رحلة ” الفوز العظيم ” للشيخ حبيب الرحمن خان الشرواني : دراسة تحليلية ( الحلقة الثانية الأخيرة )

القصيدة العينية لمتمم بن نويرة في رثاء أخيه : دراسة فنية
يوليو 9, 2025
القصيدة العينية لمتمم بن نويرة في رثاء أخيه : دراسة فنية
يوليو 9, 2025

دراسات وأبحاث :

رحلة ” الفوز العظيم ” للشيخ حبيب الرحمن خان الشرواني : دراسة تحليلية

( الحلقة الثانية الأخيرة )

د . ثمامة فيصل *

وممن التقى بهم الشيخ الشرواني في المدينة إمامُ الحرم المدني الشيخ حسن الشاعر المُقري [1] ، فقرأ عليه سورة الفاتحة وتلقى منه الإجازة ، فيقول عن هذا اللقاء : وبعد هذه السعادة ( يقصد بها زيارة الروضة ) رجعت إلى سكني ، فشرفني الشيخ حسن الشاعر المقري بقدومه الميمون هناك ، وبعد تناول الفطور حضرتُ معه المسجد النبوي ، وقرأت عليه سورة الفاتحة ، وتلقيت منه السند ، ودعا لي بالخير والبركة [2] .

وتحدث الشيخ في هذه الرحلة عن لقائه المفاجئ مع الشيخ العمري الإمام بالمسجد النبوي الشريف [3] ، ووصف صفاتِه وأخلاقَه ، فقال : الشيخ العمري عالم يرتدي ملابس الفقراء ، ولا يَعرف أيَّ تكلف أو تصنع ، وكان قد مدحه أمامي السيد سليمان الندوي في المدينة ، ولما عَبَّرتُ عن رغبتي في لقائه ، قال لي الشيخ الندوي : إنه قليل اللقاء مع الآخرين ، فلزمتُ الصمتَ ، والتقيتُ بالشيخ ذات يوم صدفةً ، فوجدته في لباس الفقراء ، وفي حلية الدراويش مع استغناءِ أولياء الله . ووجدته نموذجاً لأخلاق السلف الصالحين . فأنِسَ بي الشيخُ في اللقاء الأول حتى تكرر اللقاء بيننا ، وشرفني بالزيارة في سكني أيضاً . وكان واسع المعرفة ، حاضر المعلومة ، وكان محباً للمطالعة حتى هذا اليوم ، وله معرفة واسعة بالكتب ، وزوَّدني بنصائح قيمة حول شراء الكتب ، ومدح الشيخُ الخربوتيُّ [4] أيضاً حُبَّه الشديد للمطالعة [5] .

وأما الشيخ الخربوطي هذا فعرَّفه لنا الشيخ الشرواني بنفسه حيث قال : الخربوتي نسبة إلى بلدة خربوت بكردستان ، والشيخ إبراهيم الخربوتي هو أمين مكتبة شيخ الإسلام ، وهو رجل متحضر ووقور ورصين ، وهو بارع في مهنته ، ويُعنَى بصيانة الكتب ببالغ الشفقة والاهتمام كأنها أولاده ، وله باع طويل في هذا المجال ، وحصلتُ منه على نسخة من كتاب التقصي للإمام ابن عبد البر [6] .

