حقيقة الإيمان بنبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم

خطوات أولية في بناء الملَكة التفسيرية
يناير 14, 2024
لمن الحق اليوم
مارس 3, 2024
خطوات أولية في بناء الملَكة التفسيرية
يناير 14, 2024
لمن الحق اليوم
مارس 3, 2024

الدعوة الإسلامية :

حقيقة الإيمان بنبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم

الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي

تعريب : الأخ نعمت اللّه قاسم الندوي

إن نبينا محمداً صلى اللّه عليه وسلم الذي جعلنا اللّه تبارك وتعالى من أمته سيد الأنبياء والمرسلين ، ورسالاته وتعاليمه خالدة شاملة للعالم أجمع ، وقد ختم اللّه به الرسالات السماوية ، فانتهت إليه سلسلة الوحي الإلهي ، ولن تمتد إلى أحد ، فمن ادعى أنه ينزل عليه الوحي أو أن إلهامه في منزلة الوحي مما يجب اتباعه فإنه كذوب ومضلل .

وكانت الإنسانية قبل بعثة النبي صلى اللّه عليه وسلم مثخنةً بالجروح ، وكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وكادت تهلك ويطوى بساطها وتغشاها غاشية من الكفر والوثنية والضلال والظلام  ، فضلت سواء السبيل ، وكانت في حاجة أكيدة إلى من يأخذ بيدها من تلك المستنقعات الآسنة إلى منبع الحق والنور والهدى . فبُعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللّه بإذنه وسراجاً منيراً .

فمن مآثره عليه الصلاة والسلام أنه أقر المثل الخلقية العليا وأثبت كرامة الإنسان ، مهما كان نوعه وطبقته وأصله وجنسه ، وسعدت البشرية عن طريقه بهداية ربانية أخيرة بعد فترة طويلة من الزمان .

فبناءً على ما أفضل وأنعم به عليه الصلاة والسلام تعود على البشرية حقوق عديدة :

فمن أول وأعظم الحقوق الواجبة على الإنسانية تجاه النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤمن بما جاء به وتصدق ما قاله ، وتعتقد أنه رسول اللّه ونبيه ، وتقر بذلك كله بلسانها ، فإن المسلم لا يكون مسلماً في معنى الكلمة إلا أن يؤمن باللّه وبرسوله محمد عليه الصلاة والسلام .

ويذكر القرآن ذلك ويأمر به في مواضع شتى ، فيقول : ( فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ) [ التغابن : 8 ] . ويقول : ( إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً . لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ [ الفتح : 8 – 9 ] . ويقول : ( فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىِّ ٱلأُمِّىِّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [ الأعراف : ١٥٨ ] .

وأوضح كذلك أنه يجب الجمع بين الإيمان بالنبي محمد صلى اللّه عليه وسلم والإيمان باللّه تبارك وتعالى ، فمن لم يفعل ذلك فلا عبرة لإسلامه شيئاً ، فيقول تعالى : ( وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً ) [ الفتح : 13 ] .

ويعني الإيمان تصديق رسالة النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم ونبوته ، وتصديق كل ما جاء به ، ولابد أن يكون هذا التصديق بالقلب واللسان .

فنذكر بإسهاب فيما يلي الأمور التي لابد من الالتزام بها والتي يندرج كلها في عقيدة النبوة .

عبد اللّه ورسوله :

سيدنا محمد – صلى اللّه عليه وسلم – عبد اللّه ورسوله ، وقد أوضح ذلك مؤكداً : ” إنما أنا عبد اللّه ورسوله ، فقولوا عبد اللّه ورسوله ” .    ( مسند أحمد : ٣٩٨ ) .

وقد استعملت له كلمة العبد بمناسبة ذكر حدث الإسراء ، فيقول تعالى : ( سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى ) [ الإسراء : ١ ] .

قد استعمل اللّه له كلمة العبد في أماكن متعددة من كلامه المجيد ، فيقول جل وعلا : ( فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ ) [ النجم : ١٠ ] ، ويقول : ( وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ) [ الجن : ١٩ ] ، ويقول : ( وَإِن كُنْتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا ) [ البقرة : ٢٣ ] .

وقد قدّم رسول اللّه – صلى اللّه عليه وسلم – بنفسه ذكر عبوديته على ذكر رسالته ، فإن الإنسان يبلغ مراقي الكمال بقدر ما يبلغ مراقي العبودية ، وقد بلغ – صلى اللّه عليه وسلم – من العبودية مقاماً رفيعاً لم يبلغه أحد قط ، ولن يبلغ ما تعاقب الليل والنهار .

