ملامح التكرير في ” الأيام ” لطه حسين
يوليو 11, 2022المنهج التربوي الإسلامي للأسرة
مايو 4, 2024بأقلام الشباب :
حرب على كرامة الإنسان
الأخ عدنان أحمد الندوي *
لا شك أن موضوع الشذوذ الجنسي قد أصبح من الموضوعات الساخنة التي لا تزال تثير اهتمام كافة الناس في العالم بأجمعه على مختلف مشاربهم الدينية والفكرية والاجتماعية وعلى مختلف الأصعدة الدولية والمحلية ، وهي التي تحارب الفطرة وتعتدي على كرامة الإنسان وكيانه وبشريته ، كما هي حرب علنية ومؤامرة شرسة من القوات اللادينية والقوات المسيطرة على العالم لطمس الهوية الإنسانية وحسم مادتها .
فهذه حرب واعتداء على كرامة الإنسان ، وحرب على طبيعته وشخصيته ، وحرب على الجيل الجديد وفكره وعقله وقلبه . وهذه حرب تسعى وتنفق كل ما تملك من الوسائل والوسائط والطاقات لعولمة نموذج علماني مادي ونظام عالمي جديد مخالف للطبيعة والشريعة الإسلامية الغراء ، يهدد بنيان المجتمع المسلم ومقوماته ويهدف إلى هدم مقومات الحياة الاجتماعية وقوامها وإحداث خلل بين الأمة المسلمة وكيانها وتشجيع الخروج على قيم الأديان والموروث الاجتماعي .
بدأت هذه الحرب الباردة بادئ ذي بدء بنداء الحرية والجنسية وطلب الحقوق في الغرب ، وانتهت من حضيض الذل والهوان والإباحية إلى الشذوذ الجنسي ، انطلقت في البداية لابتغاء الحرية الجنسية ، ولكنها بلغت في الأخير إلى الجريمة البشعة اللاإنسانية والجريمة الخلقية والإنسانية ، بالغة ما بلغت من درجات الانحطاط والتدهور الخلقي ، مثل الترخيص بأعمال الزنا واللواط ، وغيرهما مما يمس عرض الإنسان وناموسه وكرامته ، ويدعو إلى الإباحية بأشكال مختلفة ، ولا يزال يحاول الغرب أن ينتشر هذا الشذوذ الجنسي في العالم الإسلامي ، وبلدان الأقليات المسلمة بوسائل شتى ، وأساليب متنوعة .
فاحذر يا تُرى أن تنخدع بعناوينهم عن الحقوق والحب والحريات ، فما هي إلا أغلفة رخيصة يغطون بها شرهم الخبيث وإجرامهم المنتكس نحو فطرتهم وكل من يخالفهم ، وما هي إلا نداء مبهر كالسراب الخادع الذي ينخدع به العقل المتنور ويسعى لنشره جميع القوات المناهضة للفطرة والطبيعة السليمة في ظلال الغلاف الملمع والنعرات الجميلة .
وإذا تأملنا في ضوء الشريعة الإسلامية اتضح لنا جلياً أن الشذوذ الجنسي فيه مخالفة صريحة للفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها ، يقول الله عز وجل : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) [ سورة الروم : 30 ] .
ومخالفة الفطرة قاسية ورادعة ، لبيان عظم وشناعة الجرم الذي يرتكبه الشواذ الذين يتركون ما أحله الله عز وجل من الاستمتاع بالجنس الآخر ويتجهون للاستمتاع بالجنس نفسه ، يقول الله عز وجل : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ) [ سورة هود : 82 ] .
والشذوذ فيه تعطيل للمهمة التي خُلق الإنسان من أجلها ؛ وهي عبادة الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، وعمارة الأرض بالتزاوج والتكاثر .
فلا بد لنا أن لا نألو جهداً في سبيل كشف الخبايا التي تنطوي عليها هذه الحركة المضللة ، ومن واجباتنا أن نرفع الحجاب عنها بمختلف أبعادها وتبيين مناطق الزلل فيها ونهتم بتربية أولادنا في هذه الأوضاع الحرجة .
* معهد الدراسات الموضوعية ، دهلي ، الهند .