شعيرة الصوم لدى الديانات المختلفة :
مارس 15, 2023كتاب الآثار للإمام أبي يوسف رحمه الله :
مارس 15, 2023في الأدب العربي الحديث
( الحلقة الأولى )
دراسات وأبحاث :
توفيق الحكيم رائد الفن المسرحي
في الأدب العربي الحديث
( الحلقة الأولى )
بقلم : د . محمود حافظ عبد الرب مرزا *
من المسلّمات أن فن المسرحية هي أحد الفنون الغربية الحديثة التي وصلت إلى الأقطار العربية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ؛ إذ لم يكن هذا الفن وذلك بعناصره الحديثة وخصائصه المتنوعة معروفاً في الأدب العربي من ذي قبل . ومع ذلك ، كان لدى العرب مواد خامة كانت صالحةً وكافيةً لإعداد مسرحية من الطراز الأول ؛ حيث تحتوي المقامات والحكايات العربية القديمة على بعض العناصر الحوارية والتمثيلية التي تُعدّ حقاً من مقومات الفن المسرحي ، بيد أن الأدباء العرب لم يهتموا بها بتاتاً ، بل ظلّوا منشغلين عنها وفرحين كل الفرح بالشعر الغنائي أو الوجداني .
ولا مراء في أن مصر هي واحدة من أبرز الدول العربية التي تعتبر سبّاقةً في الفنون الأدبية دائماً ، إذ إنها لم تأل جهداً في تلقيح الأدب العربي بآثار الفكر الغربي على الإطلاق ، غير أن الفن المسرحي قد ظهر في بداياته في أرض لبنان ثم انتقل إلى مصر ، فترعرع ونهض واكتمل فيها من شتى الجوانب .
وفيما يخص أدباء الأدب العربي الحديث في مصر والذين اهتموا بهذا الفن اهتماماً كبيراً جداً ، إذ برع بعضهم فيه كل البراعة ، فهم كثيرون ، ومن أبرزهم توفيق الحكيم ، وأحمد شوقي ، ونجيب الريحاني ، ومحمد تيمور ، ومحمود تيمور وغيرهم .
يُعدُّ الكاتب والأديب المصري ، توفيق الحكيم أحد أبرز كتاب المسرحية في الأدب العربي . وفي الواقع ، هو إحدى العلامات البارزة في الحياة الأدبية والفكرية والثقافية في العالم العربي ؛ غير أنه لم يكن كاتباً مسرحياً فحسب ، بل كانت له جولات وصولات في عدة مجالات أدبية رئيسة ، وكان له شأن كبير فيها ، ومن أهمها القصة القصيرة والرواية والمقالات وغيرها ، ويُعدُّ الحكيم أيضاً أحد أبرز مؤسسي المسرح الذهني ليس على مستوى الوطن العربي فحسب ، وإنما على المستوى العالمي أيضاً .
ولد توفيق إسماعيل الحكيم في محافظة الإسكندرية بحي محرم بك عام 1903م [1] ، لأب مصري ريفي الأصل ، كان يشتغل في سلك القضاء في قرية الدلنجات [2] ، إذ كان يُعدُّ من أثرياء الفلاحين ، لأنه ورث من أمه ضيعة كبيرة جداً ، ولأم تركية أرستقراطية ، كانت نجلة أحد الضباط الأتراك المتقاعدين ؛ حيث كانت صارمة الطباع ، تعتز بعنصرها التركي أمام زوجها المصري اعتزازاً كبيراً ، وتشعر بكبرياء لا حد له أمام الفلاحين من أهله وأقاربه ، ناهيك عن فخرها بأصالة الدم الذي كان يجري في عروقها [3] . وكان لأمه واهتمامها به أثر كبير في حياة الحكيم ، فقد سعت منذ نعومة أظفاره إلى عزله عن أترابه من أطفال القرية ، ومنعهم من الوصول إليه ؛ حيث تولت مسؤولية تربيته في عقر دارها ، وذلك بمعزل عن العالم الخارجي ، ولعل ذلك ما جعل الحكيم ينغمس في عالمه العقلي الداخلي ، حتى نشأت في نفسه بذور العزلة والخلوة منذ صباه .