سيد الأنبياء والمرسلين :

إنه – عليه الصلاة والسلام – سيد الأنبياء والمرسلين . وقد ورد في حديث صحيح أن رسول اللّه – صلى اللّه عليه وسلم – قال : ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع وأول مشفع ” .     ( صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب تفضيل الأنبياء على جميع الخلائق : ٦٠٧٩ ) .

وفي رواية أخرى : ” أنا سيد الناس يوم القيامة ” . ( صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها : ٥٠١ ) .

وفي رواية كنز العمال ورد باختلاف الألفاظ : ” أنا سيد المرسلين إذا بعثوا ” .

أحب الخلق إلى الله تعالى :

وقد خص اللّه نبيه بحبه الفريد ، فقد أحبه أكثر من جميع الخلائق ، وجعله حبيبه وخليله  ، ولم يبلغ هذه المنزلة السامية العلية   غيره ، وقد جاء في حديث أن رسول اللّه – صلى اللّه عليه وسلم – كان يذكر ذات مرة مناقب الأنبياء ، فقال :

” وأنا حبيب اللّه ولا فخر ، أنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح اللّه لي فيدخلنيها ، ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر ” . ( سنن الترمذي ، كتاب المناقب ، باب فضل النبي : ٣٩٧٦ ) .

وقد تمتع من عند اللّه تعالى بالخلة كما تمتع بالحب . فقال عليه الصلاة والسلام : ” إن اللّه تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ” . ( صحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب النهي عن بناء المساجد على القبور : ١٢١٦ ) .

هكذا أكرمه اللّه سبحانه وتعالى بمقام الخلة الذي وهبه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام من قبل .

إلى جانب هذه الفضائل العظمى والمراتب العليا يحتل النبي صلى اللّه عليه وسلم مكانةً عظيمةً من الحب يتميز بها عن غيره من الخلق أجمعين .

خاتم الأنبياء والمرسلين :

إنه خاتم النبيين ، فقد ختمت به سلسلة النبوءات والرسالات ولا يأتي بعده نبي أو رسول . يقول اللّه تعالى : ( وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ )           [ الأحزاب : 40 ] ، وفي حديث صحيح قال عليه الصلاة والسلام : ” إن لي أسماء ، أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي يمحو اللّه بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده أحد ” . ( صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب في أسمائه صلى اللّه عليه وسلم : 6252 ) .

رسول العالمين :

لقد بعث صلى اللّه عليه وسلم نبياً ورسولاً لكافة الإنس والجن ، يقول تعالى : ( وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ) [ سبأ : ٢٨ ] .

( قُلْ يا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) [ الأعراف : ١٥٨ ] ،       ( وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لِـأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ ) [ الأنعام : ١٩ ] .

وقد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ” كان النبي يبعث إلى قومه خاصةً وبعثت إلى الناس عامةً ” ( صحيح البخاري ، كتاب التيمم ، باب حدثنا عبد اللّه بن يوسف : 335 ) .

وقال صلى اللًّه عليه وسلم – في حديث آخر – : والذي نفس محمد بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموتوا ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار ” . ( صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب وجوب الإيمان برسالة  نبينا محمد إلى جميع الناس : 403 ) .

ولا يقتصر نطاق نبوته على الإنس والجن فحسب ، بل يتجاوز إلى العالمين كافةً ؛ لذلك يقول الله تعالى : ( وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )      [ الأنبياء : ١٠٧ ] . ( قُلْ يا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) [ الأعراف : ١٥٨ ] .

تحذير الكافرين :

لقد أعلن اللّه سبحانه وتعالى عن نبيه – صلى اللّه عليه وسلم – بصراحة كاملة أنه مرسل من اللّه ، وأن ما جاء به حق من عند اللّه سبحانه وتعالى ، لا مجال فيه للشك ، فماذا ينتظر الكافرون والجاحدون ، وقد جاءهم الحق الذي نيطت به سعادتهم . يقول اللّه تعالى : ( يا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ ) [ النساء :  170 ] .

ففي الآية الكريمة أخبرهم اللّه تعالى ثم أمرهم بالإيمان باللّه ونبيّه ، ثم حذّرهم بأسلوب التهديد قائلاً : ( وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [ النساء : ١٧٠ ] .

فأوضح تعالى في الآية الشريفة أنه مالك لما في السماوات والأرض ، وهو يتصرف فيها كما يشاء ، فإذا أراد معاقبة العاصين وتعذيب الجاحدين فلا مانع له ولا رادع ، هذا في جانب .

