بعض قضايا معاصرة من مفطرات الصوم ( الحلقة الثانية الأخيرة )
مارس 24, 2025الفقه الإسلامي :
دور الزكاة في معالجة مشكلة الفقر
بقلم : الأستاذ السيد أزهر حسين الندوي *
تمهيد :
الزكاة كان لها ولا يزال دور فاعل وكبير ، ومهمة ريادية في معالجة بعض المشكلات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع الإنساني ، وقد تمثل هذا الدور في الآثار الاجتماعية المترتبة عليه ، وهي آثار إيجابية حسنة لا تقل أهميةً ومكانةً عن الآثار الاقتصادية ، فلا يوجد جانب من جوانب الحياة الاجتماعية أو مظهر من مظاهرها إلا وللزكاة علاقة به من قريب أو بعيد ، فلا غرو ولا عجب إذن أن تكون الآثار الاجتماعية للزكاة أكبر أثراً وأعظم أهميةً من غيرها ، فيتمثل دور الزكاة في علاج مشكلة الفقر بطرق عديدة ، لأن علاج الفقر بعلاج سببه ، فأسباب الفقر متنوعة وكي تؤدي الزكاة دورها في محاربة الفقر ، لا بد أن يحدد السبب ، فعلاج الفقر الذي سببه البطالة غير علاج الفقر الذي سببه الأمية والجهالة والعجز عن العمل ، فنذكر هنا بعضاً منها :
دور الزكاة في القضاء على الفقر :
ومن دور الزكاة الأساسية الفعالة أنها تساهم في وقاية المجتمع كله من الحاجة والفقر ؛ لأن الفقر يولد الطبقية الاجتماعية المسببة للحسد والحقد والعداوة بين الناس ، فالزكاة تشارك في القضاء على الفقر ، وهذه هي المهمة الأولى للزكاة ، وهذا العلاج هو علاج جذري لا يعتمد على المسكنات الوقتية ، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر في بعض الأحيان هدفاً للزكاة غير ذلك ، ” تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ” [1] ، وذلك من خلال المساعدة في توفير الحاجات الأساسية للفقراء والمساكين والمشردين والمعوقين عبر تقديم الطيبات ورفع مستواهم الصحي والتعليمي والمعيشي [2] ، فعندما نعطي الفقير والمسكين ونحرر العبيد ونساعد الذين أثقلتهم الديون وإقامة المرافق العامة ، كل هذا يؤدي إلى زيادة القوة الإنتاجية للمجتمع ، ويزداد الدخل القومي ، وسوف يؤدي هذا إلى ارتفاع مستوى دخول الأفراد جميعاً ، وبذلك ترتفع الكفاية الإنتاجية لكل منهم ، وترتفع مستويات الدخول ، ولنا في صدر الدولة الإسلامية الأدلة الواضحة الجلية على ذلك ، فعلى سبيل المثال : في عهد عمر بن عبد العزيز ارتقى مستوى المعيشة للأفراد لدرجة أنهم لم يجدوا فقيراً أو مسكيناً لإعطائه الزكاة [3] .
