مفهوم الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

المشتركات الإنسانية بين رفضها واتخاذها وسيلة من وسائل الدعوة
يناير 9, 2023
الجنين الإنساني وسفر تكوين الإنسان
يناير 9, 2023
المشتركات الإنسانية بين رفضها واتخاذها وسيلة من وسائل الدعوة
يناير 9, 2023
الجنين الإنساني وسفر تكوين الإنسان
يناير 9, 2023

( الحلقة الثانية الأخيرة )

الدعوة الإسلامية :

مفهوم الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

( الحلقة الثانية الأخيرة )

الأستاذ محمد نعمان حسن *

استماع إلى تلاوة القرآن الكريم ونتائجه :

ومن تأثير القرآن على نفوس الكافرين أنهم كانوا يستمعون تلاوة القرآن ، حيث روى التاريخ أن الإحساس بتأثير القرآن الكريم كان يجلب رؤساء هؤلاء المعاندين ليلاً لاستماع تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، على ما كان من نهيهم عن سماعه وتواصيهم بذلك . كما هو مذكور في أحاديث رويت عند أبي جهل وأبي سفيان والأخنس بن شريق عندما كانوا يجتمعون لاستماع تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم [1] ، وقصة معروفة ومروية في كتب السير والتاريخ .

ثانياً : تأثير القرآن الكريم على نفوس المسلمين :

إذا كان القرآن الكريم أثّر على المشركين عبدة الأوثان بشدة ، فالأولى والأجدر أن يؤثر على قلوب المؤمنين الذين هم عبدة الرحمن وأولياؤه ، فمن مظاهر تأثير القرآن الكريم على المؤمنين :

(1) البكاء :

فالمؤمنون إذا تتلى عليهم القرآن الكريم فلا يتمالكون أنفسهم فتنهمر الدموع من أعينهم ويبكون حباً للقرآن وتأثراً بأسلوبه المحبب إلى النفوس . يقول الله تعالى بعد أن تحدّث عن بعض الأنبياء والرسل في سورة مريم : ( إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) [2] ، فهؤلاء إذا سمعوا كلام الله المتضمّن حججه ودلائله وبراهينه سجدوا لربّهم خضوعاً واستكانةً حمداً وشكراً على ما هم فيه من النعم العظيمة ، فلهذا أجمع العلماء على شرعية السجود هاهنا اقتداءً بهم وإقراراً لأطرازهم ، ولما تلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سورة مريم سجد ، وقال : ” وهذا السجود فأين البكيّ ” يريد البكاء [3] .

وعلَّق سيد قطب على هذا : ” أولئك النبيّون ومعهم من هدى الله واجتبى من الصالحين من ذرّيتهم صفتهم البارزة ( إذا تُتلى عليهم آياتُ الرَّحمنِ خرُّوا سُجداً وبُكياً ) [4] ، فلا تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم من تأثّر ، فتفيض عيونهم بالدموع ويخرّون سجّداً وبكيّاً ” [5] . ويقول      أبو السعود : ” هنا بيان خشيتهم من الله تعالى وخوفهم له مع مالهم من علو الرتبة وسمو الطبقة في شرف النسب وكمال النفس والزلف من الله عزّ سلطانه خرّوا ساجدين باكين ” [6] .

ومن الأمثلة على تأثيره لسماع القرآن ، وبكائه للإصغاء إلى القرآن ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ عليّ ، قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : نعم إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأت سورة النساء ، حتى أتيت على هذه الآية ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) [7] ، فقال : حسبك الآن . . . فإذا عيناه تذرفان [8] .

فنرى تأثير القرآن الكريم في نفوس الصحابة تأثيراً عظيماً قادهم إلى الانتقال من الشرك والكفر والجاهلية إلى ظل الإسلام . ومن أوضح الأمثلة على ذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان سبب إسلامه سماعه القرآن الكريم .

(2) الوجل في القلوب :

الوجل في القلب وهو الخوف مع التعظيم ، ولا يكون إلا لله عز وجل . لقد أحرز المؤمنون عند ربهم درجة عالية رقيقة لتأثّرهم بالقرآن الكريم ، تأثّراً عمليّاً صادقاً ، له نتائجه في واقع حياتهم وحياة مجتمعهم ، يقول الله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [9] . يقول سيد قطب مبيّناً هذه المظاهر :  ” والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً ، وما ينتهي به إلى الطمأنينة ” ، إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة ولا يحول بينه وبين القلب شيئ إلا التمرد والطغيان الذي يحجبه عن القلب ، ويحجب القلب عنه ، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن ، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان ، وكما أن إيقاعات القرآن على القلب المؤمن تزيده إيماناً ، فإن القلب المؤمن وهو الذي يدرك هذه الإيقاعات التي تزيده إيماناً [10] .

(3) اطمئنان القلوب :

قراءة القرآن الكريم تبعث الطمأنينة في قلب المسلم ، ولذلك فهي الأجدر أن تحصل بها طمأنينة القلب ، ومن عظمة القرآن الكريم وفضله وبركته أنه ربما يحصل به الخشوع وطمأنينة القلب لمن لم يفهم معناه عند تلاوته أو سماعه ، وأما من يقرأ القرآن بدون تدبر فلا يمكن أن يقال : إنه كمن لم يقرأه أصلا لأن قراءة القرآن كلها فيها خير وبركة ، وهذا الخير يتفاوت باختلاف القارئين وكيفية قراءتهم ، أما من لم يقرأ القرآن فإنه يحرم نفسه بالكلية من هذا الخير .

إن طمأنينة القلوب وسكونها مرحلة تأتي بعد إيمان عميق ، وسماع واعٍ وتدبّر للقرآن ، فإذا عاشت القلوب على هذا المنوال تصل إلى مرحلة من الاطمئنان إلى وعد الله في كتابه الذي لا تحرّكه الزلازل ، إنها القلوب المطمئنّة التي بلغ فيها القرآن مبلغاً من التأثير فقال تعالى :      ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [11] ، أي هؤلاء تطمئن قلوبهم على الدوام بذكر الله ، لأنها تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن ، وقال مجاهد وقتادة : تطمئن قلوبهم بالقرآن الكريم [12] .

يقول الآلوسي : إن قلوبهم تستقر وتسكن بذكر الله أي بكلامه المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وسبب سكون قلوبهم بذاك علمهم أن لا آية أعظم [13] . ويقول سيد قطب رحمه الله : ذاك السكون والطمأنينة بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم فاتصلت بالله يعرفونها ، ولا يملكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لم يعرفوها لأنها لا تنقل بالكلمات ، إنما تسري في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح إليها ويستشعر الطمأنينة والسلام [14] .

(4) سجود وخشوع :

إن تأثرات القرآن الكريم في القلوب تزداد فيجعلها طيعةً لأوامره ، منقادةً لإشارته مستلهمة لما فيه تخشع أجسادهم في سجود ، وتلهج ألسنتهم بتذكير الله ، وتنشق لأجل قيام الليل أقدامهم في قيام الليل والناس نيام ، وتفيض أنفسهم قبل أيديهم بالإنفاق في سبيل الله . قال تعالى : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ، تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) [15] .

قال ابن كثير : ” إنما يؤمن بآياتنا أي يصدّق بها الذين استمعوا لها وأطاعوها قولاً وفعلاً وسبّحوا بحمد ربّهم وهم لا يستكبرون عن إطاعتها والانقياد لها . تتجافى جنوبهم عن المضاجع : يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة يدعون ربّهم خوفاً من وبال عقابه وطمعاً في جزيل ثوابه ” [16] .

ويقول سيد قطب : ” وهي صورة وضيئة للنفوس المؤمنة اللطيفة المرتجفة من خشية الله وتقواه ، المنحنية إلى ربّها بالطاعة المتطلّعة إليه بالرجاء ، في غير ما استعلاء ولا استكبار ، هذه الأرواح هي التي تؤمن بآيات الله وتتلقاها بالحس المتوفّر والقلب المستيقظ والضمير المستنير ” [17] .

