القرارات والتوصيات للندوة الفقهية الخامسة 1445هـ
يناير 14, 2024تقرير سنوي موجز للنادي العربي
أبريل 27, 2024أخبار علمية وثقافية :
حفل إحياء السنة والسيرة النبوية بتركيا
بقلم : الدكتور محي الدين عوامة ( تركيا )
تحت قبة مسجد السليمانية المهيب ، وبجانب مرقد السلطان القانوني العظيم ، اجتمع كبار علماء الأمة وربانُها ، وأساطينُها وقادتها ، ومفكروها وعظماؤها ، مع جمع كبير من طلبة العلم ومحبيه ، بتشريف صاحب الفخامة الأعظم ، والرئيس المقدَّم رجب طيب أردوغان ، وحضر من ندوة العلماء في الهند فضيلة الأستاذ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء .
اجتمعوا في مجلس أُعيد فيه عزُّ العلم ورفعة العلماء ، مراسم إجازة كتاب علمي ، وإنهاء مشروع حديثي ، وبدءٍ بآخر محمدي .
اجتمعوا لتكريم عالمٍ بذل نفسه وأنفاسه ، وفرَّغ وقته وحياته ، للعلم والتحقيق ، والدرس والتدريس : فضيلة الشيخ العلامة محمد عوامة .
أقامت جامعة ابن خلدون حفلها العلمي العالمي : صباح يوم الجمعة السابع من شهر رجب الحرام عام 1445هـ ، الموافق التاسع عشر من شهر يناير عام 2024م ، حفل إحياء السنة والسيرة النبوية ، برئاسة فضيلة العلامة محمد عوامة : شيخ دار الحديث السليمانية ، وذلك بمناسبة :
ــ ختم فضيلة العلامة محمد عوامة قراءة وشرح كتاب ” تدريب الراوي ” للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي لنخبة من أكابر أساتذة الحديث في الجامعات التركية .
ــ انتهاء فضيلة العلامة محمد عوامة – بمشاركة فريق علمي – من مشروع تحقيق وتوثيق سنن الإمام الترمذي ، تحقيقاً علميّاً فريداً .
ــ افتتاح فضيلة العلامة محمد عوامة مشروع تحقيق شرح العلامة الزرقاني على المواهب اللدنية للإمام القسطلاني ، وهو أوسع كتاب في السيرة النبوية والشمائل المحمدية .
حضر الحفل جمعٌ كبير من علماء العالم الإسلامي ، زادت وفودهم عن 35 دولة ، وجمعٌ كبير من كبار أكاديمي وأساتذة الجامعة التركية ، ومسؤولين في الدولة التركية وغيرِها .
افتُتح الحفل أولاً بآيات كريمة من رئيس أئمة مسجد السليمانية : فضيلة القارئ الشيخ أكرم نَالْبَانْت .
ثم تقدم رئيس جامعة ابن خلدون – الراعي لهذا الحفل الكريم – الأستاذ الدكتور أتيلا أركان بكلمة قال فيها : ” قامت جامعتنا بتأسيس مركز الأبحاث الحديثية النظرية والتطبيقية ، وأطلقت هذه المشاريع برئاسة أهم محدِّثي العصر الشيخ محمد عوامة حفظه الله .
قام بعد ذلك الأستاذ نجم الدين بلال أردوغان – وكيل رئيس هيئة أمناء جامعة ابن خلدون – وقال فيها : ” نحن بصفتنا جامعة ابن خلدون : نفتخر ونعتز باحتضاننا المشاريع العلمية التي يقوم بها ويرأسها أهم محدِّثي العصر الشيخ محمد عوامة ” .
ثم قال : ” نتمنى أن تكون هذه المشاريع : منارةً لدرب الأجيال القادمة ” .
بعد ذلك تقدم الأستاذ الدكتور عرفان غوندوز – رئيس مجلس أمناء جامعة ابن خلدون – وأشار إلى أن : ” هذا الاجتماع وهذا الحفل : ردٌّ قوي على القوة الداخلية والخارجية ، التي تسعى لفصلنا فكريّاً وذهنيّاً عن مصادرنا العِلميَّة الرئيسية ” .
ألقى بعد ذلك رئيس التعليم العالي التركي الأستاذ الدكتور أَرول أُزْوَار كلمة قال فيها : ” أبواب جامعاتنا في تركيا مفتوحة لرجال العلم من شتى أنحاء العالم ، وأود أن أشير في هذا الاجتماع إلى أن هناك مكانةً فوق رؤوسنا دائماً لرجال العلم ” .
تقدم بعد ذلك رئيس الشؤون الدينية السابق الأستاذ الدكتور محمد غورمز بكلمةٍ : ذكر فيها نعماً عديدة حصلت في هذه الجلسة ، قال : ” النعمة الأولى هي أنه أنعم علينا في تركيا بأن نعيد هذا الصرح العظيم [ السليمانية ] إلى غايته التي أنشئ لأجلها ، فالسليمانية – كما تعلمون – ليست مسجداً فحسب .
فهاهنا كَتَب أبو السعود أفندي تفسيره المعروف بـ ” إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ” ، وغيره من الكتب الكثيرة ” .
ثم أشار إلى النعمة الثانية وقال : ” إن في الحديث الشريف سلسلةً ذهبيةً كما تعلمون ، وهي : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وأنا أقول دائماً : إن لدينا اليوم في منهجية الحديث وعلومه أيضاً سلسلةً ذهبيةً ، وهي : محمد زاهد الكوثري ، يروي عنه عبد الفتاح أبو غدة ، يروي عنه الشيخ محمد عوامة حفظه الله شيخ دار الحديث السليمانية . فالحمد لله الذي جعل سندَ مدينة إصطنبول في الحديث عالياً متصلاً مرةً أخرى ” .