ومن المعلوم أن للفقر آثاراً اجتماعيةً ونفسيةً وسلوكيةً تحط من إنسانية الإنسان ، وتدفعه نحو الإحباط واليأس والعصبية والجريمة أحياناً [4] ، لذلك نجد أن الزكاة تقوم بالمشاركة في القضاء على هذه الظاهرة من خلال توفير الحاجات الأساسية للفقراء والمساكين والمشردين ، فالزكاة وسيلة فعالة للقضاء على الفقر حيث يتكرر دفعها كل عام لمن يستحقها ، ولها أثرها المهم في علاج الانكماش الاقتصادي ، وأثبتت التجارب أن أنجح أساليب معالجة الفقر هو تأهيل العاطلين عن العمل بتمكينهم من القيام بمشاريعهم الصغيرة والكبيرة [5] ، وللفقر أثر كبير على الاقتصاد في البلدان ، فيؤدي إلى تراجع الاستثمارات وقلة العمل والإنتاج والقضاء على الأسواق بالكساد وقلة الطلب على السلع والمنتجات ، لأن الفقير لا يملك دخلاً ليستهلك هذه المنتجات ، كما قد يكون للفقر الكثير من الآثار الأخرى على المجتمعات بما في ذلك التراجع في مستويات التعليم وانتشار الجرائم والتعدي على أموال الآخرين بغير حق ، وتدني مستويات الرعاية الصحية وغيرها [6] ، فيأتي هنا دور الزكاة في الحد من ظاهرة الفقر ، والقضاء عليها ، من خلال تقديم المعونات والمساعدات للفئات المحتاجة والمحرومة ، لتغطية احتياجاتهم والاستعانة بما يتم جمعه من أموال الزكاة في توفير الأنشطة التدريبية والتأهيلية التي تساعد الأفراد الفقراء على إيجاد فرص العمل وتمكنهم من توفير الدخل الكافي لهم ولأسرتهم التي يعيلونها ، فمعالجة الزكاة للفقر تظهر جلياً من ناحية تطهير المجتمع من الترف والغنى الفاحش ، فالزكاة تمحو الفقر وما يثيره من فوارق في المجتمع واغتناء طبقة على حساب أخرى ، قال الله : ( مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَىْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ) [7] .
فمحاربة الزكاة للترف لا تعني أن يقتر الإنسان على نفسه ، وأن يعيش عيشة الشظف والشغف ، وإنما هو دعوة لسلوك طريق الوسط والاعتدال بإنفاق المال على النفس ، أما المال الزائد المعترض للترف فإن الفقراء أحوج ما يكون إليه ، فحين يمتنع الإنسان عن الترف يتصدق على الفقراء والمساكين [8] .
وكذلك الزكاة تقوم أيضاً من تطهير المجتمع من رذيلة التسول ، فعندما تقدم الزكاة للفقراء والمساكين أموالاً زكويةً ؛ لا تجعل لهم من ذلك مطيةً للقعود والخمول ومديد التسول للبشر ، إنما تحرك الهمة للعمل والكسب والكد ، وتعلم الناس أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، فالإنسان خلق كريماً وعزيزاً ، لذلك شرع الله الزكاة حفظاً لهذه الكرامة وصيانةً للإنسانية ، وحتى لا يتذلل من حلت بهم الفاقة أو نزلت بهم الحاجة لذل السؤال وخزي الفقر [9] .
إن شح الأغنياء والضن بقسط مما في أيديهم على الفقراء والمحتاجين والمساكين كان مقوياً لظاهرة الفقر فيهم ، ومنمياً لها ، من أجل ذلك فرض الله تعالى الزكاة وجعلها حقاً في مال الغني تؤخذ منه كرهاً إن لم يدفعها طوعاً ، فإذا كان الفقر طريق الفجور والموبقات وبه هلاك الأمم والجماعات فإن الشح لا يقل عنه خطورةً ، وما اجتمعا في أمة إلا كان هلاكها بهما ، لذلك كان من الضروري كلما ذكر الفقر أن يذكر الشح والبخل إلى جانبه ، والإسلام لا يحارب الفقر فقط ، بل يحارب كل ما من شأنه أن يزيل صفة الإنسانية عن المسلم ، أو يزرع في نفسه حب الأنانية ، كالبخل فإنه شر ما بعده شر [10] ، قال سبحانه : ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [11] .
