الرد على الاعتراضات على بعض الآيات القرآنية  * ( الحلقة الثانية الأخيرة )

التوجيه القرآني للحوار الحقيقي : دراسة وصفية تحليلية
أكتوبر 20, 2020
العلاقة بين العرب والهند قديماً وحديثاً
نوفمبر 10, 2020
التوجيه القرآني للحوار الحقيقي : دراسة وصفية تحليلية
أكتوبر 20, 2020
العلاقة بين العرب والهند قديماً وحديثاً
نوفمبر 10, 2020

دراسات وأبحاث :

الرد على الاعتراضات على بعض الآيات القرآنية  *

( الحلقة الثانية الأخيرة )

الشيخ خالد سيف الله الرحماني

تعريب : الدكتور نسيم أختر الندوي

الآية الثامنة :

( يا أَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ) [1] .

إن الاعتراض في هذه الآية هو على  كلمة  ” الجهاد ” ، فليعلم من يريد أن يفهم تصور الجهاد في الإسلام أن كلمة الجهاد لا تُستخدم في معنى المحاربة دائماً . أما المحاربة فلها كلمة أخرى ، وهي ” القتال ” والاعتراض الحقيقي من قبل سنغ بريوار والآخرين هو أنه كيف يمكن لنبي أن يخوض في الحرب ؟ ولكن السؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن هو أنه ماذا يمكن لنبي أو لرجل عادي أن يفعل لو أجبره أحد أن يقاتل ؟ وخاصةً إذا اضطر إلى أن يحارب الأعداء الذين حاولوا مواصلة إفساد الأحوال الاجتماعية . فهل يبقى خيار للنبي سوى أن يغلظ على الأعداء ؟

علماً أن هناك ثلاث طبقات لغير المسلمين في الإسلام ، منهم من يسكنون في البلدان الإسلامية ، ومنهم من يسكنون في البلدان الجمهورية بمعاهدة ” البقاء الذاتي فيما بينهم ” وتُسمّى الطبقة الأولى       ” أهل الذمة ” والثانية ” المعاهدين ” ، وقد تقرر أن إلحاق الضرر بأموالهم وأنفسهم إثم عظيم . والطبقة الثالثة هي طبقة غير المسلمين الذين يحاربون المسلمين ، فأمر الله تبارك وتعالى أن يقاتلهم ، وهذه الآيات تتعلق بهذه الطبقة الثالثة فقط .

الآية التاسعة :

( فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [2] .

الآية العاشرة :

( وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ ) [3] .

تتناول هاتان الآيتان موضوع مال الغنيمة ، وترجمت وشو هندو بريشد ( مجلس الهندوس الدولي ) كلمة المغانم بالأموال التي نُهبت من غير المسلمين ، وينشر هذا المجلس هذه الفكرة أن الإسلام يحلل لأتباعه نهب أموال غير المسلمين على الإطلاق . وما هي إلا دعاية كاذبة . فلا تتعلق هذه الآيات بكل شخص من غير المسلمين ، بل هي خاصة بمن يحارب المسلمين ، فلو تمكن المسلمون من الظهور على المتحاربين ، وتم اعتقالهم ،  فحكم أموالهم هو أنه مال الغنيمة . وفي اللغة العربية كل شيئ يحصل لشخص بغير جهد جهيد يُسمى الغنم ، فالغنيمة هي الأموال التي تم الحصول عليها بدون معاناة مشكلة ، فهي بالعكس من المال الذي يحصل عليها أحد بالزراعة والتجارة ، لأنه يجتهد فيهما كثيراً ، ولا يحسن بأحد أن يترجم مال الغنيمة كمال السلب والنهب .

قد أُمر المسلمون ألا يضروا الغابات والحقول في الحرب أو الفتح . ويُروى أنه نهب بعض الأفراد شاة في غزوة ، وذبحوها ليطبخوها ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا ، غضب غضباً شديداً .

والأصول الإسلامية في مال الغنيمة هي أن يُجمع المال عند الحكومة ، ويُترك الخمس في خزانة الحكومة لإنفاقها على عامة الناس من المسلمين وغير المسلمين ، وأربع حصص أخرى تُقسم بين أفراد الجيش لأنه لم تكن لهم وظيفة مستقلة في ذلك الزمن . وفي بعض الأحوال يمكن لحكومة أن يأخذ بعض الأموال لتحقيق مصالح شعبية ، كما فعل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حينما وضعها في بيت المال .

على كل حال ، إن المال الذي يأتي في نصيب شخص يكون   ماله . فبعد هذا التفصيل لا يمكن أن نقول : إن جميع أموال غير المسلمين هي ” مال الغنيمة ” ، بل مال الغنيمة هو المال الذي يحصل عليه جندي مسلم من بلدان الأعداء المتحاربين ، ولا يمكن لكل واحد أن يملك ما وقعت يداه عليها ، بل هناك قوانين مذكورة في هذا الأمر .

والآن يحسن بنا أن نوضّح هنا أن تصور مال الغنيمة كان موجوداً في جميع الأديان العالمية . فكان الفرس والروم يحكمون المناطق المجاورة للعرب قبل الإسلام ، وكانوا يملكون أموال المفتوحين ، وكذلك كان يفعل أصحاب الروم واليهود طبقاً لقوانين التوراة .

فحينما نلقي نظرةً على تعاليم العهد العتيق عن مال الغنيمة نجده يقول : ” وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً . فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ . وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا ، فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ . وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ ” [4] .

ونجد في العهد العتيق بيان النهب والسلب كثيراً ، وخاصةً في كتاب العدد وكتاب التثنية ، أما كتب الهندوسية فنجد فيها كثرة ذكر الغنائم ، مثلاً يذكر ” رغ فيدا ” عن الغنائم :

” يا أيتها النار ! أعطي المتعبدين لك غذاء ، وامنحي طول العمر للأثرياء ، ووفّري لنا مال الغنيمة في الحرب ” [5] .

وقد ذُكر في يجرويدا :

” يا أيتها النار ! وفّري لنا من لدنك منزلاً واسعاً للعيش فيه ، وامنحي لنا سعادةً وراحةً ، واطردي أعداءنا عنا ، كي نحصل على مال الغنيمة في الحرب ” [6] .

وجاء في سام ويدا :

” أيها الأبطال النشاط ! انهبوا آلافاً من أموال الغنيمة مع أبناء كنوا . أيها المنون النشيط ! نحن بكل شوق ورغبة نتمنى المال الأصفر      ( الذهب ) وعدداً كبيراً من الحيوانات ” [7] .

وقد قيل في اتراويدا :

” فلتكن أيدي الأعداء خاليةً ، ووفِّقنا أن نجعل أعضاءهم  مشلولةً ، وكذلك يا اندرا ، يا ذا الجلال وقائد الجيش ! وفقنا أن نقسم أموالهم بيننا عن مأة طريقة ” [8] .

ونجد في منوسمرتي الذي يحتل منزلة القانون الهندوسي وأساس نظام حكومة الهندوس يقول : ” إن الفاتح الظافر يملك كل ما يحصل عليه من العربات والفيلة والأموال والأنعام والنساء والسكر والملح والنحاس وغيرها من الأشياء المادية ” [9] .

الآية الحادية عشرة :

( قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ       صَاغِرُونَ ) [10] .

قد ترجم أصحاب المنظمات الهندوسية المتطرفة هذه الآية “حتى يُعطوا الجزية عن عدوهم صاغرون ” أى جاهدوهم وقاتلوهم حتى يبدؤوا دفع الجزية بأيديهم وهم أذلاء . والواقع أن المراد هنا هو تسليم سيادة الفاتحين ، واعترافهم بأن المفتوح هو رعية الفاتح ، كما تعترف البلدان المفتوحة بهزيمتها بعد أن تضع الأسلحة في هذه الأيام أيضاً . وهذا لا يهدف إلى الاستهانة والاستخفاف . فترجمة هذه المنظمات الهندوسية المتطرفة مليئة بالأكاذيب ، أما المراد من الجزية في هذه الآية هو الضريبة الخاصة التي كانت تأخذها الحكومة الإسلامية من الشعب غير المسلمين بدل حماية أنفسهم وأموالهم . وفرض الله سبحانه تعالى الزكاة على المسلمين ، والتي تأخذها الحكومة الإسلامية ، ولكن لا تستطيع أن تجبر غير المسلمين على أن يعطوا الزكاة من أموالهم ، لأن هذا العمل مضاد للحرية الدينية ، ولذلك أمرهم بأن يعطوا الضريبة باسم ” الجزية ” وهذا يكون تعويضاً لحماية أنفاسهم وأموالهم ، وليس غرامة لكونهم كافرين . ولذلك ما فُرضت الضريبة على النساء والصبيان والشيوخ والمرضى والعاجزين عن العمل والكهنة والقسيسين .

ويقول العلامة ابن تيمية – رحمه الله – : ” إن المراد بإعطائها التزامها بالعقد [11] ، فهذا عقد بين غير المسلمين والحكومة الإسلامية . أما الصغار فهو ” التزامهم بجريان أحكام الله تعالى عليهم ، وإعطاء الجزية هو الصغار ” [12] ، وكانت الجزية حسب قدرة الفرد ، فلنفكر أنه إذا أخذت أي حكومة من شعبها  قدراً ضئيلاً من الضريبة لحمايته من أي خطر داخلي أو خارجي ، فهل هذا يكون ظلماً عليه ؟ كلا ! بل سيشكر ذلك الشعب حسن الصنيع لحكومته .

الآية الثانية عشرة :

( يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) [13] .

ليس المشرك من يعبد الأصنام فقط كما ترجم أصحاب مجلس الهندوس الدولي ، بل تشمل هذه الكلمة كل من يشرك بالله سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته سواءً كان من يعبد الأصنام أو ينزل النبي منزلة الله ، أو يشرك عباده الصالحين بالله سبحانه تعالى في قدرته .

وليس مراد هذه الآية أن المشركين نجس جسماً أو لباساً . فقد ثبت من شتى الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استضاف الكفار والمشركين ، ولبّى دعوتهم ، وأقامهم في المسجد النبوي ، وأجلسهم على فراشه ، وسمح لهم بالنوم عليه [14] ، فهذا دليل أن المشرك ليس نجساً بجسمه ، بل هو نجس بنجاسة عقيدته وفكرته .

والآن نستعرض نظرية الهندوسية في الطبقات المتخلفة ، التي كانت طبقة المواطنين الهنود الأصلاء ، فهي سُمّيت باسم ” داس ” ، وذلك لأنهم ما كانوا يؤمنون بديانة الآريين . فحدّدت كتب فيدا المنزلة التالية لهم :

  1. ” يسكن في جوارنا طبقة دسيو أو ( داس ) التي لا تتبع أي ديانة ، بل هو خارج عن الإنسانية ، ومحروم عن العقل ” [15] .
  2. ” أيها الشجاع والجريئ ! أنت انتصرت على داسو في الحرب ، والذين نواجذهم كنواجذ الثيران ” [16] .
  3. ” أنت تقتل من أسلحتك دسيو ذوي أنوف مبتورة ” [17] .

وقد تم استخدام كلمات الإهانة والإذلال للطبقة المتخلفة نحو      ” مخلوق أسود ” [18] ، حتى استخدمت  كلمة ” نجس ” [19] أيضاً عن الذين يخالفون الديانة الآرية .

الآية الثالثة عشرة :

( إِنَّ ٱلْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً ) [20] .

والآية الرابعة عشرة :

( يَـا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ ) [21] .

الآية الخامسة عشرة :

( يَـا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَٱلْكُفَّارَ أَوْلِيَآءَ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [22] .

الآية السادسة عشرة :

( يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ ) [23] .

إن الآية الأولى ( النساء : 101 ) تتعلق بأهل مكة ، الذين كانوا قد أثبتوا بسلوكهم مع المسلمين أنهم أشد أعدائهم . فكان من اللازم اتخاذ خطوات الحيطة والحذر ، كي لا ينخدع بهم المسلمون في أي مرحلة للحياة . وهناك دلالة واضحة على كون هذه الآية خاصةً بمشركي   مكة ، وهي أن المضمون بعدها يتناول كيفية صلاة الخوف ، أي كيف يصلّي المسلمون خلال الحرب إذا كان الجنود من الطرفين واقفين وجهاً لوجه ؟ ومن المعلوم أن المسلمين كانوا قد اُضطروا إلى مواجهة حروب متتالية مفروضة من قبل مشركي مكة . ونظراً إلى تلك الظروف تنتهي إمكانية ارتباط هذه الآية بغير المسلمين جميعاً . وأوضحُ دليل على ذلك هو تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحاب الأديان الأخرى ، حيث عقد معاهدات مع اليهود للمدينة ، والنصارى من نجران ، وكما تم تحالف مع بني خزاعة ، الذين كانت بينهم وبين المسلمين صداقة . ولو كانت إقامة الصداقة مع الكفار حراماً مطلقاً لما حالف الرسول – صلى الله عليه وسلم – القبائل التي لم تتشرف بالإسلام [24] .

وفيما يتعلق بخلفية الآيتين : الرابعة عشرة والخامسة عشرة ، فهي أن المسلمين كانوا يكرّرون عقد معاهدات مع اليهود وهم يخالفونها ، حتى حاولوا استئصال جذور المسلمين في غزوة الخندق ، وذلك بالتعاون مع أهل مكة .

وكان اليهود يتهمون عيسى عليه السلام بأنه ولد الزنا . ويرمون بمريم عليها السلام ويلعنونها على ابنها . فأثبت القرآن نبوته بقوة تامة ، وشجب جميع الاتهامات التي كانت موجهةً إليه وإلى أمه . ولكن النصارى لم يستقبلوا دعوة الإسلام وجالسوا اليهود الذين كانوا يسبّون نبيهم ، وغضوا النظر عن سلوك المسلمين الإيجابي . فكان الكفار من مكة واليهود والنصارى – رغم خلاف شديد فيما بينهم – ملةً واحدةً ويداً واحدةً في المؤامرة ضد المسلمين .

فنظراً إلى سلوك سلبي للنصارى منع الإسلام أتباعه عن اتخاذهم بطانةً لكي لا تصيبهم أي خسارة . وأمرهم بترك الموالاة مع اليهود   والنصارى ، وذلك بسبب محاولاتهم المستمرة لخلق المشاكل في سبيل الإسلام . وليس هناك أمر مطلق بترك الموالاة مع جميع النصارى في   العالم ، ودليله الآية رقم 69 من نفس السورة التي تنادي :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) [25] .

أما الآية السادسة عشرة فالخطاب فيها موجه إلى المسلمين ، وقيل لهم : إن علاقة الديانة والعقيدة أهم وأعظم من علاقة الدم   والعرق ، ومعنى ذلك أنه إذا اعتنق رجل بالإسلام ، وآباؤه وأجداده وإخوانه وأخواته في حالة الكفر فلا تمنعه مودة أقربائه عن الحق . فإن الحق والصدق أحق أن يُؤثر على جميع العلاقات إذا نشبت الحرب بين الحق والباطل ، ووقع الصدام بين العلاقة العرقية والصدق . وهو من الخلق العظيم ومطلوب من كل قوم أن يؤثر على جميع العلاقات ما يرونه حقاً وعدلاً . فلا تعني هذه الآية أبداً أن يكره المسلمون أقرباءهم من غيرهم ، ويتعاملوا معهم بالسوء . وكيف يمكن هذا ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم بهم على كل حال ، وقام هو بنفسه بعيادة غير المسلمين . ومدّ يد المعونة إلى أهل مكة عندما نزلت بهم المجاعة . وليس هذا فحسب بل أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضاً عباءته الحريرية إلى قريب مشرك لـه . ونصح النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بالاستقامة على الإسلام وأمرهم بحسن التعامل مع أمهاتهم الكافرات عندما غضبن على إسلامهم ، وتركن الطعام احتجاجاً ضده . فإن كانت تعاليم الإسلام متصفة بالعداوة والبغضاء وسوء التعامل مع غير المسلمين فلم يتعاملوا معهم بطريقة حسنة .

ولا يكون من الصعب فهم هذه الآيات إذا عرفنا أنها نزلت بشأن الكفار الذين كان بينهم وبين المسلمين صدام في ذلك الحين ، وكذلك لا يغيبن عن البال أن الإسلام لا يحرم جميع العلاقات ، بل يمنع المسلمين فقط عن إقامة علاقة تسبب التجرد من قيمهم الثقافية والحضارية ، وتجعلهم يتأثرون بثقافة وأفكار غير المسلمين ، كما يمنع الإسلام أتباعه عن إقامة مودة تؤدي إلى اكتشاف الأسرار أمام الأعداء ، مما يضرّ مصالح القوم . وأنا على يقين أن هذا ليس أمراً مكروهاً لدى أي أمة تريد أن تحافظ على تراثها الثقافي وحمايتها عن الضياع . وليس من الصعب إدراك أهمية هذا الأمر في زماننا هذا حيث يتمتع كل شخص في مجتمع حضري بحق الحفاظ على ثقافته  الخاصة .

