عَلَم من أعلام التاريخ

خير نموذج للسلف الصالح
نوفمبر 19, 2023
وجداننا كل شيئ بعدكم عدم
نوفمبر 19, 2023
خير نموذج للسلف الصالح
نوفمبر 19, 2023
وجداننا كل شيئ بعدكم عدم
نوفمبر 19, 2023

شخصية مثالية فقدناها :

عَلَم من أعلام التاريخ

إعداد : الأخ تقي أحمد *

العلامة السيد محمد الرابع الحسني الندوي من أولئك الأعلام الأفذاذ الذين لا يجود بهم التاريخ إلا قليلاً ، كان سماحته – بلا نزاع – من أساتذة الحركة الأدبية الإسلامية ، ومن صفوة الكتاب والدعاة المرشدين والعلماء من الطراز الأول ، وهو الذي جمع بين الإيمان العميق بالمبدأ ، والفهم العميق بروحه ، والعلم العميق بدقائقه وأسراره ، والقلم السلسال اللبق واللسان العذب الذلق ، وهي ميزات ومواهب قلما تجتمع في رجل واحد ، إلا ما شاء ربك .

الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي اسم معروف في الأوساط العلمية والأدبية والدينية ، وهو الاسم الذي كان يحتل مكاناً رفيعاً عالياً حبيباً في النفوس بعد الإمام السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي – رحمه الله – ، هذا الاسم الذي تألق في سماء العالم الإسلامي برهةً سعيدةً من الزمن ، ثم محي من صفحة الوجود ، وسجل في عالم الخلود .

كان سماحته أديباً أريباً ، ومؤلفاً قديراً ، وكاتباً ذا أسلوب قشيب ، قد اتسم بالسلاسة الأدبية ، والرزانة العلمية ، وغزارة المعرفة ، جمع بذلك السمات المختلفة ، وكان يتخذ أسلوباً وعبارةً واضحةً متناسبةً مع الموضوع ، وهو من خصائص البلاغة في كتابات الأدباء ، وذلك بأن يكون الكلام وفقاً للمراد ومقتضى الحال ، وأن يكون سهلاً سائغاً للقراء ، وهي صفة تفوت كثيراً من المشتغلين بالكتابة .

هناك كثير من الإنجازات ما تحتوي عليه شخصيته الفريدة ، ولكن دوره ككاتب ، ومؤلف ، وباحث ، وخطيب فحدث عن البحر ولا حرج .

فالبيت يعرفه والحل والحرم

أيما رجل تتنوع قواه ومواهبه في مختلف المجالات الفكرية والعلمية ، أو يشتغل بتنظيم جماعة وإدارة مؤسسة ، أو يشتغل بالدعوة والخطابة لا يستطيع أن يركز همه في التأليف والبحث والدراسة ، أو يأتي فيه بشيئ من جديد رائع ، ويقوم في هذا المجال بدور يذكر ، وخدمة تشكر ، أو يسد فراغاً ، ويملأ مكاناً شاغراً ، ولكن سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي كذب هذا الخيال ، ومؤلفاته كلها تشهد بذلك ، وتدل على دراسة واسعة ، وتفكير طويل ، واستنباط رائع ، واجتهاد سليم ، ورزانة علمية لا تخلو منها حتى مقالاته .


* طالب السنة الرابعة العالية من الشريعة .