لمثل هذا يذوب القلب من كمد

مرحباً بشهر رمضان : شهر الصيام والقرآن
مارس 24, 2025
بين موضوعية التعليم والمتعة التجارية
أبريل 28, 2025
مرحباً بشهر رمضان : شهر الصيام والقرآن
مارس 24, 2025
بين موضوعية التعليم والمتعة التجارية
أبريل 28, 2025

أخي القارئ الكريم !           بسم الله الرحمن الرحيم

لمثل هذا يذوب القلب من كمد

لم يشهد التاريخ الإنساني الممتد منذ سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا ، شعباً أشد ضرواةً وهمجيةً ، وأخس وأذل مكانةً من اليهود الصهاينة ، فهؤلاء شُذاذ الآفاق ، وحُثالة العالم ، وإخوان القردة والخنازير ، قد تمسكوا بحبل من الناس ، فيعيثون في الأرض فساداً ، يقتلون الرجال والنساء ، والأطفال والشباب ، والشيوخ والعجائز ، حتى المرضى والمعاقين في المنازل والمستشفيات ، ليس هذا منذ طوفان الأقصى فقط ، بل منذ أكثر من سبعة عقود باستمرار ، فمسرى الرسول صلى الله عليه وسلم يمر بحالة عصيبة ، ومرحلة مأساوية تمزق القلوب والنفوس ، وتجرح المشاعر والعواطف ، وتقض المضاجع ، وتؤرق الأكباد :

لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان

الحرب التي بدأت بين حماس والاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من شهر أكتوبر عام ألفين وثلاث وعشرين من الميلاد قد توقفت لفترة ، وقامت هناك مواثيق وعهود بين الطرفين ، وجرى تبادل الأسرى من كلا الجانبين ، لكن الذي يبكينا دماءً ودموعاً أن إسرائيل قد نقضت العهود علناً وجهاراً ، ونبذت البنود والاتفاقيات لوقف الحرب وراءها ظهرياً ، وأغارت إغارةً شعواء على غزة الصبر والصمود من جديد ، وقت صلاة الفجر ، فاستشهد أربع مائة شهيد ، وجرح أمثال أو أكثر من ذلك ، وفاق هذا العدد سبع مائة في ثلاثة  أيام ، ولا شك أنها مجزرة جماعية ، وسلخ بشري ، وإبادة كاملة لسكان هذه المنطقة ، ولكن نحن المسلمين في العالم كله على يقين أن هذا إهمال وإملاء واستدراج من الله .

هؤلاء الجزارون الوحشيون ، وهؤلاء الاحترابيون والدمويون قد جبلوا على امتصاص دماء الأبرياء ، وقد فطروا على معاداة المسلمين منذ ولادتهم ، وقد قتلوا محسنيهم وأولي أمرهم وأنبياءهم من قبل ، فلا قيمة لديهم للاتفاقيات والقرارات ، ولا اعتبار لأقاويلهم وأحاديثهم ، وقد نقضوا العهود عشرات المرات ، وقد عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة ، وفي مناسبات شتى ، فخرقوا هذه المواثيق بين عشية وضحاها ، وظلوا عملاء وسماسرة للمشركين والكافرين ، ومن سوء مكرهم وحيلتهم في التاريخ أنهم قتلوا شر تقتيل ، تارةً بيد بخت نصر ، وأخرى بيد الملك الرومي ، وثالثةً بيد هتلر ، وأخيراً سيصلون عاقتبهم ومصيرهم بإذن الله بأيدي الطائفة المنصورة ، المرابطة في حدود الأرض المقدسة .

وقد صدق الله تعالى في القرآن الكريم : ( وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ) [ الإسراء : 8 ] .

مدير تحرير المجلة

21/ رمضان 1446هـ