وفي جانب آخر توعد بأنهم لا يستطيعون أن يهربوا من اللّه وينجوا مما أعد لهم من عذاب شديد وعقاب أليم إذا أعرضوا عن الحق . وأوضح كذلك أن كل ما يفعله لا يخلو من حكمة ومصلحة .

وفي ذلك إشعار لهم بأن يصلحوا أنفسهم وأن يجبروا ما تسرب في اعتقادهم وإيمانهم من ضعف ونقص وفساد وانحراف . وأن يؤمنوا بالنبي الصادق الأخير ، فإن نجاحهم معقود بذلك . وإن خالفوا ما جاء به من الحق القاطع من عند اللّه تعالى خابوا وخسروا خسراناً مبيناً .

وفي آية أخرى شدد على التحذير قائلاً : ( وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً ) [ الفتح : ١٣ ] .

وصف الإيمان المطلوب :

يذكر اللّه تعالى ما هو الإيمان الحقيقي ، وكيف يزيد الإيمان ويقوى وما هي متطلباته . فيقول : ( إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [ النور : ٦٢ ] .

نزلت الآية في غزوة الخندق عندما كان البرد شديداً ، وبلغ الجوع والعطش من المسلمين كل مبلغ ، حتى اضطروا لربط الأحجار على بطونهم بالإضافة إلى هجمات شعواء من الأحزاب المناوئة لدين الإسلام والمسلمين . ولم يكن كل ذلك سهلاً احتماله وهيناً اصطباره .

وإنما كانت هذه المحنة العظيمة ليميز اللّه بها المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب ، فثبت المؤمنون وانسحب المنافقون متعللين بحجج متنوعة ، فاستوفى المؤمنون الصادقون المعيار المطلوب ، ومهما كانت الحاجة ملحةً ، لم يذهبوا حتى يستأذنوا فيها رسولهم – عليه الصلاة والسلام – .

فأوضح تعالى في الآية الشريفة أن الصمود والثبات واتباع النبي صلى اللّه عليه وسلم وعدم التنكب عن أمر من أوامره في أحرج الأوضاع وأضيقها ولو للحظة من مقتضيات الإيمان المطلوب .

ثم لابد أن يكون هذا الإيمان قوياً ، وبعيداً عن كل ريبة ، ويستطيع حملة هذا الإيمان بفضل قوته وصلابته أن يقاسوا جميع المحن والشدائد ويكابدوا كل ما ينزل عليهم من المصايب والنوائب .

ويذكر اللّه تعالى حملة هذا الإيمان قائلاً : ( إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ) [ النور : ٦٢ ] .

وبين أن الإيمان المطلوب المعتبر لن يتحقق دون الإيمان بالرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فمن اعتقد بالوحدانية لله تعالى ، ولكن كفر بالرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يعتبر مسلماً .

ثم وصف أولئك المؤمنين الصادقين بقوله : ( ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ )            [ الحجرات : ١٥ ] .

إنهم يسعدون بدرجة عالية من اليقين المتين الذي يحث صاحبه على الجهاد بالمال والنفس والإنفاق مما يحبه في سبيل اللّه . فيقول :         ( وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ) [ الحجرات : ١٥ ] .

ثم يقول : ( أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ ) [ الحجرات : ١٥ ] .

ويقول في موضع آخر : ( آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) [ الحديد : ٧ ] .

فيجب على من آمن باللّه ورسوله أن يجعل الدنيا مزرعة الآخرة وينفق مما رزقه اللّه تعالى ، فالذين ينفقون ابتغاءاً لمرضاة اللّه تعالى ، أعدّ لهم أجر عظيم في الآخرة . يقول تعالى : ( فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ) [ الحديد : ٧ ] .

عندما ذكر اللّه تعالى في مواطن كثيرة من القرآن الإيمان به ، أتبعه بذكر نبيه أيضاً ، موضحاً أن الإيمان لا يتحقق ولا يكمل بدون الإيمان بالرسول صلى اللّه عليه وسلم . ومن الظاهر أن من يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم يؤمن بكتب اللّه  تعالى وملائكته ، ولذلك يذكر الإيمان باللّه ورسوله وملائكته وكتبه ثلاث مرات أو أقل ، ولكن الإيمان باللّه والرسول نجده مذكوراً مراراً وتكراراً فإن ذلك أساس الإيمان الذي تتعلق به العقائد الإسلامية كلها . ويجب بعد الإيمان باللّه ورسوله عليه الصلاة والسلام الإيمان بكتب اللّه وملائكته والقدر خيره وشره والبعث بعد الموت ، وذلك في الواقع مما يقوم عليه تفصيل الإيمان المجمل .