وأشار الشيخ إلى أنه في الرابع من صفر سنة 1327هـ تشرف بالضيافة عند عَلَمَين من أعلام المدينة المنورة ، أحدهما رجل من الأشراف لم يذكر الشيخ اسمه ، فالتقى به عند بئر الفرس التي كانت تقع في حديقته . والثاني الشيخ علي شحاد الذي التقى به عند بئر العهن التي كانت تقع داخل حديقة الشيخ . ويبدو أن الشيخ الشرواني كان يريد زيارة هاتين البئرين ، فانتهز هذه الفرصة للقاء صاحبيهما أيضاً . فيقول عن لقائه بأولهما : تشرفت اليوم بضيافتين : إحداهما عند بئر الفرس التي تقع في حديقة رجل من الأشراف من سلالة الإمام حسين رضي الله عنه ، وتشرفت بلقائه أيضاً عند زيارتي للبئر ، وعاملني بأخلاقه الكريمة ، واستضافني بالقهوة والرُّطَب ، وكان من سلالة سيدنا حسين رضي الله عنه . ولما ذكر الشيخ علي الكابلي هذه النسبة المباركة وقتذاك ، قال الشريف مشيراً إلى ابنته الصغيرة ( التي كانت جالسةً بقربه آنذاك ) : إن النسب موجود بالتسلسل من سيدنا حسين إلى هذه الطفلة ، وأن شجرة النسب موجودة عند أخي الكبير في المدينة ، ويمكن أن تراها بنفسك هناك . ورأيتُ في عينَي ذلك الشريف الطاهرتَين تجليا من الطهارة والنقاوة ، وكأنه منظر من العالَم العُلوِي [7] .

ويكتب الشيخ عن ضيافته الثانية في اليوم نفسه في بيت الشيخ شحاد : وكانت ضيافتي الثانية عند بئر العهن المعروفة في حديقة الشيخ علي شحاد ، وهذا الشيخ الشاب ينتمي إلى الحجاز ، وكانت له جولات وصولات عقب انحطاط الأتراك ، ولكنهم مضطرون الآن ، وأخبرني أن البدو رفضوا مساندته بسبب طمعهم في الذهب ، وإلا لم يستطع الملك عبد العزيز الاستيلاء على المدينة على أي حال . دخلنا في الحديقة كالغرباء ، وبدأنا نتناول الفطور جالسين عند بئر العهن ، وكان معنا الشيخ علي الكابلي زوج أخت زوجة الشيخ شحاد ، فعَرَفَه الخَدَمُ وأخبروا سيدَهم ، فأرسل بعضَ الخدم ودعاه إليه على الفور . وكان بيته في مكان مفتوح رائع وسط الحديقة . وكان مزداناً بالسجادات والأسلحة ، فأفطرنا هناك ، وكنا نأكل مما كان عندنا من الفطور ، فعبر الشيخ عن أسفه على ذلك ، لأن الطعام لم يكن جاهزاً آنذاك في بيته بسبب ضيق الوقت [8] .

وهناك شخصيات أخرى أشار الشيخ إليها في هذه الرحلة إشارةً سريعةً أو اكتفى بذكر أسمائها فقط ، فنترك ذكرها ونتطرق إلى جوانب أخرى تتضمنها هذه الرحلة . فقد تحدث الشيخ في مذكرات رحلته عن اهتمامه بمطالعة الكتب واقتنائه لها أثناء هذه الرحلة . ومن المعروف عنه أنه كان مولعاً بمطالعة الكتب وجمعها ، وكان قد أسس مكتبةً كبيرةً في بلدته حبيب غنج تميزت باحتوائها على مخطوطات ومطبوعات عربية وأردية نادرة . وتم ضم هذه المكتبة فيما بعد إلى مكتبة مولانا آزاد بجامعة علي كره الإسلامية . وكان للشيخ اهتمام بالغ بشراء الكتب لهذه المكتبة ، ويُذكر عنه أنه كان يدفع أفضل ثمن مقابل كل مخطوطة يشتريها . ولما خرج في هذا السفر ، اصطحب معه بعضَ الكتب ، وكان يقرؤها من حين إلى آخر . فيقول في موضع من هذه الرحلة : قضيت معظم أوقاتي ( في طريقه إلى مكة ) في قراءة مسائل الحج وحفظ الأدعية . فقرأت رسالةً في مسائل الحج زودني بها لهذا السفر الشيخ السيد سليمان أشرف ، وجمعت منها بعض الأدعية وسجلتها في دفتر ، وكان معي في هذا السفر كتاب ” تاريخِ حرمين شريفين ” [9]        و ” الإعلام ” [10] و ” رحلة خديو مصر عباس حلمي باشا ” [11] ، ولكن لم ترغب نفسي في قراءة هذه الكتب ، إلا أنني واصلت قراءة ” جذب القلوب إلى ديار المحبوب ” للشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي ، مع أنني كنت قد أَجَّلتُ مطالعته إلى أيام إقامتي في المدينة [12] .

