عَلَى أَوْتَارِ الْحُزْنِ •

في رياض الشعر والأدب :
عَلَى أَوْتَارِ الْحُزْنِ •
الأستاذ محمد أرشد عبد الغفور الندوي 
كُـــــلُّ مَــــنْ جَــاءَ سَـوْفَ يَذْهَبُ يَوْماً لَيْسَ فِـي الدُّنْيَا لِلْخُلُودِ سَبِيلُ
إِنَّــــمَــــــا الـــــدُّنْــــيَــا دَارُ حَرْثٍ وَسَقْيٍ قَــالَ عَــنْـهَا قُرْآنُنَا وَالــــرَّسُولُ
مَـــــنْ سَــقَـاهَا بِالشَّرِّ ؛ فَهْوَ ذَلِـــــيــــــلٌ مَنْ سَقَاهَا بِالْخَيْرِ ؛ فَهْوَ نَبِيلُ
حِـــــيــــــنَـــــــمَـــــا جَـــاءَ نَــــعْــيُهُ وَتَرَامَى مِنْ سَحَابِ الْأَسَى عَـلَيْنَا تُلُولُ
هَـــــزَّ أَوْتَـــــارَ الْـــحُـــزْنِ فِـي كُلِّ قَلْبٍ عَــــازِفــــاً لَــحْـنَهُ بِدَمْـــعٍ يَسِيلُ
كَــــــانَ دَوْمـــــاً لِلـــنَّاسِ وَجْهًا بَشُوشاً وَعَلَى الْبَابِ حَــــارِساً لا يَـمِيلُ
كَــــــانَ يَـــسْــمُو فِــي شُــغْلِهِ لا يُمَارِي وَلِسَاناً لِلـــصِّـــدقِ فِــيـمَا يَقُولُ
يَا لَــــهَــــا مِـــنْ حِــرَاسَةِ الْبَابِ فِي ” نَدْ وَتِنَا ” نَالَهَا الْفَقِيدُ ” جَـــمِــيلُ ”
رَأْسُــــــــهُ فِـــــي الــــــنَّــــــهَارِ ظِلٌّ ظَلـــِيـلٌ وَمُـــــحَــــيَّاهُ فِي الدُّجَى قِنْدِيلُ
كَمْ أَطَلْتَ الْوُقُوفَ فِي الشَّمْسِ حَتَّى فَاضَ عَرْقًا جَبِينُكَ الْمَصْقُولُ
كَـــمْ لَـــيَـــالٍ سَـــــهِــــــرْتَـــهَــا فِي ثَبَاتٍ وَيَــــقِــــيـــنٍ أنَّ الْجَزَاءَ جَزِيلُ !
رَبِّ إِنِّــــي أَدْعُـــــــوكَ سِــــــرّاً وَجَــــهْـــراً وَدُعَائِـي حَــتَّــى رِضَاكَ يَـطُولُ
اسْــــــقِ رَبِّـــــــي ضَـــــرِيحَهُ مِـن سَحَابٍ دَائِــــــمِ الْهَطْلِ وَارِفٍ لا يَــزُولُ
رَبِّ أَجْــــــزِلْ لَهُ الْـــــــمَــــــثُـــوبَــةَ سُــقْيَا مِـنْ كُؤُوسٍ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلُ