عبد العزيز جاويش الشيخ الذي رفض منصب شيخ الإسلام
أبريل 20, 202248/ سنةً في ظلال تربية الإمام العلامة أبي الحسن الندوي ( الحلقة الثالثة )
أبريل 20, 2022رجال من التاريخ :
الإمام الأعظم أبو حنيفة
ومكانته في علم الحديث
الأخ إلياس البلوشي *
هو الإمام الأعظم ، فقيه الملّة ، المحدّث الكبير ، النعمان بن ثابت بن زُوْطَى الكوفي ، وُلِدَ سنة ثمانين بالكوفة ، وكان من أبناء فارس الأحرار ، ولُقِّب بالإمام الأعظم ؛ لكثرة مُتَّبِعِيه ومُقلِّديه في العالم ، وهو أوّل من دوّن الفقه ، ورتّبه .
قال العلامة السّيوطي : بشّر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للإمام أبي حنيفة بهذا الحديث [1] : ” لو كان العلم بالثُّريَّا لتناوله رجال من أبناء فارس ” [2] .
وكان تابعيّاً ؛ لأنّه رأى سبعةً من الصحابة الكرام وروى عنهم ، وهم : أنس بن مالك ، وعبد الله بن جزء الزبيدي ، ومعقل بن يسار ، وواثلة بن أسقع ، وعائشة بنت عجرد ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة .
وكان له أكثر من أربعة آلاف شيخ ، وعلى رأسهم : حمّاد بن أبي سليمان ، عطاء بن أبي رَبَاح ، عامر الشَّعْبِي ، وعِكْرِمة مولى ابن عبّاس ، وعمرو بن دينار ، ونافع مولى ابن عمر ، وقَتَادة ، وعَلْقَمَة بن مرثد ، وابن شهاب الزُّهْرِي ، وخلقٌ سواهم .
وانتشر تلاميذه في البلاد الإسلامية ، وبلّغوا علوم الحديث والفقه ، وانتفع منهم جمعٌ من المسلمين ، واستيفاءُ عددِهم أمرٌ صعبٌ وفق تصريح العلامة الذّهبي : ” وروى عنه من المحدثين والفقهاء عدّة لا يُحصَون ” [3] ، وذكر ابن بزّار الكردري – رحمه الله – فهرساً طويلاً لتلامذه ، فتجاوز عددهم أكثر من خمسين وثمان مأة (850) ، وعدَّهم حسب البلاد ، فبلغ ذلك ثلاثة وأربعين (43) بلداً [4] ، منهم : شُعْبَة بن الحَجَّاج ، وسفيان الثوري ،ولَيْث بن سعد ، ومِسْعَر بن كِدَام ، وعبد الله ابن المبارك ، ووَكِيع بن الجراح ، ويحيى بن معين ، ومكّي بن إبراهيم .
وكان خَزّازاً يُنْفِقُ من كسبه ولا يَقْبل جَوائز السّلطان تورُّعاً ، وله دارٌ وصُنَّاعٌ ومَعاشٌ مُتَّسعٌ ، وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء والأولياء الأذكياء ، مع الدّينِ والعِبادةِ والتَّهجُّدِ وكثرةِ التِّلاوةِ وقيامِ الَّليل ، وشديد الذّبّ عن محارم الله ، مستغنياً عن جميع الناس ، كثير الصّمت ، دائم الفكر ، لا يتكلّم إلا جواباً ، بعيداً عن الغيبة ، لا يذكر أحداً إلا بخير ، وكان أعظم النّاس أمانةً ، وأحسنهم مروءةً ، وكان يحيي الليل صلاةً ودعاءً وتضرّعاً وبكاءاً ، وتُعرَفُ آثارُ البكاء في وجهه وخدّه ، وكان جهازه كلّه إلى قبره ، وكان حسين الوجه ، جميل الصّورة ، حسن الهيئة ، أسمر اللّون ، كثير التعطّر ، حسن الثّوب والنّعل ، يُعرف بطيبه إذا أقبل أو خرج من منزله ، ليس بالطّويل ولا بالقصير ، كان أحسن النّاس منطقاً ، وأحلاهم نغمةً .
وكان له يدٌ طولى في سائر العلوم ، فاختار الفقهَ من بين العلوم والفنون ، واشتغل به اشتغالاً تامّاً ، ولازم شيخه حمّاد بن أبي سليمان إلى أن مات .
