سبعون سنة في مجال البعث الإسلامي
ديسمبر 23, 2024رسالة الإسراء إلى العالم الإسلامي
يناير 28, 2025أخي القارئ الكريم ! بسم الله الرحمن الرحيم
الصنم الذي هوى
استبشر العالم الإسلامي بنهاية الطاغية بشار الأسد الذي كان ممثلاً لفكرة البعث العربي الاشتراكي ، وكان والده سمساراً لهذه البذرة الإلحادية في سوريا ، وهي فكرة معسولة ممزوجة بالوحدة القومية والاشتراكية العربية ، وكان شعارها الخادع : وحدة وحرية واشتراكية ، فوقع العالم العربي فريسةً لها ، وبدأ يئن تحت وطأة هذه الفكرة ، ولا يكاد يتصور أن ينخلع عنها ، ويمجها أمام رؤوس الأشهاد في أقرب وقت ، لكن أمر الله كان قدراً مقدوراً .
نادي مشيل عفلق وصلاح البيطار وأمثالهما من عملاء الغرب بهذا الهتاف في الأربعينيات من القرن المنصرم ، فسحر به كثير من أبناء العرب ، وفتنوا ببريقه ولمعانه ، وجعلوا يجترونه بكل فخر واعتزاز ، وقد بسط هذا الحزب نفوذه في العراق والشام بوجه أخص في الخمسينيات ، فقيض الله تعالى لدحر هذه الفكرة العلماء الغيارى الذين بذلوا مهجهم وأرواحهم في هذا السبيل ، وأصدروا مجلة البعث الإسلامي عام 1955م ، فقاومت هذه الفتنة بكل قوة ، وخاض في هذه المعركة الإمام السيد أبو الحسن على الحسني الندوي ، وجهز كتيبةً إيمانيةً لكشف عوارها ، وبيان سوءاتها في العالم الإسلامي ، وكان في مقدمة هذه الكتيبة منشئ مجلة البعث الإسلامي المفكر الإسلامي ، والأديب الموهوب الشيخ محمد الحسني رحمه الله ، فكتب بقلمه مقالات ناريةً كسرت شوكة هذه الفكرة ، ودفنتها في عقر دارها ، وقد حمل لواء هذه الفكرة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، والشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي والشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي طوال حياتهم ، ففندوا هذه الفكرة الإلحادية ، ودبج يراعهم مقالات وكتابات حافلة بالفكرة الإسلامية ، حتى انكشف زيفها ، وتجلى عجرها وبجرها ، وطوي الآن بساطها في سوريا بسقوط بشار الأسد ، فحق لنا أن نقول : إن الصنم الذي مجَّده وقدسه أنصاف العقلاء طول هذه الفترة قد هوى وانكسر ، وكذلك تنهار جميع النظرات الزائفة ، وتلقي مصيرها المشئوم .
لا شك أن هذا من حسنات وإنجازات مجلة البعث الإسلامي التي جعلت شعارها من أول يومها : إلى الإسلام من جديد ، وظلت تدعو إليه منذ فترة غير قصيرة ، وهي تعتز بالانتماء إلى الإسلام الذي أعز الله به كل من تمسك بحبله ، وانضوى إلى رايته ، وتردد الآن قولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ” نحن قوم أعزنا بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله ” .
كتبها بقلمه
مدير تحرير المجلة
13/6/1446هـ