هذه أهم مظاهر تأثّرهم بالقرآن الكريم إذا سمعوا آياته بادروا بالسجود له مسرعين ، وتواضعوا واستكانوا وقاموا في الليل يخشون العذاب يرجون الثواب ، وكلّ هذه خلال لذواتهم وتزكية لنفوسهم ، وأما لغيرهم ولمجتمعهم ، فقد أثّر القرآن في تصرّفهم ، فجعل أيديهم سخاء بالإنفاق مما رزقهم الله . ويقول إسماعيل البرسوي : ” ألم يجيء وقت أن تخشع قلوبهم لذكره تعالى وتطمئن به ويسارعوا إلى طاعته والامتثال لأوامره والانتهاء عما نهوا عنه من غير توان ولا فتور ” [18] .

(5) قشعريرة الجلود :

القشعريرة : ظاهرةٌ فيسيولوجيّةٌ تؤدّي إلى تقلّص عَضلات دقيقة ترتبط بكلّ شعرة من شعر المَنطقة المُصابة بها ، ذلك ما يؤدّي إلى وقوف الشعرة ، عندما يبكي المسلم من خشية الله ويقشعرّ بدنه من عظمة وعده ووعيده ، يتمنى الواحد منا أن يصبح مثله أو أن يكون مكانه فما يتبع ذلك البكاء والقشعريرة إلا لين في القلب وانكسار لجلال الله وانشراح في الصدر ليس له مثيل ، يقول الله تعالى عن القرآن العظيم :      ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [19] .

فالقرآن بشهادة الحق تبارك وتعالى أحسن الحديث ، وهو الذي تقشعر منه جلود الذين يخشون ربّهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ، وهو هدى الله تعالى يهدي به من يشاء من عباده ، وأما الذين يصدفون عن آيات الله ويتركونها وراء ظهورهم فقد قال الله فيهم : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ) [20]  .

ويقول د . وهبة الزحيلي : ” إن الله نزّل أحسن الحديث وهو القرآن الكريم لما فيه من الخيرات والبركات والمنافع العامّة والخاصّة وهو كتاب يشبه بعضه بعضاً في مجال النظم وحسن الإحكام والإعجاز ، إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرّت جلود الخائفين لله ، وتضطّرب النفس وترتعد بالخوف مما فيه من الوعيد ثم تسكن وتطمئنّ عند سماع آيات الرحمة [21] .

وورد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ” كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعرّ جلودهم ، ذُكِرَ لها : إن ناساً اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خرّ أحدهم مغشيّاً عليه ” [22] .

(6) فيض الدموع :

ومن تأثير القرآن على النفوس سيل الدموع بغزارة عند سماعهم منصتاً له ، كما ذكر الله تعالى : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ . وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) [23] .

يقول سيد قطب : ” فهذا مشهد حي يرتسم من التصور القرآني لهذه الفئة من الناس ، الذين هم أقرب مودّة للذين آمنوا ، إنهم إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول من هذا القرآن اهتزّت مشاعرهم ولانت قلوبهم وفاضت أعينهم بالدمع ، تعبيراً عن الآثار العميقة العنيف بالحق الذي سمعوا ، والذي لا يجدون له في أوّل الأمر كفاء من التعبير إلا الدمع الغزير [24] ، [25] ، وصلّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إماماً بالناس ، فقرأ سورة يوسف ، فبكى حتّى سالت دموعه على ترقوته وسمعوا بكاءه من وراء الصفوف [26]  .

(7) التنافس في الحفظ :

ومن تأثير القرآن الكريم على النفوس البشرية المؤمنة تنافس المؤمنين في حفظه وقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة حتى لقد طاب لهم أن يهجروا لذيذ منامهم من أجل تهجدهم به في الأسحار ومناجاتهم العزيز الغفار وما كان هذا حالا نادرا فيهم بل ورد أن المار على بيوت الصحابة بالليل كان يسمع لها دوياً كدوي النحل بالقرآن ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) [27] ، كان الزهري والحسن يقولان : ” كانوا كثيراً من الليل ما يصلون ” [28] .

وكان التفاضل بينهم بمقدار ما يحفظ أحدهم من القرآن حتى في الممات ، ففي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن ، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال : أنا شهيد على هؤلاء ، وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلهم ، وكانت المرأة ترضى بل تغتبط أن يكون مهرها سورة يعلمها إياها زوجها من القرآن ” [29] .

الخاتمة :

إن تأثير القرآن الكريم في النفوس قد بلغ مبلغاً عظيماً لم يعرف قبله ولا بعده كلام قط ، إذ تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم روعة وخشية وتعتريهم هيبة وتهيمن عليهم عظمته ، ونرى آثاره على الجاحدين أبلغ وأظهر ، إذ يقرعهم عن ضلالهم ويقيم عليهم حججاً لا معقّب لها فيستثقلون سماعه ويتولّون عنه بنفور مدبرين كما أخبر الله تعالى عنهم : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ) [30]  .

أبرز النتائج كما يأتي :

  • إن إعجاز القرآن الكريم هو إظهار صدق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دعوى الرسالة بإظهار عجز العرب عن معارضته في معجزته الخالدة ، وإعجازه لا يمكن حصره .
  • الهدف من دراسة إعجاز مصدر الشريعة الأساسي – القرآن – هو : إثبات مصدر القرآن الرباني ، وأنّه كلام الله سبحانه وتعالى ، وليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ، والإقرار بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله رسولاً للعالمين .
  • إظهار الإعجاز التأثيري في القرآن الكريم كوجه مستقل بذاته كباقي وجوه الإعجاز الأخرى التي امتاز بها القرآن .
  • أهمية استخدام الإعجاز التأثيري القرآني في الدعوة إلى الله تعالى كسلاح دعوي ، ولسنا بدعاً في هذا ؛ فقد استخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
  • إبراز ما في آيات القرآن من جوانب الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم ؛ ليعي الناس هذا الأمر ويفهموه .
  • للقرآن سلطان خاصّ على الفطرة ، متى خُلّي بينها وبينه لحظة ، وحتى الذين راتب على قلوبهم الحجب ، وثقل فوقها الركام ، تنتفض قلوبهم أحياناً وتتململ تحت وطأة هذا السلطان وهم يستمعون إلى هذا القرآن .
  • الإعجاز التأثيري ، نوع من أنواع الإعجاز المتعددة التي ذكرها  العلماء ، وذلك أن القرآن هو المؤثر ، والنفس والقلب والروح كلها متأثرة به ، وهذا واضح من خلال النصوص القرآنية الشريفة .
  • إن أثر القرآن في النفوس البشرية كان واضحاً ، فقد قلب الأفراد رأساً على عقب ، وغير الأمة وبناها بناءً جديداً ، على الفضيلة والعفة والرفعة والعزة .

* أستاذ مساعد ، قسم علوم القرآن والدراسات الإسلامية ، الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ ، البريد الإلكتروني : numanhasan2000@gmail.com

[1] ابن هشام ، عبد الملك بن هشام أو هو أبو محمد عبد الملك ابن هشام بن أيوب الحميري ، كاتب سير ومؤرخ بصري ، وكان عالماً بالأنساب واللغة وأخبار العرب ، عاصر ابن هشام الشافعي والتقى به في مصر ، السيرة النبوية ، ابن هشام ، مطبعة محمد علي صبيح سيرة ابن هشام ج 1 ، ص337 إلى 338 ؛ الإعجاز القرآني ، وجوهه وأسراره ، د . عبد الغني محمد سعيد بركة ، مكتبة وهبة الطبعة الأولى ، 1989م .

[2] القرآن الكريم : سورة الإسراء ، الآية 58 .

[3] ابن كثير ،عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضَوْ بن درع القرشي الحَصْلي ، البُصروي ، الشافعي ، ثم الدمشقي ، مُحدّث ومفسر وفقيه ولد بمجدل من أعمال دمشق سنة 701 هـ ، وتوفي سنة 774هـ ، تفسير القرآن العظيم ، ج 3 ، طبعة ، دار الحديث القاهرة ، 1994م ، ص 127 .

[4] القرآن الكريم : سورة المريم ، الآية 58 .

[5] سيد قطب ، إبراهيم حسين الشاذلي المعروف بسيد قطب ، ولد 9 أكتوبر 1906م ، وتوفي 29 أغسطس 1966م ، في ظلال القرآن ، ج 4 ، طبعة : مكتبة دار الشروق ، سنة 1423هـ ، ص 2314 .