لقد نشأ الحكيم وترعرع داخل أسرة كانت تؤمن بالمعتقدات الشعبية ، وما يتعلق بها من إيمان بالجنّ والقوى الخارقة والسحر والتنجيم والأحجبة والتمائم [4] . كما أنه في طفولته المبكرة ؛ أي قبل الالتحاق بالمدرسة الإعدادية ، كان يشارك أمه وجدته الاستماع إلى أعاجيب حكايات ألف ليلة وليلة والقصص والروايات الشعبية العربية الأخرى [5] ، وكانت أمه معلمته الأولى التي غرست في نفسه حب قراءة القصص والروايات والحكايات منذ أيام طفولته ، ليكون ذلك مصداقاً لما قاله أبو تمام :
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
وتجدر الإشارة هنا إلى أن توفيق الحكيم قد تعرض في صغره لوعكة صحية ، إذ كان لهذه الوعكة أثر كبير في تحديد نزعاته الطفولية أيضاً ؛ حيث يقول :
” لقد ولدت فيما علمت ممتلئ الصحة . . . ولكن هذه الصحة لم تدم أكثر من سنوات قلائل ، أربع أو خمس ، ثم ألمت بي الأمراض . . . إني أذكر هذه المرحلة . . . يخيل إليّ أن المرض كان مقيماً بجسمي لا يزول إلا ليعود ” [6] .
وهكذا ، نجد أن هذا المرض قد ألقى بظلاله عليه ، فأصبح هادئاً لا يميل إلى الألعاب الرياضية البدنية أو الأنشطة التي تتطلب جهداً بدنياً ولو بسيطاً ، بل أصبح يتوق إلى الألعاب الخيالية ، فكان لكل ذلك أثر كبير في تكوين شخصيته وتحديد معالمها [7] .
لقد بدأ الحكيم يُولي اهتماماً كبيراً ويحرص حرصاً بالغاً ويبذل جهوداً مضنيةً في التحصيل العلمي منذ نعومة أظفاره ، فحفظ الأدوار الشعبية ، التي كانت تدور على لسان أفراد الشعب المصري قبيل الحرب العظمى [8] . وفي السابعة من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية ، ولكن لم تستطع هذه المدرسة في التأثير عليه بشكل ملموس في تحديد رغباته ، وإشباع ميوله العلمي ، وفتح آفاق جديدة للاندماج في الأنشطة العلمية المختلفة ، كما اصطدمت المناهج العقلية الجامدة بطبيعة الحكيم وأفكاره ومخيلاته ، إلا أنه استطاع أن يتجاوز كل ذلك ، وأكمل تعليمه الابتدائي عام 1915م [9] . وقرّر والده أن يُدخله في مدرسة ثانوية ، ولكن لعدم وجود ثانوية في قرية دمنهور أرسله والده إلى القاهرة وأدخله بثانوية ” محمد علي ” ليقيم مع أعمامه في القاهرة [10] .
وفي تلك الفترة ، قامت ثورة مصرية عارمة في عهد عبد الملك فؤاد الأول عام 1919م ضد الاحتلال البريطاني عقب الحرب العالمية الأولى ، بسبب استياء الشعب المصري من الاحتلال الأجنبي وتمرده عليه ، فاشتعل لهيب الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة المستعمرة في عدد من المدن ، ومن أبرزها القاهرة والإسكندرية وطنطا وغيرها ، والتي تزعمها سعد باشا زغلول الزعيم المصري ؛ حيث دعا أبناء البلاد إلى ضرورة إقامة حركة قوية ضد السلطات المحتلة للحصول على الاستقلال من الحكومة المستعمرة ، فشارك فيها أبناء البلاد من شتى الانتماءات لأجل تحقيق هذا الهدف النبيل . فحرّكت هذه الحركة عواطف أديبنا الحكيم أيضاً ، وبالتالي أشعلت فيه نار المشاعر الوطنية تجاه بلاده ، فقام أسوةً بغيره من أبناء بلاده بالمشاركة في المظاهرات التي قامت احتجاجاً على اعتقال سعد زغلول ونفيه إلى مالطا إلى جانب ثلاثة من أعضاء حزب الوفد من قبل السلطات البريطانية ، ونظّم أشعاراً حماسيةً تفيض بالروح المعادية للاستعمار ، بيد أن السلطات البريطانية قامت بإلقاء القبض عليه وعلى أعمامه بالقاهرة بتهمة مشاركتهم في هذه المظاهرات ، ولكن والده نجح في الإفراج عنهم بعد عناء وترقب طويلين [11] ، وبعدها انتقل توفيق الحكيم إلى عزبة والده بالبحيرة ، وعطّلت المدارس في تلك السنة ، ونجح جميع التلامذة بدون امتحان ، فتمكن الحكيم من أن ينجو من موقف سيئ كان يقدم عليه ألا وهو الرسوب المؤكد [12] ، ومن ثم عاد إلى القاهرة لمواصلة الدراسة مجدداً ، ونال شهادة البكالوريا عام 1921م . وبما أنه كان يميل إلى الأدب ويشعر برغبة شديده تجاه مختلف الفنون والآداب – لأنه كان إلى الأدب أميل وأعلق به ، بل كان يعشق الموسيقى والمسرح والتمثيل إلى حد يفوق الخيال – أراد أن يلتحق بكلية الآداب ، ولكن أنّى يكون له ذلك ، لأن والده كان من رجال النيابة والقضاء ، لذا حرصت الأسرة على أن ينهج توفيق نهج والده ، فألحقه والده بمدرسة الحقوق . ودرس توفيق في مدرسة الحقوق ، بيد أن هوايته وحبه وشغفه بالأدب لم ينقرض ، بل ظلّ في هذه المدرسة طالباً دون المستوى المطلوب ، لأن الفن المسرحي كان قد استولى على جميع مشاعره بل تغلب عليه ، ولم يكن من السهل عليه التخلص من هذه النزعة سريعاً . ومع ذلك ، تخرج توفيق من كلية الحقوق سنة 1925م [13] .
