الطب النبوي : بين العلم والدين : دراسة تحليلية معاصرة ( الحلقة الثالثة الأخيرة )
أغسطس 31, 2025دراسات وأبحاث :
العقَّاد في كتابه ” عبقرِيَّة الصِّدِّيق ”
د . قمر شعبان الندوي *
عباس محمود العقاد الذي هو ، حقاً ، أبو النقاد ، ومربي الجيل الكبير من الأدباء ، والمبدعين ، والروائيين ، والشعراء ، والكتاب إبان العصر الأدبي الحديث . والذي راد النهضة النقدية مع زميلَيهِ : عبد الرحمن شكري ، وإبراهيم عبد القادر المازني ؛ فوضعوا مبادئ النقد الأدبي ، ونقدوا الفحول من شعراء العربية بالدورِ الرياديَّ المتمثل في إنشاء المدرسة الأدبية – النقدية ، ألا وهي : ” مدرسة الديوان ” .
وإن المحتويات التي عالجها العقاد في عبقرياته ، هي تتسم بالفلسفة أكثر من التاريخ ، رغم ما لها من الأهمية التاريخية ؛ تتضمن سلسلة العبقريات : عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم ، وعبقرية الصديق ، وعبقرية عمر ، وذو النورين عثمان بن عفان ، وعبقرية الإمام علي ، وعبقرية خالد ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والحسين أبو الشهداء ، والصديقة بنت الصديق ، وفاطمة الزهراء والفاطميون . وإن العقاد في معالجة هؤلاء الصفوة لا يكتب عن حياتهم ، والحوادث التي قضوها ، ومروا بها في أطوار مختلفة من المحطات التاريخية التي واكبوها وسايروها ؛ بل هو مختلف تماماً في هذا المجال عن المؤرخين ، وأصحاب السير الآخرين ؛ تتمركز دراسته على الصورة النفسية التي أدتهم إلى الأداء الواجبي الضخم المسجل في صفحات التاريخ بمداد من الذهب .
جولة في ” عبقرية الصِّدِّيق ” :
” عبقرية الصديق ” هي الحلقة الثانية لهذه السلسلة في الترتيب ، ولكنها هي الحلقة الثالثة في التأليف ؛ فإن العقاد ألفها بعد عبقرية محمد وعبقرية عمر ؛ صدرت لها طبعات مثنى ، وثلاث ، ورباع من البلدان العربية المختلفة ، وإن النسخة التي هي بين أيدينا الآن هي ما أصدرها دار التقوى للطبع ، والنشر ، والتوزيع في مصر بدراسة إبراهيم الصابر ، ومراجعته ، وتحقيقه عام 2016م .
يقارن المؤلف في مقدمته بين الأفكار والنظريات الشائعة حول العالم ، مميزاً بين التوقير المحمود ، والتجميل المصطَنع في تناول مآثر عظيم بين العظماء . وإن العظمة التي يتناولها العقاد بالدراسة والذكر هي التي تتمثل في خدمات العظماء ، وإنجازاتهم الباهرة ، والمُبهرة إزاء الأمة .
وبعد هذه المقدمة الشاملة القوية ، يخوض العقاد حياة الصديق ، مناقشاً اسمَه وصفتَه ، وألقابه ، وشهرته ببيان الأسباب التي يتم بها اكتشافه بكل هذه الأسماء والصفات ، وإليكم ما اكتشفه :
” عُرف الخليفةُ الأولُ في التاريخ بأسماء كثيرة ؛ أشهرها أبو بكر والصديق ، ويليهما في الشهرة عتيق وعبد الله ، وقيل : إنه عُرف بهذه الأسماء والألقاب في الإسلام والجاهلية على السواء ، عُرف في الجاهلية بلقب الصديق ، لأنه كان يتولى أمر الديات وينوب فيها عن قريش ، فما تولاه من هذه الديات صدَّقته قريش فيه ، وقَبِلَته ، وما تولاه غيره خذلته وترددت في قبوله وإمضائه ” .
” وعرف بالعتيق لجمال وجهه من العتاقة وهي الجودة في كل شيئ ، وقيل : بل من العتق ؛ لأن أمه لم يكن يعيش لها ولدٌ فاستقبلت به الكعبة ، وقالت : ” اللهم إن هذا عتيقك من النار فهبه لي ” [1] .
ثم يُعرِّج العقاد إلى بيان تفاصيل عائلته ، والأسماء الأخرى أيضاً ، أمثال عبد الكعبة في الجاهلية ، ثم عبد الله في الإسلام ، ثم يذكر أنه سمي في الإسلام بالصديق ، لأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، مستدلاً بحديث الإسراء .
والمحور الثاني الذي يتمحور حوله حديث العقاد هو : الصديق الأول والخليفة الأول ، مستهلاً بجلب القصة التاريخية التي منعت الأمة من شجار كبير ، كما وردت في رواية من أشهر الروايات عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم أن مؤذنه بلالاً جاءه يوماً ، وقد اشتد المرض ، فقال صلى الله عليه وسلم : ” مروا أبا بكر فليصل بالناس ” .
قالت عائشة رضي الله عنها : ” يا رسول الله ! إن أبا بكر رجل أسيف [2] ، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرتَ عمر ؟ ” .
فقال صلى الله عليه وسلم مرةً أخرى : ” مروا أبا بكر فليصل بالناس ” ، ثم أمر ثالثةً ، ولما تقدم عمر ، وكبَّر ، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتَه ، سأل : أين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون ” .
وخلال هذا الحديث ، يناقش العقاد أسباب تردد عائشة رضي الله عنها في تبليغ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة أبيها مقامه صلى الله عليه وسلم في الصلاة . وينتقد المستشرقين الذين حاولوا ترويج بعض المزاعم الكاذبة عن عائشة وعمر رضي الله عنهما حول الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . ويختم نقاشه هذا قائلاً : ” لقد كان أبو بكر الخليفة الأول ، لأنه كان الصديق الأول ، ولأن شروط الخلافة التي اجتمعت له لم تجتمع لأحد غيره ، إلخ ” .
ويردف قائلاً : ” فكان اختياره أصح اختيار ، عُرف في تاريخ الولاية ، وكانت التوفيقات فيها غنيةً عن التدبير والتمهيد ” [3] .
والمحور الثالث الذي يدور حوله الكتاب هو : ” صفاته ” . إن المؤرخين وأصحاب التراجم ، عادةً ، يسجلون صفات من يترجمون له ، مُبلورين قسماته ، وأخلاقه ، وشمائله ؛ ولكن العقاد في وصفه الصِّدِّيقَ لا يكتفي بوصف القسمات ، والأخلاق ، والشيم ، بل يأتي بمواصفات تشبه صفات الصحابة الآخرين رضي الله عنهم ؛ ثم يجلب صفاته الخلقية في الجاهلية ، وصفاته الخلقية في الإسلام : ” فأبو بكر الصديق كان أليفاً ودوداً حَسَنَ المعاشرة ” [4] . وأروع ما يصفه به العقاد هو : ” أنه مطبوع على أفضل الصفات التي تتألف له الناس فيألفونه ، ولم يتعال على أحد قط في جاهليته ولا في إسلامه ” . كما يذكر صفاته أيام خلافته ، وصفاته في المجتمع ، وصفاته في السوق ، وصفاته وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن محاور الكتاب محور بعنوان : ” مفتاح شخصيته ” . وإن أشمل ما يعبر به العقاد عن هذا المفتاح هو أنه : ” كان أبو بكر كما رأينا رجلاً عصبي المزاج ، دقيق البنية ، خفيف اللحم ، صغير التركيب ” [5] . ثم يقارن بين كرام النحيزة ولئام النحيزة ؛ فالكرم هو الإعجاب بالبطولة ، والإيمان بالأبطال . واللؤم عبارة عن الحسد والكيد . ويفسر العقاد هذا اللغز تفسيراً فلسفياً ، وتفسيراً نفسياً بطريقة تتمثل فيها الشخصية المفتاحية أو الشخصية الرئيسية لأبي بكر الصديق ، فيقرطس :
” أصحاب دقيق البنية ، والمزاج العصبي مطبوعون على الشعور بالعظمة على كل حال من الأحوال ، فإن كانوا كراماً شعروا بها مغتبطين مؤيدين ، وإن كانوا لئاماً شعروا بها محنقين مثبطين ” .
ثم يضع العقاد في هذا المضمار محوراً بعنوان : ” نموذجان ” ، وقبل تمثيل هذين النموذجين العظيمين في تاريخ الأمة الإسلامية ، يشير إلى النموذج النظري المتمثل في النموذج الأفلاطوني ، والنموذج التجريبي المشاهداتي المتمثل في النموذج الأرسطي ، سارداً أمثلةً نموذجيةً حول الأدب ، والفن ، والسياسة ، والتشريع ، والعقيدة ، وفقه العقيدة ، والاقتداء ، والاجتهاد ، والعاطفة ، والعقلانية ، والشجاعة ، والدهاء ، والخيال ، والعمل ، والمحافظة ، والتجديد ؛ فيرى أن معظم هذه النماذج ، والمثل العليا متجلية ومتمثلة في النموذجين الإسلاميين العظيمين ، ألا وهما : نموذج الصديق ، ونموذج الفاروق .
إن العقاد ، من دون ارتياب ، ذو حس لطيف ؛ فإنه يزيح الستار عن هذه النقطة الدقيقة بتعبير فلسفي دقيق ، يحمل في طياته بحراً من المعاني ، فيقول : ” أبو بكر كان يُعجب بمحمد النبي ، وعمر كان يُعجب بالنبي محمد ” [6] .
ومن المحاور في الكتاب محور بعنوان : إسلامه ؛ يدرس العقاد خلال هذا المحور العقل البشري ، والمجتمع البشري دراسةً نفسيةً للتوصل إلى الموانع تجاه تلبية دعوة جديدة ، واعتناق عقيدة جديدة ، ففي رأي العقاد أن الموانع الحائلة هي : الغطرسة ، والسيادة المهددة ، والمصلحة في بقاء القديم ومحاربة الجديد ، وذهن مغلق لا يتفتح للفهم والتفكير ، ومغامسة للشهوات ، وتعصب ، وشعور بقوة سلطان تلك العقيدة ، وجبن ينهاه عن الاجتراء للقبول ، وإيغال في الشيخوخة ، أو حداثة سن ، وذلة مطبوعة ؛ هذه هي الموانع التي تتسبب في رفض دعوة جديدة أو عقيدة جديدة ؛ ولكن أبا بكر رضي الله عنه كان وراء كل هذه الموانع ؛ فلم يَحُل بينه مانع عن أن يؤمن بالدعوة التي جاء بها ، ونادى بها صاحبه صلى الله عليه وسلم ، الذي لم يجرب معه إلا الصدق ، والأمانة ، والوفاء بالعهد ، والخلق الكريم ، والإنسانية .
يصف العقاد إسلامه بطريقة مقنعة ثم يخوض محوراً مهماً ذا قيمة فكرية ، وعملية آخر ، ألا وهو : الصدِّيق والدولة الإسلامية ؛ وعلى حد تعبير العقاد :
” إن الدولة الإسلامية تأسست في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، لأنه وطَّد العقيدة ، وسيَّر البعوث ، فشرع السنة الصالحة في توطيد العقيدة بين العرب بما صنعه في حرب الردة ، وشرع السنة الصالحة في تأمين الدولة من أعدائها بتسيير البعوث وفتح الفتوح ، فكان له السبق على خلفاء الإسلام في هذين العملين الجليلين ” [7] .
وإن أبا بكر – من دون ريب – أول المسلمين ، وكما هو أول من أسلم على يديه كبار القادة ، وأبطال الصحابة ، أمثال عثمان بن عفان ، والزبير ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وعثمان بن مظعون ، وغيرهم الكثير . وأبو بكر أول من اشترى الكثير من العبيد والإماء ليحررهم من براثن الظلم والاضطهاد ؛ وهولاء هم الذين اعتنقوا الإسلام إثر ما شموا الرائحة الطيبة للحرية . فمن لايعرف قصة تحرير مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا بلال بن رباح . وأبو بكر هو أول من حارب قريشاً بعلمه للأنساب ، كما حاربهم بماله ، وسلاحه ، ومشورته ، ورأيه . وأبو بكر هو من نفّر جيش أسامة رغم الخلافات فيما بين كبار الصحابة ، وجنازة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه . وأبو بكر هو من قام بحرب الردة من دون رأفة ورحمة ومن دون سماحة ومرونة ، ثم بعث بعوث العراق والشام رغم أنوف الأعداء .
يلخص العقاد كل دور من هذه الأدوار السيادية والقيادية والسياسية لإقامة الدولة الإسلامية القوية ، ولزلزلة كيان الردة والنفاق والشقاق في شرح معنى الطاعة في قصة بعثة أسامة رضي الله عنه :
” بعثة أسامة كانت العنوان الأول لسياسة عامة في الدولة الإسلامية ، هي في ذلك الحين خير السياسات ؛ كان قوامها كله طاعة ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكانت الطاعة – جد الطاعة – مناط السلامة ، وعصمة المعتصمين من الخطأ الأكبر في ذلك الحين ” [8] .
وهكذا ، هذا هو أبو بكر الصديق الذي هو الخليفة الراشد الأول ، ومؤسس الدولة الإسلامية القوية إلى أن تولاها الخلفاء الراشدون من بعده من عمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم جميعاً .
ومحور ” الصديق في بيته ” يبلور جميع الجهات العائلية من الاعتناء بأصحابها ، والرأفة معهم . وإن الصديق في تأدية حقوق أعضاء الأسرة لا يؤدي واجبه فحسب ، بل هو مغتبط ، ومتراض ، ومتطوع ، ومحتسب ، ومستأنس مخلص أيضاً في جميع ما يؤديه من واجبات . وذلك ما يبعث العقاد على أن يلقبه أحياناً بـ ” رجل البيت ” وأحياناً بـ ” رجل الأسرة ” . ومن لا يدري كيف كان أبو بكر رضي الله عنه قام بتربية ابنتيه عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين ، وأسماء ذات النطاقين رضي الله عنهما ، اللتين كانتا نموذجين للتضحية ، والفداء ، والاستماتة في سبيل نشر الدين الإسلامي ، والدعوة الإسلامية . وخلال هذه المواصفات ، ينتقد العقاد المستشرقين ، والنقاد الأوربيين ، الذين حاولوا تشويه شخصية عائشة رضي الله عنها ، كأنها جارية صغيرة ، ولعبة صغيرة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ليُدللها .
ويختم العقاد حلقة ” عبقرية الصديق ” في محور ” صورة مجملة ” أن أبا بكر أمين في الصداقة ، وأمين في الحكومة ، وأمين في السيرة ، وأمين في المال ، وأمين في الإيمان ، بل هو في كل الأمور أكثر من الأمين ؛ أكثر من الأمين في الجاهلية ، كما هو أمين مُفضِل ومحسن ومغيث في الإسلام .
الخاتمة :
عاش العقاد حياته معلماً ، ومؤرخاً فيلسوفاً ، وناقداً خبيراً ، ومؤلفاً من طراز عديم النظير ، وصحافياً محنكاً . وعندما يكتب عن العظماء – كما رأيناه في كتابة عبقرية الصِّدِّيق – ، يمركز فكره على تحليل الموضوع تحليلاً نفسياً وفلسفياً – ولا تحليلاً تاريخياً – ، ولكنه يتعامى عن دقة ما ينقله أو يستند إليه من الروايات ، والآثار ، والحقائق التاريخية ؛ فنجد في كتابه من الروايات المأثورة مما هو من قبيل الضعيف أو الموضوع ، ولا يعني ذلك أن معظم ما يستند إليه ضعيف أو موضوع . وأما أسلوبه فهو ليس أسلوباً علمياً محضاً ، ولا أسلوباً أدبياً محضاً ، ولا أسلوباً خطابياً محضاً ؛ فيشعر القارئ في قراءة كتابه بمتعة الأدب مع المسحة العلمية ، وبمتعة التاريخ مع المسحة الفلسفية ، وبمتعة التحليل النفسي مع المسحة الفكرية . ومن المفردات التي طالما يستخدمها أو التعابير التي تتكون بها عباراته ليست من السهل اليسير ، ولا من السهل الممتنع أيضاً ، إنما له أسلوبه ؛ الذي تمكن من إنتاجه بثقافته الواسعة المعمقة ، وبممارساته الدقيقة . وإنه يقارن في كتاباته مع من يقارن ، كما ويستدل بالمصادر ، والوقائع الأجنبية . ولا يمر بأفكار المستشرقين ، والنقاد الغرب ، الذين حاولوا تشويه صورة الإسلام ، وتشويه صور العظماء الإسلاميين مرور الكرام أبداً ؛ لقد رأيناه في عبقرية الصديق منتقداً الشيوعيين ، والمستشرقين ، والكتاب الغرب من دون هوادة ، ومن دون إعجاب بهم . فمثله في هذا المضمار ليس كمثل الكثير من الكتاب المتأثرين المعجبين بما كتبه الغرب من تاريخ ، وفلسفة ، وأدب ؛ ولاشك أنه هو شموخ العقاد ، وموضوعيته العلمية في الكتاب .
* أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية ، كلية الآداب بجامعة بنارس الهندوسية ، فارانسي بالهند . Email: q.shaban82@gmail.com
[1] المصدر نفسه ، ص : 13 .
[2] أسيف ، معناه : رقيق القلب ، كثير البكاء ، ذومرونة وسماحة .
[3] المصدر نفسه ، ص : 44 – 45 .
[4] المصدر نفسه ، ص : 47 .
[5] المصدر نفسه ، ص : 67 .
[6] المصدر نفسه ، ص : 92 – 93 .
[7] المصدر نفسه ، ص : 144 .
[8] المصدر نفسه ، ص : 148 .