حاجة العلوم الإسلامية إلى علم القواعد العربية ( الحلقة الأولى )
يناير 14, 2024نبوءة وجود سبع قارات في الأحاديث في ضوء القرآن والحديث والجغرافيا والجيولوجيا الحديثة
مارس 3, 2024دراسات وأبحاث :
دراسة مقارنة بين كتابين :
” الفتنة الدجالية – ملامحها البارزة وإشاراتها في سورة الكهف ”
و ” تأملات في سورة الكهف ”
الباحثة : زرفشان خان بنت عبدالستار خان *
الحمد لله رب العالمين ، الذي نزل الكتاب ، ولم يجعل له عوجاً ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد ، صلى الله عليه وسلم الذي ترك أمته على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإن سورة الكهف من أعظم السور في القرآن الكريم ، وكيف لا ؟ إذ يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها عاصمة من الفتنة الدجالية ، كما احتوت السورة على معان عظيمة ومقاصد لطيفة ، وقد أفردت المؤلفات لتفسير هذه السورة المباركة ، وأعيد النظر إلى تفسيرها في صياغة جديدة ، لكي تكون واقيةً عن الفتن المظلمة التي أحاطت بالمسلمين في عصرنا الحاضر لما تحمله هذه السورة من معان ومقاصد ، ومن الكُتّاب المهتمين بهذا الجانب الإيماني العلامة مناظر أحسن الكيلاني رحمه الله ، والعلامة أبي الحسن علي الندوي رحمه الله تعالى .
وقرأت الكتابين غير مرة ولا مرتين ، وأحببت أن أقوم بدراسة هذين الكتابين دراسة مقارنة ؛ لأنهما من العلماء البارزين في عصرنا الراهن ، ولأنهما ألفا كتابيهما في صياغة فريدة وثوب جديد يجعل القارئ يعيش في الجو القرآني ، ويقدر على تنزيل الآيات القرآنية على واقعه ، ومن ثم يقتطف أزهارها ، ويجد حلولاً للمشاكل والمصايب التي أحاطته ، والجدير بالذكر أنه تمت المذاكرة العلمية بين العلامة مناظر أحسن الكيلاني والعلامة أبي الحسن الندوي رحمها الله في تفسير هذه السورة في الزيارة العلمية التي استضاف فيها العلامة مناظر أحسن الكيلاني العلامة أبي الحسن الندوي رحمهما الله [1] .
(أ) المقارنة بينهما في صياغة الكتاب :
بدأ كل من العلامة مناظر أحسن الكيلاني والعلامة أبو الحسن علي الندوي رحمهما الله كتابهما بسبب تأليفهما للكتاب ، وكأن السبب يتحد ، ويخرج من مشكاة واحدة ، ومنهج تأليفهما واحد ، وهو صياغة تفسير هذه السورة في ثوب جديد ، منصرفين عن الطرق المعروفة المروجة في تفسير سور القرآن الكريم ، وعرف كل منهما في بداية كتابهما بالدجال وبفتنته وتغلبه الخارق على القوانين الطبيعية ؛ إلا أنه يوجد فرق كبير بين صياغة المعلومات ، فالكيلاني رحمه الله أكثر من ذكر الأحاديث الواردة في الدجال وفتنته ، بينما قام العلامة الندوي رحمه الله بربط الدجل والتمويه والتلبيس بالحضارة المادية التي تسودها اليهودية والمسيحية ؛ وسبب هذا الخلاف الرائع راجع إلى الجانب التركيزي الذي قصد إليه كل من العالمين الجليلين رحمهما الله تعالى .
(ب) موضوع سورة الكهف :
إن آراء الكاتبَين تتحد في بيان موضوع سورة الكهف ، وهو معارضة المدنية الحمارية الدجالية للقوى الإلهية حسب تعبير الكيلاني رحمه الله وتعارض نظرية المادية السافرة عن القِيَم والأخلاق والمبادئ والسلوك الطبيعي للسلطة القاهرة والغالبة الإلهية حسب تعبير الشيخ الندوي رحمه الله .
