العولمة الثقافية في ميزان المسلمين

رحمة للعالمين : مؤلف هام حول سيرة نبي الإسلام
ديسمبر 11, 2019
الحركة العلمية الإسلامية بين الصحابة وأشهر علمائها
يناير 1, 2020
رحمة للعالمين : مؤلف هام حول سيرة نبي الإسلام
ديسمبر 11, 2019
الحركة العلمية الإسلامية بين الصحابة وأشهر علمائها
يناير 1, 2020

العولمة الثقافية في ميزان المسلمين

الدكتور/ خورشيد أشرف إقبال الندوي ( لكناؤ )

يزداد الاهتمام بأمور العولمة على مستوى الشعوب والأمم في العالم كله ، وهذا يعني أن العولمة من القضايا المهمة التي تشغل بال كثير من الناس في العصر الحديث ؛ حيث يتطلعون إلى معرفة حقيقتها وغموضها والخبايا التي تكمن وراءها وآثارها المستقبلية .

أولاً : مفهوم العولمة :

العولمة في اللغة : كلمة عولمة مصدر قياسي على وزن ( فوعلة ) مشتق من الفعل الرباعي ( عولم )  من العالم ، مثل : حوقل حوقلة ، وهي كلمة تدل على التغير والتحول من حال إلى حال .

العولمة في الاصطلاح : العولمة مصطلح جديد ، له عدة مترادفات ، هي الكوكبة والكونية الشاملة .

هذا المصطلح لم يكن له وجود قبل منتصف عقد الثمانينيات الميلادية ؛ إذ أنه قبل هذا التاريخ لم يكن له حضور خاص ؛ بل إن قاموس أوكسفورد للكلمات الإنجليزية الجديدة أشار إليه لأول مرة عام 1991م واصفاً إياه بأنه من الكلمات الجديدة التي برزت خلال التسعينيات [1] .

وبعد بروز العولمة على مستوى الشعوب والدول حاول العلماء بوضع تعريفات لها من زوايا عدة ، ومنها ما يلي :

* اتجاه الحركة الحضارية نحو سيادة نظام واحد ، تقوده في الغالب قوة واحدة .

* استقطاب النشاط السياسي والاقتصادي في العالم حول إرادة مركز واحد من مراكز القوة في العالم [2] .

* تحويل العالم إلى قرية واحدة يتحكم فيها نظام رأسمالي واحد ، يلزمها بالتخلي عن ديانتها وقيمها وحضارتها شرطاً لتحقيق النجاح في مجال تنمية الاقتصاد والسوق وجودة الأسعار [3] .

* اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش [4] .

* سهولة حركة الناس والمعلومات والسلع بين الدول على نطاق كوني [5] .

وبإمعان النظر في هذه التعريفات يتبين لنا أن العولمة شاملة لكل النواحي النظرية والعملية وإن ظهرت في صورة معينة أو شكل محدد ، وأنها ذات أبعاد متعددة ومستقبلية تتناول كل الشعوب ، وتتجه نحو الهيمنة على المستقبل .

ثانيًا : دوافع العولمة :

إذا كانت العولمة حديثةً من ناحية الاصطلاح فإنها قديمة نوعاً ما من ناحية التخطيط لها والسعي لتنفيذها ؛ ذلك أن محاولة الهيمنة على الأسواق العالمية ونشر المفاهيم والقيم الغربية كانت من أهداف الدول الغربية بعد الحرب العالمية الأولى عن طريق فرض الوصاية والانتداب ، وبعد الحرب العالمية الثانية عن طريق الاستعمار والتنصير والاستشراق ؛ لكن أطماعها تزايدت بعد تهيؤ الظروف الآتية :