وحصل الشيخ على بعض الكتب من مكة والمدينة وجدة ، فيقول أثناء حديثه عن زيارته لإحدى أسواق المدينة : اشتريت مجموعةً من الكتب وسلَّمتها إلى مكتبة حبيب غنج بعد أن كتبت عليها أنها اشتُرِيَت من المدينة . وكان من حسن حظي أن أهدَى إليَّ رجلٌ كتابين في علم الرجال في جدة كان قد اشتراهما في مكة . فذكريات إقامتي في هذه المدن الثلاث موجودة في مكتبة حبيب غنج اليوم [13] .

وانطلاقاً من حبه الصادق للكتب زار الشيخ المكتبات المعروفة في المدينة المنورة ، فزار مكتبة شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت ، ومكتبة السلطان محمود خان ومكتبة الشيخ أحمد البساطي ، ووصفها في رحلته . فيقول عن زيارته لمكتبة عارف حكمت : زرت مكتبة شيخ الإسلام يوم الاثنين في 22 من محرم الحرام ، وأمين هذه المكتبة هو الشيخ إبراهيم الخربوتي ، وهذه المكتبة أروع نموذج للمكتبات الإسلامية ، فمبناها جميل وافر الضوء مفتوح الجوانب ، وأمينها خبير وشفوق وواسع المعرفة ، يهتم بالكتب كأنها أولاده ، وتُسَدَّد مصاريفها بإيرادات الأراضي الخصبة الرائعة من أوقاف القسطنطنية ( وجبال سلانيك ) ، وهذه الإيرادات ضخمة وتصل إليها كل سنة بانتظام . ولكن نظام المكتبة قد اختل في هذه الأيام ، وكان الشيخ الخربوتي يحسن إدارتها بآرائه الوجيهة وحسن تدبيره لشؤونها حتى الأيام الأخيرة . أولاً استضافونا بالفطور بغاية الاهتمام والوجاهة ، ثم رأينا الكتب التي كان يبلغ عددها كما يلي :

عدد المخطوطات 14063

عدد المطبوعات 2732

عدد الكتب التي أضيفت إليها عن طريق الأوقاف 1022

المجموع : 17817

أقام هذه المكتبة شيخُ الإسلام سيد أحمد عارف حكمت بك الحسيني في 1270هـ في عهد السلطان المرحوم عبد المجيد خان . وتم شراء مبنى لها من الشيخ شاهين الذي كان قد ورثه نسلاً بعد نسل من الإمام حسن رضي الله عنه . وتبلغ مصاريفها السنوية 1250 جنيه . ويوجد فيها جزء من تفسير ابن عباس كُتِبَ في 316هـ على قطعة من الجلد ، ولونه ضارب إلى الأصفر وخطه يشبه خط النسخ [14] .

ويتضح من هذه الملاحظات للشيخ أن المكتبة كان نظامها أحسن في السابق ثم تدهوَرَ ، ولكنه لم يذكر أسباب هذا التدهور رغم ثنائه على الشيخ الخربوتي الذي كان أمينها حين زارها . وقد تحدث الشيخ الشرواني عن لقائه مع الشيخ الخربوتي كما سبقت الإشارة إلى ذلك [15] .