وبعد ذلك ، أحس والده بأن الحكيم سيجرفه تيار النزوات ، فبدأ يُفكّر في طريق يخلصه منها ، وأشار عليه صديقه ، أحمد لطفي السيد ، بإرساله إلى باريس لكي يستكمل دراسته القانونية ، ويحصل على الدكتوراة ، فغادر توفيق بالفعل إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراة في الحقوق ، ومكث فيها ثلاث سنوات ، ولكن هيهات هيهات ؛ ليس للإنسان ما تمنّى ؛ فقد ظلّ الحكيم في باريس غارقاً في الأجواء الفنية ، ولم يستطع تجاوز الحقوق [14] .
عكف توفيق الحكيم في باريس على قراءة القصص والمسرحيات الغربية ، وأصبح منهمكاً في أفكاره وتصوراته الذاتية بعيداً عن القانون كل البعد ؛ بحيث يكثر ارتياد قاعات المسرحيات ، والتفرج على المسارح ويزداد صلة بالموسيقى والتمثيل ، حيث أدّى كثرة تردده لصالات المسرح إلى وقوعه في حب فتاة كانت تجلس على شباك التذاكر في مسرح الأوديون بباريس . فكان يجلس في مقهى أمام المسرح ، حتى يستطيع من خلاله أن يتحدث إليها بلغة العيون التي كثيراً ما تترك انطباعات قوية ، ويظل مستغرقاً فيها لأنه أحبها حباً جماً . ومن جرّاء هذا الوضع الذي مرّ به قام بتأليف مسرحية باسم ” أمام شباك التذاكر ” عام 1926م ، وهي أول مسرحية فنية له والتي ألفها باللغة الفرنسية ، ثم ترجمها إلى اللغة العربية الأديب والصحافي الشهير أحمد الصاوي محمد عام 1935م ، وتم نشرها بمجلة اسمها ” مجلتي ” وخرجت إلى حيز الوجود عام 1937م ، وذلك ضمن مجموعة مسرحيات هذا الأديب [15] .
ومن أهم ميزات هذا الأديب ، أنه كان بإمكانه أن يقرأ المسرحيات المؤلفة باللغة الفرنسية ويفهمها دون الحاجة إلى ترجمة لها ، بحيث كانت تصعب على غيره من أبناء جلدته كثيراً ، فقد كان مولعاً بقراءتها قادراً على ترجمتها إلى العربية بكل ما تعنيه الكلمة .
ومن الجدير بالذكر أن توفيق الحكيم لم يقتصر على الحصول على هذا الفن عن طريق القراءة والتفرج والتصفح والدراسة فحسب ، بل انطلق إلى الشارع العام وأصبح يسعى لتكوين صداقات مع أهل الخبرة والمهرة في هذا المجال ، مما ساعده في إتقان جمال الآداب العالمية ومعرفتها حق المعرفة . وهكذا ، قضى توفيق الحكيم السنوات الثلاث في باريس منفتح العقل والفكر ، فاستطاع أن يظفر بثمار العلم ويكسب المهارات الإبداعية المتطلبة للفن المسرحي ، وتمكن من أن يعي أهميته ، ويدرك سبل تعزيز قدراته الفنية ، ويحيط بجميع الفنون التي يتم تمثيلها على خشبة المسرح وعرضها بشكل جيد .
وعاد الحكيم من إقامته بباريس إلى بلاده مصر عام 1928م ، خالي الوفاض ، صفر اليدين ، فما يخص نيل الشهاده ، فاستقبله أهله كخائب لم يظفر ببغيته ، بيد أنه عاد وهو يحمل ثقافةً عظيمةً ، ويلم بالأدب والفن ، فكان حقاً بحراً لهذه العلوم بسبب عُمق مطالعته للكتب المعنية بالأدب العالمي . وعكف بعد عودته على قراءة الأدب العربي برؤيةٍ جديدة ، وكأنه أراد أن يكون للمسرح المصري والعربي بصفة عامة قاعدة أساسية ينطلق منها ، ألا وهي التراث الأدبي القديم بما فيه من أساطير حيث يقول : ” ما أرجوه لمسرحنا هو أن يكون له عندما نقول المسرح المصري أو المسرح العربي من نفس المدلول الذي يتبادر إلى الأذهان عندما نقول مثلاً المسرح الإغريقي ” [16] .
وبعد عودته من باريس ، ألحقه والده في سلك القضاء عام 1930م ، وظلّ فيه لغاية عام 1934م ، ومن ثم عُين بعدها مفتشاً للتحقيقات بوزارة المعارف عام 1934م ، ومن ثم مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937م ، وظلّ بها لغاية عام 1939م حتى قدّم استقالته منها عام 1944م ليتفرغ لفنه كلياً [17] .
وعندما تقلّد عميد الأدب العربي طه حسين زمام الإشراف على وزارة المعارف ، قام بتعيين توفيق الحكيم مديراً لدار الكتب المصرية ، وذلك عام 1951م ، وهكذا ، تولى الحكيم منصب العضو في المجلس الأعلى للآداب والفنون عام 1954م ، وعُيّن في الستينيات عضواً بمجلس تحرير مؤسسة الأهرام ، ثم مندوباً للجمهورية العربية المتحدة في منظمة اليونسكو بباريس سنة 1959م ، ومن ثم عاد إلى مصر في 1960م تاركاً وراءه هذا المنصب [18] ، وفي عام 1961م ، حصل على قلادة الجمهورية من الرئيس المصري ، جمال عبد الناصر ، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب ، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى ، وظلّ حتى وفاته في القاهرة عام 1987م عن عمر يناهز 89 عاماً [19] .
( للبحث صلة )
* أستاذ مساعد ، قسم اللغة العربية ، جامعة الله آباد .
[1] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ، 2012م ، ص 37 ،مع أننا نجد أن العديد من المؤلفين يذكرون بأنه من مواليد عام 1898م ، والله أعلم .
[2] ضيف ، شوقي ، الأدب العربي المعاصر ، دار المعارف ، ط 10 ، ص 288 .
[3] ضيف ، شوقي ، الأدب العربي المعاصر ، ص 288 . والفاخوري ، حنا ، الجامع في تاريخ الأدب العربي ، دار الجيل ، بيروت ، 1986م ، ص 392 .
[4] النجار ، محمد رجب ، توفيق الحكيم والأدب الشعبي ( أنماط من التناص الفولكلوري ) ، عين الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ، ط 1 ، عام 2001م ، ص 23 .
[5] النجار ، محمد رجب ، توفيق الحكيم والأدب الشعبي ، ص 41 .
[6] الحكيم ، توفيق ، سجن العمر ، دار الشروق ، القاهرة ، ط 2 ، 2008م ، ص 49 .
[7] الحكيم ، توفيق ، سجن العمر ، ص 191 .
[8] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 39 .
[9] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 39 – 40 .
[10] الحكيم ، توفيق ، عودة الروح ، مطبعة الغرائب ، 1933م ، ج 2 ، ص 65 .
[11] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 44 .
[12] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 45 .
[13] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 45 – 46 .
[14] ضيف ، شوقي ، الأدب العربي المعاصر في مصر ، ص 289 .
[15] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 48 .
[16] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 9 .
[17] د . أدهم ، إسماعيل ، د . ناجي ، إبراهيم ، توفيق الحكيم ، ص 53 .
[18] ضيف ، شوقي ، الأدب العربي المعاصر ، ص 294 .
[19] الحديدي ، عبد اللطيف محمد السيد ،صورة المرأة في مسرح توفيق الحكيم ، دار السعادة للطباعة ، مصر ، 1988م ، ط 1 ، ص 54 .