يقول القرضاوي : ” من معجزات هذا الدين ، ومن الدلائل على أنه من عند الله وعلى أنه الرسالة الخاتمة الخالدة ، أنه سبق الزمن وتخطى القرون ، فعني بعلاج مشكلة الفقر ورعاية الفقراء دون ثورة منهم ، ولا مطالبة من فرد أو من جماعة بحقوقهم ، ولم تكن عنايته هذه عنايةً سطحيةً ، أو عارضةً أو ثانويةً في تعاليمه وأحكامه ، بل كانت خاصةً أسسه ، وصلب أصوله ، فلا عجب إن كانت الزكاة – التي ضمن الله بها حقوق الفقراء والمساكين في أموال الأمة وفي عنق الدولة – ثالثة دعائم الإسلام ، وأحد أركانه العظام ، وشعائره الكبرى ، وعباداته الأربع ” [12] .
فالزكاة تسهم بفاعلية في معالجة الفقر وتحسين مستوى المعيشة ، وفي رعاية الفئات الأشد حاجةً في المجتمع ، وتسد ثغرات عديدةً ، فإذا توافر للإنسان الغذاء والكساء والمسكن ، والمياه الصالحة للشرب ، والرعاية الصحية والتعليم بأي طريق مباح ، عد ذلك دخلاً حقيقياً يمثل ارتفاعاً في مستوى المعيشة وهو ما يساهم فيه الزكاة بطريق مباشر أو غير مباشر [13] .
ومن اللافت للنظر أن مصارف الزكاة في غالبها تنص على مساعدة الفقراء والمحتاجين ، بل إن هذا يعد ركناً أساسياً في الزكاة ، إلا أن المساعدات تكون بأشكال وأنواع مختلفة ، فمن ذلك توزيع المساعدات النقدية وأحياناً أخرى العينية كالأكل ، والملابس ، والأدوات المعيشية ، وبخاصة في أوقات الغلاء والأزمات المالية التي تمر بها الأمة [14] .
دور الزكاة من التقليل من مشكلة البطالة :
من مقاصد الزكاة وأهدافها أنه يقلل من مشكلة البطالة التي توجد خاصةً في المجتمعات الحديثة وتسبب بالفقر والعوز ؛ إذ تبدو شبحاً مخيفاً يهدد الأفراد والمؤسسات والدول بكثير من القلق النفسي والتدهور الاقتصادي ، والإفلاس على مستوى الفرد والجماعة [15] ، فالبطالة هي مشكلة اقتصادية واجتماعية وإنسانية ذات خطر على الفرد اقتصادياً ؛ حيث يفقد الدخل ، وصحياً يفقد الحركة ، ونفسياً حيث يعيش في فراغ ، واجتماعياً حيث ينقم على المجتمع ، وهي كذلك خطر على الأسرة حيث تفقد الأسرة الاطمئنان ، ويسود القلق والتوتر والخوف من الغد المجهول ، وهي كذلك خطر على المجتمع بأسره ، خطر على اقتصاده لما تؤدي من تعطيل الطاقات عن الإنتاج ، وهي خطر على تماسكه ، وعلى أخلاقه لأن تربة الفراغ القلق لا تنبت إلا الشرور والجرائم ” [16] .
