حاجة العلوم الإسلامية إلى علم القواعد العربية

دراسة تاريخية لفلسطين
مارس 3, 2024
اللف والنشر في القرآن الكريم
أبريل 27, 2024
دراسة تاريخية لفلسطين
مارس 3, 2024
اللف والنشر في القرآن الكريم
أبريل 27, 2024

دراسات وأبحاث :

حاجة العلوم الإسلامية إلى علم القواعد العربية

( الحلقة الثانية الأخيرة )

بقلم : الباحث صابر علي شيخ العمري *

فعلم اللغة العربية وفنونها ، هو السلّم الذي يرتقي به الإنسان إلى فهم الخطاب ، والقنطرة التي عليها المجاز إلى الكتاب والسنة .

علاقة اللغة العربية بعلم التفسير :

فعلم التفسير حاجته إلى اللغة العربية وعلومها بينة ، وكان عمل مفسّري السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم بالأخذ بلغة العرب في التفسير إجماعاً فعليّاً منهم ، وهذا العمل حجة في صحة الاستدلال بشيئ من كلام العرب : نثره وشعره [1] ، وهذه كتب التفسير طافحة بمسائل اللغة والنحو والصرف والبلاغة ، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول :    ” إذا خفي عليكم شيئ من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب ” [2] . فكثيراً ما كان يسأل ابن عباس رضي الله عنهما عن لفظة قرآنية ويجيب عنها مستدلاً بالشعر [3] . كما أن التفسير بالرأي ، وهو أحد أنواع التفسير ، يعتمد على المدلول اللغوي للنصوص كما استعملها العرب عند نزول القرآن الكريم .

علم التفسير من العلوم الجامعة لعدد من العلوم ، من لغة وبلاغة ، وتصريف ، وعلم القراءات ، وعلو الدلالة ، وعلم أصول الفقه . . . . بحيث اجتمع في هذا العلم – علم التفسير – ما تفرق في غيره ، بحيث يصبح المفسر عالماً باللغة العربية وبالأصول ، ويعملون بذلك في تفسيرهم لكتاب الله ، وأغلب المفسرين كانوا علماء اللغة والبلاغة ، وعلماء الأصول ، مثل الإمام ابن سلام ت276هـ صاحب كتاب التصاريف ، وأبو عبيدة معمر بن المثنى ت210هـ صاحب كتاب مجاز القرآن ، والإمام الفراء صاحب معاني القرآن ، والإمام الراغب الأصفهاني صاحب كتاب المفردات ، والإمام الزمخشري ، والإمام السمين الحلبي ، الإمام الفيروزآبادي ، والإمام أبي حيان الأندلسي ، والإمام القرطبي ، والإمام جلال الدين السيوطي ت911هـ [4] .

ووجود مؤلفات عديدة تعتمد التفسير اللغوي للقرآن الكريم ، منها على سبيل المثال لا الحصر : البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ، والكشاف لمحمود الزمخشري ، وروح المعاني لشهاب الدين الآلوسي ، والتفسير البياني للقرآن الكريم لعائشة عبد الرحمن .

ومن دلالة الترابط والأهمية بين علم اللغة العربية والتفسير نورد كمثال ما جاء في الآية الكريمة في سورة المائدة : إذ يقول الله تبارك وتعالى : ( يَا أيّها الّذِين آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ إلى الصّلاةِ فَاغْسِلُوْا وُجُوْهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إلى المرَافِقِ وَامْسَحُوْا بِرُؤُوْسِكُمْ وَأرْجُلَكُمْ إلى الْكَعْبَيْنِ ) [5] ، فالذي لا علم له بالنحو قد يجرّ كلمة ( أرْجُلَكُمْ ) ظناً منه أنها معطوف على ( رُؤُوْسِكُمْ ) المجرورة ، ولكن الصواب أنها منصوبة بالعطف على الأيدي والوجوه ، فهي بذلك تأخذ حكم الغسل لا المسح ، والله أعلم [6] .

كان سبب نشأة علوم اللغة العربية ومبدئها في ظهور علم النحو ، وذلك في الحادثة التي ظهر فيها اللحن في قراءة القرآن في قصة الأعرابي الذي استقرأ الناس ، فأقرأه رجل الآية التالية ( أنّ اللهَ بريءٌ من المشركين ورسولُه) [ سورة التوبة : 3 ] فقرأها بكسر اللام ( ورسولِه ) ، فقال الأعرابي : ” إن يكن الله بريئاً من رسوله فأنا أبرأ منه ” ، فبلغ عمر بن الخطاب ذلك فدعاه وقال له : ” ليس هكذا يا أعرابي ، بل هي ( ورسولُه ) فقال الأعرابي : ” أنا أبرأ ممن برئ الله ورسولُه منهم ، فأمر عمر ألا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية [7] .

علاقة اللغة العربية بعلم أصول الفقه :

تأتي هذه العلاقة حيث تتضمن المصنفات الأصولية مجموعةً من البحوث اللغوية ، ومن أولها كتاب الرسالة للإمام الشافعي الذي صنفه بأسلوب لغوي فصيح ، وهو الذي قضى عشرين عاماً في دراسة العربية ، وذكر في مقدمته :

” ومن مظاهر هذه العلاقة اهتمام علماء الأصول باللغة اهتماماً كبيراً ، فقد أدركوا أهميتها وطبيعتها في إدراك القصد من نصوص الكتاب والسنة . وإنما بدأت بما وصفت من أن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره ، لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب ، أحد جهل سعة لسان العرب ، وكثرة وجوهه ، وجماع معانيه وتفرقها ، ومن علمه انتفت عنه الشبهة التي دخلت على من جهل لسانها ” [8] .

ومن ذلك أيضاً ما يتميز به الخطاب الأصولي مع اللغة من قيامه على مجموعة من الثنائيات مثل : الحقيقة والمجاز ، والواضح والخفي ، والقيد والمهمل ، والمعنى الأصلي والمعنى التبعي ، والكلي والجزئي ، والمنطوق والمفهوم ، والصريح والمضمر ، ووجود التداخل في بعض المصطلحات بين علم أصول الفقه وعلم اللغة العربية ، فإذا كان علم الأصول موضوعه ” علم أدلة الفقه ” ، وقد قسم الفقهاء الحكم الشرعي إلى واجب وحرام ، ومندوب ، ومكروه ، ومباح ، ووضعي [9] ، فكذلك ذهب النحويون في تقسيمهم للحكم النحوي ، فهو عندهم واجب ، وممنوع ، وحسن ، وقبيح ، وخلاف الأولى ، وجائز على السواء [10] .

وإذا كانت أدلة الفقه الرئيسية تعتمد على نقل ” الكتاب والسنة والإجماع والقياس ” ، فإن أدلة النحو الأساسية تنحصر أيضاً في النقل والإجماع والقياس ، وعند بعضهم استحباب الحال ” [11] .

وذكر الإمام الشاطبي : ” أن الاجتهاد إن تعلق بالاستنباط من النصوص فلا بد من اشتراط العلم بالعربية . . . . وأن علم العربية إنما يفيد مقتضيات الألفاظ بحسب ما يفهم من الألفاظ بالشريعة ، وألفاظ الشارع المؤدية إلى مقتضياتها عربية ، فلا يمكن من ليس بعربي أن يفهم لسان العرب ” [12] .

علاقة علم الحديث وعلوم اللغة العربية :

يُعتبر الإسناد من خصائص علم الحديث النبوي الشريف ، ومما تتميز به الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم في مسألة توثيق العلم والتحقيق من ناقله ، وأهمية موضوع الإسناد ، عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى : ” الإسناد من الدين ، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ” [13] ، ولكن الإسناد لم يقتصر على الحديث الشريف فقط ، بل ظهر في الرواية اللغوية . فقد ذكر ابن الأنباري في لمع الأدلة النقل ، وذكر أنه ينقسم إلى قسمين : تواتر وآحاد ، كما تكلم في شرط النقل المتواتر ، وشرط نقل الآحاد ، وفي قبول المرسل والمجهول [14] ، كما تكلم السيوطي في المزهر عن : ” معرفة المتواتر والآحاد ، ومعرفة المرسل والمنقطع ، ومعرفة من تقبل روايته ومن تُرَدُّ ، وكذلك تكلم عن طرق التحمل والأخذ ، من سماع ووجادة ، ومناولة وإجازة ، ومكاتبة ونحوها ” ، فالإسناد منهج المحدثين في توثيق الرواية وتحقيق الأحاديث النبوية ، واعتماده من طرف اللغويين لضبط اللغة وتحقيقها يبرز العلاقة بين علوم الحديث وعلوم اللغة العربية . وأيضاً مما نبّه علماء الحديث في ضرورة التزام اللغة العربية في مجال علم الحديث وكافة تطبيقاته : قال العراقي في ألفية مصطلح الحديث [15] .

ومما ذُكر أيضاً أن توجُّهَ سيبويه إلى علم النحو هو لِلحنِه في الحديث ، فقد ذكر السخاوي في ( شرحه على ألفية العراقي في مصطلح الحديث ) عن أبي سلمة حماد بن سلمة أنه قال لإنسان : ” إن لحنت في حديثي فقد كذبت عليّ ، فإني لا ألحن ، وصدق رحمه الله ، فإنه كان مقدماً في ذلك ، بحيث إن سيبويه شكا إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي أنه سأله عن حديث هشام بن عروة عن أبيه في رجل رعُف بضم العين – على لغة ضعيفة – فانتهره ، وقال له : أخطأت إنما هو رعَفَ ، يعني بفتحها ، فقال له الخليل : صدق ، أتلقى بهذا الكلام أبا سلمة ؟ وهو مما ذكر في سبب تعلم سيبويه العربية [16] .

وتأتي أهمية العلم باللغة العربية في فهم الحديث وشرح نصوصه وبيان معانيه ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ في بلاد عربية تتميز بالفصاحة والبيان ، فضلاً عما حباه الله به من مزايا الوحي المنزل ، فكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما في لغة العرب من الأساليب البديعة ، واستعمال المجاز ، وغير ذلك ، فلا يمكن فهم الحديث النبوي ، واستنباط الأحكام منه ، إلا لمن كان على دراية تامة باللغة العربية وعلومها ، وكذلك تأكيد العلماء على طالب الحديث أن يبدأ بتعلم اللغة العربية قبل الحديث ، فيما نقل في ذلك منها : ” قول حاجب بن سليمان : سمعت وكيعاً يقول : أتيت الأعمش أسمع منه الحديث ، وكنت ربما لحنت ، فقال لي : يا أبا سفيان ! تركت ما هو أولى بك من الحديث ، فقلت : يا أبا محمد ، وأي شيئ أولى من الحديث ؟! قال : النحو ، فأملى على الأعمش النحو ، ثم أملى علي الحديث .

وروى الخطيب عن شعبة ، قال : من طلب الحديث ولم يتعلم العربية ، كمثل رجل عليه برنس ، وليس عليه رأس [17] .

وجاء في الكفاية [18] : قال الشافعي رحمه الله حاكياً عن سائل سأله : قد أراك تقبل شهادة من لا تقبل حديثه ! فقلت : لكبر أمر الحديث ، وموقعه من المسلمين ، ولمعنىً بَيِّنٌ ، قال : وما هو ؟ قلت : تكون اللفظة تُترك من الحديث فيختل معناه ، أو ينطق بها بغير لفظ المحدث ، والناطق بها غير عامد لإحالة الحديث ، فيحيل معناه ، فإذا كان الذي يحمل الحديث يجهل هذا المعنى ، وكان غير عاقل للحديث ، فلم يقبل حديثه ، إذا كان يحمل ما لا يعقل أن كان ممن لا يؤدي الحديث بحروفه ، وكان يلتمس تأديته على معانيه ، وهو لا يعقل المعنى ، قال : أفيكون عدلاً غير مقبول الحديث ؟ قلت : نعم ، إذا كان كما وصفت ، كان هذا موضع ظِنَّةٍ بينة يُردّ بها حديثه .

ومن أبرز صور الارتباط بين علوم الحديث واللغة العربية : أنهم جعلوا من أنواع علوم الحديث ما عُرف باسم ” معرفة غريب الحديث ” ، وهو يهتم ببيان معاني الألفاظ الغربية ، وقد صنَّفوا في ذلك مصنفات ، من أشهرها : النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير ، وغريب الحديث ،  لأبي عبيد ، ومثله لابن قتيبة .

الرواية بالمعنى يقتضي علوم اللغة العربية والإتقان فيها :

إن دعت الحاجة إلى الإفهام والتفهيم فرواية الحديث بالمعنى جائزة ، وذلك بشرط أن يكون الراوي عالماً بلغات العرب ووجوه خطابها ، بصيراً بالمعاني والفقه ، عارفاً بما يحيل المعنى وما لا يحيله [19] .

واشترط المجيزون لرواية الحديث بالمعنى ألا يكون محتملاً ، يقول السمرقندي : ” أجمعوا أنه إذا كان لفظاً مشتركاً ، أو مجملاً ، أو مشكلاً ، فإنه لا يجوز إقامة لفظ آخر مقامه ، أما إذا كان لفظاً ظاهراً مفسراً ، فإقامة لفظ آخر مثله مقامه  . . . . فعند أصحابنا رحمهم الله يجوز ” [20] .

فهذا كله يحتاج أشد الاحتياج إلى مهارة اللغة العربية وعلومها وإلى الشريعة الإسلامية وأصولها .

قال ابن الرشد الحفيد في كتابه الضروري في صناعة النحو ، مشيراً إلى أصناف العلوم من حيث كونها أصلاً أو تابعةً للأصل : ” إن العلوم صنفان : علوم مقصودة بنفسها ، وعلوم مسدَّدة للإنسان في تعلم العلوم المقصودة في نفسها ” [21] .

فمنها تعتبر علوم اللغة العربية من العلوم الآلية التي يستعان بها على فهم علوم الشريعة ، لذلك يتضح التكامل بين اللغة العربية والشريعة الإسلامية في صور تبين أن بعضها يستلزم البعض الآخر ، ومنها تلك المناظرات العلمية التي كانت تجري بين علماء اللغة وعلماء الشريعة كما جرى بين الفراء ومحمد بن الحسن القاضي ، فقد حكي عن الفراء النحوي أنه قال : ” من برع في علم واحد ، سهل عليه كل علم ” ، فقال له محمد بن الحسن القاضي – وكان حاضراً في مجلسه ذلك ، وكان ابن خالة الفراء – فأنت قد برعت في علمك ، فخذ مسألة أسألك عنها من غير علمك : ما تقول فيمن سها في صلاته ، ثم سجد لسهوه فسها في سجوده أيضاً ؟ قال الفراء : لا شيئ عليه ، قال القاضي : كيف ؟ قال : لأن التصغير عندنا – النحاة – لا يصغّر ، فكذلك السهو في سجود السهو لا يسجد له ، لأنه بمنزلة تصغير التصغير ، فالسجود للسهو هو جبر للصلاة ، والجبر لا يجبر ، كما أن التصغير لا يصغر . فقال القاضي : ما حسبت أن النساء يلدْن مثلك [22] .

وأخرى جرت بين الكسائي النحوي وأبي يوسف الفقيه ، فقد روى الزبيدي رحمه الله مناظرةً بين عالم النحو الكسائي وأبي يوسف الفقيه الحنفي ، قال : ” دخل أبو يوسف على هارون الرشيد – والكسائي يمازحه – فقال له أبو يوسف : هذا الكوفي قد استفرغك وغلب عليك ، فقل يا أبا يوسف ! إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي ، فأقبل الكسائي على أبي يوسف فقال : يا أبا يوسف ! هل لك في مسألة ؟ قال : نحو أم فقه ؟ قال : بل فقه ، فضحك الرشيد حتى فحص برجله ، ثم قال : تلقي على أبي يوسف فقها ! قال : نعم ، قال : يا أبا يوسف ما تقول في رجل قال لامرأته : أنت طالق إن دخلت الدار ؟ قال : إن دخلت الدار طلقتْ . قال : أخطأت يا أبا يوسف فضحك الرشيد ، ثم قال : كيف الصواب ؟ قال : إذا قال : ” أن ” فقد وجب الفعل ، وإن قال : ” إن ” فلم يجب ولم يقع الطلاق . قال : فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أن يأتي الكسائي [23] .

وكذلك تأتي في صورة المؤلفات التي ألفها علماء اللغة ، كما صنف أبو البركات الأنباري كتابه في العربية مرتباً إياه على مسائل فقهية خلافية بين الإمامين الهمامين أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله رحمةً واسعةً [24] .

