منافع الجهد والجهاد على لسان الإمام أحمد بن عرفان الشهيد
مارس 1, 2020العلامة المحدث الشيخ حليم عطاء : أستاذ المحدثين والعلماء في عصره
يوليو 25, 2020رجال من التاريخ :
قصيدة أسماء القرآن للشيخ مير شجاع الدين حسين : دراسة فنية
د . سعيد بن مخاشن *
إن سماء الهند مليئة بالنجوم الباهرة والشموس الساطعة والبدور النيرة التي بزغت حيناً بعد حين ونورت العالم بأشعتها وأنوارها ، وأضاءت الطرق المتشعبة والسبل المتنوعة بأشعتها في ليل الأرض الداجنة . وإن الله عز وجل قد اختار لهذه التربة الخصبة والأرض الصالحة نفوساً ورجالاً ممن تقدست نفوسهم وتهذبت أخلاقهم واستنارت عقولهم ورجحت أحلامهم وصدقت عزائمهم ، فأصبحت تلك البقعة بنشاطاتهم الدينية وإنجازاتهم العلمية روضةً من رياض العلوم ، وجعلت تعد من المراكز العلمية التي اشتهر أمرها وعلا ذكرها في البلدان ، ووفد إليها الركبان ، تشد إليها رحال طلاب العلوم من الأقطار الشاسعة والأرجاء النائية فيردون معينها الحتود ويرتوون من منهلها العذب ، فيسبر كل منهم غور العلوم على حسب استعداده .
ومن بين الشخصيات الكبار التي حلقت في سماء حيدرآباد بجناحي العلمية والدينية شخصية مترامية الأطراف ، بعيدة الأكناف وهو الشيخ مير شجاع الدين حسين رحمه الله . كان الشيخ رحمه الله ذا ذكاء وفطنة ونباهة ، وقد نبه وعلا ذكره واشتهر أمره وبان فضله على من كان مثلَه في أوانه وزمانه ، فكان جامعاً لعلوم القرآن ، وحاملاً على علوم الحديث ، وحاوياً على الأدب والشعر وغير ذلك .
نشأته وميلاده :
ولد الشيخ مير شجاع الدين حسين في برهان فور ، من ولاية ” مدهيه براديش ” ، عام 1191هـ ، وتنتهي نسبه إلى أمير المؤمنين سيدنا علي رضي الله عنه بواسطة 27 – أو (28) أو (29) – ، وهو من أولاد الإمام محمد بن حنفية . وقد هاجر أسلافه من أرض العرب وألقوا عصا الترحال في برهان فور – مدهية برديش – واستوطنوها .
وكان الشيخ مير شجاع الدين حسين يدعى ( أو معروفاً ) بـ ” مولوي صاحب قبله ” ، وأما ألقابه فهي : ” قطب الهند ” ، و ” غوث دكن ” ، ولقبه الشعري : ” فقير ” .
والده : هو الشيخ سيد كريم الله بهادر ، كان زاهداً ورعاً ومن كبار الشخصيات الإسلامية في مدهيه براديش . لقبه ناصر جنغ بهادر بلقب ” خان ” ، ” بهادر ” . وأمه : ” عارفه بيغم ” كانت امرأةً صالحةً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قدر المستطاع .
وجده : فهو ” مير محمد دائم ” عليه الرحمة ، كان عالماً كبيراً ، ويتولى القضاء في برهان فور ، وقد عينه ناصر جنغ بهادر قاضياً لتلك البلاد ، وكان من أجداده الشيخ خواجه أحمد يسوي جامع العلوم الظاهرية والباطنية الذي تشرف بالخلافة من الشيخ خواجه يوسف همداني .
وأما جده من الأم فهو خواجه صديق المعروف غلام محي الدين ، وكان عابداً زاهداً يتولى أمور ” جامع مسجد برهان فور ” .
تعليمه :
بدأ الشيخ مير شجاع الدين حسين مسيرته العلمية من بيته المأهول بأهل العلم والفن ، فاكتسب العلوم الابتدائية من جده من الأم فحفظ القرآن الكريم في صغر سنه حينما كان ابن اثني عشر عاماً ، وتعلم الصرف والنحو والمنطق من جده لأم ، ثم واصل دراسته من علماء مصره واستقى منهم مختلف العلوم والفنون . وفي رواية أنه قد تهيأت له فرصة لكي يتشرف باقتناء العلوم من الشيخ شاه ولي الله الدهلوي رحمه الله . ولما تشرف الشيخ بأداء الحج والزيارة وهو ابن 17 عاماً اغتنم الفرصة لاكتساب العلوم من علماء الحرمين . كما حصل إجازة الصحاح الستة من نواب عزت يار خان صدر الصدور .
البيعة والخلافة :
إن الشيخ كان يحب أهل العلم والعمل الصالح لذا نراه يشارك مشاركةً مستمرةً في جلسات أهل النفوس الزكية والقلوب النقية ، كما كان يستقي علوم الإحسان وأحكامه من جماعة الصوفية الأخيار ، وحصل البيعة والخلافة من شيخ العرب والعجم تاج الفقراء الشيخ شاه محمد رفيع الدين القندهاري عليه الرحمة والرضوان ، في الطرق الأربعة من القادرية والنقشبندية والجشتية والرفاعية . ثم تشرف من الخلافة والإجازة من شيخه في الطريقة الشيخ خواجه رحمة الله نائب الرسول رحمت آباد شريف . وقام بخدمة شيخه ستة أشهر واكتسب السلوك والرياضة .
هجرته إلى حيدرآباد :
بدأ الشيخ مسيرته العلمية ونشاطاته الدعوية من وطنه ” برهان فور ” ، وبعد ما تلقى العلوم المتوافرة والفنون المتداولة ، شد حزيمه إلى حيدرآباد الدكن وجعلها مركزاً لنشاطاته وإنجازاته ، وأقام بها مدةً مديدةً ، فاكتسب العلوم والفنون من العلماء الكبار . ولما وصل الشيخ إلى حيدرآباد من برهان فور أقام أولاً بدار نواب فتح الدولة بهادر ، ثم وجه عنايته إلى جامع مسجد تشار منار ( المعروف بالمسجد الشجاعي قرب تشار مينار ) وجعله مركزاً لنشاطاته الدينية والدعوية ، واهتم بإقامة الصلوات الخمس فيه جماعةً .
الدعوة إلى الله :
كان الشيخ مير شجاع الدين حسين رحمه الله داعياً إسلامياً يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة فكان يمضي في تحقيق أهدافه الدينية وأغراضه الإسلامية كالسيف حتى يهزم يقينه ألف جند من شكوك الكفر ، وينقشع سحاب أوهام الباطل ، ويظهر يقينه مثل فلق الصبح فيدخل الناس في دين الله أفواجاً . وأسلم على يديه حشد كبير من الناس من بينهم الأمراء والرؤساء على وجه عام ، وراجه شمبهو برساد ، ومتيا كمدان ، وصاحب كمدان على وجه خاص .
النشاطات الدينية :
وكان الشيخ مير شجاع الدين رحمه الله أول من قام بتشييد المدارس الديينة لحفظ القرآن الكريم ، وعمت بفضله نشاطات دينية نحو قراءة قصيدة البردة ، وقصائد الميلاد وما إلى ذلك .
وكان الشيخ يهتم كثيراً بتلاوة القرآن الكريم في آناء الليل وآناء النهار ، وعامةً كان يهتم في الصلوات المفروضة والمسنونة والنافلة بقراءة القرآن الكريم وإتمام دوره على حدة .
الباقيات الصالحات :
خلف الشيخ مير شجاع الدين رحمه الله الباقيات الصالحات التي تدل على علو كعبه وطول باعه في متنوع العلوم والفنون ، منها : التفسير والحديث والفقه والأدب والإسلاميات والقرآن والتصوف والشعر العربي في اللغات العربية والفارسية والأردية ، وهي :
-جوهر النظام ( في الفقه ، العربية ) .
-تفسير تصريح جزء عم وتبارك ( في الفقه ، الأردو ) .
-رسالة كشف الخلاصة ( الأردو ) .
-رسالة علم القرأة ( في فن التجويد ، العربية ) .
-رسالة سماع ( الفارسية ) .
-رسالة قدر وقضا ( أو جبر وقدر ، الفارسية ) .
-رسالة احتلام ( الفارسية ) .
-مناجات ختم القرآن ( العربية ) .
-خطبات جمعة ( العربية ) .
-رسالة سلوك قادرية ( الفارسية ) .
-رسالة سلوك نقشبندية ( الفارسية ) .
-رساله رؤيت ( الفارسية ) .
-رساله فوائد جماعت ( الفارسية ) .
أولاده :
خلف الشيخ رحمه الله ابناً وبنتاً . ابنه عبد الله شهيد ، استشهد في حياته ، وبنته كانت متزوجةً بعبد الكريم بدخشاني . وحفيده حضرت مير محمد دائم ، وحضرت مير محمد قائم ، والشيخ دائم كان قائم الأمور بعده .
