .
وداود عليه السلام يقول الله عنه : ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ) [ الأنبياء : 80 ] .
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم تقول عنه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها : والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق [2] .
وقد ورد في قصة العرنيين [3] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن ناساً من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها [4] ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ” ففعلوا فصحوا . . . [5] .
” فالمعجزة وهي القدر الإلهي الذي يتحقق على أيدي الأنبياء ووسيلة إقناع الناس لم تكن خارقةً كونيةً فحسب ، ولكنها كانت أيضاً منفعةً ماديةً لكي يعمل من يمارس الدعوة بعد الأنبياء أن الإقناع مهما بلغت إمكانياته لا يكفي دون تقديم الخير للناس ليكون الإقناع بالعقل في الدعوة مع تأليف القلوب بالحب لها ، وأن نطاق الدعوة لن يتعدى نطاق المنافع التي يؤلف بها هؤلاء الدعاة قلوب الناس ” [6] .
الثاني : ربط الناس بكتاب الله تعالى وعلاجهم به ليحصل لهم التأثر :
فالناس كما يعلم الجميع أن علاجهم وشفاءهم في كتاب الله تتعلق قلوبهم به ، ويعملون على قراءته ، وسماعته ، ومن ثم سيقفون عند هداياته وتوجيهاته ، ولذا نجد أن الله تعالى جمع بين شفاء القرآن وهدايته ، قال تعالى : ( يا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) [ يونس : 57 ] . وقال تعالى : ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ) [ فصلت : 44 ] .
يقول الشيخ السعدي : ” هديهم لطريق الرشد والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ، ما به تحصل الهداية التامة وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب وتشفي القلب ” [7] .
المطلب الثاني :
نماذج لتفعيل دور العلاج بالقرآن :
المحور الأول : العلاح والشفاء بسورة الفاتحة :
عن خارجة بن الصلت [8] عن عمه [9] ، قال : أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا على حي من العرب ، فقالوا : أنبئنا أنكم من عند هذا الرجل بخير ، فهل عندكم دواء أو رقية؟ فإن عندنا معتوها [10] في القيود [11] ، قال : فقلنا : نعم ، قال : فجاءوا بالمعتوه في القيود ، قال : فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوةً وعشيةً [12] أجمع بزاقي [13] ، ثم أتفل ، قال : فكأنما نشط من عقال ، قال : فأعطوني جعلا ، فقلت : لا حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألته ، فقال : ( كل لعمري [14] من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق [15] .
وعن أبي سعيد الخدري [16] رضي الله عنه قال : قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ [17] سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيئ ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيئ ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيئ لا ينفعه ، فهل عند أحدكم من شيئ ؟ فقال بعضهم [18] : نعم ، والله إني لأرقي ، ولكن – والله – لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق لكم ، حتى تجعلوا لنا جعلاً [19] ، فصالحوهم على قطيع من الغنم [20] فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : ( ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ) [ الفاتحة : 1 ] [21] ، فكأنما نشط من عقال [22] ، فانطلق يمشي وما به قلبة [23] ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له ، فقال : ( وما يدريك أهنا رقية ؟ ) ، ثم قال : قد أصبتم ، اقسموا ، واضربوا لي معكم سهما ) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم [24] .
وبين العلماء أن الفاتحة علاج لأمهات الأخلاق الذميمة : ” فإذا قال العبد ( ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ) فقد شكر الله واكتفى بالحاصل فزالت شهوته ، ومن عرف أنه ( رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ) زال حرصه فيما لم يجد وبخله فيما وجد ، وعرف أنه : ( مٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ ) بعد أن عرف إنه ( ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ) زال غضبه ، وإذا قال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) زال كبره ، وإذا قال : ( وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) زال عجبه ، وإذا قال : ( ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ) اندفع عنه شيطان الهوى ، وإذا قال : ( صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) زال عنه كفره ، وإذا قال : ( غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ ) اندفعت بدعته [25] .
المحور الثاني : العلاج والشفاء بسور الإخلاص والمعوذتين :
فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : ( قل هو الله أحد )، و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من حسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات [26] .
وعن عبد الله بن خبيب [27] رضي الله عنه قال : أصابنا مطر وظلمة ، فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بنا ، فخرج فأخذ بيدي ، فقال : ( قل ) فسكت ، قال : ( قل ) قلت : ما أقول ؟ قال : ( قل : ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك كل شيئ [28] .
وفي رواية : قال : ( قل أعوذ برب الفلق ) حتى ختمها ، ثم قال : ( قل أعوذ برب الناس ) حتى تختمها ثم قال : ( ما تعوذ الناس بأفضل منهما ) [29] .
وعن زيد بن أرقم [30] رضي الله عنه قال : سخر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود ، فاشتكى لذلك أياماً ، قال : فجاءه جبريل فقال : إن رجلاً من اليهود سحرك ، عقد لك عقداً في بئر كذا وكذا ، فأرسل إليها من يجيئ بها . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه فاستخرجها ، فجاء بها فحللها قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال . فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه حتى مات [31] .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رجل من اليهود يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يأمنه ، فعقد له عقداً فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، فاشتكى لذلك أياماً فأتاه ملكان يعودانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عقداً فألقاء في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل إليه رجلاً وأخذ منه العقد لوجد الماء قد اصفر ، فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال : إن رجلاً من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان . قال : فبعث رجلاً فوجد الماء قد اصفر . فأخذ العقد فجاء بها فأمره أن يحل العقد ، ويقرأ آيةً ، فحلها فجعل يقرأ ويحل ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة فبرأ [32] .
قال ابن كثير : ” ولعل هذا كان من شكواه عليه السلام حين سُحر ، ثم عافاه الله تعالى وشفاه ، ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم ، وجعل تدميرهم في تدبيرهم ، وفضحهم ” [33] .
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : قال : ( ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ ) قال : بلى يا رسول الله ؟ قال : ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) هاتين السورتين [34] .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث بالمعوذات ومسح عنه بيده ، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه طفقت أنفث على نفسى بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه [35] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما [36] .
وعن علي رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلى ، فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب ، فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها ، فلما انصرف قال : ( لعن العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره أو نبياً ولا غيره إلا لدغتهم ) ثم دعا بملح وماء فجعله في إناء ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين [37] .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي نظر إلى القمر فقال : ( يا عائشة ! استعيذي بالله من شر هذا ؟ فإن هذا الغاسق إذا وقب ) [38] .
قال الطيبي : إنما استعاذ من كسوفه لأنه من آيات الله الدالة على حدوث بلية ، ونزول نازلة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( ولكن يخوف الله بها عباده ) [39] . [40] .
* أستاذ مساعد : قسم علوم القرآن والدراسات الإسلامية ، الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ .
[1] تم الحديث عن علاج القرآن وشفائه كجانب من جوانب التأثير للقرآن ، في المبحث الخامس من الفصل الثالث ، فيمكن الرجوع له ضمن الحجيث هنا .
[2] صحيح البخاري كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي (3) .
[3] العرنيين : نسبة إلى منطقة تسمى عرينة : اسم حي من اليمن ، وعرين : حي من تميم ، ينظر كتاب العين2 /117 .
[4] فاجتووها : حوى الرض حوى واجتواها : لم توافقه . وأرض جوية وجوية غير موافقة . وتقول : جويت نفسي إذا لم يوافقك البد . واجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة . وفي حديث العرنيين : فاجتووا المدينة : أي أصابهم الجوي ، وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها . واجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة ، ينظر : لسان العرب 14/158 .
[5] صحيح مسلم كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات باب حكم المحاربين (1671) .
[6] قصة أصحاب الأخدود ، د . رفاعي سرور ، ص 3 .
[7] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، لعبد الرحمن بن ناصر السعدي ، ص 751 .
[8] خارجة بن الصلت البرجمي : بضم الموحدة وسكون الراء وضم الجيم ، الكوفي ، روى عن ابن مسعود ، وعن عمه ، ينظر : تهذيب الكمال : (8/ 13) ، وتقريب التهذيب : (283) .
[9] عمه : هو : علاقة بن صحار السليطي ، التميمي ، وقيل : عبد الله بن عثير بن قيس بن عبد قيس بن خفاف ، من بين عمرو بن حنظلة من البراجم ، روى له أبو داود والنسائي ، ولم يسمياه ، ينظر : تهذيب الكمال (22/552) ، وتقريب التهذيب : (763) .
[10] المعتوه : هو المجنون المصاب بعقله ، ينظر : النهاية : في غريب الحديث : (3/181) .
[11] وهذا مما يؤكد أن هذه القصة غير قصة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مع سيد الحي – والتي سيأتي إيرادها – كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح : (4/532) ، ومما يدل عليه أيضاً : اختلاف الراقي ، فهناك أبو سعيد كما سبق بيانه ، وهنا علاقة بن صحار عم خارجة بين الصلت .
[12] عشية : أي : أول النهار وآخره ، فتح الباري : (11/366) ، ولسان العرب : (15/118 ، 60) .
[13] جمع بزاقة ، والبزاق : بضم الباء هو البصاق ، وما يخرج من ماء الفم ، وفي البزاق ثلاث لغات : الزاء والصاد والسين ، والأوليان مشهورتان ، ينظر : عون المعبود : 2/137/51) .
[14] اختلف العلماء في هذه الكلمة ، وخلاصة القول فيها : أنها يمين لغوية ، لا شرعية ، وأنها جائزة ، ولا كفارة فيها ولا حرج في قولها ، ينظر : مجلة الجامعة الإسلامية ، عدد (26) ، وينظر : فتح الباري : (11/555) ، ومعجم المناهي اللفظية : (470) .
[15] رواه الإمام أحمد في مسنده : (36/156) ح (21836) ، وأبو داود في سننه : ح (2901) ، والنسائي في السنن الكبرى : ح (7492) ، وابن حبان في صحيحه : (13/474) ح (6110) ، والحاكم في مستدركه : (1/559 – 560) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود : (2/738) ح (3901) ، ولأرنؤوط في صحيح ابن حبان : (13/474) ح (6110) .
[16] هو : سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر ، الخزرجي أبو سعيد الخدري هو مشهور بكنيته أول مشاهده الخندق وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة ، كان فقهاء الصحابة ، توفي سنة 74هـ . ينظر : الاستيعاب ( 2/602) ، والإصابة (3/78) .
[17] جاء في بعض الروايات أن الذي لدغته عقرب ، ينظر : مسند الإمام أحمد بن حنبل : (17/124) ح (11070) ، وسنن الترمذي : (4/398) ح (2063) .
[18] هو أبو سعيد الخدري ، كما جاء مصرحاً به في المرجعين السابقين وغيرهما .
[19] الجعل : بضم الجيم وسكون المهملة ، هو : ما يجعل للإنسان من المال على عمل ، ينظر : عون المعبود : (10/280) .
[20] وعددهما ثلاثون ، بعدد ركب الصحابة ، كما في مسند الإمام أحمد بن حنبل : (17/124) ح (11070) ، وسنن الترمذي : (4/398) ح (2063) ، إلا أنه ليس عند عدد الركب ، والسنن الكبرى : (4/364) ح (7532) ، وسنن ابن ماجه : (2/729) ح (2156) .
[21] جاء في مسند أحمد : (17/124) ح (11070) ، وسنن الترمذي : (4/399) ح (2064) ، وسنن ابن ماجه : (2/729) ح (2156) : أنه قرأها سبع مرات .
[22] نشط : بضم النون وكسر المعجمة ، أي : حل أو أقيم بسرعة ، والعقال : بكسر المهملة بعدها قاف ، هو : الجبل الذي يشد به ذراع البهيمة ، ينظر : فتح الباري : (4/532) .
[23] قلبة : بثلاث فتحات ، أي : علة ، وقيل : للعلة قلبة ، لأن الذي تصيبه يقلب من جنسه إلى جنس ، ليعلم موضع الداء ، ينظر : المرجع السابق .
[24] صحيح البخاري كتاب الطب باب النفث في الرقية (5747) ، ومسلم في السلام باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار (2201) .
[25] غرائب القرآن ورغائب الفرقان 1/ 115 .
[26] أخرجه البخاري كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات (5017) .
[27] عبد الله بن خبيب الجهني ، حليف الأنصار ، والد معاذ ، وذكره ابن حجر ، وذكر الحديث فقط . انظر : الإصابة : 4/64) .
[28]أخرجه النسائي كتاب الاستعاذة باب (1) رقم (5428) ، والترمذي كتاب الدعوات باب (116) رقم (3575) وحسنه الألباني في سنن الترمذي (2829) .
[29] أخرجه النسائي كتاب الاستعاذة (5429) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4396) .
[30] زيد بن أرقم : بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج . مختلف في كنيته ، قيل : أبو عمر ، وقيل : أبو عمر ، وقيل : أبو عامر ، واستصغر يوم أحد . وأول مشاهده الخندق ، قيل : المريسيع ، وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة . ينظر : الإصابة : 2/488 .
[31] أخرجه أحمد 4/ 367 (19286) تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بغير هذه السياقة ، والنسائي كتاب تحريم الدم باب سحرة أهل الكتاب (4080) .
[32] السلسلة الصحيحة 6/264 برقم (2761) وذكر أنه مروي بعدة طرق ، وأن رواية ابن عباس أخرجها الثعلبي . نقلاً عن التلخيص للحافظ 4/40 . وأصل الخبر في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال : ( يا عائشة ! أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفته فيه ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : ومن طبه ؟ قال لبيد بن أعصم – رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا . قالت : وفيم ؟ في مشط ومشاطة . قال : وأين ؟ قال : في جف طلعة ، ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان ) . قالت : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال : ( هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن نخلها رؤوس الشياطين ) . فال : فاستخرج قالت فقلت أفلا ؟ – أي تنشرت – فقال : ( أما والله فقد شفاني الله وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً ) البخاري كتاب الطب باب هل يستخرج السحر (5432) وكتاب الجزية والموادعة باب هل يعفي عن الذمي إذا سحر (3004) ، ومسلم كتاب السلام باب السحر (2189) .
[33] تفسير القرآن العظيم : 8/537 .
[34] أخرجه النسائي في السنة كتاب الاستعاذة باب (2) (5432) وصححه الألباني في صحيح النسائي (5020) وفي الصحيحة (1104) .
[35] أخرجه البخاري كتاب المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته (4439) واللفظ له ، ومسلم كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات والنفث (2192) .
[36] أخرجه الترمذي كتاب الطب عن النبي صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين ( 2058) . وحسنه الألباني في الكلم الطيب (247) .
[37] أخرجه ابن أبي شيبة في سنده 5/44 رقم (23553) ، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (4567) .
[38] أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة المعوذتين ( 3366) ، صحيح سنن الترمذي (2681) .
[39] أخرجه البخاري كتاب الكسوف باب الذكر في الكسوف (1010) ، ومسلم في الكسوف باب ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة (912) .
[40] تحفة الأحوذي (9/213) .