(ج) المقارنة بينهما في ابتداء الكلام على السورة وفي نهايتها :
لكل كاتب ومؤلف صبغته الخاصة وطريقته المتميزة عن غيره في ابتداء الكلام ومحاولة شد الذهن ، واستجماع أفكار القارئ ، ولا شك أن من أجمل هذه الطرق هي الابتداء بالكلام المجمل الذي يشدِّد الذهن وتتطلع لمعرفة تفاصيله النفس أو ذكر بعض متعلقات الموضوع قبل الخوض فيه ، وقد اتحدت طريقة الإمامين في هذا الأمر ، فكل منهما أتى بأسلوب رائع متشوق يجعل قارئ الكتاب مولعاً بالقصص القرآنية ومتشوقاً لمعرفة ما سطره الإمامان – رحمهما الله رحمةً واسعةً – .
ولكنهما اختلفا في نهاية السورة ، فختم كل من الشيخين كتابهما بتفسير قوله تعالى : ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا ) ، ولكن من حيث الاستنتاج يختلف الشيخان رحمهما الله ، فالعلامة الكيلاني رحمه الله يرى أن الخطاب في الآية يوجه إلى الطريقة العملية إلى اتخاذ خالق الكون إلهاً واحداً [2] ، بينما أحسن العلامة الندوي رحمه الله صنعاً ، فربط الآية الأخيرة من السورة بابتداء السورة ، وقال رحمه الله : ” والآخرة أخيراً : ويختم الله السورة بالحديث عن الآخرة ، وتفخيم شأنها ، والدعوة إلى جعلها أساساً لهذه الحياة ، ولكل عمل ، فجعل النهاية مقرونةً بالبداية ، منسجمةً مع الروح السارية في السورة كلها ” [3] .
(د) المقارنة بينهما في أساليبهما في إيراد القصص من سورة الكهف :
القصص الواردة في سورة الكهف هي أربع ، وهي : قصة أصحاب الكهف ، وقصة أصحاب الجنات ، وقصة موسى والخضر ، وقصة ذي القرنين .
فيميل العلامة الندوي رحمه الله إلى التوسع في بيان القصص الواردة في سورة الكهف ، ويحقق فيها ويدققها ، ويقارنها بين التاريخ الإسلامي وغيره من الأفكار والنظريات والتاريخ والأدب المسيحي والقصص الدينية الأخرى ، ويورد الإشكال على الأحداث التاريخية المشهورة ثم يجيب عنها ، فقد ذكر الحدث التاريخي لقصة أصحاب الكهف وما يرويه الأدب المسيحي وما يذكره المفسرون المسلمون تجاه هذه القصة في خمس عشرة صفحة ، وناقش فيها نظرية الأدب المسيحي والمفسرين المسلمين ، فقال رحمه الله : ” أما عدد الأعوام التي قضوها في المنام فهو يتراوح بين ثلاث مائة سنة باعتبار التقويم الشمسي ، وثلاث مائة وتسع سنة باعتبار التقويم القمري ، ويستشكل على ما جاء في دائرة المعارف من أن اختفاء أصحاب الكهف كان في عهد الإمبراطور دقيانوس ، وأن ظهور أمرهم كان في عهد ثيودوسيس الثاني ، وأن الفترة بين عهدهما لا تزيد على مائتي سنة على الأكثر ” [4] ، ثم يقوم الشيخ الندوي رحمه الله بالرد على المؤرخ المسيحي ” جبون ” قائلاً : ” إن مصدر هذا الإشكال والتناقض المفروض بين العدد الذي يقرره القرآن ، وبين العدد الذي يقرره ” جبون ” ، وهو ما اشتهر من أن حادثة اختفاء الفتية في الكهف قد وقعت في عهد دقيانوس الذي حكم بين سبتمبر 249م ويونيو 251م ، ولكن الذي يشكك في تعيين هذا الإمبراطور ليكون مسؤولاً عن هذه الحادثة ، وبطل القصة ، هو أن مدة حكمه كانت قصيرة جداً ، لا تبلغ سنتين ، مع أنه قضى أكثر هذه المدة في الحروب مع القوط ” [5] .
وبالعكس تماماً يرى العلامة الكيلاني رحمه الله بأن القصص القرآنية لا تحتاج كثيراً إلى دراسة تاريخية ، فيقول رحمه الله : ” إن دراسة هذه القصص التي تحتوي عليها سورة الكهف دراسة تاريخية ؛ من حيث إنها متى وأين وقعت ؟ وما عسى أن توفر لنا الآثار والكتب التاريخية في هذا الصدد من المعلومات أو ما قد وفته منها قضية مستقلة بذاتها ؛ غير أن الهدف المنشود من إنزال القرآن الكريم يجعلنا في غنى عن الخوض في مثل هذا البحث والتحقيق من هذه الناحية الخاصة ” [6] .
(ه) المقارنة بينهما في طريقة عرض المعلومات التفسيرية :
يختلف منهج العلامة الكيلاني رحمه الله عن منهج العلامة الندوي رحمه الله في عرض المعلومات التفسيرية للآيات القرآنية ، مع أن كتابهما أتى على طريقة غير مألوفة عند المفسرين .
فالعلامة الكيلاني رحمه الله يتطرق غالباً إلى آية آية مراعياً لترتيب الآيات في المصحف ، إلا أنه يذكر المقصد الأهم عنده ، ألا وهو مقارنة منهج التشريعات الإسلامية مع قوانين المدنية الدجالية المبنية على الإلحاد والحرص على النفع المحض مهما كانت وسائله وتأثيره السلبي على المصلحة العامة ، وقد يذكر بعض المعاني الملائمة لموضوعه ، ثم ينتقل إلى آية أخرى أو جزية أخرى ، وهذا لا يخفى على الناظر في كتابه .
وأما العلامة الندوي رحمه الله فهو يذكر القصة القرآنية – قصة أصحاب الكهف مثلاً – ، ويتبحر في المعارف والثقافات المختلفة ، ويذكر الحقائق التاريخية التي توافق القرآن الكريم ، ويفند التواريخ المزيفة والأدب المزور ، ثم يحاول ربط القصة بالواقع الذي عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون عند نزول القرآن الكريم بالقصة ، وفي نهاية المطاف يذهب بالقارئ إلى الجو القرآني ويقوم بتنزيل أهداف تلك القصة على الواقع المعاصر الذي يعيشه القارئ ، ولنأخذ مثالاً لما توصلت إليه ، يقول العلامة الندوي رحمه الله في معرض بيان قصة أصحاب الكهف : ” وقد جاءت هذه القصة في أوانها ومكانها ، فقد كان المسلمون في مكة يواجهون نفس الأوضاع التي واجهها الفتية في أوج الاضطهاد والاستبداد في عهد القياصرة ، وكانوا يعيشون في فترة تشبه الفترة التي عاش فيها الفتية المؤمنون قبل أن يغادروا البلد ، ويلجأوا إلى الكهف ” [7] ، ” وكثيراً ما تتعرض جماعات تقوم بالدعوة وتستقيم على العقيدة لاضطهاد فظيع وتعذيب وتنكيل ونفي وتشريد ، قد يكون ذلك في ظل الحكومات الكافرة ، وقد يكون ذلك في ظل حكومة تسمى بالإسلام . . . ، ويبدأ الصراع بين القلة المؤمنة الضعيفة والكثرة المنافقة القوية ، وهنالك يجد هؤلاء الفتية روحاً ونوراً في قصة أصحاب الكهف ” [8] ، ” وهكذا تنتهي هذه القصة الخالدة الأولى من قصص سورة الكهف الأربع ، قصة الصراع بين الإيمان والمادية ، أو قصة الصراع بين الاعتماد على الأسباب ، وبين الاعتماد على خالق الأسباب ، تنتهي بانتصار الإيمان على المادية ، وصدق الاعتماد على خالق الأسباب ” [9] .
وأرى أن أسلوب العلامة الندوي أكثر تأثيراً على القارئ ؛ حيث يجعل القارئ يتعايش مع القرآن الكريم ، ولأن القصد من القصص القرآنية هو تطبيقاتها على الحياة والأزمات والتحديات للوصل إلى طريق منير بنور الكلام الرباني .
والنقطة الثانية التي ينبغي الالتفات إليها هي : أن العلامة الكيلاني رحمه الله يركز تركيزاً قوياً على مفردات الآيات ويستخلص من تلك المفردات النتائج والثمار الطيبة التي يريد الوصول إليها ، مثل : بحثه رحمه الله في التفريق بين كلمة ” الولد ” و ” الابن ” ، وبحثه عند تفسير كلمة ” قيماً ” ، وكلمة ” أقرب رحماً ” ، وهذا كثير عند العلامة رحمه الله .
بينما العلامة الندوي رحمه الله لا يتطرق إلى شرح مفردات الآيات إلا نادراً ؛ بل هو يقتطف الثمار المرجوة من مجموع القصص .
(و) المقارنة بينهما في الجانب التركيزي عند الكاتبين على موضوع الكتاب :
المقصد الأساسي لكل كاتب ومؤلف هو إيصال المعلومة إلى القارئ بطريقة يسهل على القارئ تلقي المعلومة كما أراد المؤلف ، وفي هذا الصدد قد يخرج الكاتب عن صلب الموضوع ، ويذهب بالقارئ إلى مجالات المعرفة وحقول المعلومات التي ليست لها صلة بالموضوع الأساسي ، وهذا ما حدث مع العلامة الكيلاني رحمه الله في كتابه عندما أراد رحمه الله تفسير قوله تعالى : ( دِيناً قيماً ) ، فيفنِّد الأفكار المنحرفة ، واسترسل فيه ، ثم قال رحمه الله : ” ولعلي خرجت عن موضوعي فدعني أعود إلى ما كنت أقول ” [10] ، وبعد الرد على المجوسية في معتقدها بالإلهين قال رحمه الله : ” والحديث عنه يطول ، فدعنا نعد إلى ما كنا بصدده ” [11] .
وبالعكس تماماً نرى العلامة الندوي رحمه الله لا يذهب بالقارئ إلى بعيد حيث يشتت أفكاره ، بل يبقيه في الجو القرآني الإيماني .
(ز) المقارنة بينهما في ذكر الأحكام المستفادة من الآيات والقصص :
أورد القرآن الكريم القصص للاعتبار والاتعاظ لأصحاب القلوب السليمة وذوي الألباب ، والمفسرون والعلماء رحمهم الله كلما أوردوا القصص القرآنية أردفوها وختموها بالأحكام المستفادة من القصص ، ونهج على هذا المنوال المعهود العلامة الكيلاني والعلامة الندوي رحمهما الله أيضاً في كتابهما ، إلا يوجد هناك اختلاف في طريقة عرض الأحكام .
فالعلامة الكيلاني رحمه الله يضع عنواناً مستقلاً لبيان الأحكام المستفادة من القصص ، وذلك عند الانتهاء من كلامه على القصة القرآنية ، كقوله رحمه الله : ” أحكام تضمها سورة الكهف : وقصة أصحاب كهف تنتهي بأحكام ، هلم بنا نتأمل في معناها ” [12] ، وقوله رحمه الله بعد سرد قصة ذي القرنين : ” نتائج القصة أي واجبات الحكومة ” [13] .
وأما العلامة الندوي رحمه الله فلا يعقد مبحثاً خاصاً لذكر الأحكام المستفادة من القصص ، وإنما يسترسلها ضمن كلامه على الآيات والقصص والرد على المادية ، كقوله رحمه الله : ” حياة من غير عقيدة ، أو عقيدة من غير حياة ؟ ” [14] ، وقوله : ” طرداء الأمس أبطال اليوم ” [15] ، وقوله : ” انتصار الإيمان على المادية ” [16] ، هذه العناوين الفرعية التي عقدها العلامة الندوي رحمه الله وهي مستفادة من القصص كما لا يخفى .
(ح) المقارنة بينهما في تفسير قوله تعالى : ( وَيَقُولُ يا لَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَداً) :
الآية المذكورة وردت في ضمن قصة أصحاب الجنتين ، وهي القصة الثانية من سورة الكهف كما يتفق عليها الشيخان رحمهما الله ، واتفقا أيضاً على أن الرجل الغافل لم يكن كافراً ؛ لأنه لم يرد نص قرآني يدل على كفره ، وكذلك لم يكن شركه من الشركيات المعهودة كعبادة الأصنام وغيرها [17] إلا أنهما يختلفان في المراد بـ ” الشرك ” الوارد في الآية ، فيرى العلامة الكيلاني رحمه الله أنه وصف الإنسان نفسه بأنه صانع أقداره وبنّاؤها ، ومن أولئك الملاحدة والدهرية [18] ، بينما يرى العلامة الندوي رحمه الله أن المراد بالشرك في الآية هو الاعتماد الكلي على الأسباب وتخلي التوكل على مسبّب الأسباب [19] ، وأرى أنه من قبيل اختلاف التنوع ؛ لأن كلاً منهما يعتقد أن الشرك في ثوبه الجديد هو المادية والمدنية الحمارية .
(ط) المقارنة بينهما في الجانب التربوي والوعظ والإرشاد :
مع أن الكتابين كتابا تفسير إلا أن الشيخين الكريمين لم يهملا الجانب التربوي والوعظي ، بل تناولا شيئاً من جوانبه .
فالعلامة الكيلاني رحمه الله قليل العناية بهذا الجانب ، وأما العلامة الندوي رحمه الله فقد اهتم بهذا الجانب أكثر مما فعله العلامة الكيلاني رحمه الله ، فتراه ينتهز أقرب الفرص ليسترسل في الوعظ والرقائق ، ومن الأمثلة على ذلك إيراده رحمه الله أحاديث الوعظ والزهد وخُطَب الخلفاء المسلمين في الرقائق تحت عنوان : ” بين الأديان السماوية والفلسفات المادية ” [20] .
(ي) المقارنة بينهما في الرد على الأفكار المخالفة للدين الحنيف :
يشد الشيخان رحمهما الله مئزرهما للرد على اليهودية والنصرانية واللادينية والمادية ، ويحسنان صنعاً ، ويدحضان الباطل بكل ما أوتيا من قوة وبراهين وحجج ماتعة .
والعلامة الكيلاني رحمه الله لم يكتف بالرد على أصحاب الأديان السماوية المحرفة ، وإنما قام بالرد على الجماعة المنتسبة إلى الإسلام أيضاً إذا عدلت عن الصراط المستقيم ، ومن ذلك قوله رحمه الله : ” وأما فئة المتصوفة التي تعدت حدود الشرع إلى الإباحية وحاولت استغلال قصة موسى والخضر عليهما السلام . . . والاستدلال منه على أنه قد يمكّن من لم يوح إليه شيئ من النسخ والتبديل في الشرع ، فما أشد جرأةً وأشنعها وأقبحها ؟! ” [21] .
(ك) تعقيب العلامة الكيلاني رحمه الله على بعض ما شاع على ألسنة الناس :
وقد ذكر العلامة الكيلاني رحمه الله هذا الجانب ، ولم يتعرض له العلامة الندوي رحمه الله ، وهي التعقيب على ما شاع على ألسنة الناس ولم يصح ، ومن ذلك قوله رحمه الله في قصة يأجوج ومأجوج : ” وليت شعري كيف شاع في الناس أن يأجوج ومأجوج يحاولون فتق هذا الجدار منذ تم رتقه ، وسينجحون في فتقه وكسره في نهاية المطاف ، رغم أنه سبق هذه الآية في القرآن نفسه ( فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً ) [22] ، وقوله رحمه الله أيضاً بعد سرد الآثار الدالة على أوصاف يأجوج ومأجوج : ” والغريب في الأمر أن أوساط العامة والخاصة قد تلقت أمثال هذه الرواية بالقبول وراجت فيها إلا أننا لا نجد في أمثال هذه الروايات ” [23] .
* قسم اللغة العربية وآدابها ، جامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية ، حرم لكناؤ ، أترابراديش .
[1] الأستاذ أبو الحسن علي الندوي : ” الصراع بين الإيمان والمادية ” ( تأملات في سورة الكهف ) ، الناشر : دار القلم ، الكويت ، الطبعة الأولى 1971م ، ص 11 .
[2] الفتنة الدجالية ، ص 347 .
[3] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 122 .
[4] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 31 .
[5] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 34 – 35 .
[6] الفتنة الدجالية ، ص 27 .
[7] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 43 .
[8] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 48 .
[9] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 63 .
[10] الفتنة الدجالية ، ص 38 .
[11] الفتنة الدجالية ، ص 60 .
[12] الفتنة الدجالية ، ص 190 .
[13] الفتنة الدجالية ، ص 271 .
[14] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 53 .
[15] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 60 .
[16] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 63 .
[17] الفتنة الدجالية ، ص 218 ، والصراع بين الإيمان والمادية ، ص 77 – 78 .
[18] الفتنة الدجالية ، ص 219 .
[19] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 219 .
[20] الصراع بين الإيمان والمادية ، ص 84 – 88 .
[21] الفتنة الدجالية ، ص 266 .
[22] الفتنة الدجالية ، ص 280 .
[23] الفتنة الدجالية ، ص 318 .