الآية السابعة عشرة :

( وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ ) [26] .

ليست هذه آيةً كاملةً ، بل هي خاتمة الآية ، فإذا قرأنا ترجمتها كلها ، يزول سوء الفهم تلقائياً . فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية بأن الشهور هي اثنا عشر ، وذلك منذ أن خلقت السماء والأرض ، ومعنى ذلك أن الأرض يكتمل دورها حول الشمس في اثني عشر شهراً ، ومنها أربعة حرم ، وحرمتها معترف بها منذ عهد إبراهيم عليه السلام ، ومعنى ذلك القتال حرام مطلقاً في الجزيرة العربية خلال هذه الشهور الأربعة . والجدير بالذكر أن الجزيرة العربية التي لم تكن فيها حكومة دستورية كانت فيها حرمة هذه الأشهر الأربعة ذات أهمية كبيرة عند الناس ، وذلك لأنهم كانوا يسافرون خلالها من مكان إلى مكان آخر ، وهي كانت رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة والمحرم .

ولكن مما يُدهشنا أن الناس كانوا قد يستثنون حرمة شهر ما ، ويقررون أنه في هذه السنة لا يكون شهر ذي القعدة حراماً ، وسيكون بدل ذلك شهر صفر حراماً أو بالعكس . وكان يحصل هذا إذا رأى الناس أن الشهر الفلاني من الأشهر الحرم الأربعة سيكون مناسباً    للحرب ، رورأوارررلألأكان وهم أحياناً كانوا يضيفون شهراً واحداً إلى إجمالي عدد  الأشهر ، فكانت تصبح سنة واحدة لثلاثة عشر شهراً ، وأحياناً كانوا ينقصون منها ويجعلون سنة واحدة محدودة إلى 11 شهراً فقط [27] . فندّد القرآن هذه الظاهرة المتفشية في أهل مكة قائلاً :

(إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِى ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ ) [28] .

قد شجب الإسلام هذه العادة ، وذلك لأن الناس كانوا يرتكبون هذه الخطيئة متعمدين . وهم بالطريقة المذكورة أعلاه كانوا يسفهون الناس الساذجين . فكانوا يأخذون منهم الربا شهراً أو شهرين قبل أن تنتهي السنة ، كما كانوا يستخدمون العمال لشهر أو شهرين إضافيين بعد السنة ، وذلك بدون دفع أجرة لتلك المدة الإضافية قائلين إن السنة كانت لثلاثة عشر شهراً أو أربعة عشر . فأشار الله سبحانه تعالى إلى جريمة أهل مكة مؤكداً بأنهم لا يهتدون بسبب إصرارهم على الجريمة بعد أن يدركوا شناعتها . فهذه الآية أيضاً تختص بطائفة خاصة من الكفار . وذلك لأن القرآن يريد الهداية لكل شخص ، كما أشار الله تعالى إلى ذلك في القرآن بقوله ” هدى للناس ” وقد أمرت هذه الأمة أيضاً بأن تدعو الناس إلى  الحق والصدق . فلو كان القرآن يتصور أن غير المسلمين لا يمكنهم الاهتداء أبداً ، لم يأمر الأمة المسلمة بالقيام بدعوة البشرية كلها ؛ ولم يُخرجها للناس لغرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

الآية الثامنة عشرة :

( فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) [29] .

هذا أيضاً جزء واحد من الآية وهي : ( وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) .

وفي هذه الآية بعض أمور ، وهي جديرة بالملاحظة :

الأول :  أن التوجيه في هذه الآية خاص بمن كانوا يدعون أنهم نصارى ، وليس هذا لغير المسلمين جميعاً ، والثاني : أن القرآن قد أخبرنا بعهد قام به عيسى عليه السلام مع النصارى ، وهو الإيمان بالنبي القادم : محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم نقضوا الميثاق ، ونسوه حتى جاء سينت بال ، فبدل العقائد المسيحية تبديلاً ، وأدخل فيها من تلقاء نفسه ما شاء ، ولكنه على الرغم من ذلك لم يتلاش من الإنجيل ما كان يشير إلى نبوته بوضوح [30] ، وأكتفي هنا فقط بنقل قولين من أقوال عيسى عليه السلام وهما كالتالي .

  1. ” إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاعْمَلُوا بِوَصَايَايَ . وَسَوْفَ أَطْلُبُ مِنَ الآبِ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مُعِيناً آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الأَبَد ” [31] .
  2. عِنْدَمَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهَذَا ملأ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ . وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ : مِنَ الأَفْضَلِ لَكُمْ أَنْ أَذْهَبَ ، لأَنِّي إِنْ كُنْتُ لاَ أَذْهَبُ ، لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعِينُ . وَلكِنِّي إِذَا ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ . وَعِنْدَمَا يَجِيئُ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى الْخَطِيئَةِ وَعَلَى الْبِرِّ وَعَلَى الدَّيْنُونَةِ ” [32] .

ومن المعلوم أنه بعد عيسى عليه السلام لم يعلن أحد بنبوته سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد جعله القرآن خاتم النبيين أي لا حامل للنبوة سواه إلى الأبد . فتبين أمام الدنيا من كان على الحق ، عيسى أم أعداؤه . وأوضح من كان مذنباً ؟ فكان من اللازم أن يؤمنوا به في ضوء تعاليم عيسى عليه السلام والإنجيل ، ولكنهم بدلاً من ذلك نقضوا العهد والميثاق .

الآية التاسعة عشرة :

( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً ) [33] .

الآية العشرون :

( وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْكُفَّارَ نَارَجَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِىَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) [34] .

الآية الواحدة والعشرون :

( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ) [35] .

الآية الثانية والعشرون :

( فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [36] .

الآية الثالثة والعشرون :

( ذٰلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا   يَجْحَدُون ) [37] .

الآية الرابعة والعشرون :

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ       مُنتَقِمُونَ ) [38] .

وفي هذه الآيات بيان عذاب أليم للذين يكفرون بالله تعالى ، ويعصون أوامره ، ويسجدون لغيره ، وهذا مما يقلق مجلس الهندوس الدولي ، وحزب بجرنغ دل وغيرها من المنظمات الهندوسية المتطرفة . وليس هذا أمراً مدهشاً لأن كل حكومة – مهما كان حجمها – تُعاقب من لا يتبع دستورها . أما هذه الأحزاب فهي بنفسها قد آذت وأحرقت الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً وهم أحياءً . وهم قتلوا بسبب اختلاف دينهم فحسب . فهم يفعلون ما يشاءون ، ولكنهم يحبون ألا يُعاقب أحد سواء يشرك بالله أو يظلم الناس ، ويحسبون أن الله غير سميع وبصير ، غير قادر على معاقبة المجرمين . أليس هذا مخالف للدستور الطبيعي الإلهي .

إن من ميزات القانون الإلهي أنه يقيم عدلاً تاماً ، ويجزي الأخيار ، ويعذّب الأشرار ، وقد اعترف جميع الأديان في العالم بقوانين الجزاء والتعذيب ، وحثت البشرية على القيام بالأعمال الصالحة لكي يسلموا من عذاب الله ، حتى تبشر الهندوسية بالجنة على بعض الأعمال ، وتعلن بعذاب النار على أخرى . فعلى ما تدل هذه البشائر والإنذارات ؟ ولماذا حمل كرشن أرجن على القتال قائلاً : ” اهجم كورو سيفتح لك باب الجنة ؟ ” ، ولماذا قال منوجي : ” إذا أجلس برهمي فتاة من الطبقة المختلفة على سريره يدخل  النار ” . أليست هذه الجنة وتلك النار عبارة عن الجزاء والعقاب ؟ ولماذا تُوجد في الهندوسية عقيدة تناسخ الأرواح التي تقول : إن الإنسان تتكرر ولادته في صورة الكلب أو الخنزير إذا لم يعمل عملاً صالحاً . أليس هذا عذاب من الله على من يخالف الديانة ؟

فالانتقاد والاعتراض على هذه الآيات لا وزن لـه في الواقع ، لأن الله سبحانه وتعالى لو لم يؤاخذ أهل المعاصي لكان منافياً لعدالته . ولو كانت كل عقيدة متساوية في عين الهندوسية لما أعلن فيدا : ” أبيدوا مخالفي فيدا ” [39] .

نعم لو كانت هذه الآيات تغري المسلمين على معاقبة وتعذيب مخالفي الإسلام بدون أن ينتظروا العدل من الله ، لكان من الممكن حدوث المشكلة ، ولكن الأمر ليس كذلك ، بل أخبرنا القرآن   بضابطة ، وهي أن كل فرد في العالم يعمل حسب ما يفكر ، والمسلمون ليسوا بمسيطرين على الأقوام الأخرى ، فقال : ( لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ ) [40] .

وقال الشاعر :

ولا تقف زلات العباد تعدّها فلست على هذا الورى بمسيطر

وهذا في الدنيا ، أما الآخرة فيعذب الله فيها كل فرد ؛ مسلماً كان أو كافراً بما كسب من سوء الأعمال في الدنيا ، وقد ذكر القرآن مراراً عن تعذيب الآثمين في الجحيم . وإن الكثير من الطغاة والظالمين يعيشون في الدنيا أحراراً ، وذلك بسبب فشل معظم الحكومات في محاكمتهم ، وإمتاع مواطنيها المظلومين بالعدل والإنصاف . وهكذا في القانون الدنيوي قد يتخلص منه قوي ، وهذا هو السبب لانتشار المثل الإنجليزي ” Might is Right ” ، ولكن هذا لا يكون ساري المفعول في الآخرة . ويمكن أن نتصور أنه لو لم يكن القانون الإلهي ، وهو قانون ضمانة العدل للمظلومين ، لما يبقى لهم أمل للعيش في الدنيا أيضاً .

* هذه المقالة مترجمة بعد تلخيص لكتيب ألفه الشيخ خالد سيف الله الرحماني ، باللغة الأردية . وقد استفاد المترجم أيضًا ، من بعض المراجع الأخرى لتقديم المزيد من الدلائل حول الموضوع .

[1] سورة التحريم : 9 .

[2] سورة الأنفال : 69 .

[3] سورة الفتح : 20 .

[4] كتاب التثنية ، 20 : 11 – 14 .

[5]  رغ فيدا ، 1 : 74 : 5 – 9 .

[6] يجر فيدا ، 8 : 44 .

[7] سام فيدا ، 2 : 2 : 12 : 3 .

[8] أتر فيدا ، 6 : 67 : 3 .

[9] منو سمرتي : 7 : 95 – 96 .

[10] سورة التوبة : 29 .

[11] المودودي ، الجهاد في الإسلام ، ص : 108 .

[12] المرجع نفسه ، ص : 110 .

[13] سورة التوبة : 28 .

[14] الرحماني ، خالد سيف الله ، دراسة الآيات القرآنية الأربع والعشرين التي يعترض عليها وشوا هندو بريشد ، ص : 36 .

[15] رغ فيدا ، 10 : 22 : 2 : 8 .

[16] المصدر نفسه ، 7 : 49 : 4 .

[17] المصدر نفسه ، 4 : 49 : 7 .

[18] المصدر نفسه  ، 6 : 47 : 21 .

[19] أترفيدا ، 8 : 3 : 6 : 7 10 .

[20] سورة النساء : 101 .

[21] سورة المائدة : 51 .

[22] سورة المائدة : 57 .

[23] سورة التوبة : 23 .

[24] الرحماني ، خالد سيف الله ، دراسة الآيات القرآنية الأربع والعشرين التي يعترض عليها –  – وشوا هندو بريشد ، ص : 43 .

[25] سورة المائدة : 69 .

[26] سورة التوبة : 37 .

[27] الرحماني ، خالد سيف الله ، دراسة الآيات القرآنية الأربع والعشرين التي يعترض عليها وشوا هندو بريشد ، ص : 51 .

[28] سورة التوبة : 37 .

[29] سورة المائدة : 14 .

[30] الرحماني ، خالد سيف الله الرحماني ، دراسة الآيات القرآنية الأربع والعشرين التي يعترض عليها وشوا هندو بريشد ، ص : 51 .

[31]  يوحنا ، 14 : 15 – 16 .

[32] يوحنا ، 16 :  7 – 8 .

[33] سورة النساء : 56 .

[34] سورة التوبة : 68 .

[35] سورة الأنبياء : 98 .

[36] سورة فصلت : 27 .

[37] سورة فصلت : 28 .

[38] سورة السجدة : 22 .

[39] أترفيدا ، 20 :  5 : 1 : 1 .

[40] سورة الغاشية : 22 .