وأما المكتبة الثانية التي زارها الشيخ في المدينة K وهي مكتبة السلطان المرحوم محمود خان ، فيقول عنها : وزرت يوم الخميس في 25 محرم الحرام مكتبة السلطان المرحوم محمود خان التي كانت دون مكتبة شيخ الإسلام من حيث الترتيب والنظام . وتوجد فيها نسخة من المصحف الشريف نُسخت في 438هـ ، وأما أقدم مصحف في المسجد النبوي ، فكان قد نُسخ في 549هـ بخط أبي سعد محمد بن إسماعيل [16] .

وأشار الشيخ إلى أنه زار في اليوم نفسه مكتبة الشيخ أحمد البساطي أيضاً في المدينة ، ورأى فيها نسخةً من كتاب المدخل للإمام البيهقي ، وأشاد بالاهتمام البالغ بصيانة الكتب في هذه المكتبة [17] .

ومثلما زار الشيخ هذه المكتبات ، لم تفته الفرصة لزيارة المدارس المعروفة في مكة والمدينة . فتحدث عنها في هذه الرحلة . فزار في مكة المدرسة الصولتية المعروفة كما زار مدرستين في المدينة المنورة . ومما لا يخفى على أحد أن المدرسة الصولتية تعد من أقدم المدارس النظامية التي أسست في الحجاز ، وكان قد أسسها العالم الهندي المعروف الشيخ رحمة الله الكِيرانْوِي [18] صاحب كتاب ” إظهار الحق ” بالدعم المالي من قبل المرأة الهندية الصالحة صولت النساء بيغم . فيقول الشيخ الشرواني عن زيارته لهذه المدرسة : زرت المدرسة الصولتية في أحد الأيام ، وكانت فيها عطلةٌ آنذاك ، فرأيت مبناها ومكتبتها ، ومع أن مبناها لم يكن مكتملاً ، إلا أن معظم أجزائها كانت قد شُيِّدَت ، وكان تصميم مسجدها على طراز المساجد في شمال الهند ، ولا بد من التنويه باهتمام الشيخ محمد سعيد وإدارته لهذه المدرسة [19] .

وأما المدرستان اللتان زارهما الشيخ في المدينة ، فيقول عن زيارته لمدرسة عبد الباقي الفِرَنْكِي مَحْلِي [20] : زرت يوم السبت في 27 من شهر محرم مدرسة الشيخ عبد الباقي الفرنكي محلي ، والتي يتم تمويلها من قبل حكومة حيدرآباد ، ونظام التعليم فيها في حالة جيدة ، واستضافنا الشيخ بالفطور ، ولهذه المدرسة خدمات جليلة في مجال التعليم في هذا العصر [21] .

وأما المدرسة الثانية التي زارها في المدينة فيقول عنها : زرت يوم الأحد في الخامس من شهر صفر مدرسة الشيخ السيد أحمد الفيض آبادي ، وهي مختصة بالتعليم الابتدائي ، ولها خدمات جليلة ، ويُعَلَّم فيها الطلاب بعضَ الصناعات أيضاً [22] .

وبعد وصول الشيخ إلى مكة ، عُقد فيها المؤتمر الإسلامي الأول بدعوة من الملك عبد العزيز آل سعود في 25 ذي القعدة 1344هـ ، وشارك فيها العلماء والأعيان من بلاد مختلفة ، ولكن الشيخ كان قد قرر عدم المشاركة فيه . فذكر أن الركاب في سفينته أثناء سفره إلى مكة كانوا يتحدثون عن هذا المؤتمر ، وأنه هو أيضاً سُئِل مراراً عن مشاركته فيه ، فأنكر رغبته في ذلك .

ولما وصل الشيخ إلى مكة نَشرت عنه جريدةُ أم القرى الصادرة من مكة أن مندوب حكومة حيدرآباد قد وصل إلى مكة بصفته قاضي قضاة حيدر آباد للمشاركة في المؤتمر . فيقول الشيخ : إنه أخبر السلطات الحكومية بعدم صحة هذا الخبر ، وأخبرها أنه ليس قاضي القضاة ولم يحضر كمندوب للحكومة ، وأنه لن يشارك في هذا المؤتمر ، وأنه قد حضر لأداء فريضة الحج فقط . وقال : لما سُئلتُ مراراً عن سبب عدم مشاركتي فيه ، قلت في ضوء تجربتي : إن مثل هذه المؤتمرات لا يُتَوَقَّع منها التوصلُ إلى نتائج عملية ، ولا تؤدي إلا إلى البحث والنقاش ، فلا أريد التضلع من أي نشاط آخر في هذا السفر بعد أن عقدت النية لأداء فريضة الحج خلاله [23] .

ولما وَجَّه إليه الملك عبد العزيز الدعوة للمشاركة في الحفلة الافتتاحية للمؤتمر لم يمانع الشيخ عن ذلك ، وشارك فيها ، دون أن يشارك في أي من جلساته التالية [24] .

وهناك جوانب وموضوعات أخرى تتخلل صفحات هذه الرحلة ، ولكنني أترك ذكرها خشيةَ الإطالة ، وأريد أن أختم هذه المقالة بما ذكره الشيخ من أخلاق أهل المدينة وصفاتهم ، فيكتب : إن الضيافة والحفاوة وطِيبة القلب ورقة الكلام وحلاوة اللغة والطهارة والنظافة من الصفات العامة لأهل المدينة المنورة [25] .

المصادر والمراجع :

  1. أئمة المسجد النبوي في العهد السعودي 1345 – 1436هـ ، عبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي ، دار الطرفين للنشر والتوزيع ، 1432هـ .
  2. الأعلام : قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ( الجزء السادس ) ، خير الدين الزركلي ، ط 15 ، دار العلم للملايين ، 2002م .
  3. الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بنزهة الخواطر وبهجة المسامع والمناظر ، عبد الحي الحسني ، ط 1 ، دار ابن حزم ، 1420هـ/1999م .
  4. أعلام المكيين من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر الهجري ، عبد الله بن عبد الرحمن المعلمي ، ط 1 ، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة ، 1421هـ/2000م .
  5. أعلام من أرض النبوة ، الشريف أنس بن يعقوب الكتبي الحسني ، ط 1 ، الخزانة الكتبية الحسنية الخاصة بالمدينة المنورة ، 1438هـ/2016م .
  6. بَزْمِ رَفْتَكانْ ، سيد صباح الدين عبد الرحمن ، دار المصنفين أعظم كره ، الهند ، 2007م .
  7. تاريخ أمراء المدينة المنورة 1هـ – 1417هـ ، عارف أحمد عبد الغني ، دار كنان للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق .
  8. حاج في الجزيرة العربية ، هاري سانت جون فيلبي ، تعريب : أ . د . عبد القادر محمود عبد الله ، ط 1 ، مكتبة العبيكان ، 1421هـ/2001م .
  9. سوانح مسيح الملك ، سيد محمد غياث الدين ، جامعة مفتاح العلوم ، جلال آباد ، مُظَفَّرْ نَغَرْ ، الهند ، 1426هـ/2005م .
  10. شرواني نامه ، حاجِي عباس خانْ شرواني ، شرواني بِرِنْتِنْكْ بريس ، علي كره ، الهند ، 1373هـ/1953م .
  11. صَدَرْ يارْ جنك ، مولوي شمس تبريز خان ، مكتبة دار العلوم ندوة العلماء ، لكناؤ ، الهند ، 1392هـ/1972م .
  12. فصول من تاريخ المدينة المنورة ، علي حافظ ، ط 3 ، 1417هـ/1996م .
  13. الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، معارف بريس ، أعظم كره ، الهند ، 1388هـ/1968م .
  14. المدرسة الصولتية بمكة المكرمة دراسة تاريخية وصفية ، عبد العزيز سليمان الفقيه . بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير من قسم التربية الإسلامية والمقارنة ، كلية التربية ، جامعة أم القرى 1414هـ/1994م .
  15. المدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري ، أحمد سعيد ، ط 1 ، 1414هـ/1993م .

* أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية ، جامعة مولانا آزاد الأردية الوطنية – فرع لكناؤ ، sumamaid@gmail.com

[1] هو حسن بن إبراهيم الشاعر ، ولد سنة 1291هـ في مصر في أسرة فاضلة وبيت علم وفضل . حفظ القرآن في التاسعة من عمره . والتحق بالجامع الأزهر وتلقى علومه وثقافته الدينية ، ودرس القراءات القرآنية وتعمق فيها ؛ حتى أصبح أحد قراء العالم الإسلامي البارزين ، ويتصل سنده في القراءة بالرسول عليه الصلاة والسلام . ولما قارب الأربعين من عمره قدم إلى المدينة مع أولاده ، وأصبح من أشهر قراء المسجد النبوي وأبرعهم ، ونُصِبَ شيخا لقرائه ، وكانت له فيه حلقات الدرس . ألف كتاباً بعنوان ” تحفة الإخوان في بيان أحكام تجويد القرآن ” . توفي في 20 من شهر ذي القعدة سنة 1400هـ . انظر : أعلام من أرض النبوة للشريف أنس بن يعقوب الكتبي الحسني ، ص 181 – 187 ، وأئمة المسجد النبوي في العهد السعودي لعبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي ، ص 285 – 292 .

[2] الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، ص 46 .

[3] هو الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر العمري ، ولد في مدينة عنيزة سنة 1298هـ ، وكان جده قاضياً في القصيم . طلب العلم من كبار علماء عنيزة وبريدة والرياض ثم جلس للتدريس في عنيزة بضع سنوات ؛ إلى أن عين قاضياً في المدينة المنورة وإماماً في المسجد النبوي ورئيساً للشؤون الدينية هناك سنة 1345هـ . توفي سنة 1375هـ في مدينة الهفوف بالأحساء . انظر : أئمة المسجد النبوي في العهد السعودي لعبد الله بن أحمد آل علاف الغامدي ، ص 194 – 200 .

[4] كتبه الشيخ بالتاء ، ولعل الصحيح بالطاء نسبة إلى مدينة خربوط الواقعة في تركيا حالياً .

[5] الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، ص 50 .

[6] المصدر السابق ، ص 51 . كَتَبَ عن هذه المكتبة وعن الشيخ الخربوطي المستعربُ البريطاني هاري سانت جون فيلبي (Harry St John Bridger Philby) المتوفي سنة 1960م ، الذي أيضاً يُعرف بالشيخ عبد الله ، في رحلته ” حاج في الجزيرة العربية ” : وهذه المكتبة التي أهم ما يميزها حجرة للقراءة ، دائرية ، غاية في الروعة ، بها تلك الكتب النادرة مكومة في أكوام ، لا قائمة في أرفف ، لها أمين ، عالم كبير السن ، ذو جاذبية ، اسمه الشيخ إبراهيم بن أحمد حمدي زادة الخربوطي ، من أصل أناظولي ، كان جده قد استقر هنا في 1255هـ الموافق 1839م . وعرض علي بعض كنوزه . انظر : حاج في الجزيرة العربية ، تعريب أ . د . عبد القادر محمود عبد الله ، ص 86 . والعنوان الكامل لكتاب التقصي هو : التقصي لما في المؤطا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .

[7] الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، ص 40 .

[8] المصدر السابق ، ص 40 .

[9] لعله يقصد به الترجمة الأردية لكتاب ” الدين وتاريخ الحرمين الشريفين ” للحاج عباس كرارة المصري ، والذي نقله إلى الأردية سيف الرحمن الفلاح بعنوان : تاريخِ حرمين شريفين .

[10] الظاهر أنه يقصد به كتاب ” الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بنزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر ” للشيخ عبد الحي الحسني .

