درس من الحوادث
يوليو 31, 2021أزمة هذا العصر الحقيقية
سبتمبر 4, 2021التوجيه الإسلامي :
البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم
( أول سور الطور والنجم والقمر )
بقلم : معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *
سميت بذلك لورود كلمة الطور .
21 ( وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ، كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) .
كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ :
أي أنه لا يؤخذ أحد بذنب أحد ، فكل مرتهن بعمله لا يحمل عليه ذنب غيره من الناس أباً أو ابناً .
29 ( فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ ) .
الباء بمعنى مع ، فما أنت كما يقول الكفار .
30 ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ ) .
أَمْ :
ذكر أم خمس عشرة مرةً ، وكلها للتوبيخ والتقريع والإنكار .
48 ( وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) .
أَعْيُنِنَا :
معنى الجمع التفخيم والتعظيم بحيث نراك ونحفظك فتكون بحفظنا ورعايتنا نحرسك ونرعاك ، وياله من تعبير رائع فاق كل أسلوب ، حول عناية الله ورعايته لعبده محمد صلى الله عليه وسلم .
سورة النجم
سميت بذلك لورود كلمة النجم في أول السورة .
2 ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ) .
ضَلَّ – غَوَىٰ :
الغواية هي الخطأ في الاعتقاد خاصةً ، والضلال أعم منها يتناول الخطأ في الأقوال والأفعال والأخلاق والعقائد التي شرعها الله ، وبيَّنها لعباده ، وهو من باب عطف الخاص على العام للاهتمام .
8 ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ) .
9 ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ) .
دَنَا :
الذي دنا هو جبريل ، والدنو القرب ، ويستعمل في الزمان والمكان والمنزلة ، و ( تَدَلَّىٰ ) استرسل من الأفق فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان قدر قوسين أو أقرب ، وهذا إشارة على تأكيد القرب ، فأوحى إليه .
19 ( أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ ) .
20 ( وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ ) .
21 ( أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ ) .
رَأَيْتُمُ – ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ :
رأى من رؤية القلب ، ومفعولها الثاني محذوف تقديره ، أفرأيتموها بنات الله وأنداده ؟ الأخرى صفة ذم لمناة الثالثة الأصنام ، وهي المتأخرة الوضعية المقدار ، أي مناة الحقيرة الذليلة ، لأن الأخرى تستعمل في الضعفاء كقوله تعالى : ( قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِـأُولاَهُمْ ) ، أي ضعفاؤهم .
23 ( إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ، إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ ) .
وجاء في الآية 28 ( وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً ) .
ٱلظَّنَّ :
إعادة الكلام في الآيتين على الظن ليس بتكرار ، لأن الأول متصل بعبادتهم للأصنام ، والثاني : بعبادتهم الملائكة ، والظن فيها مذموم ( إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً ) لا يقوم مقام العلم ، أقول : أما الظن الحاصل من الاستدلال والنظر بقرينه فذلك يعمل به في أصول الفقه ، وهو ضد الوهم لأنه يكون مع الطرف الراجح ، أما الوهم فهو مع الطرف المرجوح .
وكلما ابتعد عن الوهم صار أقرب إلى اليقين ، ( وَجُنودِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ ٱللَّهِ ) البقرة .
32 ( ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ إِلاَّ ٱللَّمَمَ ، إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ ) .
كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ – ٱلْفَوَاحِشَ – ٱللَّمَمَ :
الكبيرة هي ما وجب فيه عقوبة أو ما ورد فيه توعد بالعذاب بالنار يوم القيامة ، أو الغضب ، أو لعنة ، أو وعيد ، الإشراك بالله – وعقوق الوالدين – وقول الزور – وشهادة الزور ، وفي حديث آخر : اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله – والسِّحر – وقتل النفس التي حرم الله – وأكل الربا – وأكل مال اليتيم – والتولي يوم الزحف – وقذف المحصنات .
ٱلْفَوَاحِشَ :
ما فحش من الكبائر خصوصاً الزنا والقتل بغير حق ، فهو من قبيل التخصيص بعد التعميم ، قال الراغب : الفحش والفحشاء وما عظم قبحه من الأفعال والأقوال .
ٱللَّمَمَ :
مقاربة المعصية ، ويعبر به عن الصغيرة ، وقيل : كل ذنب لم يذكر الله عليه حداً ولا عذاباً .
سورة القمر
7 ( خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ) .
البلاغة – الكناية :
في ( خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ ) فخشوع الأبصار كناية عن الذلة ، كما يظهر بالوجه والعين .
التشبيه المرسل : شبَّههم بالجراد المنتشر في الكثرة أثناء توجههم إلى المحشر يوم القيامة .
11 ( فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ) .
البلاغة – استعارة تمثيلية :
فقد شبه تدفق المطر من السحاب ، بانصباب أنهار افتتحت أبوابها .
13 ( وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ) .
كناية :
كناية عن موصوف ، وهو السفينة الخشبية بالمسامير ، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات .
14 ( تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ) .
كُفِرَ :
كُفر من كفران النعمة ، أي فعلنا ذلك المذكور أجراً وثواباً لنوح لأنه كان نعمةً كفروها ، فكل نبي نعمة من الله على أمته ورحمة ، فكان نوح نعمةً مكفورةً .
20 ( تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ) .
مُّنقَعِرٍ – خَاوِيَة :
قال في الحاقة : ( فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) .
أي تقلع الناس من أماكنهم وترميهم صرعى على الأرض كأنهم أصول نخل بلا رؤوس ، ويزيده أنهم كانوا ذوي جثة عظام طوال ، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس ، والمشبه هنا ( عاد ) والمشبه به أعجاز النخل ، وهما حسيان ، ومعنى منقعر منقلع ، وهذا تشبيه مرسل .
31 ( إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ ) .
البلاغة – ٱلْمُحْتَظِرِ :
التشبيه المرسل : حيث شبَّههم بالشجر اليابس إذا داسته الغنم بعد سقوطه .
45 ( سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ ) .
ٱلدُّبُرَ :
عبَّر عن الجمع بلفظ الواحد الدبر ، والمراد الإدبار .
54 ( إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ) .
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ :
وحَّد النهر مع أن الجنات قبله جمع على خلاف القواعد ، إن النهر اسم جنس بمعنى الأنهار ، وهذا بمعنى الجمع ، وقد يؤتى بالواحد لمعنى الجمع ليدل على الكثرة ، مثل ( أهلك الناس الدينار والدرهم ) ، وكلمة النهر فيها من السعة ، فهي مناسبة ، ومثل هذا موجود في اللغة العربية ، والتعبير في القرآن كذلك .
* وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .