فعاليات الشيخ أبي الحسن الندوي مع رابطة العالم الإسلامي
يناير 2, 202248/ سنةً في ظلال تربية الإمام العلامة أبي الحسن الندوي
فبراير 7, 2022رجال من التاريخ :
رجال من التاريخ :
عبد العزيز جاويش
الشيخ الذي رفض منصب شيخ الإسلام
الدكتور غريب جمعة – جمهورية مصر العربية
( الحلقة الرابعة الأخيرة )
تقدم أن الزعيم المجاهد محمد فريد قد أسند رئاسة تحرير جريدة ” اللواء ” إلى الشيخ جاويش نتيجة إعجابه الشديد بردّه المفحم على المستشرق الألماني في مؤتمر الاستشراق الذي عقد بالجزائر عام 1905م ، حيث كتب ذلك المستشرق بحثاً تقدم به إلى المؤتمر خلاصته : ” الطعن في بلاغة القرآن ” . فانبرى الشيخ جاويش للرد عليه بحججه القاطعة وبراهينه الساطعة ، مبيناً كراهيته للغة العربية وجهله بها وببلاغتها ، ضارباً المثل تلو المثل على أن القرآن كتاب الله المعجز ببلاغته ، وليس في طوق الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .
وخسر المستشرق المعركة ، وطالب بأن يتم سحب بحثه من ملفات المؤتمر على أن يقوم الشيخ بسحب ردوده أيضاً ، ووافق الشيخ ووافق المؤتمر على ذلك .
لذلك لم يكن عجباً أن يتولى الشيخ جاويش رئاسة تحرير ” اللواء ” وهو الذي يتميز بأسلوبه الأدبي الرائع وحنكته السياسية ووعيه بما يدور حوله وجرأته في الجهر بالحق ، وبه من الغيرة والوطنية ما لا يقل عن غيرة ووطنية الزعيم الكبير .
كان الشيخ وقتها مفتشاً للغة العربية بوزارة المعارف وبدأ كتابته ( في اللواء ) يوم 3 مايو سنة 1908م ، ولنقرأ أول مقال افتتح به عمله الجديد حيث يقول : ” بعونك اللهم قد استدبرت حياة زادها الجبن وخدر العزيمة ومطيتها الدهان والتلبيس في أسواقها النافقة نشتري نفيسات النفوس بزيوف الفلوس وتباع الذمم والسرائر بالابتسام وهز الرؤوس ، وبيمنك اللهم أستقبل فاتحة الحياة الجديدة حياة الصراحة في القول ، وحياة الجهر بالرأي حياة الإرشاد العام ، حياة الاستماتة في سبيل الدفاع عن البلاد العزيزة ، أستقبل هذه الحياة بعد أن قضيت في سابقتها ثماني حجج بلغت فيها ذلك المنصب الذي كنت فيه بين محسود عليه ومرجو فيه ، أستقبل هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر ، منبرياً في ميدانها ، فإما الصدر و إما القبر ، موقناً بما أعد الله لعباده العاملين المخلصين من الظفر والفتح المبين عارفا أن :
الحي لا يموت إلا مرةً والموت أحلى من حياة مرة
وكيف لا نقدم من أنفسنا قرابين بين أيدي أهرام هذا القطر ونيله ؟ أم كيف لا نصرف كل مرتخص وغال في سبيل تحريره ، وقطع اليد الغاصبة له جزاء بما كسبت ، فلنتمسك بهذا المبدأ الشريف ما حيينا ولنعتصم به ما بقينا ولنرفع أصواتنا حتى نطرق بها أبواب السماء فنستنزل المقت والسخط على من دخلوا بلادنا وقبضوا بأيدي جبروتهم على نواصينا ، واستخدموا في سبيل إصابة غرضهم أفراداً إذا ما لقوكم قالوا إنا معكم ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين .
ويستمر الرجل إلى أن يقول : ” فاللهم أسالك لساناً ناطقاً بالصواب والحكمة ، وقلما لا جولة له في ميادين القحة ولا علم له بمعاهد الفحش والسباب ، فما أحوج الأمة إلى كلمة حق يستمعونها ، وجميل عظة يعونها ، وما أضمن الجرائد أن تتعاون وتتضامن على البر والتقوى ، وما أخلقها حتى تكون يداً واحدةً على أعدائها ، يحذرونها ويخشون بطشها ، وما أحراها أن تعلم أنها بتفرقها وتخاذلها إنما تشمت عدواً مبيناً وتكمد صديقاً شفيعاً فأرسل اللهم على هذه الأمة وقادتها ومرشديها من عندك روحاً يجمع شتيتها ويوحد كلمتها ويعصم أقدامها من الزلل وآراءها من الخطأ والخلل آمين ” .
تلك كانت كلمة الرجل الأولى عندما تولى رئاسة تحرير اللواء ساقها في بيان مشرق وجعل فيها ما يصلح أن يكون دستوراً للصحافة بوجه عام وللصحافة الإسلامية بوجه خاص في هذا العصر الذي أصبحت الصحافة فيه من أهم العوامل لتشكيل الرأي العام للأمة بقوة تأثيرها على الأفئدة والعقول ويربأوا بأنفسهم وبأقلامهم عن الدخول في ميادين القحة ، والعلم بمعاهد الفحش والسباب كما أشار إلى ذلك الشيخ الوقور .
واستمر الرجل في منصبه حتى فبراير عام 1912م ، ولكن الاحتلال طارد أنصار الحزب الوطني وضيق عليهم ووقف لصحفه بالمرصاد ، لا تخرج من محاكمة إلا ويدخلها في أخرى زوراً وبهتاناً وعتوّاً وطغياناً فاضطر الشيخ إلى الهجرة إلى الآستانة حيث أصدر هناك ” جريدة الهلال العثماني ” وتولى المرحوم أمين الرافعي رئاسة تحرير اللواء من بعده وبقية صحف الحزب الوطني الأخرى .
وإذا كان الشيخ قد وضع دستوراً للصحافة في أول افتتاحية له كتبها بجريدة اللواء فقد وضع دستوراً للمجاهدين في كلمته أمام جثمان الزعيم محمد فريد – يرحم الله الجميع – في ألمانيا حيث قبض ، وإليك بعض ما جاء بها أيها السادة :
أمام جثة هامدة ، وميت لا يعي نحن واقفون ؟ كلا ثم كلا ؟ إنما نحن وقوف أمام صفحات من تاريخ الجهاد الأكبر في سبيل الحرية البشرية ، في سبيل الذود عن الحقوق الطبيعية للشعوب الإنسانية في سبيل مصارعة الأمم القوية ذات المطاعم الأشعبية .
نحن وقوف أمام هذا الرجل الكبير ، الذي كانت حياته مثالاً كاملاً للمتشبثين ، وقدوة صالحة للعاملين ، فها هي ذي تلك الصفحات الناصعة ترينا كيف جمع فقيدنا العزيز إلى جانب صلابة العزم جهاداً لا يوهنه الملل ولا يوهيه الكلال ، كما ضم إلى الصراحة البالغة في كتابته وكلامه إقداماً يستهزئ بالغوائل ويسخر من كارثات النوازل ، لقد رأيناه يرحمه الله يوم ساقه الإنجليز إلى السجن بمصر فما كان حينذاك أقل ابتسامة منه يوم فارقه بعد ستة أشهر كاملة قضاها في غيابته وظلماته .
وضيّق الإنجليز المذاهب على فقيدنا ، وأخذوا الأبواب والمسالك على قلمه ولسانه ، فلم ير بدّاً من مفارقة وطنه وأولاده وعشيرته ، إذ خرج يلتمس فضاء يسع صيحاته التي ضاق عنها فضاء بلده ووقرت دونها آذان أعدائه .
جاهد رئيس الحزب الوطني في سبيل تحرير بلاده ، وكان يرجو ألا تعاجله منيّته قبل أن يراها خالية من ظل الجبابرة المغتصبين ، فكنا نخشى وقد سارعت إليه المنون أن يحزنه حرمانه من نيل أمنيته واكتحال عيونه بشمس الاستقلال والحرية ، مشرقة على ربوع وطنه العزيز ، ولكننا رأيناه – رحمه الله – قبيل وفاته قرير العين ، مشروح الصدر إذ أبصر كيف تشيد أمته النجيبة على ما أقامه هو وسلفه الصالح مصطفى كامل باشا من الدعائم المتينة ، وصرح الحرية والاستقلال ، ذلك الصرح الذي سيعانق يوماً ما الأهرام ويدوم ما تعاقب الجديدان ( الليل والنهار ) ثم يستمر إلى أن يقول :
” وإذا كانت حياة الرجال أيها السادة ! خيراً للأمم التي يخدمونها ، فكم منهم من أفاد بمماته بمقدار ما أفاد بحياته ، ليس فريد بتلك الجثة الهامدة والنسمة الجامدة ، وإنما هو تلك النفس الأبية ، والقدوة الصالحة ، والذكرى الطيبة التي سيجددها بلى الأيام ويوالي نشرها انطواء العصور والأجيال ، فطوبى لمن سن سنةً حسنةً وطوبى ثم طوبى لمن اقتدى بالعاملين . والآن نستودعك الله أيها الرئيس المحبوب ! فنم مغموراً برحمة الله وإحسانه ، مزوداً من أمتك بالدعوات الصالحة والذكرى العاطرة والحب الدائم ، والسلام عليك ورحمة الله ” .
