ملامح عامة للأدب الإسلامي عند العلامة محمد الرابع الحسني الندوي
نوفمبر 19, 2023أدب الأطفال : أهميته وحاجته
نوفمبر 19, 2023التعريف السنيّ بكتاب : رسائل الأعلام
للأستاذ محمد الرابع الحسني رحمه الله
بقلم : الدكتور صالح العود *
أقول ، ومن الله تعالى الرضا والقبول :
إن العلاقة الوطيدة بين سماحة المفكر الشهير أبي الحسن علي الندوي ( ت 1420هـ – 1999م ) وبين ابن أخيه الراحل : الأستاذ النابغة السيد محمد الرابع الحسني الندوي ( ت 1444هـ – 2023م ) ، فقد مهّدت السبيل بل عبّدته إلى تقديمه ” خدمات علمية ” جليلة كلّفه بها سماحة أبي الحسن رحمه الله ، إذ ربّاه تحت عينه ، وبإشراف منه ، فاستفاد منها وأفاد بها الراحل الساحة العلمية ، والدعوة الإسلامية في الداخل والخارج ، ومنها – بل أقلها – وهي على سبيل الذكر والفكر ، ما كُلّف به من قِبل سماحته ، من عمل هام ومهم ، وهو ” إعداد وترتيب وتبويب المراسم الواصلة ، والحاملة لرسائل ومكاتيب كانت تصل إلى سماحة العلامة أبي الحسن الندوي ، من المشاهير والأعلام ، لرجالات الإسلام ، في أنحاء عديدة من الوطن العربي والإسلامي – مهما بعدت الشقة – واختلفت أبعادها ومقاصدها ، وهي تفوق في مجموعها : ( ثلاث مائة ) مراسلة ومكتوب .
فقام سماحة العلامة أبو الحسن – بعد حصرها – وانتقى منها ما يقارب ( السبعين ) ، وأسلمها بيده إلى هذا الشبل الأمين ، فتفرغ لها وفاءً لأستاذه ومربيه ، فأحسن إعدادها ، وتبويبها ، والتقديم لها ، والتعليق عليها ، بأمانة وحذق ، حتى استوت كما يُرام ، فبارك الله جهده وأثابه عليه ثواباً جزيلاً ، ثم صدرت الطبعة ( الأولى ) من هذا العمل النفيس من مدينة القاهرة عام ( 1405هـ – 1985م ) بالقطع المتوسط في 192 صفحة .
وعلى كل ، فها أنا أعرض على القارئ والقارئة ” عينات ” من عمله البار ، للتقريب والإفهام في إيجاز غير مخل ، ولا تطويل ممل ، وذلك على النحو التالي :
(1) جاء في مقدمة الكتاب بقلم الأستاذ الراحل محمد الرابع الحسني رحمه الله ، ما يلي :
” …. إن صاحب هذه المجموعة نفسه ، يمتاز بالتنوع العلمي والأدبي ، ويلتقي بأصحاب الرسائل من أصحاب المجلات العلمية ، والأدبية المختلفة على تنوعهم ، بكل واحد منهم في نوعه …. ” ( ص 11 ) . ” …. وبذلك أصبحت المجموعة حديقةً ذات ألوان وروائح مختلفة ، لا نجد هذا النموذج في مجموعات الرسائل الأخرى ، وهي ميزة تمتاز بها هذه المجموعة ، ويزيد ذلك من قيمتها وأهميتها …. ” ( ص 12 ) . ” …. ومن الممكن بل من المتوقع أن تصبح هذه المجموعة من الرسائل ، من المراجع والوثائق التاريخية في يوم من الأيام ، يعرف المؤرخون عن طريقها كثيراً من القضايا الإسلامية والمشكلات التي كانت تشغل عقول كثير من المعنيين بالإسلام والمسلمين … وكذلك يمكن أن يتعرفوا بها على عدد من الشخصيات الإسلامية ، وحلقات مفقودة في تاريخ حياتهم وأعمالهم ، وما يهمّ معرفته عن شخصيتهم من التواريخ والسنين ، التي فات المؤرخين والمترجمين الاطلاع عليها ، وتمتد المساحة الزمنية لذلك إلى ( سبعة وثلاثين ) عاماً ، فاختيار نخبة من رسائل هذه المدة ونشرها للراغبين ، عمل مفيد قيم ، نقدم لفضيلة شيخنا شكرنا ، وشكر قرائها من غيرنا عليه ، والله نسأل : أن يجعل هذا العمل خاصاً لوجهه ، ويضع فيه النفع والقبول ” . ا هـ / ص 13 .
محمد الرابع الحسني الندوي
دار عرفات ، مكتب لكهنؤ ، 28/ ذي الحجة ، سنة 1404هـ .
(2) وحسبما جاء في فهرس الكتاب ، فقد وضعها الراحل رحمه الله بعد تقسيمها على الشكل التالي في ( خمس ) مجموعات ، وهي :
(1) الأساتذة والشيوخ الكبار
(2) كبار العلماء في العالم العربي
(3) القادة والموجهون الإسلاميون
(4) المؤلفون الأدباء والكتاب الأصدقاء
(5) الملوك .. والأمراء .. والوزراء
(3) وإلى القارئ والقارئة ” عينات ” من الأعلام المشاهير في العلم أو التأليف أو الدعوة ، ولا يسع المقام لذكر أكثر من هؤلاء حسب تقديري – والله أعلى وأعلم – :
الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي ( من المغرب ) ، الشيخ حسين أحمد المدني ( من الهند ) ، الشيخ عبد الله حميد ، والشيخ عبد العزيز بن باز ( من السعودية ) ، الشيخ محمد بهجة البيطار ( من دمشق ) ، الشيخ أحمد عبد العزيز المبارك ( من الإمارات ) ، الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ( من مصر ) ، الشيخ محمد محمود الصواف ( من العراق ) ، الشيخ الحاج محمد أمين الحسيني ( من فلسطين ) ، الدكتور سعيد رمضان ( من جنيف ) ، الأستاذ محمد أسد ( النمساوي ) وغيرهم .
رحم الله الأستاذ الجليل السيد محمد الرابع الحسني الندوي رحمة الأبرار ، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
* باحث وكاتب ، فرنسا .