تقدم بعد ذلك رئيس رابطة علماء دول الخليج الأستاذ الدكتور عجيل النشمي بكلمة ممثلاً لوفود علماء العالم الإسلامي أشاد في كلمته بجهود العلامة محمد عوامة ورسوخ علمه ، وعمق فهمه ، وجعله في مصاف علماء الأمة الراسخين الأقدمين .
قام بعد ذلك رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش وقال : ” اجتمعنا اليوم لنحتفل بانتهاء مشروع تحقيق كتاب الجامع الصحيح ، المشهور بسنن الترمذي ، هذا الكتاب صاحب المكانة العلمية لأهميته من ناحية علوم الحديث من جهة والفقه من جهة أخرى ” .
بعد ذلك قام فضيلة الدكتور محي الدين بن محمد عوامة – رئيس المشاريع العلمية والمنسق العلمي – بشرح مفصَّلٍ لهذه المشاريع الثلاثة : ختم كتاب ” تدريب الراوي ” ، وتحقيق ” سنن الإمام الترمذي ” ، وكيفية البدء بتحقيق ” شرح المواهب اللدنية ” ، وأشار في كلمته إلى ما بُذل من جهد ووقت وطريقة عمل في : ” تدريب الراوي ” ، و ” سنن الترمذي ” .
ثم بعد ذلك تقدم فضيلة العلامة محمد عوامة لختم كتاب ” تدريب الراوي ” فقرأ الصفحات الأخيرة من الكتاب ، محاطاً بطلبته الذين لازموه قرابة سبع سنوات ، يقرؤون عليه ويستفيدون منه : علماً وعملاً وحالاً ، في منظر مهيب جليل ، يذكرنا بالمجالس العلمية العريقة القديمة ، جميع الحضور أمام فضيلته جلوس على الأرض ، بمن فيهم رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان ، وكبار رجال دولته ، وكبار أهل العلم ، منظر يُظهر عزَّ العلم ورفعة العلماء ، كما يظهر تواضع المسؤولين المخلصين والحكام .
قام بعد ذلك فضيلته وبجانبه فضيلة الأستاذ الدكتور عرفان غوندوز – رئيس مجلس أمناء الجامعة – بتوزيع الإجازة العلمية على الأساتذة الكرام الذين أنهوا معه قراءة كتاب ” تدريب الراوي ” ، مصحوبة بهدية من كتاب ” غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني ” لملا الكوراني .
ثم أُخذت بعد ذلك صورة جماعية لهم ، يتوسطهم فضيلة العلامة محمد عوامة ، وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان .
تقدم بعد هذا العلامة محمد عوامة بكلمة مختصرة ذكر فيها : أهمية علم مصطلح الحديث الشريف ، وأنه يُعدُّ الآن في عصرنا : الحارس لنقول الشريعة ، ثم أشار إلى أهمية العلم ومكانة العالِم ، وحكى قصة أسد بن الفرات الذي جمع الله له بين الرئاستين : رئاسة العلم ورئاسة الإمارة ، وذكر أنه ما وصل إلى ما وصل إليه إلا بالعلم ، ثم قال فضيلته : ” وهذا لسان حالي ” .
تقدم بعد ذلك فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكلمة مستوعبة شاملة ابتدأ فيها:بالدعاء بالعون والمدد الإلهي للمظلومين في شتَّى بقاع الأرض وعلى رأسهم أهل غزة وفلسطين .
ثم أشار إلى قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع : ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنة نبيه ” .
ثم قال : ” ببرنامجنا هذا اليوم : نشعر بالفخر بهذه المشاريع العلمية الحديثية التي استمر أحدها : لسبع سنين ، والآخر : لأربع سنين ” .
وقال : ” أول هذه المشاريع : تم برئاسة أهم محدِّثي العصر شيخنا الشيخ محمد عوامة وهو قراءة كتاب ” تدريب الراوي ” الذي قام بتحقيقه والتعليق عليه ” .
ثم ذكر فخامته ثاني هذه المشاريع العلمية : وهو الانتهاء من تحقيق وتوثيق ” سنن الترمذي ” ، وتعرَّض لطبعة صحيح الإمام البخاري ( البولاقية ) ، الذي أمر بطبعها السلطان عبد الحميد فقال : ” كما تعلمون : لصحيح البخاري الكثير من الطبعات ، ولكن أفضلها وأكملها : الطبعة البولاقية التي نشرها السلطان عبد الحميد ” .
وقال : ” أملنا ورجاؤنا أن تكون نسخة ” سنن الترمذي ” هذه بهذا القدر والجودة من التحقيق ” .
ثم أعلن عن إنشاء مركز دولي لخدمة السنة والسيرة النبوية برئاسة فضيلة العلامة محمد عوامة وقال : ” أنا على ثقة بأن المركز الدولي لخدمة السنة والسيرة النبوية ، المخطط إنشاؤه برئاسة شيخنا ، سيقوم بأعمال علمية رائدة ومهمة جداً ” .
وختم كلامه بقوله : ” أود أن أتقدم بخالص الشكر من أعماق قلبي لفضيلة الشيخ محمد عوامة ، الذي وقف عمره ليكون عالماً يدافع عن السنة النبوية ، على نهج أهل السنة والجماعة بعيداً عن الإفراط والتفريط ” .
بعد ذلك قام فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتكريم فضيلة الشيخ العلامة محمد عوامة وتقديم هدية له .
كما أهدى فضيلة الشيخ العلامة محمد عوامة النسخةَ الأولى الخاصة من ” سنن الترمذي ” لفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .