البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم
يناير 1, 2020بقلم : العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي
( مترجمة من الأردوية )
لقد أكرم الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام بالدين الكامل ، فتكاملت شريعة الإسلام بطريق خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، وبذلك نالت أمة الإسلام بعد ما وُجهت نحو الحرية والمساواة ، لقب خير الأمة ، وذلك ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى في كتابه قائلاً : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللَّهِ ) ، وبذلك فرضت عليها القيم الإنسانية بكاملها ، الأمر الذي صرف الحضارة الغربية عن ذلك ، وتبدلت فيها الحرية والمساواة البشرية الطبيعية بالفوضى الخلقية والفواحش ، ومن ثَم طُبقت وجهة نظرها عن معاني الحرية على مجتمعات الشرق ، رغم أن هذه المجتمعات الشرقية كانت بأمس حاجة إلى دراسة الفكر الغربي وفلسفته الحضارية ، لكي تأخذ منها ما هو في صالح البشرية وترفض ما يخالف من نواحيها التي لا تتفق وطبيعة الإسلام الزكية ، ويتجنبها بالكلية ، هذه المسئولية تتجه إلى المسلمين بوجه عام ممن سماهم الله تعالى مسلمين ، ودعاهم بخير الأمة .
إن المجهودات التي بُذلت في القرن المنصرم في مجال توجيه المسلمين إلى دينهم ورسالتهم الدينية ، وكلَ ما كان يتم لتذكيرهم بماضيهم المشرق ومكانتهم القيادية من أعمال وجهود كانت تنعكس في يقظتهم الدينية وشعورهم الإسلامي ، فينبغي لذلك أن يتوسع نطاق ذلك النشاط الذي بعث فيم الشعور بتلقي التوجيهات الخلقية والإنسانية ، وأخرج الأجيال والشعوب من حياة الأنعام إلى حياة الإنسان ، ووجّه العالم البشري التائه إلى حياة العز والسعادة ، وتم بذلك إنقاذ العبيد من ذُل العبودية إلى عز الإنسانية والمساواة ، إن قادة الإسلام أخرجوا المرأة من مكانتها الخسيسة الدانية ، ورفعوها إلى درجة الإنسان الكامل وتوجوها بتاج الزوجية ، وأكرموها بمكانة الأم والأخت ، وأنقذوا البنات المولودات من عذاب الوأد ، وألبسوها لباس الزينة حتى أصبحت وسيلةً للنعم والملذات وكانت ذريعةً للتقدم الاجتماعي ، ولم يكتفوا بذلك مع البنات فحسب ، بل أنجزوا مسئولياتهم مع كل شيئ من ذوي الأرواح من خلق الله تعالى ، وتم إحسانهم إلى الجميع ، أما دروس المساواة الإسلامية التي لقنوها على جميع المسئوليات فقد كانت مبعث حيرة للناس جميعاً ، وممن خضعوا أمام ميزة هذاالدين وعظمة الملة الإسلامية ، ومن هنا فقد دخل الناس والشعوب بكاملها في دين الإسلام أفواجاً .
هناك أمثلة للجيوش المسلمة التي فتحت منطقةً بأسرها ، وأهل المنطقة اشتكوا إلى خليفة المسلمين ، وقالوا : كيف تدعون أن المسلمين لا يُفاجئون الهجوم على أي منطقة ، ولكنهم يعرضون دعوتهم إلى أهل المنطقة ، فإذا لم يقبلوا الدعوة ورفضوها هاجموهم ، إلا أن جيشكم لم يقم بهذه العملية ، وعلى ذلك أمر الخليفة بمغادرة تلك المنطقة والعودة إلى مركزه الأول ، حتى تسنح الفرصة لتوجيه الدعوة إلى أهل تلك المنطقة نحو الإسلام ، وينجزوا برنامجهم بالمصالحة ، فإذا فشلوا في ذلك ولم يجدوا من أهلها استجابةً للدعوة ، لم يتلكأوا بالهجوم ومحاربة أهلها ، وهنالك عمل الجيش الإسلامي بهذه التوجيهات ، وغادر البلاد التي كان قد دخلها بدون عمل دعوي ، ثم استأنف الجيش الإسلامي نشاطه عاملاً بالمنهج العملي الذي أمر به ، الواقع الذي خلف تأثيراً عميقاً في القلوب ، ودخلت البلاد بكاملها في الإسلام . وقد روى الترمذي في سننه : أخبرني أبو الفيض قال سمعت سليم بن عامر يقول : كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد ، وكان يسير نحو بلادهم ، حتى إذا انقضى العهد غزاهم ، فجاء رجل على فرس أو برذون ، وهو يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، وفاء لا غدر ، فنظروا فإذا عمرو بن عبسة ، فأرسل إليه معاوية فسأله ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ، ولا يحلها حتى ينقضي أمدها ، أو ينبذ إليهم على سواء ” ، قال : فرجع معاوية بالناس . ( سنن الترمذي ، باب ما جاء في الغدر ) .
لقد بذل الإسلام مجهودات بالغةً سليمةً في منح الإنسان حريةً بالغةً وميزه بالصفات البشرية في العصر الذي كانت المدنية المعاصرة فيه تسمح بتفرق الظالم بين الصغير والكبير ، ولم تكن الأحداث الظالمة من خلال الحرية الخلقية أمراً يؤسف عليه بأي حال ، ( اقرأوا ذلك في تاريخ أخلاق أوربا ) ، ولكن لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أصدر رسالته الإنسانية العادلة التي تعتبر من أسمى القواعد التعليمية للإنسان ، لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعاملة السلوكية العادلة مع كل ذي حياة ، وبشّر بالأجر السماوي في ذلك ، حتى إنه بشر بالجنة لمن يسقي كلباً عاطشاً ، وأنذر بالعذاب إذا ماتت قطة من جوع .
أما سلوكه صلى الله عليه وسلم مع العبيد وتعاليمه نحو هؤلاء في غاية من الوضوح ، فقد كانت وصيته لأصحابه رضي الله عنهم عند وفاته صلى الله عليه وسلم عن إقامة الصلاة والسلوك الحسن مع ما ملكت إيمانهم ، يقول : ” الصلاة وما ملكت أيمانكم ” .
إن الجيش الذي وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ساحة القتال جعل فيه أمير الجيش ابن خادمه السابق الشاب ، وقبل أن يتوجه هذا الجيش إلى القتال تُوفى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه تنفيذ توجيه الجيش قالت له جماعة من الصحابة رضي الله عنهم : إن هذا الجيش يشمل عدداً من كبار سادة العرب ، فإذا بدَّلنا القائد الشاب بسيد قوم كبير ، لكان الوضع مستحكماً ، ولكن خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم رفض اقتراحهم ، وألح على ما قرره الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : إن هذا الشاب ابن خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقود الجيش ، فلم يكن من الجميع إلا الخضوع أمام رأيه الذي لم يكن موضع خلاف البتة .
وقد ربط الله سبحانه وتعالى النظام الجمهوري بحاجات الإنسان الواقعية ، مع ملاحظة احتياجات الإنسان الدينية والدنيوية ، واهتم فيه بمقتضيات حياة الإنسان المعاصرة أن يكون متقيداً بالقيم الدينية الخلقية ، لقد أكد هذا الموضوع بالشئون الدينية ، فكل من هو أكبر في المجتمع يهتم بتوجيه أفراده الصغار نحو السير على الطريق المستقيم الصالح في شئون الحياة كلها ، وكمثال إذا بلغ الصبي ثماني سنوات من عمره يلقن بالصلاة من غير شدة أوعقاب ، فإذا بلغ العشر ولم يُطع أمر صاحبه فلا بأس أن يتناوله بشيئ من الشدة ، حتى الضرب .
إن امرأةً في العهد النبوي صدرت منها جريمة السرقة ، وكانت ذات علاقة بأسرة عالية ، فشفع لها أهلها بالمراعاة معها في أمور السرقة ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أبدى سخطه ورفض كل مراعاة . فعن عائشة رضي الله عنها – أيضاً – : أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ ، فَقَالُوا : وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ؟! ” ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ : ” إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ” ، رواه البخاري ( 3475 ) ومسلم ( 1688 ) .
وكانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور الدنيوية أن يبذل الإنسان جهده لكسب المعاش ، من غير أن يعيش متطلعاً إلى مساعدات أو عطاءات ، ذات مرة جاء شخص يسأله شيئاً ، فلم يطب لسؤاله ، وسأله عما إذا كان يملك شيئاً فأخبر أنه لا يملك إلا قصعة ورداء ، فقال : هات بهما وباعهما بدرهمين بطريق المناداة ، فأعطاه درهماً لكي يشتري به حاجة من الأكل والطعام واشترى له بالدرهم الثاني قدوماً ، وشد فيه قبضة من الخشب بيده المباركة ، وأعطاه ، وقال له : اذهب إلى الغابة واقتطع به أخشاباً وبعها واقض به حاجتك المعاشية ، ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ، فقال : ” أما في بيتك شيئ ؟ ” ، فقال : بلى حلس نلبس بعضه ، ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء ، قال : ” ائتني بهما ” فأتاه بهما ، فأخذهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيده ، وقال : ” من يشتري هذين ؟ ” . قال رجل : أنا آخذهما بدرهم ، قال : ” من يزيد على درهم ؟ ” مرتين أو ثلاثاً ، قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه ، فأخذ الدرهمين ، فأعطاهما الأنصاري ، وقال : ” اشتر بأحدهما طعاماً ، فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوماً ، فائتني به ، فأتاه به ، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده ، ثم قال : ” اذهب ، فاحتطب ، وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوماً ” ، فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاءه ، وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هذا خير لك من أن تجيئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع . ( رواه ابن ماجة في سننه ) . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجة الفقير في جانب ، ويرغب الناس في مساعدة الفقراء ، ولكنه كان يضع سداً على السؤال بأسلوب جيد . وقد روي عن ْ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابٍ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَئٍ ، الْقُرَشِيِّ ، الزُّهْرِيِّ رضي الله عنه ، أَحَدِ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ – رضي الله عنهم – قَالَ : جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى ، وَأَنَا ذُو مَالٍ ، وَلا يَرِثُنِي إِلا ابْنَةٌ لِي ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي ؟ قَالَ : لا ، قُلْتُ : فَالشَّطْرُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : لا ، قُلْتُ : فَالثُّلُثُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الثُّلُثُ ؛ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ – أَوْ كَبِيرٌ – إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلا أُجِرْتَ بِهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِيّ امْرَأَتِكَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي ؟ قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلاً تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ، لَكِنِ البَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ ؛ يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ ؛ متفق عليه .
هذه الأحداث التاريخية وأمثالها تتوافر بعدد وجيه لا تزال مطلوبةً في تاريخنا ، ولكن لا ينبغي أن نتركها مطويةً في صفحات التاريخ ، فلا بد من إبرازها إلى ساحة الحياة المعاشة ، ليطلع عليها الناس ويعرفها إخواننا من غير المسلمين لكي يعرفوا تلك الدروس المهداة إليهم ، وإلى المجتمعات كلها من الهدايا الإنسانية التي قدمت إلى العالم ، وإلى من لم يتذوق لذة الإيمان ليعرف كيف أن الإسلام زود الناس بزاد من الحب والأخوة ، ويدركوا أننا عشنا في خطأ فاحش حينما زعمنا أن المسلمين يعيشون عيشة الظلم والإرهاب ، إلا إذا كان حادث من الظلم والبغي صدر من مسلم فليس ذلك إلا خطأه الذي يتفرد به ، ولا علاقة له بالدين الإسلامي ، بل إنما هو دين الرحمة ونبي الإسلام رحمة للعالمين جميعاً ، إنما الدين يدعو إلى النصح مع الآخرين ، وينهى أتباعه عن كل منكر .
فالحاجة ماسة إلى أن نغير ما قد تركز في نفوس المعارضين والمعاندين من عناد ، وننهاهم عن كل منكر يُوجه للإسلام ، ومن أفكار زائفة لا شأن لها بالحقيقة في أي حال ، واجب علينا أن نكشف الغطاء عن هذه الدعاية الكاذبة .
اليوم يُستهدف المسلمون في كل مكان وتُساء سمعتهم ، ويُتهمون باتهامات منوعة كثيرة ، الواقع الذي يشغل المسلمين بالدفاع عنهم ، وبذل طاقاتهم في سبيل ذلك ، إلا أن مثل هذه الطاقات والمجهودات كلها تذهب هدراً وتداس بأقدام نجسة ، فإن من ينتمي إلى الإسلام ويُعرَف باسمه الإسلامي إنما يُرزَح تحت مصايب جسام ، كأن هناك سباعاً أقوياء تتجمع للفتك بالمسلمين والقضاء عليهم .
إذن لا بد من تغيير هذه المصيبة بقدر ما يمكن عن طريق الدعوة إلى دين الله وأساليب الحياة الدعوية ذات تأثير سريع ، ومن مقاومة الظلم الذي يُصَبُّ علي المسلمين رغم معرفة الحقيقة الدينية التي لا تخفى على أعدائنا الذين يظلموننا من غير إنصاف ، مع أنهم يعرفون معنى الظلم ، فإذا قمنا بتعريف هذه الطريقة الظالمة بكل وضوح ورأينا أنهم لا ينصرفون عن طبيعتهم الشريرة قُمنا بمقاومتها بكل شجاعة ، ونجعل جيل المستقبل المسلم في صيانة تامة ، ونصونهم من كل خطر وفساد يأتي من قِبل التدابير الفاسدة التي يشاهدونها فيتأثرون بها ، وذلك لا يمكن إلا بالتربية الصالحة التي نتناولهم بها في ضوء التعاليم الإسلامية الصحيحة التي تحول دون كل فساد في العقل والدين والحياة ، بمشيئة الله تعالى .
( ترجمه : سعيد الأعظمي )