الدكتور غريب جمعة – جمهورية مصر العربية
( الحلقة الرابعة الأخيرة )
تقدم أن الزعيم المجاهد محمد فريد قد أسند رئاسة تحرير جريدة ” اللواء ” إلى الشيخ جاويش نتيجة إعجابه الشديد بردّه المفحم على المستشرق الألماني في مؤتمر الاستشراق الذي عقد بالجزائر عام 1905م ، حيث كتب ذلك المستشرق بحثاً تقدم به إلى المؤتمر خلاصته : ” الطعن في بلاغة القرآن ” . فانبرى الشيخ جاويش للرد عليه بحججه القاطعة وبراهينه الساطعة ، مبيناً كراهيته للغة العربية وجهله بها وببلاغتها ، ضارباً المثل تلو المثل على أن القرآن كتاب الله المعجز ببلاغته ، وليس في طوق الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً .
وخسر المستشرق المعركة ، وطالب بأن يتم سحب بحثه من ملفات المؤتمر على أن يقوم الشيخ بسحب ردوده أيضاً ، ووافق الشيخ ووافق المؤتمر على ذلك .
لذلك لم يكن عجباً أن يتولى الشيخ جاويش رئاسة تحرير ” اللواء ” وهو الذي يتميز بأسلوبه الأدبي الرائع وحنكته السياسية ووعيه بما يدور حوله وجرأته في الجهر بالحق ، وبه من الغيرة والوطنية ما لا يقل عن غيرة ووطنية الزعيم الكبير .
كان الشيخ وقتها مفتشاً للغة العربية بوزارة المعارف وبدأ كتابته ( في اللواء ) يوم 3 مايو سنة 1908م ، ولنقرأ أول مقال افتتح به عمله الجديد حيث يقول : ” بعونك اللهم قد استدبرت حياة زادها الجبن وخدر العزيمة ومطيتها الدهان والتلبيس في أسواقها النافقة نشتري نفيسات النفوس بزيوف الفلوس وتباع الذمم والسرائر بالابتسام وهز الرؤوس ، وبيمنك اللهم أستقبل فاتحة الحياة الجديدة حياة الصراحة في القول ، وحياة الجهر بالرأي حياة الإرشاد العام ، حياة الاستماتة في سبيل الدفاع عن البلاد العزيزة ، أستقبل هذه الحياة بعد أن قضيت في سابقتها ثماني حجج بلغت فيها ذلك المنصب الذي كنت فيه بين محسود عليه ومرجو فيه ، أستقبل هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر ، منبرياً في ميدانها ، فإما الصدر و إما القبر ، موقناً بما أعد الله لعباده العاملين المخلصين من الظفر والفتح المبين عارفا أن :
الحي لا يموت إلا مرةً والموت أحلى من حياة مرة
وكيف لا نقدم من أنفسنا قرابين بين أيدي أهرام هذا القطر ونيله ؟ أم كيف لا نصرف كل مرتخص وغال في سبيل تحريره ، وقطع اليد الغاصبة له جزاء بما كسبت ، فلنتمسك بهذا المبدأ الشريف ما حيينا ولنعتصم به ما بقينا ولنرفع أصواتنا حتى نطرق بها أبواب السماء فنستنزل المقت والسخط على من دخلوا بلادنا وقبضوا بأيدي جبروتهم على نواصينا ، واستخدموا في سبيل إصابة غرضهم أفراداً إذا ما لقوكم قالوا إنا معكم ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين .
ويستمر الرجل إلى أن يقول : ” فاللهم أسالك لساناً ناطقاً بالصواب والحكمة ، وقلما لا جولة له في ميادين القحة ولا علم له بمعاهد الفحش والسباب ، فما أحوج الأمة إلى كلمة حق يستمعونها ، وجميل عظة يعونها ، وما أضمن الجرائد أن تتعاون وتتضامن على البر والتقوى ، وما أخلقها حتى تكون يداً واحدةً على أعدائها ، يحذرونها ويخشون بطشها ، وما أحراها أن تعلم أنها بتفرقها وتخاذلها إنما تشمت عدواً مبيناً وتكمد صديقاً شفيعاً فأرسل اللهم على هذه الأمة وقادتها ومرشديها من عندك روحاً يجمع شتيتها ويوحد كلمتها ويعصم أقدامها من الزلل وآراءها من الخطأ والخلل آمين ” .