وأما عن دور الزكاة في محاربة البطالة وزيادة حجم العمالة فذلك من تحسين من نوعية قوة العمل في المجتمع في مختلف الميادين لما يوفره من فرص تعلم المهن والمهارات ، مما يرفع من الكفاءة المهنية والقدرات الإنتاجية للأيدي العاملة ، فالزكاة تؤمن وظائف للعديد من الأفراد ، وتؤمن بالتالي حاجات العديد من العائلات ، فتعدد الوظائف بسبب الأموال الزكوية ولجانها وإدارتها ، فالبطالة التي لا اختيار للإنسان فيها إنما تفرض عليه ، وقد يكون ذلك بسبب عدم تعلمه مهنةً في الصغر ولا مسؤولية له في ذلك ، وقد يكون تعلم مهنة ثم كسد سوقها لتغير البيئة أو تطور الزمن ، وقد تكون بسبب عدم وجود مال لشراء أدوات وآلات مهنته وقد يكون تاجراً ولكنه يفتقر إلى رأس المال ، وقد يكون من أهل الزراعة ، ولكنه لا يجد أدوات الحرث ، أو آلات الري أو الأرض ، أو رأس المال الكافي للزراعة ، وفي كل هذه الصور يأتي دور الزكاة وتتجلى وظيفتها ، إنه دور الممول لكل ذي تجارة أو حرفة يحتاج معها إلى مال لا يجده ، فوظيفة الزكاة تمكين الفقير من إغناء نفسه بنفسه ؛ بحيث يكون له مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب المساعدة من غيره ، فإذا كانت عادته الاحتراف أعطي ما يشتري به حرفته أو آلات حرفته ، ومن حرفته بيع الجوهر يعطى عشرة آلاف درهم ، وإذا كان من أهل المزارع يعطى ما يشتري به ضيعته [17] ، فالمسجد مثلاً يحتاج إلى قراء ومؤذن وخادم للمسجد وعامل نظافة وخطيب ، وإمام ، ومدرس ، والأمر يكبر بالنسبة للمؤسسات التعليمية أو الصحية ، فيؤمن رزقاً حلالاً طيباً للباحثين عن العمل ، ويتحقق بذلك الدور للزكاة في الاستقرار الاجتماعي وعدم شيوع روح التذمر في المجتمع [18] ، بل بهذه الطريقة تسهم الزكاة في عملية التنمية الاجتماعية الشاملة ؛ لما فيها من شيوع جو من المحبة والتفاهم والتكاتف لإحساس الفرد المحتاج أن هناك من يهتم به ويأخذه بيده ، وقد تمكن نظام الزكاة من بسط مبدأ التضامن الاجتماعي وشيوع روح التراحم والتوادد بين أفراد المجتمع ، وحمايته من الأمراض الاجتماعية التي تنشأ عادة في المجتمعات التي تسود فيها البطالة والعطالة والأنانية [19] ، يقول أحد من الباحثين : ” إن البطالة مشكلة اقتصادية اجتماعية ، تئن من وطأتها كثير من المجتمعات الأجنبية والغربية ، فبين الفينة والفينة تنشر الصحف إحصائيات عن ارتفاع نسبة البطالة في تلك المجتمعات ، وعن تزايد أعداد البطالين الذين أصبحوا جيوشاً ” [20] .
والجدير بالذكر أن هناك بطالة اختيارية ممن يقدرون على العمل ، ولكنهم يجنحون إلى القعود ، ويستمرئون الراحة ويؤثرون أن يعيشوا عالة على غيرهم ، فالإسلام يقاوم هؤلاء ولا يرضى عن مسلكهم ، فلا حظ لهم في مال الزكاة ، لأن عطاء مثل هؤلاء فيه تشجيع على البطالة ، وهذا يخالف تعاليم الإسلام ومقصد الزكاة ، وقد جاء في الحديث : ” لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ” [21] ، وبذلك تعد الزكاة من أفضل الطرق التي تحول المجتمع من مجتمع خامل عاطل إلى مجتمع شغال ومنتج اقتصادياً ، وخال من البطالة والفقر ، فإذا كانت الزكاة استخدمت بهذه الطريقة سوف تكون أداةً فاعلةً في تطهير المجتمع من البطالة التي تتسبب بالفقر والقلق والتوتر ، وتكون مساهمةً بالغةً في تحريك عجلة الحياة الاقتصادية وإرساء العدل في المجتمعات المسلمة [22] .
