الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي إلى رحمة الله تعالى

(7) شقيق الأستاذ محمد غفران الندوي إلى رحمة الله تعالى
فبراير 7, 2022
الشيخ المفتي محمد إبراهيم الغجراتي إلى رحمة الله تعالى
مارس 15, 2022
(7) شقيق الأستاذ محمد غفران الندوي إلى رحمة الله تعالى
فبراير 7, 2022
الشيخ المفتي محمد إبراهيم الغجراتي إلى رحمة الله تعالى
مارس 15, 2022

رجل فقدناه :

الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي إلى رحمة الله تعالى

سماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي

( رئيس ندوة العلماء )

في هذه الأيام وقعت حوادث وأمراض ، وكانت تحدث قبل ذلك ، وذلك بتأثير الوباء الحالي الذي انتشر في العالم كله ، وقد عم هذا الوباء في أقطار العالم كافةً ، وكل ذلك تحت أمر الله وتقديره ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن كل شيئ يكون بتقدير الله تعالى ، فعلى الإنسان أن يتوجه إلى الله ويطلب الرحمة والمغفرة منه .

كنا نسمع وقائع مفاجئةً يوماً لآخر ، ومن هذه الحوادث وفاة صديقنا الأخ العامل في مجال الفكر الإسلامي وأعمال التوجيه الديني ، وهو الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي ، وكان نجل أحد كبار العلماء المسلمين في الهند ، الشيخ الكبير محمد منظور النعماني ، وكان صديقاً ومرافقاً في عمل التوجيه الإسلامي والفكر الإسلامي لفضيلة الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي ، وكان تأثيرهما في هذا المجال كبيراً ، وكان الشيخ  محمد منظور النعماني يصدر مجلةً شهريةً باسم الفرقان بالأردية من مدينة لكناؤ ، وكان يساعدهما الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي ، فحمل عبء عملهما بعد وفاتهما ، وحمل مسئولية العمل التربوي والإسلامي على طرازهما ، أما فضيلة الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي فكانت له مكانة علمية وفكرية ، وكان يؤدي دوراً حسناً في هذا المجال ، علمياً أو فكرياً ، وبهذا العمل الاجتماعي كنا اقتربنا نحن بعضنا مع بعض ، ولكوننا معاصرَين كنا قريبين ، وكنا نشارك في مجال الفكر الإسلامي ، ونتعامل تعاملاً حسناً ، فأوجد ذلك محبةً بيننا ، وقرباً فكرياً وعملياً فيما يحتاج إليه مقتضيات العمل الإسلامي في شبه القارة الهندية ، وكان الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي بتأثير أمراض ساورته لجأ إلى بريطانيا للعلاج ، وكان يؤدي العمل الإسلامي هناك ، ولتقربنا فيما بيننا حصل تقارب أخوي كبير ، وأصبحنا أصدقاء   وإخوة كإخوة الأقارب بيننا ، فوقوع حادث وفاته ترك تأثيراً كبيراً في نفوسنا ، وندعو الله أن يقدر لنا في كل مكان الخير والرضا ، ويزيل عنا الأحوال السيئة ، وهو على كل شيئ قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإليه يرجع الأمر كله .

وندعو الله تعالى أن يتغمد الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ، ويلهم أبناءه وإخوته الكرام الصبر الجميل . إنا لله وإنا إليه راجعون .

العالم الداعية الشيخ محمد يوسف الإصلاحي :

إلى رحمة الله تعالى

قلم التحرير

كان الشيخ محمد يوسف الإصلاحي عالماً كبيراً ، وداعيةً ربانياً ، وخطيباً بارعاً ، وكاتباً قديراً ، عاش حياة العلم والعمل ، واشتغل بتربية النشء الجديد على خلال من الإيمان والعمل الصالح ، كما أفاد العامة والخاصة بعلمه وعمله وتوجيهاته الدينية ، وكان يدعو الناس إلى الله تعالى ويقوم بإصلاح سيرتهم ، إذ لبى نداء ربه في 16/ جمادى الأولى 1443هـ ، المصادف 21/ ديسمبر 2021م ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

كان الشيخ محمد يوسف الإصلاحي من علماء الهند الكبار ، ولد في 1932م بمدينة بريلي من ولاية أترابراديش ( الهند ) ، أخذ الدراسة الابتدائية في بلدته ، ثم ذهب إلى جامعة مظاهر العلوم بسهارنفور ، ثم انتقل إلى مدرسة الإصلاح بسرائي مير بأعظم جراه ، وتخرج منها في العلوم الشرعية ، وكان الشيخ الإصلاحي مولعاً بكتابات العلامة أبي الأعلى المودودي رحمه الله تعالى منذ ريعان شبابه ، فكان يقرأ كتاباته ومؤلفاته ، ويستفيد منها ، حتى تم اختياره عضواً للجماعة الإسلامية للهند ، وظلت عضويته للجماعة الإسلامية إلى آخر حياته ، وكان عضواً مبجلاً في هذه الجماعة يحترم الناس آراءه ويؤثرونه في كل الأعمال العلمية والدعوية .

قام الشيخ محمد يوسف الإصلاحي برحلات دعوية إلى أمريكا وأوربا ، وكان يزور كل عام هذه البلدان ، ويبلغ إلى سكانها رسالات القرآن الكريم وتعاليمه ، وكان له منهج سهل ميسور في تفسير آيات القرآن الكريم ، وقد طبعت له بعض دروسه في مجلة ” ذكرى ” التي أصدرها عام 1973م من دهلي عاصمة الهند ، وكان إصدار هذه المجلة ضمن مشروع إصلاح الأمة والدعوة إلى الله تعالى ، فكان يستفيد منها الخاصة والعامة من الناس ، ظل الشيخ الإصلاحي طول حياته رئيس تحرير هذه المجلة ، ويخلفه الآن الأستاذ الدكتور سلمان أسعد ( بارك الله في حياته ) .

ألف الشيخ محمد يوسف الإصلاحي مؤلفات قيمةً حول موضوعات إسلامية ودينية ، ونالت هذه الكتب قبولاً عاماً ، ومن كتبه المقبولة : آداب الحياة باللغة الأردية وهو الذي طار منه صيته ، والتوحيد الإسلامي ، والفقه الميسر ، والتعاليم القرآنية ، كل ذلك باللغة الأردية ، وغير ذلك من الكتب والمؤلفات .

أنشأ الشيخ محمد يوسف الإصلاحي لتعليم البنات المسلمات مدرسةً كبيرةً باسم جامعة الصالحات ، في بلدة رامفور ، وهذه الجامعة من كبرى الجامعات في الهند للبنات المسلمات ، ولا تزال تخدم العلوم الإسلامية من أول يومها ، وقد زرت مراراً هذه الجامعة فسررت بزيارتها كثيراً ، واطمأننت بأن هذا العمل في حسنات الشيخ الإصلاحي ، ومرةً كنت راجعاً من ندوة أدبية لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في مدينة  بجنور ، أترابراديش ، وكان في الطريق مدينة رامفور ، اطلع االشيخ الإصلاحي على رحلتنا هذه ، فدعانا مع الوفد بكل إصرار إلى جامعته ، وأكرمنا إكراماً إيمانياً بكل سخاء وأريحية ، هذا يدل على حبه لنا ، جزاه الله خيراً كثيراً ، وقد اختارني الشيخ الإصلاحي ممتحناً لمادة من مواد جامعة الصالحات في الامتحان السنوي كل عام ، فكان يكلفني لإعداد الأسئلة ، ثم تقويم الأرقام على أجوبة دفاتر البنات الدارسات ، فكان ذلك خير ذريعة للاطلاع على نشاطات الجامعة السنوية ، أضف إلى ذلك أن أخانا العزيز الأستاذ عبد الخالق الندوي ( أستاذ جامعة الصالحات برامفور ) لا يزال يتصل بنا ويخبرنا ببرامج الجامعة ونشاطاتها ، وقد زار الشيخ محمد يوسف الإصلاحي جامعة ندوة العلماء ورآها عن كثب ، ففرح وسر سروراً بمناهجها الدراسية ، وقد جرت بيننا وبينه لقاءات ومحادثات في الرحلات الدعوية خارج الهند وداخلها .

رحمه الله رحمةً واسعةً ، وغفر له زلاته ، وأدخله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر الجميل .

الشيخ صالح بن محمد اللحيدان في ذمة الله تعالى

بقلم : مدير التحرير

انتقل إلى رحمة الله تعالى العالم الكبير الشيخ صالح بن محمد اللحيدان في 1/ 6/ 1443هـ ، المصادف 5/ يناير 2022م عن عمر يناهز 90 عاماً ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

كان الشيخ صالح من كبار علماء المملكة العربية السعودية ، ظل عضواً في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ، وعضواً بارزاً في رابطة العالم الإسلامي ، وكانت له دروس في المسجد الحرام ، ومحاضرات وكلمات في الندوات العلمية والدينية ، وكان داعيةً جليلاً ، ومربياً بارزاً ، تخرج عليه عدد لا بأس من العلماء والدعاة ، وُلد في منطقة القصيم عام 1350هـ ، المصادف 1932م ، وتخرج من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد ابن سعود بالرياض ، وعمل سكرتيراً لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية السابق ، وقد عُيّن رئيساً للمحكمة الكبرى بالرياض .

فقد العالم الإسلامي بوفاته عالماً كبيراً ، وداعيةً بارزاً ، ومربياً  جليلاً ، فنحن إذ نعزي إلى أفراد أسرته تعزيةً قلبيةً ندعو الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ، ويرحمه رحمةً واسعةً ، ويعفو عن زلاته ، ويلهم أهله وذويه الصبر الجميل .