خلفاء قطب الهند :
-الشيخ الحافظ مير محمد دائم .
-الشيخ الحافظ مير محمد قائم .
-الشيخ مولانا عبدالكريم بدخشاني .
-الشيخ سيد صاحب .
-الشيخ عبدالقدوس تاشقندي .
-الشيخ رحمت ميان صاحب ، القائم بأمور زاوية نائب الرسول خواجه رحمت الله .
-الشيخ مير برورش على ، المعروف باشاه ميان صاحب ( مسجد نور قاضي فوره ) .
-الشيخ خواجه ميان صاحب ، المعروف الله والى صاحب ( برهان فوري ) .
-الشيخ محمد قطب الدين ، قطب الأقطاب ناجوري .
-الشيخ عبدالرحمن لاهوري .
-الشيخ بادشاه حسيني .
القائمون بأمور زاوية قطب الهند :
-الشيخ سيد دائم ( القائم الأول ) .
-الشيخ سيدعبدالله شاه الثاني ( الثاني ) .
-الشيخ سيد شاه ياسين ( الثالث ) .
-الشيخ سيد شاه عبدالله المحض ( الرابع ) .
-الشيخ سيد شاه غلام صمداني ( الخامس ) .
-الشيخ سيد شاه شجاع الدين القادري الثاني ( السادس ) .
-الشيخ سيد شاه عبيدالله القادري آصف باشاه ( السابع ) .
وفاته :
لبى نداء ربه 4 ( أو 3 عند البعض ) محرم الحرام 1265هـ .
شعره :
إن الله عزوجل قد أسبغ على الشيخ مير شجاع الدين رحمه الله آلاء الكفاءات الظاهرة ونعم المؤهلات الباطنة في عديد من المعارف العلمية والفنون الأدبية ، وكان له تذوق لطيف في قرض الشعر وإنشاده من حيث إنه كان يتمتع بمقدرة فائقة على جيمع أنواع الشعر وأشكاله ، وغذته طبيعته العلمية وأفكاره الخصبة وحسه المرهف في تنمية الموهبة الشعرية ، كما يتضح ذلك جلياً من القصائد التي جادت به قريحته وهي تحتوي على عدة أنواع ومختلف موضوعات إسلامية من الحمد والمديح والمحبة ، والعرفان ، والنصح ، والهداية ، وما إلى ذلك .
إن شعر الشيخ مير شجاع الدين ينهل من منهل إسلامي صاف ومعين ديني حتود ، لا يشوبه شائبة الهوى والغوى ، ولا يأتي إليه الأهواء والشهوات من أي ناحية من نواحيها المتشعبة ، فهو تعبير صادق عن مشاعر الحب والحرارة الإيمانية التي نبعت من قلب متحمس .
أسلوبه :
يمتاز أسلوب الشيخ مير شجاع الدين رحمه الله برقة اللفظ وفصاحته ، وإبانة المعنى وجزالته ، كما يمتاز نهجه بالقدرة الفائقة على تعبير المشاعر والانفعالات التي يقدمها في لوحات شعرية فنية بارعة ، على حين كان شعره مليئاً بالاتجاهات الإسلامية والتيارات الدينية ومصبغاً بصبغة إسلامية ، فكان يكثر شعره بذكر الحمد والصلاة والعبادات والخلق ، وكان يبدأ قصيدته بحمد الله والثناء عليه والشكر له ثم يستطرد إلى المدح والوصف وبقية الأهداف الشعرية .
قصيدة أسماء القرآن :
إن هذه القصيدة ” قصيدة أسماء القرآن ” لها أهيمة بالغة من الناحية الأدبية والدينية ، لأنه قد تفوق على جيمع الشعراء بسلك أسماء القرآن الكريم بأسلوب أنيق وطرف طريف في عقد فريد وقصيدة واحدة في صورة ” دعاء ختم القرآن ” ، جادتها قريحته في صورة أبيات عربية رائعة تحتوي في طياتها على خمسين بيتاً ، وتشتمل على كافة أسماء سور القرآن الكريم وفق ترتيب القرآن بمناسبة إكمال دورة تلاوة القرآن الكريم .
اعتمد الشيخ مير شجاع الدين في قرض هذه القصيدة الرائعة على نظام الشطرين المتناظرين ، والقافية الموحدة وهو متواتر ، بروي موحد وهو حرف ” التاء ” ، وأما الياء في بعض الأبيات فهي للإشباع ، وهو مجرد عن التصريع في الصدر من حيث إنه لا تنتهي العروض على نفس الحرف الذي ينتهي الضرب في العجز ، وبحره الشعري: بحر الكامل ، فأنشد :
أدعـــــــوك يــــــــا فـــــتـــاح فــاتحةَ الدعا بــــخــــواتــم الـبقر استجب دعواتي
وبـــــــآل عــــــمـــــــران اعْـــمــرن لرجالنا ولـــنســـائـــنــــا الأعـــمارَ بالطاعات
وأمَــــــدَّ مـــــائــــــــدةَ الــــــــــــنـــــــــــدى في فــــضــــلا وفي الأنـــعـام زد برَكات
وبِـــــعـــــادٍ في الأعــــراف عـــرفنا العطا بــــــمــــــزيـــدة الـمشـكور لا بفوات
وامـــــنــــــح لــــــنـــــا أنــــفــال توفيق على تـــــوبٍ كــيونس في دجى الظلمات
وبِـــــــهُــــــــودٍ إذ نــــــــجــــــيـــــتَه من قومه مـــــن شــــــــر أيــــــام بــــــهـم نَحِسات
وبــــــــيــــــــوســـف الــــصـــديق في تأويله في الســــنــــبــــلات السبـع والبقرات
وبــــرعــــــدٍ أبـــــراهـــــيــمَ نكرةً ضيفَه وبـــــحِـــــجْــــــرٍ للــــقدس نـحْلِ نَشَواة
وبـــــسِــــــرِّ إســــــــراء الـــــنــــبــــي محمد كـــــــهـــــــف الأنــــــام مُشفع لعُصاة
وبـــــــنـــــــجـــــــل مــــــريــــم إذا يبشر أنه طــــــه إمـــــام الأنــــــــبــــــــــيـــــــاء وآت
وبـــــحــــــج بـــــيــــتــــك يـستنير المؤمنون بــــــنــــــورك الـــــــفــــرقان في عرفات
قــــــد أَعـــــجز الشعــــراء نــظمُ كتابه حــــتــــى اخــتفَوا كالنمل في ثَقُبات
إذ أنــــــزلـــــت قـصص على من حرسه لــــلـــــعـــــنــــكــبوت النسجُ بالتَّارات
الـــــــرومُ دانُـــــــوا ديــــــنَـــــه ودُهــــاؤُهم يحكي حُجًى لـلقمان في الصنْعات
أطـــــــال ســــــجـدةَ شـــــــــكـــــرٍ لله إذ هـــــزمـــــتْ له الأحــــزاب في غزوات
وســــــبَــــــا الــــبُــغاةِ له ملائكةُ السما نــــــــزلــــــــوا عـــــلــــى يس مثلَ غُزات
وبـــــصــــــافـــــآتِ جــــنودِه صـادَ العِدى زُمَــــــــرٌ بــــــــطَـــــوْل مُـــــقدَّرِ الأقَوات
كـــــــان الــــــصــــحــــابة أمرُهم شورى زُخـــــــــرُفَ الـــــــدنــــيــا كمثل قُذاة
يــــــوم الــــــدخــــان يُــــــرى وإن مــنْ أمة إلا وجــــــــاثـــــــيــــــةً عـلـى الركْبات
فــــإذا أفــــــاق الـــــنـــــاس مـن أحقافهم طلــــــبـــوا الشفيع لهم من الهلَكات
فـــــــمـــــــحـــــمـــــد يــــأتــــي يقول أنا لها بــــــي فُـــــــتــــح بابٌ مُغلَق الحجرات
يــــــا فــــوزَ قـــــافْ أثــــــرُه وذنــــــــوبَـــــــه في ذاريــــــــات الـــــعـــــفــــو هِيجَ فلاةِ
طــــــورُ الــــــكـــــلـيم إن استنار فنجمُه قـــــــمــــــرُ الـــوجود لكل مخلوقات
يـــــــا رب يـــــا رحـــــمـــــن ارحـــــمــــنا به في كــــــــل واقـــــــعــــــــة وبعد ممات
حــــديـــدُ قـــهرِك فاقطَع الشرك الذي ألــــــقـــــــت مـــــجــــادلــةُ الهوى لطُغاة
وبــــحــــشْــــرنا قضى امتحانُك حــيـنما صُـــــفَّ الأنـــــــام لـجمعة العَرْضِيات
فــــــمـــــنـــــافـــــقــــوهـــم بـالتغابن باينوا كـــــــطـــلاقِ تــــــحــريمٍ من الجَنّات
والـــمـــــؤمـــــنـــــــون بـــمُلكِ خُلدٍ أُنعِموا كـــــالـــــنّـــون حـــقٌّ خـلودُها بـفُرات
لـــهـــم الـمعارج والجوازُ على الصراط كــــفُــــــلْـــكِ نــــــوحٍ أمَــــنِـــيُّ الآفات
والــــــجــــــنّ بـــــالإيـــــمــان أهلُ شفاعة الـــــمـــــزّمّــــل الـــــمــــدّثّر الـمَرَضات
يــــــومَ الــــــقـــــيـــامـة ينظر الإنسان ما في الـــمــــرســـــلات تـــــلاه مــن آيات
نَـــبَـــاءٍ حــــوتْــــه الـــــنــازعــات مفصَّلا ويـــــــــلٌ لأعـــــــمــــى القلبِ بالغفَلات
عبَس الوجوهُ وكوِّرتْ شمسُ السماء وإذاً هــــي انـــفـطرت على الزَعَقات
ومــــطــــفِّــــفــوا المكيال فانشقتْ لهم كــــــبُـــرُوجها الأكبادُ منْصدِعات
والــــطــــارق الأعــــلـــــى لــــقــهر جلاله يــــــغـــــشى بــــغـــاشية من السطْعات
ويــــلـــــوحُ فــــجــرُ العدل في بلد القضا كـــــالــشمس تمحو الليلَ باللمعات
يــــا ربـــــنــا رب الضحى اشرح صدرنا ناجاك في الــــحــــاجات في الخلوات
يــــا مُــــنــــبــــت الـــزيـــتون والتين الذي نــــــــقَّــــــيـــــــتـــــــه مــــن فَــــضلة ونَواة
أنــــزلــــتَ اقـــــرأ بـــــاسم ربـــــك رافـعا قــــــدر الـــــــحـــبيب عليه ألف صلاة
أيَّـــــــدتـــــــــــه بــــالــــبـــيِّنـــات فــزُلــزلت حـــــجَــــــجُ الــــبـطالة منه مُدْحِضات
وبــــــعـــــاديــــات الـــخـيل قارعةُ العَدى أمـــــسى تـــــكـاثرُهم حُطامَ كُماة
يــــا طــــيِّــــب عــــصـــرٍ جاء فيه محمد فــــــــأبــــــاد أهـــلَ الـــهُمزة واللُمزات
وهـــــلاكُ فـــــيـــــلٍ عـــن قريشِ إلافهم قـــــــبـــل الــــظـهور له مـن إرهاصات
مــــــن يَـــــــمـــــنـع المـاعونَ يُمنع كوثرا للــــــكـــــــافـــــريـــن الـويل بالنقمات
كـــــــذا يـــــنـــــصــر الله مــمَّن كادَنا تــــــــبّــــــــــت يـــــدا مستــــكـبرٍ قتِّات
يـــــــا رب وفِّــــــقْـــــنــــا لإخلاص التُـقى بــــــخــــشــــوع قـــــلـــبٍ دائمِ الأحباب
يــــــا مُــــظــــهــــر الــــفلــــق المنـير بأُفُقه نــــــــوِّر بـــــــواطــــنــــــــنــــا بــإلــهـامات
ويــــــعـــــيـــــذنا مـــــــن شــــرِّ وســــــواس يوسوس في صدور الناس بــالــلِّمِّات
وافـــــتـــــح لنا بالـــــخـــيـــــر ثم اختم به يـــــا واهـــــب الــــخــيرات والحسنات
وأدم صـــــلــــواتــــك والســلام مباركا أبـــــدا عــــــلــــى الـــمـختار خيرِ هُداة
وعــــلــــى الـــصحــــابة والقرابة ثم مـنْ تَــــبِــــع الــــهـــــدى مـــــن ســالف وآت
المراجع والمصادر :
- الحافظ مير شجاع الدين حسين : خطبات شجاعية ، حيدرآباد ، أنجمن خادمين شجاعية .
- مولانا سيد إبراهيم قادري : مختصر تذكره شجاعية ، حيدرآباد ، أنجمن خادمين شجاعية .
- قطب الهند الحافظ سيدنا مير شجاع الدين حسين : كشف الخلاصة ، حيدرآباد ، انجمن خادمين شجاعية ، 1434هـ .
- الحافظ مير شجاع الدين : مناجات ختم القرآن ، انجمن خادمين شجاعية ، 2007م .
* أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية ، جامعة مولانا آزاد الأردية الوطنية ، البريد الالكتروني : sayeed_makhashin@yahoo.com