وألف جلال الدين السيوطي كتاب الأشباه والنظائر في النحو ، سالكاً فيه مسلك الأشباه والنظائر في الفقه ، يقول السيوطي في الأشباه والنظائر : ” واعلم أن السبب الحامل لي على تأليف ذلك الكتاب أني قصدت أن أسلك بالعربية سبيل الفقه فيما صنفه المتأخرون فيه ، وألفوا من كتب الأشباه والنظائر ” [25] .

وألف السيوطي كتاب المزهر في علوم اللغة وأنواعها محاكياً به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع ، وألف السيوطي أيضاً الاقتراح في أصول النحو على نظير الاقتراح في أصول الفقه ، وما كان يروى عن أبي عمرو الجرمي ، شيخ المبرد ، من أنه كان يفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه ، وكان صاحب حديث ، فلما علم كتاب سيبويه تفقه في الحديث .

الخاتمة :

مما سبق يتبين للقارئ أن العناية باللغة العربية عناية بالشريعة الإسلامية ، وأن من يريد فهم القرآن وعلومه فهو بحاجة إلى أن يتقن علوم اللغة العربية ، وأن لا سبيل إلى معرفة أحكام الشرع إلا بمعرفة اللغة العربية وعلومها ، وأن اللغة العربية تتميز بخصائص انفردت بها عن غيرها من اللغات في العالم ، فهي لغة القرآن الكريم ، تكفل الله سبحانه تعالى بحفظ اللغة العربية بحفظ للقرآن الكريم ، وتبين أيضاً اهتمام سلف الأمة من العلماء والخلفاء بدراسة اللغة العربية وآدابها ، ووضوح ذلك في أقسام العلوم الشرعية من تفسير وحديث وأصول .

يتبين مما سبق مدى التكامل بين العلوم اللغوية والعلوم الشرعية ، وإفادتها عالم الشريعة بأدوات لسانية تمكنه من استنباط الأحكام الشرعية ، والقواعد الفقهية .

* قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة عالية ، كولكاتا ، الهند .

[1] التفسير اللغوي للقرآن الكريم ، لمساعد الطيار ، ص 154 .

[2] مستدرك الحاكم ، 2/499 ، وينظر : الأسماء والصفات 2/80 .

[3] ينظر : سؤالات نافع بن الأزرق إلى ابن عباس 8 وما بعدها .

[4] مناهج المفسرين ، لمساعد آل جعفر ومحي هلال ، ص 46 .

[5] المائدة : 6 .

[6] أهمية الشاهد النحوي في تفسير القرآن الكريم ، تفسير ( جامع البيان لابن جرير الطبري ) نموذجاّ ، مجلة الآداب واللغات في جامعة قاصدي مرياح ، العدد 6 ، ص210 ، لخضري رويجي .

[7] تفسير القرطبي ، 1/24 .

[8] الرسالة ، للإمام الشافعي ، ص50 .

[9] الحكم الشرعي عند الأصوليين ، لحسين حامد حسان ، دار النهضة العربية ، القاهرة 1972م ، ص 65 .

[10] الاقتراح في علم أصول النحو ، للسيوطي ، ص111 – 112 .

[11] لمع الأدلة في أصول النحو ، لابن الأنباري ، 1956م ، ص 80 .

[12] الموافقات ، للشاطبي 2/124 .

[13] أخرجه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ، 1/15 .

[14] لمع الأدلة في أصول النحو ، لابن الأنباري ، ص 80 .

[15] فتح المغيث شرح ألفية الحديث ، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ، 2/257 .

[16] فتح المغيث شرح ألفية الحديث ، 2/225 .

[17] الجامع في آداب الشيخ والسامع ، للخطيب البغدادي ، 2/26 .

[18] الكفاية للخطيب البغدادي ، 1/389 .

[19] الرسالة 274 ، والمحدث الفاصل 530 ، وشرح علل الترمذي ، لابن رجب الحنبلي .

[20] ميزان الأصول ، علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي ، 2/650 – 651 .

[21] الضروري في صناعة النحو ، لابن الرشد الحفيد ، ص 99 .

[22] تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، 14/151 – 152 .

[23] طبقات النحويين واللغويين ، للزبيدي ، ص 127 .

[24] أسرار العربية ، ينظر على سبيل المثال : الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ، المسألة 5 .

[25] الأشباه والنظائر ، للسيوطي 1/9 .