  1. ظهور الثورة التقنية التي سميت بالثورة الصناعية الثالثة ، وتمثلت في التقدم الصناعي الغربي الهائل ، ولا سيما في مجال الاتصالات والمعلومات والفضاء والحاسب الآلي والإلكترونيات الدقيقة والهندسة الوراثية .
  2. تحرير التجارة الخارجية بين الدول عن طريق رفع القيود عن النشاط الاقتصادي وإبرام الاتفاقيات الدولية الضامنة لذلك كالاتفاقية الدولية العامة للتعريفات التجارية ( الجات ) التي سعت إلى فتح الأسواق العالمية أمام التجارة العالمية ، وإزالة كل القيود والحواجز أمام التجارة الدولية .
  3. قيام الشركات الكبرى متعددة الجنسيات ، متنوعة النشاطات ، المتميزة بضخامة نشاطها وإيراداتها ومبيعاتها ، مثل شركة ( ميتسوبيشي ) وشركة ( جنرال موتورز ) وغيرها من الشركات الكبيرة التي تمتلك أرصدة ضخمة وإمكانيات مادية هائلة وقوة إنتاج واسعة ، فقد استطاعت هذه الشركات أن تفرض نفسها على الواقع الاقتصادي بحيث تعجز الدول عن أن تحد من تأثيرها في تحقيق التحولات في النشاط الاقتصادي العالمي .
  4. تنامي القوة العسكرية الغربية ولا سيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991م ، وقد سبقه في عام 1989م تحول الدول الأوربية الشرقية من النظام الاشتراكي إلى النظام الاقتصادي الغربي ، واتباعها لسياسات الانفتاح على أسواق الدول الغربية وعلى الفكر الغربي .

ولا ريب أن هذه الظروف أسهمت في إظهار الغرب على أنه قوة عالمية كبرى ، تقود نظاماً جديداً يسعى إلى نشر نمط الحياة الفكرية الغربية بكل مفاهيمها ونظمها وقيمها بين المجتمعات [6] .

ثالثًا : العولمة الثقافية :

لا ريب أن الثقافة ذات خصوصية إذ إن لكل أمة من الأمم مبادئ وقيماً ومفاهيم تمثل شخصيتها الظاهرة ، وتعبر عن نظرتها للحياة ، وتنم عن تصورها للوجود ، فتحرص على استمرارها والمحافظة على كيانها ، ووقايتها من عوارض الزمن ، وصراع الأفكار ، وتبذل في سبيل رسوخها وثباتها كل ما تملك من نفس ونفيس وجهد جهيد ، وحينما نستعرض سلسلة الأحداث الكبيرة التي غيرت تاريخ العالم من حروب وقيام دول وحركات فكرية ونهضات علمية نجد أنها جميعًا تهدف إلى اقتلاع فكرة وإحلال فكرة أخرى مكانها ؛ سواء أكانت الفكرة البديلة هي الأمثل أم الأسوأ ، وتمثل ظاهرة العولمة في الوقت الحاضر إحدى الحلقات الجديدة في هذه السلسلة الممتدة ، والتي يمكن القول بأن العولمة الثقافية أحد وجوهها وأكثرها تميزًا ، وأعظمها خطرًا ، وهي تعني صبغ ثقافات الشعوب المتراكمة والموروثة بصبغة ثقافة النظام الواحد عن طريق الوسائل الحديثة المستخدمة من أجل إحداث التحول المطلوب [7] . وبالتحديد لتحل محلها الثقافة اللبرالية الغربية التي تأتي ثقافة الولايات الأمريكية في مقدمة دولها ، وهذا ما يؤكده ديفيد روشكوبف الأستاذ في جامعة كولمبيا في قوله : ” يتعين على الولايات المتحدة ألا تتردد في الترويج   لقيمها ، وفي سعيهم لأن يكونوا مهذبين أو سياسيين ينبغي على الأمريكيين ألا ينكروا حقيقة أنه بين كل الأمم التي عرفها تاريخ العالم فإن أمتهم هي الأكثر عدلاً والأكثر تسامحاً والأكثر حرصاً على إعادة تقييم الذات وتحسينها ، وهي النموذج الأفضل للمستقبل ” [8] .

وإذا كانت العولمة عرفت بعولمة الاقتصاد فهذا يرجع إلى كون الاقتصاد أول المنافذ إلى التأثير في حياة الشعوب والأداة الضاغطة على مصالحها ، ولا أدل على هذا من أن سقوط الاتحاد السوفيتي كان فشلاً ذريعاً للنظام الاقتصادي الشيوعي ، وهو في الوقت نفسه انتصار للاقتصاد الرأسمالي القائم على المنافسة الحرة والأسواق المفتوحة والهيمنة على المال العالمي من خلال الشركات الكبرى ومراكز المال الدولية ؛ ويعني أيضاً انتصار الفكر الرأسمالي الذي لا يعترف بحدود جغرافية أو حواجز ثقافية ، ويسعى إلى تقنين العلاقات داخل المجتمعات وبين بعضها والبعض الآخر ، على أساس أوضاع ثقافية تصون قوانين الرأسمالية ووجودها [9] ، ذلك أنه لا يمكن القول بأنه انتصار اقتصادي محض دون تحسب لانعكاسات الفكر الرأسمالي على الفرد والمجتمع ، ذلك أن ” العولمة وفقاً لرأي الناقد الأمريكي إدموند ويلسون إلى جانب كونها نسقاً اقتصاديّاً فإنها أيدلوجية تخدم هذا النسق ” [10] .

رابعًا : معالم العولمة الثقافية :

يتعرض العالم اليوم لرياح العولمة الثقافية الغربية التي أصبحت تهب على مجتمعاته عن طريق منافذ اتصال متنوعة وسريعة التأثير ، ناقلة معها أيديولوجيات الفكر الغربي الحديثة ونظرياته الاجتماعية ، ومروجة لسلوكيات المجتمع الغربي وأنماط حياة أفراده ، لقد استهدفت هذه الرياح تفريغ مجتمعات العالم من ثقافتها لتحل محلها الثقافة الغربية مستغلة فرصة الانفتاح الثقافي الذي يشهده العالم حاليًا والتهيؤ النفسي لدى الشعوب لهذا الانفتاح ، ومستخدمة في سبيل ذلك كل مكتسباتها العلمية والتقنية ، وتبرز معالم تأثير هذه العولمة على العالم بعامة ، وعلى العالم الإسلامي بخاصة في الوقت الحاضر فيما يلي :

* التذويب الكلي أو الجزئي للهوية الثقافية : تسعى العولمة إلى التذويب الكلي أو الجزئي للهوية الثقافية ذات الخصوصية الشديدة لدى المجتمعات التي تكونت لدى كل منها حتى أصبحت نسيجاً يميزها عن الأخرى ، وقد قامت الأديان بدور بارز في تشكيل هذه الهوية ، كما أسهمت الأعراف والتقاليد في بلورة خصوصيتها لكل مجتمع ، وإذا كانت العولمة تستهدف هذا التذويب ، وتعمل على زوال هذه الثقافات وذوبانها فإن هذا يعني أن الثقافة بما فيها ثقافتنا الإسلامية ستتعرض لمواجهة شديدة ، تنعكس سلباً على مجتمعنا المتمسك بجذوره الثقافية ، وستكون هذه الثقافة في محك الامتحان ، فالتي لا تملك مقومات الثبات ستكون أكثر قابلية للاجتياح الثقافي العولمي ، وإذا كانت الثقافة الإسلامية أكثر من غيرها مقاومة للعولمة الثقافية الغربية لما تمتلكه من مقومات الثبات ، وفي مقدمتها الرصيد العقدي النقي والسند الصحيح والمتسق في تشريعاته مع الفطرة والعقل ، والماضي التاريخي المشرق فإن هذا لا يعني أن الثقافة الإسلامية ليست بحاجة إلى تكريس الجهود من أجل تفادي الارتطام مع حركة العولمة العالمية في مسارها الإلزامي ، وإلى المحافظة على هويتها الخاصة وصفتها الشخصية ، وهذا يستلزم أن نفتح عقولنا ، ونعطي الدراسة والبحث العلمي حقهما ، وسوف نجد فيهما ما يجعلنا الأقوى في ظل المواجهة الواعية لهذا المد العارم [11] .

* العمل على إبراز الثقافة الغربية بما تشتمل عليه من مفاهيم وقيم ومنطلقات ومواقف إنسانية مشتركة وعابرة لكل المناطق الحضارية ، وفرضها على ما سواها من الآراء والأفكار على أساس أنها الثقافة البديلة ، ولأنها تمثل الفلسفة التي ينطلق منها التصور الغربي للعولمة ، وتنبثق منها العلاقة بين جوانبها ؛ لذا فإن العولمة بحسب التصور الغربي لا تستهدف إيجاد ثقافة عالمية جديدة ممتزجة من ثقافات مختلفة ، أو ناشئة من تفاعلها جميعاً ؛ وإنما تستهدف نشأة عالم جديد بلا حدود ثقافية خاصة ، ينسلخ من هوياته الماضية ، ويتم فيه التبادل الحر للأفكار والمفاهيم عبر المجتمعات ، ويُمَكِّن من رواج المفاهيم الغربية وأذواق المجتمع الغربي ، وهي من أجل تحقيق هذا الهدف تسعى إلى أن تبلغ البشرية مرحلة من الحرية الكاملة التي تسمح بانتقال الأفكار والمعلومات والاتجاهات والقيم والأذواق على الصعيد العالمي وبأقل قدر من القيود والضوابط [12] ؛ وذلك لتسهيل عملية الفرض عن طريق ما تمتلكه من وسائل اقتصادية وإعلامية وسياحية عالمية ذات محتوى فكري لا يمكن الوقاية من التأثر به بمجرد الاستفادة من الوسيلة ؛ إذ تضعف مع الزمن خاصية التحكم فيصبح الإنسان متأثرًا بالمحتوى الفكري رضي أم أبى ؛ مما يقتضي تكثيف الجهود من أجل تحقيق حصانة كافية لأبنائنا وبصفة خاصة أجيالنا القادمة ، ووقايتهم من التقليد والتبعية المطلقة للحضارة الغربية ، تقوم على بناء العقيدة الصحيحة ، وغرس الفضائل والأخلاق الكريمة في النفوس ، والعمل على طهارة المجتمع من الفساد والرذيلة .

* استغلال المؤسسات الاقتصادية والوسائل الإعلامية والنشاط السياحي لترويج الفكر الغربي داخل المجتمعات بطريق غير مباشر ، فقد أصبحت المؤسسات الاقتصادية القائمة وسائل إلى الاحتكار والتعامل بالفائدة وتجاهل مشاعر الفقراء والمحتاجين وتنمية الفوارق بين فئات المجتمع وتعظيم صورة المال في النفوس والقضاء على الملكيات الصغيرة وتحويل الناس إلى عمال لفئة قليلة من ملاك رؤوس الأموال والشركات    الكبرى ، الأمر الذي أعطى هذه المؤسسات القدرة على صياغة مثل هذه المعاني السيئة والقيم المادية ، وأصبحت وسائل الإعلام الفضائية أداة لتوجيه الشعوب والتأثير عليها في آرائها وأفكارها وأذواقها ، وصارت وسائل السياحة سبيلاً إلى إلغاء الحدود وتقريب المسافات من خلال ما تهيأ للسائح من أسباب المتعة الجاذبة ، وطريقاً إلى التلاقي البشري والتلاقح الفكري بين الشعوب .

خامسًا : من مخاطر العولمة الثقافية :

قد يصعب حصر الأخطار التي تنشأ عن العولمة بصفة عامة ؛ بل قد يطول الحديث عن أخطارها الثقافية ، ولكن يمكن الاقتصار على أهمها ، وهي :

* تغييب المبادئ الدينية والخلقية تحت وطأة تأثير الفكر الغربي والنظريات المنحرفة عن الدين [13] والقيم ، وتحييد الانتماءات الدينية عدا الانتماء إلى اليهودية والنصرانية ، الذي لا نجد في حركة العولمة الغربية ما يدل على الالزام بالتخلي عنه ؛ لأنه يعد نوعاً من أنواع الحرية الشخصية في الفكر العلماني الغربي ، ذلك أن واقع الدول الغربية التي تروج    للعولمة ، وتسعى إلى فرضها على الشعوب عن طريق تحييد الانتماء الديني لا تزال على رغم علمانيتها تسير على الخط النصراني في توجهها العام ، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية ، يدل على هذا قول الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان أحد صناع السياسة الأمريكية   الحديثة : ” إن الدين يؤدي دوراً حاسماً في الحياة السياسية لأمتنا ” [14] ، ومعنى هذا القول يتبين أن الغرب لا يزال يؤمن بتأثير الدين في توجيه الحياة السياسية في الوقت الذي يسعى إلى أن يتخلى المسلمون عن دينهم ، ولا ريب أن هذا يزيد المسلم إيماناً بحقيقة قرآنية ، هي أن أهل الكتاب حريصون على ردته عن دينه ، قال تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [15] .

* فرض التكيف مع الحضارة الغربية والتبعية لها : ذلك أن العولمة ليست محصورةً في الاقتصاد وحرية التجارة الدولية التي تعد المحرك الرئيس للعولمة ، وليست مجرد وسائل تنقل العقائد والقيم والنظم بشكل سريع يمكن أن تستفيد منها كل أمة في ترسيخ عقائدها وقيمها ونظمها ، وليست فكرةً خاضعةً لحرية الفرد أو حريات الشعوب ، كل يأخذ منها ما يريد ، ويدع ما يريد ، وإنما هي تكيف وتبعية لمعطيات الحضارة الغربية بخيرها وشرها ، وتوجه يعمل على إزالة الخطوط التي تفصل بين الأمم وتمايز بينها من عقائد وشرائع وقيم من أجل إقامة عالم واحد ، لغته المشتركة هي اللغة الإنجليزية ، وقانونه العام القانون الدولي الذي يرعاه ويعده الغرب ، ومقاييسه ومواصفاته وقيمه موحدة هي مقاييس الحضارة الغربية ومواصفاتها وقيمها ، إنهم يدركون أن المحتوى الثقافي هو الذي يقود العالم ، ويصبغ الشعوب بصبغته [16] .