تلك كانت كلمة الرجل الأولى عندما تولى رئاسة تحرير اللواء ساقها في بيان مشرق وجعل فيها ما يصلح أن يكون دستوراً للصحافة بوجه عام وللصحافة الإسلامية بوجه خاص في هذا العصر الذي أصبحت الصحافة فيه من أهم العوامل لتشكيل الرأي العام للأمة بقوة تأثيرها على الأفئدة والعقول ويربأوا بأنفسهم وبأقلامهم عن الدخول في ميادين القحة ، والعلم بمعاهد الفحش والسباب كما أشار إلى ذلك الشيخ الوقور .
واستمر الرجل في منصبه حتى فبراير عام 1912م ، ولكن الاحتلال طارد أنصار الحزب الوطني وضيق عليهم ووقف لصحفه بالمرصاد ، لا تخرج من محاكمة إلا ويدخلها في أخرى زوراً وبهتاناً وعتوّاً وطغياناً فاضطر الشيخ إلى الهجرة إلى الآستانة حيث أصدر هناك ” جريدة الهلال العثماني ” وتولى المرحوم أمين الرافعي رئاسة تحرير اللواء من بعده وبقية صحف الحزب الوطني الأخرى .
وإذا كان الشيخ قد وضع دستوراً للصحافة في أول افتتاحية له كتبها بجريدة اللواء فقد وضع دستوراً للمجاهدين في كلمته أمام جثمان الزعيم محمد فريد – يرحم الله الجميع – في ألمانيا حيث قبض ، وإليك بعض ما جاء بها أيها السادة :
أمام جثة هامدة ، وميت لا يعي نحن واقفون ؟ كلا ثم كلا ؟ إنما نحن وقوف أمام صفحات من تاريخ الجهاد الأكبر في سبيل الحرية البشرية ، في سبيل الذود عن الحقوق الطبيعية للشعوب الإنسانية في سبيل مصارعة الأمم القوية ذات المطاعم الأشعبية .
نحن وقوف أمام هذا الرجل الكبير ، الذي كانت حياته مثالاً كاملاً للمتشبثين ، وقدوة صالحة للعاملين ، فها هي ذي تلك الصفحات الناصعة ترينا كيف جمع فقيدنا العزيز إلى جانب صلابة العزم جهاداً لا يوهنه الملل ولا يوهيه الكلال ، كما ضم إلى الصراحة البالغة في كتابته وكلامه إقداماً يستهزئ بالغوائل ويسخر من كارثات النوازل ، لقد رأيناه يرحمه الله يوم ساقه الإنجليز إلى السجن بمصر فما كان حينذاك أقل ابتسامة منه يوم فارقه بعد ستة أشهر كاملة قضاها في غيابته وظلماته .
وضيّق الإنجليز المذاهب على فقيدنا ، وأخذوا الأبواب والمسالك على قلمه ولسانه ، فلم ير بدّاً من مفارقة وطنه وأولاده وعشيرته ، إذ خرج يلتمس فضاء يسع صيحاته التي ضاق عنها فضاء بلده ووقرت دونها آذان أعدائه .
جاهد رئيس الحزب الوطني في سبيل تحرير بلاده ، وكان يرجو ألا تعاجله منيّته قبل أن يراها خالية من ظل الجبابرة المغتصبين ، فكنا نخشى وقد سارعت إليه المنون أن يحزنه حرمانه من نيل أمنيته واكتحال عيونه بشمس الاستقلال والحرية ، مشرقة على ربوع وطنه العزيز ، ولكننا رأيناه – رحمه الله – قبيل وفاته قرير العين ، مشروح الصدر إذ أبصر كيف تشيد أمته النجيبة على ما أقامه هو وسلفه الصالح مصطفى كامل باشا من الدعائم المتينة ، وصرح الحرية والاستقلال ، ذلك الصرح الذي سيعانق يوماً ما الأهرام ويدوم ما تعاقب الجديدان ( الليل والنهار ) ثم يستمر إلى أن يقول :
” وإذا كانت حياة الرجال أيها السادة ! خيراً للأمم التي يخدمونها ، فكم منهم من أفاد بمماته بمقدار ما أفاد بحياته ، ليس فريد بتلك الجثة الهامدة والنسمة الجامدة ، وإنما هو تلك النفس الأبية ، والقدوة الصالحة ، والذكرى الطيبة التي سيجددها بلى الأيام ويوالي نشرها انطواء العصور والأجيال ، فطوبى لمن سن سنةً حسنةً وطوبى ثم طوبى لمن اقتدى بالعاملين . والآن نستودعك الله أيها الرئيس المحبوب ! فنم مغموراً برحمة الله وإحسانه ، مزوداً من أمتك بالدعوات الصالحة والذكرى العاطرة والحب الدائم ، والسلام عليك ورحمة الله ” .