دور الزكاة في القضاء على الأمية :
يعتبر انتشار الأمية والجهالة من أبرز المشاكل الاجتماعية ، فانتشار التعليم دليل على رقي الشعوب وتطورها ، لأن الدراسات المعاصرة تؤكد أن نهضة المجتمع نهضة علمية وثقافية تنحصر على النهوض بالمجتمع علمياً وثقافياً [23] ، وانتشار الأمية دليل على تفاقم الجهل وتخلف الأمم ، وترتبط الأمية بأمراض ومشاكل اجتماعية واقتصادية مثل ضعف الإنتاج ، وعدم القدرة على استخدام الطرق التكنولوجية ، ” وإن التعلم والتعليم روح الإسلام ، لا بقاء لجوهره ولا كفالة لمستقبله إلا بهما ” [24] ، ومشكلة الجهل كثيراً ما يكون سببها الفقر ، فالفقير لا يستطيع أن يتعلم ولا أن يعلم أولاده ، كيف وهو في حاجة إليهم ليعملوا معه منذ نعومة أظفارهم ، لهذا كانت الحاجات الأصيلة التي يجب أن تتوافر للفقير في عصرنا من حصيلة الزكاة أن يتعلم ويتعلم أولاده ما لا بد لهم منه لدينهم ، وقد ذكرنا من قبل ما قاله علماؤنا : إن المتفرغ لطلب العلم له حق في الزكاة بخلاف المتفرغ للعبادة كما قالوا : أن يعطى من الزكاة ما يشتري به كتب العلم اللازمة له إن كان من أهله ، يقول القرضاوي : ” فأما إذا تفرغ لطلب علم نافع ، وتعذر الجمع بين الكسب وطلب العلم ، فإنه يعطى من الزكاة قدر ما يعينه على أداء مهمته ، وما يشبع حاجاته ، ومنها كتب العلم التي لا بد منها لمصلحة دينه ودنياه ، وإنما أعطي طالب العلم لأنه يقوم بفرض كفاية ؛ ولأن فائدة علمه ليست مقصورةً عليه ، بل هي لمجموع الأمة ، فمن حقه أن يعان من مال الزكاة ؛ لأنها لأحد رجلين ، إما لمن يحتاج من المسلمين ، أو لمن يحتاج إليه المسلمون ، وهذا قد جمع بين الأمرين ” [25] ، وليس العلم المطلوب محصوراً في علم الدين وحده ، بل كل علم نافع يحتاج إليه المسلمون في دنياهم فإن تعلمه فرض كفاية كما قرر الغزالي والشاطبي وغيرهما من العلماء [26] .
وما قام به نظام الزكاة في العصور السابقة دليل ساطع على القضاء على الأمية ، فقد شهدت الحضارة الإسلامية حركةً علميةً ناشطةً من المساجد والمكتبات والكتاتيب ودروس وحلقات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف [27] .
ولنظام الزكاة أساليب مميزة في القضاء على الأمية عن طريق المدارس والمساجد والجوامع والحلقات العلمية التي تكون مفتوحةً لكل فرد من أفراد المجتمع ، ونتيجة هذه الأموال الزكوية والخيرية يسهل استقطاب أبناء الفقراء والمساكين ومساعدتهم على أن يصبحوا علماء وفقهاء في مجتمعاتهم [28] .
* مسقط ، سلطنة عمان .
[1] ينظر : أبو صفية فخري خليل ، دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية ، بحث محكم منشور في مجلة البحوث الاقتصادية المتقدمة بجامعة الشهيد ، ص 133 .
[2] راجع : منصور ، سليم هاني ، الوقف ودوره في التنمية الاجتماعية ، مرجع سابق ، ص 31 .
[3] ينظر : سحنون جمال الدين ، تفعيل شعيرة الزكاة لمقاومة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية ، بحث محكم منشور في مجلة دفاتر البحوث العلمية ، ص 75 .
[4] راجع : مسعد ، محي محمد ، مشكلة الفقر ومواجهتها في عصر العولمة ، ط 1 ، ( مصر : مؤسسة رؤية الإسكندرية ، 2010م ) ، ص 17 .
[5] محمد حسيب الدين ، مكانة الزكاة في بناء المجتمع الإسلامي ، بحث محكم منشور ، ص 11 .
[6] ينظر : دور الزكاة في الحد من ظاهرة الفقر .
[7] الحشر : ٧ .
[8] ينظر : محمد إبراهيم ، الزكاة ودورها في القضاء على الفقر ، بحث إلكتروني ، ص 48 – 49 .
[9] ينظر : محمد إبراهيم ، الزكاة ودورها في القضاء على الفقر ، بحث إلكتروني ، ص 48 – 51 .
[10] ينظر : محمد إبراهيم ، الزكاة ودورها في القضاء على الفقر ، بحث إلكتروني ، ص 48 – 51 .
[11] آل عمران : ١٨٠ .
[12] القرضاوي ، يوسف ، مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ، ص 78 – 79 .
[13] راجع : العثمان ، أحمد بن موسى ، الوقف الخيري صدقة جارية لبناء الوطن ، مرجع سابق ، ص 15 .
[14] راجع : مصبح ، معتز محمد ، دور الوقف الخيري في التنمية الاقتصادية ، رسالة ماجستير ، الجامعة الإسلامية غزة كلية التجارة ، ص 46 .
[15] راجع : السراحنة ، جمال حسن أحمد عيسى ، مشكلة البطالة وعلاجها دراسة مقارنة بين الفقه والقانون ، ط 1 ، ( لبنان : اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع ، 1420هـ/2000م ) ، ص 5 .
[16] أبو صفية ، فخري خليل ، دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية ، ص 134 .
[17] ينظر : أبو صفيه خليل ، دور الزكاة في علاج المشكلات الاقتصادية ، ص 134 – 135 .
[18] راجع : العثمان ، أحمد بن موسى ، الوقف الخيري صدقة جارية لبناء الوطن ، مرجع سابق ، ص 16 .
[19] منصور ، سليم هاني ، الوقف ودوره في التنمية الاجتماعية ، بحث مقدم للمؤتمر الثاني للأوقاف العربية والسعودية ، ص 29 ، والدوسري ، محمد بن عبد الله ولد محمدن ، الوقف الخيري وأثره في الوقاية من الجريمة دراسة تأصيلية ، مرجع سابق ، ص 29 – 30 .
[20] الصباغ ، محمد بن لطفي ، الحياة الاجتماعية في ضوء السنة ، ط 1 ، ( السعودية : مكتبة الملك فهد الوطينة الرياض ، 1425هـ/2004م ) ، ص 194 .
[21] ينظر : أبو داود ، ص 118 .
[22] ينظر : محمد حسيب الدين ، مكانة الزكاة في بناء المجتمع الإسلامي ، ص 12 – 13 .
[23] راجع : رحماني ، إبراهيم ، الوقف العلمي وسبل تفعيله في الحياة المعاصرة ، بحث ضمن أعمال أثر الوقف الإسلامي في النهضة العلمية ، ص 811 – 813 ، والشلتوتي ، أنور محمد ، التدابير الشرعية لإعادة الوقف العلمي إلى دوره الفاعل في النهضة العلمية للأمة ، ضمن أعمال أثر الوقف الإسلامية في النهضة العلمية ، ص 7 – 8 .
[24] الغزالي ، محمد ، خلق المسلم ، ط 13 ، ( دمشق ، دار القلم ، 1418هـ/1998م ) ، ص 234 .
[25] القرضاوي ، يوسف ، مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ، ص 106 – 107 .
[26] القرضاوي ، يوسف ، مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام ، ص113 .
[27] القرضاوي ، يوسف ، أصول العمل الخيري في الإسلام في ضوء النصوص والمقاصد الشرعية ، ط 2 ، ( مصر ، دار الشروق القاهرة ) ، ص 146 .
[28] راجع : مجلس التعليم ، سلطنة عمان ، الوقف التعليمي موروث حضاري وآفاق مستقبلية ، مرجع سابق ، ص 17 – 19 .