* إخضاع القيم والأخلاق للعصرنة والنسبية : ذلك أن العولمة الغربية لا تؤمن بأي قيم ثابتة لغيرها ، ولا تعترف بوجود كليات ملزمة من خارجها ؛ بل تسعى إلى إخضاع العقائد والموروثات والقيم الأصيلة للآخرين إلى ما تقتضيه نظرتها التطورية التي تقوم عليها فكرة العصرنة والنسبية من التغير وعدم الثبات وتجاوز كل قديم وثابت من الأخلاق والقيم ، وهذا يعني أن العولمة محاولة لإخضاع كل القيم بما فيها القيم الثابتة والأصيلة للآخرين لمفهوم العصرنة والنسبية ؛ انطلاقاً من منظومة معرفية قيمية خفية متكاملة وراءها ، تسعى إلى الاعتلاء على غيرها من القيم الثابتة والتاريخية [17] ؛ إذ يستحيل أن تنشأ العولمة الغربية وتنمو بمجرد الصدفة والسذاجة ، فحقيقة العولمة الغربية أنها تهدم ما لدى الشعوب من قِيَم خاصة نابعة من الأديان والأعراف ، وتبني فوقها قِيَم الحضارة الغربية المضطربة والمتطورة .

سادساً : موقفنا من العولمة الثقافية :

مضت سُنَّة الله تعالى في حصول التدافع بين الناس والصراع بين البشر ، وتمثل ظاهرة العولمة أحد صوره الحديثة ، قال تعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [18] ، هذا التدافع يستلزم أن يتم بين طرفين مختلفين ؛ لكن لا يستلزم أن يرفض أحدهما ما عند الآخر كليّاً ، وعلى الخصوص لا يصح أن يقبل ما عنده كليّاً ؛ لأن القبول يتنافى مع معنى التدافع المقتضي للرفض ولو جزئيّاً .

إن اتخاذ المسلمين موقفاً من العولمة في ظل التدافع القائم بين الحضارات ، ولا سيما مع الدول الغربية التي تقود هذه العولمة يحتاج إلى حكمة و وعي ، فليس القبول المطلق للعولمة التي تفرضها هذه الدول على الشعوب الإسلامية صائباً ؛ لأن فيه انسياقاً وتعجلاً وتجاهلاً لمنطق العقل الذي يقتضي الانتفاع بما فيها من إيجابيات وتفادي السلبيات ، وليس رفض العولمة جملة صحيحاً أيضاً ؛ لأنه مناف للحكمة ، ويعرض الشعوب الإسلامية لضرر أكبر ؛ إن قرار الرفض أسهل ما يمكن اتخاذه ، ولكنه أصعب ما يمكن التعايش معه مستقبلاً ، ذلك أن ظاهرة العولمة من الناحية الواقعية تنامت وأصبحت تمثِّل صورةً جديدةً من العلاقات بين الدول والأمم والشعوب ، من يرفضها سيبقى معزولاً عن العالم ، وسيحرم كل عطاءات الحضارة الحديثة ، وإذا كان أحد قد اتخذ قرار الرفض عن اقتناع فليعلن أنه ليس بحاجة إلى الاستفادة من التقنية العالية وتبادل المعلومات وأجهزة الاتصال والأقمار الصناعية وأجهزة الطب الحديث والتنقيب الجيولوجي والإلكترونيات ، ومثل هذا الموقف يعني اتخاذ قرار يفرض عزلة قاسية على النفس والمجتمع الذي يخضع له ، ويعني كذلك التعرض لطائل الحصار الدولي الذي سيؤدي في النهاية إلى التنازل بالعزيز والنفيس في سبيل رفع هذا الحصار والتعايش مع الآخرين .

إنه يتعين على المسلمين أن يرفضوا الانسياق مع العولمة فيما يتعارض مع دينهم وهوية أمتهم وإثبات خصوصيتها ؛ نظراً لأن العولمة تستهدف صهر الأمم والمجتمعات في بوتقة واحدة هي بوتقة الحضارة الغربية وعلى الخصوص الحضارة الأمريكية ، وإذا كانت الفوارق بين الحضارات الإقليمية طفيفة فإن الفرنسيين لا يزالون وهم يشاركون الغربيين في محتوى الحضارة الغربية الأنجلوسكسونية وفي قيادة العولمة على توجس شديد من أن تفرض على حياتهم أنماط سلوكيات الحياة الأمريكية الخاصة ، وعلى خشية من مخاطر اجتياح الأنماط الأمريكية لمجتمعهم الفرنسي تحت مظلة العولمة ، يدل على هذا المواقف المتشددة التي أبدتها الحكومة الفرنسية أثناء مفاوضات الجات في قطاع   الخدمات ، نظراً لكون هذا القطاع يحتوي على جوانب ثقافية ، متكئين في تشددهم هذا على ما يمتلكون من بدائل اقتصادية مؤثرة ، تمكنهم من حماية ثقافتهم ، ولا ريب أن المسلمين لا يقلون وزناً وتأثيراً عن الفرنسيين لو توافرت لديهم إرادة سياسية قوية تمكنهم من استثمار ما لديهم من ثقافة أصيلة تقوم على جوانب روحية عظيمة تحتاج إلى هدايتها البشرية جمعاء ، ومن ثروة بشرية كبيرة تزيد على مليار نسمة ، ومساحات جغرافية واسعة ومتنوعة الموارد ، وثروة معدنية مهمة تعتمد عليها الصناعة الأساسية العالمية ، وموقع إستراتيجي يربط القارات ، ويتحكم في الممرات البحرية ، ويتسم بتنوع المناخ ، ويعد من أفضل المناخات للملاحة الجوية الدولية [19] . فإن هذه الإرادة لو وظفت توظيفاً سليماً لغيرت موقع المسلمين ، ونأت بهم عن التبعية لغيرهم ، بالغة بهم إلى موقع القيادة ، وفي أقل الأحوال جعلتهم في موقع الاحترام والمهابة بين الأمم والدول .

إن استثمار المسلمين لما يمتلكونه من عقيدة صحيحة لهي من أقوى العناصر المؤثرة في قلوب المجتمعات والشعوب ، ذلك أن الخواء الروحي المتفشي بين الناس وطغيان المادية المتسلطة وانتشار الأمراض الفتاكة الناشئة من فساد الأخلاق وغياب القيم ، ورواج المخدرات بين الأفراد ، وابتذال الجنس لهي من أهم الظواهر الفكرية والاجتماعية التي تعاني منها شعوب العالم ، ويعالجها الإسلام مُخَلِّصا هذه الشعوب من شرورها ، وواقعية الإسلام وعنايته بمصلحة الإنسان وبكل متطلبات تكوينه هي من أهم ما يساعد على سرعة انتشاره على رغم جاذبية الحضارة الغربية المادية التي ابتليت مجتمعاتها بهذه الظواهر السيئة بسبب إهمالها للجانب الروحي والخلقي .

ويمثل الإسلام بما يشتمل عليه من صفاء العقيدة وتكامل التشريع وحسن الرعاية للعلم والحضارة وحماية الأخلاق وتحقيق التوازن بين متطلبات الإنسان في الحياة الروحية والعقلية والجسدية الصورةَ الصحيحة للعالمية التي اختارها الله سبحانه للبشرية ، فجعل الإسلام هو خاتم الأديان والرسالات الصحيحة ، وأبطل ما دونه ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [20] ، يدل على عالمية الإسلام صمودُه على مر التاريخ ، وكثرة أتباعه ، وازدياد اقتناع الناس به يومًا بعد يوم عن طواعية ذاتية ، واختراقه للمجتمعات الغربية التي أصبح في كثير من دولها يمثل الديانة الثانية بين عدد سكانها ، الأمر الذي حمل الدول الغربية على الاعتراف بحقوق مواطنيها المسلمين السياسية والثقافية ، إن هذا كله يعود إلى كون الإسلام الديانة الوحيدة التي تمتلك أسباب الثبات والمواءمة مع تطور الحياة الصحيح ، فمنطقة الحضارة الإسلامية على الرغم من سرعة حركة العولمة بين شعوب العالم وقوة ضغط الدول الغربية عليها لحملها على الاستجابة لها أكثرُ المناطق بطئاً ، وأقلها مجاراةً لأيديولوجيا العولمة ، وذلك يعود إلى شعور المسلمين بأنها نوع جديد من الغزو الثقافي يعتمد على القوة والقهر وابتزاز    الشعوب [21] .

سابعاً : الإسلام والعولمة :

يُعد الإسلام من أقوى العوائق التي تعوق قبول الانصياع لهيمنة النظام الغربي من خلال ما يعرف بالعولمة ، فإذا كان قادة هذا النظام هم صُناع القرار في الغرب فإنه من المؤكد أنهم لم ينسوا أن الصراع مع المسلمين هو أشد الصراعات التي خاضوها في تاريخهم الطويل ، وأكثرها ضراوةً ابتداء من معارك الفتح الإسلامي مع الدولة الرومية في الشام ومروراً بالحروب الصليبية والفتح العثماني وحركات التحرر من الاستعمار ، ولا يزال هذا الصراع قائماً من خلال ما يعرف بالمشكلة الفلسطينية التي تعد أصعب مشكلة واجهها العالم في العصر الحديث ، وهم يعرفون مدى نفرة المسلمين من إملاءات الفكر الغربي .

إنه مع استحضار تاريخ صراع المسلمين مع الغرب لا يمكن أن يرفض المسلمون ما هو إيجابي ونافع ؛ ولكن في الوقت ذاته لا يمكنهم القبول بالعولمة كأيديولوجيا مهيمنة ، تفرض ثقافة لا تتفق والثقافة الإسلامية ، وذلك لعدة أسباب :

  1. أن منهاج الإسلام أساسه التوحيد والإيمان بالوحي والآخرة ، وهذا الأساس يصبغ كل جزئية من جزئيات المنهج بصبغته ، وهو بهذا مناقض لأصول العولمة الثقافية بصبغتها الغربية ومنطلقاتها المادية .

أن الإسلام يُعْنى بتأكيد الهوية الخاصة ويرفض أطروحات الغرب العقدية والتشريعية ، ويأمر بمخالفتها ، قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) [22] ، وقال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” خَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ” [23] .

( أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [24] .

  1. أن المسلمين يمثلون المجموعة الثالثة في تشكيل سكان العالم من حيث الكثافة السكانية والمساحة الجغرافية ، فيبلغ عددهم مايقارب ملياراً وثلث ميار نسمة ، وهذا العدد في ازدياد ، أي أنهم يمثلون ربع العالم تقريباً .

أنه من الصعوبة بمكان أن يتخلى المسلمون عن شخصيتهم وهويتهم ؛ لأن هذا يعني التخلي عن الإسلام الذي يتناول جميع حياتهم بالأمر والنهي والتشريع والتوجيه ، ويأمرهم بأن يدخلوا فيه كافةً ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ . فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ   حَكِيمٌ ) [25] .

بل أحسب أن هذا ليس خاصّاً بالإسلام وإن كان الإسلام أكثرها صعوبة ومقاومةً ، ويدل على هذا انتقادات الفاتيكان واعتراضاته على قرارات مؤتمرات الأمم المتحدة في القاهرة عام 1994م وبكين عام 1995م حول المرأة والسكان والأسرة والعلاقات الجنسية التي رفضها المسلمون وتحفظت عليها كثير من الدول الإسلامية ، وكانت محط لقاء وتنسيق بين الفاتيكان وبين دول عربية وإسلامية [26] ، ولكن من المؤسف أن تتجاهل الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الانتقادات والاعتراضات حينما عقدت مؤتمراً عالميّاً تحت عنوان :           ( المساواة النوعية : بين الذكر والأنثى ) والتنمية والسلام في القرن الحادي والعشرين ) في نيويورك في الفترة 59 يونيو 2000م ، استهدف هذا المؤتمر التوصل إلى صيغة نهائية لتوصيات المؤتمرات السابقة ومقرراتها ، بحيث تكون هذه الصيغة ملزمة للدول فيما يتعلق بقضايا المرأة والأسرة بغض النظر عن الاعتبارات الدينية أو الخصوصيات الاجتماعية والحضارية [27] .

ومهما يتخذ فإنه لا تستطيع المنظمات الدولية وهي تحاول أن تجعل العولمة مصيراً للشعوب إلغاء شخصية الحضارات أو إقناع الإنسان بالتخلي عن ثقافة أمته ومسار فكره الخاص ، ذلك أنه ” ليس من طبيعة الحضارات أن تزول وتختفي بمجرد نهوض فكرة جديدة فوق ركام الثقافات والموروثات في الأفكار والتجارب والخبرات والممارسات والمكتسبات ، وليس من طبيعة الإنسان أن يقبل بفكرة التخلي عن تلك الموروثات ، ويَعجل بالذوبان والانصهار في الصيغ الجديدة المطروحة عليه بسهولة “ [28] .

[1] ظاهرة العولمة الواقع والآفاق ، للدكتور الحبيب الجنحاني ، مجلة المعرفة ، عدد محرم 1420هـ ، ص : 50 .

[2] العولمية جريمة تذويب الأصالة ، للدكتور عبد الصبور شاهين ، مجلة المعرفة ، عدد / 48  ربيع الأول عام 1420هـ ، والثقافة العربية وتحديات العولمة ، مجلة شؤون اجتماعية ، عدد/ 61 ، عام 1419هـ ، ص : 140 .

[3] ذراع جديد لأخطبوط الغزو الفكري ، لعبد الناصر محمد مغنم ، مجلة المجتمع ، عدد / 1324 ، 23 / 6 / 1419هـ  .

[4] ظاهرة العولمة الواقع والآفاق ، للدكتور الحبيب الجنحاني ، مجلة المعرفة ، عدد محرم 1420هـ ، ص : 52 .

[5] في مفهوم العولمة ، مجلة المستقبل العربي ، عدد 228 ، فبراير 1998م ، ص : 7 .

[6] العولمة في بعدها الثقافي ، للدكتور منصور زويد المطيري ، مجلة كلية الملك خالد العسكرية ، عدد صفر عام 1420هـ ، ص : 3536 .

[7] دور الإعلام في نشر تيار العولمة ، للدكتور هاشم عبده هاشم ، مجلة كلية الملك خالد العسكرية ، عدد صفر عام 1420هـ ، ص : 20 .

[8] الإسلام والعولمة ، لمجموعة من المفكرين ، ص : 14 .

[9] الأطروحة الأمريكية الترهيب بصدام الحضارات ، لصبحي محمد غندور ، مجلة    المعرفة ، عدد محرم عام 1420هـ ، ص : 26 .

[10] العولمة وعالم بلا هوية ، لمحمود المنير ، ص : 114 .

[11] دور الإعلام في نشر تيار العولمة ، للدكتور هاشم عبده هاشم ، مجلة كلية الملك خالد العسكرية ، عدد صفر عام 1420هـ ، ص : 22 .

[12] العولمة جذورها وفروعها وكيفية التعامل معها ، للدكتور عبد الخالق عبد الله ، مجلة عالم الفكر ، عدد أكتوبر 1999م ، ص : 76 .

[13] العولمة الغربية والصحوة الإسلامية ، للدكتور عبد الرحمن الزنيدي ، ص : 33 .

[14] النظام العالمي الجديد من منظور إسلامي ، للدكتور علي محيي الدين القره داغي ، ص : 27 .

[15] سورة البقرة : 217 .

[16] العولمة في بعدها الثقافي ، للدكتور منصور زويد المطيري ، مجلة كلية الملك خالد العسكرية ، ص : 36 .

[17] النظام العالمي الجديد ، عولمة الالتفات بدلاً من المواجهة ، للدكتور عبد الوهاب المسيري ، مجلة المعرفة ، عدد محرم 1420هـ ، ص : 20 .

[18] سورة البقرة : 251 .

[19] العولمة الاقتصادية أهي حتمية أم مجرد خيار ، للدكتور عبد الواحد خالد الحميد ، مجلة كلية الملك خالد العسكرية ، ص : 29 .

[20] سورة آل عمران : 85 .

[21] العولمة جذورها وفروعها وكيفية التعامل معها ، للدكتور عبد الخالق عبد الله ، مجلة عالم الفكر ، عدد أكتوبر 1999م ، ص : 28 .

[22] سورة المائدة : 48 – 49 .

[23] رواه أحمد في المسند من حديث أبي أمامة ، حديث رقم : 264 .

[24] سورة المائدة : 50 .

[25] سورة البقرة : 208 – 209 .

[26] تعقيب الدكتور طلال عتريسي على ” في مفهوم العولمة ” للسيد يسين ، ضمن بحوث ومناقشات العرب والعولمة التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ، ص : 47 .

[27] رأي المجتمع ، مجلة المجتمع عدد 1402 ، 14/ 2/ 1421هـ ، ص : 9 .

[28] دور الإعلام في نشر تيار العولمة ، للدكتور هاشم عبده هاشم ، مجلة كلية الملك خالد العسكرية ، عدد صفر عام 1420هـ ، ص : 20 .