الهداية القرآنية : سفينة نجاة للإنسانية
نوفمبر 19, 2023تاريخ الأدب العربي ( العصر الإسلامي ) : دراسة وصفية
نوفمبر 19, 2023جغرافية جزيرة العرب : دراسة علمية
كتبه / د . أبو سحبان روح القدس الندوي *
أنشئت في سنة 1311هـ في الهند حركة ” ندوة العلماء ” التعليمية والإصلاحية .
ومن أهدافها المنشودة : إصلاح نظام التعليم ، وتطوير المنهج الدراسي ، وإعداد مقرر دراسي .
عُنيت ” دار العلوم ” التابعة لندوة العلماء بدراسة اللغة العربية كلغة حية نامية خالدة كتابةً ، وتحدثاً ، وتعبيراً ، وأدباً ونقداً ، وصحافةً ، واهتم بها مسؤولو دار العلوم عبر العصور ، حتى أعدّ أساتذتها النبغاء طائفةً صالحةً من المقررات الدراسية ، التي نالت قبولاً ورواجاً بالغين في الأوساط التعليمية في أرجاء شبه القارة الهندية ، وقُرِّر إنتاجها الأدبي والنقدي في المنهج الدراسي للجامعات العصرية والمؤسسات الدينية قاطبةً ، فشمّر عن ساق الجد الأديب العلامة ” أبو الحسن علي الندوي ” ( ت 1999م ) ، وألّف الكتب التالية :
- قصص النبيين للأطفال ( 1 – 5 )
- والقراءة الراشدة ( 1 – 3 )
- ومختارات من أدب العرب ( 1 – 2 )
- والطريق إلى المدينة
- وإلى الإسلام من جديد
- وإذا هبت ريح الإيمان
- ورجال الفكر والدعوة ( 1 – 4 )
وأتحف المكتبات العلمية العالمية بآثاره القيّمة ، نشأ وتخرج عليها أبناء العالم العربي والإسلامي ، لا سيِّما مؤلَّفه الشهير ” ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ” ، و ” الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ” ، ولعبت مؤلّفاته دوراً ريادياً في إقناع الشباب بصلاحية هذا الدين كل عصر ومصر ، وإنقاذهم من الأفكار المستوردة الزائغة الزائفة .
وأسهم في هذا المضمار زملاؤه الفضلاء وتلامذته النبلاء :
فألّف الشيخ محبوب الرحمن الأزهري ( ت 2010م ) : دروس الأشياء والمحاورة العربية ( للناشئين ) .
وألف الأستاذ عبد الماجد الندوي ( ت 1985م ) : معلم الإنشاء ( 1 – 2 ) .
وألف الأستاذ محمد مصطفى الندوي ( ت 1959م ) : تمرين النحو .
وألف الأستاذ محمد معين الندوي ( ت 1999م ) : تمرين الصرف .
وألف الأستاذ شفيق الرحمن الندوي ( ت 2002م ) : الفقه الميسّر .
وألف الدكتور عبد الله عباس الندوي ( ت 2006م ) تفهيم المنطق بالأردية .
وألف الأستاذ محمد واضح رشيد الندوي ( ت 2019م ) : تاريخ الأدب العربي ( العصر الجاهلي ) ، ومصادر الأدب العربي ، وأدب الصحوة الإسلامية ، وتاريخ الثقافة الإسلامية ، وأعلام الأدب العربي في العصر الحديث ، وله : الغزو الفكري أيضاً .
وألف الدكتور الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي : علم التصريف ، وشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم في ضوء الواقع والقريض ، والصحافة العربية : نشأتها وتطورها ، وساعة مع العارفين .
ومن ثم أصدرت ندوة العلماء في مختلف عهدها مجلتين عربيتين وصحيفةً عربيةً ، لتأهيل أبنائها كتابةً بالعربية الفصحى ، وإخراج جماعة تتمكن من إبداء وجهات نظرهم بالعربية السلسة ، وفعلاً قد نشأت ثلّة من الكتّاب بالعربية حتى العصر الراهن ، فأنشأ من أبنائها الأفذاذ أديب العربية مسعود الندوي ( ت 1954م ) مجلة ” الضياء ” ، وأنشأ من أسرة هذه الدار العلمية الأديب الملهم محمد الحسني ( ت 1979م ) مجلة ” البعث الإسلامي ” الغراء ، يستمر إصدارها حتى الآن برئاسة تحرير الأستاذ سعيد الأعظمي ، كما أنشأ الأستاذ محمد الرابع الندوي صحيفة ” الرائد ” النصف شهرية ، ولا تزال تصدر .
هذا ، ونبغ فيهم الأديب الألمعي ، المبرِّز في العربية أدباً ونقداً ، المغرم بالجزيرة العربية ثقافةً وتاريخاً وجغرافيةً ، ومعالم وخِطَطاً ، ودولةً وشعباً “محمد الرابع الحسني الندوي ” ( 1929 – 2023م ) الذي كان رئيس ندوة العلماء وترجمان فكرتها وحامل لوائها ، ورائد الحركة الأدبية الإسلامية العالمية ، وأحد العلماء الأعلام في الهند ، ورئيس المجمع الإسلامي العلمي ، ورئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند ، وعضو رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .
لا جرم أن له إسهاماً كبيراً في تطوير سلسلة تعليمية لإعداد مقرر دراسي ، بدأ بها أسلافه وزملاؤه وتلامذته بين الحين والحين ، فألف سماحته رحمه الله :
- منثورات من أدب العرب
- ومعلم الإنشاء ( الجزء الثالث )
- وتاريخ الأدب العربي ( العصر الإسلامي )
- والأدب العربي بين عرض ونقد
أما كتابه ” جغرافية جزيرة العرب ” فهو سلسلة من المقررات الدراسية ، التي ألمَّ بها مسؤولو ندوة العلماء الأفاضل ، وقد شعروا بوضع كتاب ماتع في جزيرة العرب تاريخها وثقافتها وجغرافيتها ، وكلّفوا الأستاذ محمد الرابع بتأليف كتاب في ذلك . ” فإن جزيرة العرب لها أهمية تاريخية ، لموقعها الخاص ، لأنها تقع في وسط العالم ، ولموقعها الجغرافي حيث تحيط بها مناطق ذات الأهمية التاريخية والسياسية ، ولها أهمية دينية لوقوع أول بيت وضع للناس فيها ” [1] .
فالذي يدرس الأدب العربي شعره ونثره في أشد حاجة إلى معرفة طبيعة تلك البلاد المتنوعة ، وبدون الاستفادة من هذه المعرفة يصعب عليه فهم النصوص ، كذلك دارس السيرة النبوية ، وتاريخ العهد الأول من الإسلام ، الذي يشمل ذكر الأماكن وظروف الحياة وطبائع القبائل ، يجد في هذا الكتاب بغيته ” [2] .
وقد توافر المؤلف على جمع المعلومات من مصادر قديمة وحديثة في لغات شتى ، وكان المشوار كثير العثار ، ولكن بفضل الله سلك الجدد أمن العثار ، وعاش المؤلف هذا العمل المضني سنواتٍ ، وبذل فيه جهداً جباراً ، وقد صدرت طبعته الأولى بالأردية في عام 1962م ، ثم تتابع الطبع تلو الطبع ، وقُرِّر تدريسه في المقرر الدراسي بدار العلوم التابعة لندوة العلماء ، وفي المدارس التابعة لها في ربوع الهند ، وإني قرأت هذا الكتاب على المؤلف من خلال خريطة العالم العربي سنة 1971م .
صدرت حديثاً الطبعة الأنيقة المعرَّبة في ثوب قشيب باسم ” جزيرة العرب : تاريخياً ، ثقافياً ، وجغرافياً ” ، اعتنى به د . محمد فرمان الندوي [3] ونقله إلى العربية ووزّع الكتاب إلى خمسة عشر باباً مع خرائط ملوّنه وتناول توسعة الحرمين الشريفين عبر التاريخ على الهامش ، وذكر أطراف الآيات والأحاديث والأبيات وثبت المراجع والمصادر .
وهاك موجز فهرس الكتاب فيما يلي :
الباب الأول : يحتوي على جزيرة العرب ، ساحتها وعمرانها وطبيعتها .
أما الباب الثاني : فيشتمل على جبال جزيرة العرب الساحلية ، وميادينها ، ثم أمكنة تهامة ومدنها الشهيرة .
أما الباب الثالث : فيلقي ضوءاً كاشفاً على وسط جزيرة العرب ( من الربع الخالي ، والنفوذ الكبرى ، والدهناء ، وبادية الشام ، ونجد ) وسواحل المنطقة الشرقية ( قطر والأحساء والبحرين والكويت ) .
أما الباب الرابع : فمحتوٍ على فصول جزيرة العرب وأمطارها .
أما الباب الخامس : فيتحدث عن أودية جزيرة العرب ونباتاتها .
أما الباب السادس : فيفيد حيوانات جزيرة العرب ورياحها .
أما الباب السابع : فيطل على أمم جزيرة العرب وقبائلها ، فبدأ بالعصر الأول إلى ولادة سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام واختتم العصرين الثاني والثالث بذكر أمم جزيرة العرب وقبائلها .
أما الباب الثامن : فيتضمن حضارة جزيرة العرب ومدنيتها ، وانتهى هذا الباب إلى ذكر ديانات العرب والحياة الاقتصادية فيها .
أما الباب التاسع : فهو من أبرز أبواب الكتاب وأشمله .
أما الباب العاشر : فهو يشتمل على أغذية جزيرة العرب وموازينها .
والباب الحادي عشر : يتناول حكومات جزيرة العرب .
والباب الثاني عشر : يختص بمكة المكرمة ومعالمها وجبالها .
والباب الثالث عشر : يحتفل بذكر المدينة المنورة ومعالمها وآبارها وآثار المدينة التاريخية وضواحيها .
والباب الرابع عشر : يزوّد بالأمكنة الواردة في السيرة النبوية .
والباب الخامس عشر : خاص بذكر شوارع بين مكة والمدينة وأهم مواضعهما ، ثم اعتنى هذا الباب بمواضع خاصة في طريق بدر ، ومواضع دينية أو تاريخية أخرى .
والكتاب قام بنشره المجمع الإسلامي العلمي ، بلكناؤ ، الهند ، في ربيع الأول 1439هـ الموافق ديسمبر 2017م وعدد صفحاته 216 .
* محاضر في قسم التخصص في الحديث وعلومه بدار العلوم ندوة العلماء ، لكناؤ ، الهند .
[1] منتزع من كلمة الناشر ، ص 3 .
[2] المصدر نفسه .
[3] عضو هيئة التدريس بدار العلوم ندوة العلماء ، ومدير التحرير لمجلة البعث الإسلامي .