[6] العمادي ، أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، المعروف بتفسير أبي السعود الإمام أبو السعود ، ج 5 ، طبعة : دار إحياء التراث العربي ، سنة 2015م ، ص 271 .

[7] القرآن الكريم : سورة النساء ، الآية 41 .

[8] السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، ج 2 ، الناشر : مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية ، سنة 1424هـ ، ص 541 .

[9] القرآن الكريم : سورة الانفال ، الآية 2 .

[10] سيد قطب ، إبراهيم حسين الشاذلي المعروف بسيد قطب ، ولد 9 أكتوبر 1906م ، وتوفي 29 أغسطس 1966م ، في ظلال القرآن ، ج 3 ، طبعة : مكتبة دار الشروق ، سنة1423هـ ، ص 1475 .

[11] القرآن الكريم : سورة الرعد ، الآية 28 .

[12] الطبريّ ، جامع البيان عن تأويل القرآن ، لأبي جعفر محمد بن جرير ، ج 9 ، مطبعة مصطفى البابي ، الطبعة الثانية ، ص 25 .

[13] الآلوسي ، محمود شكري الآلوسي البغدادي شهاب الدين ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، ج 13 ، دار إحياء التراث العربي ، سنة 2008م ، ص 149 .

[14] سيد قطب ، إبراهيم حسين الشاذلي ، ولد 9 أكتوبر 1906م ، وتوفي 29 أغسطس 1966م ، في ظلال القرآن ، ج 4 ، طبعة : مكتبة دار الشروق ، سنة 1423هـ ، ص 2060 .

[15] القرآن الكريم : سورة السجدة ، الآية 15 – 16 .

[16] ابن كثير ، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، ولد بمجدل من أعمال دمشق سنة701 هـ ، وتوفي سنة 774هـ ، تفسير القرآن العظيم ، ج 3 ، طبعة : دار الحديث القاهرة  ، 1994م ، ص 459 .

[17] سيد قطب ، إبراهيم حسين الشاذلي ، ولد 9 أكتوبر 1906م ، وتوفي 29 أغسطس 1966م ، في ظلال القرآن ، ج 5 ، طبعة : مكتبة دار الشروق ، سنة 2812هـ ، ص 1475 .

[18] الآلوسي ، محمود شكري الآلوسي البغدادي شهاب الدين ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، دار إحياء التراث العربي ، ج 4 ، سنة 2008م ، ص 237 .

[19] القرآن الكريم : سورة الغافر ، الآية 23 .

[20] القرآن الكريم : سورة المائدة ، الآية 157 .

[21] الزحيلي : د . وهبة بن مصطفي الزحيلي ، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج ،     د . وهبة الزحيلي ، طبعة : دار الفكر ، سنة 2010م ، ج 23 ، ص 279 .

[22] الآلوسي : محمود شكري الآلوسي البغدادي شهاب الدين ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، ج 9 ، دار إحياء التراث العربي ، سنة 2008م ، ص 165 .

[23] القرآن الكريم : سورة المائدة ، الآية 82 – 83 .

[24] سيد قطب : في ظلال القرآن ، طبعة : مكتبة دار الشروق ، سنة2812هـ ، ح 2 ، ص 962 .

[25] رشيد رضا : محمد رشيد رضا ، تفسير القرآن الحكيم ، الشهير بـ ” تفسير المنار ، طبعة : دار الحديث القاهرة ، 1366هـ ، ح 7 ، ص 12 .

[26] الغزولي : عبد العزيز سيد هاشم الغزولي ، بالقرآن أسلم هؤلاء ، صفحة 22 – 24 ،  طبعة : المكتبة الشامية للطباعة والنشر ، سنة 2001م .

[27] القرآن الكريم : سورة الذاريات ، الآية 17 .

[28] ابن كثير : أبو الفداء إسماعيل ، تفسير القرآن العظيم ، مكتب دار الفكر ، بيروت ،  1401هـ ، ج 4 ، ص 282 .

[29] البخاري ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي ، صحيح البخاري ، برقم : 1282 ،    ج 1 ، ص 452 ، برقم : 1282 .

[30] القرآن الكريم : سورة الإسراء ، الآية 41 .