[11] يقصد به ” الرحلة الحجازية لولي النعم الحاج عباس حلمي باشا خديوي مصر ” من تأليف الأديب المصري محمد لبيب البتنوني .

[12] الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، ص 9 .

[13] المصدر السابق ، ص 48 – 49 .

[14] المصدر السابق ، ص 33 – 34 .

[15] المصدر السابق ، ص 51 .

[16] المصدر السابق ، ص 36 .

[17] المصدر السابق ، ص 36 .

[18] محمد رحمت الله بن خليل الرحمن الكِيرانوي ، ولد في غرة جمادى الأولى سنة 1233هـ الموافق 1818م في قرية كِيرانه بشمال الهند ، وكان من العلماء البارزين في الكلام والمناظرة . هاجر من الهند إلى الحجاز زمن استيلاء الإنجليز على الهند سنة 1857م ، واستقر في مكة وأصبح مدرساً في الحرم المكي ، وجدد المناهج الدراسية المتبعة فيه ، وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء ، وأنشأ مدرسةً في مكة المكرمة ، ولما قدمت صولت النساء بيغم من الهند سنة 1289هـ وأرادت بناء رباط للحجاج بمالها ، اقترح عليها الشيخ بناء مدرسة بدل الرباط ، فتبرعت لبناء المدرسة في مكة ، وأسسها الشيخ في 15 من شعبان سنة 1290هـ ، ونَسَبَ المدرسة إلى تلك المرأة الهندية الصالحة ، فسماها المدرسة الصولتية . ولما زارها الملك عبد العزيز آل سعود في 28 جمادي الآخرة سنة 1344هـ قال : إن الصولتية هي أزهر بلادي . انظر : المدرسة الصولتية بمكة المكرمة دراسة تاريخية وصفية لعبد العزيز سليمان الفقيه ، وانظر كذلك : الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المعروف بنزهة الخواطر لعبد الحي الحسني ، ج 8 ، ص 1228 . وقد ذكر الحسني اسم والده في ترجمته : خليل الله .

[19] الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، ص 14 .

[20] هو الشيخ محمد عبد الباقي بن ملا علي بن ملا محمد معين الأنصاري اللكنوي الحنفي المدني ، ولد في 18 من شهر رجب سنة 1286هـ بمدينة لكناؤ في أسرة معروفة بالعلم والفضل وكثرة المحدثين ، فجده ملا معين شرح كتاب ” سلم الثبوت ” وابن عمه الشيخ  عبد الحي اللكنوي يعد من كبار العلماء والمؤلفين الهنود . سافر إلى الحجاز ثلاث مرات ، واستقر في المدينة في هجرته الثالثة في 1322هـ ، وتصدر للتدريس في المسجد النبوي الشريف ، وفي حدود 1324هـ أنشأ مدرسته في منزله بحوش فواز وأطلق عليها المدرسة النظامية ، وكان تُدرس فيها العلوم كلها . وبوفاته أغلقت المدرسة بعد أن تخرج فيها عدة أجيال من أهل المدينة المنورة والوافدين عليها من أنحاء العالم الإسلامي . صنف الشيخ أكثر من ثلاثين مصنفاً في المعقول والمنقول . وخلف مكتبةً كبيرةً تحتوي على كثير من الكتب المطبوعة والمخطوطات النادرة ، ويُذكر أن أحد أقربائه حمل مكتبته بعد وفاته إلى الهند . توفي في الرابع من ربيع الأول سنة 1364هـ . انظر : أعلام من أرض النبوة للشريف أنس بن يعقوب الكتبي الحسني ، ص 482 – 488 ، والأعلام للزركلي ، ج 8 ، ص 1260 .

[21] الفوز العظيم ، حبيب الرحمن خان الشرواني ، ص 37 .

[22] المصدر السابق ، ص 41 .

[23] المصدر السابق ، ص 13 .

[24] المصدر السابق ، ص 14 .

[25] المصدر السابق ، ص 52 .