ثناء العلماء عليه :
ذكر ابن عبد البر رحمه الله في ” الانتقاء “ [5] أسماءَ سبعةٍ وَّثمانين إماماًٍ كلهم قد أثنوا على أبي حنيفة رحمه الله ، وزاد فيها ثلاثة الشّيخ عبدُ الفتّاح أبو غُدَّة رحمه الله في تعليق الانتقاء ، وقال : فيكون عدد المُثْنِيْن على أبي حنيفة 70 عالماً جليلاً ، كلّهم أو جلُّهم أئمّةٌ كِبارٌ مشهورون ، لو شهدوا على أمرٍ لقُبِلَتْ شهادتهم ورُدَّت شهادة مخالفهم دون تردّد ، والثَّناءُ شهادةٌ ، وأسماء هؤلاء العلماء الأكابر الهُداة المهديّين الصّالحين لو توجّهت على ضعيف لصار حجّة ، فكيف إذا كان المثنون عليه سبعين حَبْراً صالحاً أئمَّة من كبار علماء السّلف ، بين محدّث وفقيه ، ومقرئ ومجاهد ، وناسك وعابد ، وقاض وزاهد ، وحجّة الأدب ولسان العرب ، وأكثر ما حدّد به العلماء التّواتر عدداً : سبعون ، فقد بلغ الثَّناءُ على الإمام أبي حنيفة حدَّ التَّواتر .
وهؤلاء ( السبعون ) فيهم المحدّثون الحفّاظ الأعلام شيوخ أئمة السنة : شيوخ الإمام أحمد والبخاريّ ومسلم ، وشيوخ شيوخهم رضي الله عنهم ، الأتقياء الأذكياء النُّقّاد ، وفيهم الفقهاء الفطنون البُصراء ،الصُّلحاء ، وفيهم كِبَار العُبّاد والعقلاء الأمناء على دين الله تعالى ، وهؤلاء كلّهم قد أطبقوا على الثّناء على أبي حنيفة في دينه وصلاحه وتعبّده وورعه وعلمه وفقهه وتثبُّته وثقته وإمامته وعقله ونباهته وهديه وسَمْتِه وكَرَمِه ، وامتناعه عن تولّي القضاء ورعاً وخوفاً على دينه وآخرته ، وأنّه اختار الحبسَ وما ناله من العذاب على تولّي القضاء . وتلك شهاداتهم فيه ، وهم بُرآء من التّعصّب له والتعصب على شانئيه “ [6] .
درجته في الحديث :
كان الإمام رحمه الله ثقةً حافظاً محدّثاً وإماماً ، وكان حسن الفهم وجيّد الحفظ ، شديد المعرفة بناسخ الحديث ومنسوخه ، ليس لأحد من الأئمة الأربعة المتبوعين من الوحدانيات [7] إلا للإمام أبي حنيفة .
عدّه العجلي [8] وابن شاهين [9] من الثّقات ، وعدّه الذهبي [10] والسّيوطي [11] من الحفاظ . قال عنه الإمام أبو داود رحمه الله : ” إنّ أبا حنيفة كان إماماً “ [12] .
وقال عنه يحيى بن معين : ” ثقة ثقة ، ما سمعت أحداً ضعّفه ، هذا شعبة يكتب إليه أن يحدّثه ، وشعبة شعبة “ [13] .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” ومن ظنّ بأبي حنيفة أو غيره من أئمّة المسلمين أنّهم يتعمّدون مخالفة الحديث الصّحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم ، وتكلّم إمّا بظنّ وإمّا بهوى ، فهذا أبو حنيفة يعمل بحديث التّوضّي بالنّبيذ في السّفر مخالفةً للقياس ، وبحديث القهقهة في الصّلاة مع مخالفته للقياس ؛ لاعتقاده صحّتهما ، وبَيَّنَّا أنّ أحداً من أئمّة الإسلام لا يخالف حديثاً صحيحاً بغير عذر ، بل لهم نحو من عشرين عذراً ” [14] .
وقال ابن خلدون رحمه الله في تاريخه : ” ويدلّ على أنّه ( أي أبا حنيفة ) من كبار المجتهدين في علم الحديث اعتماد مذهبه بينهم ، والتّعويل عليه واعتباره ردّاً وقبولاً ” [15] .
منهجه في تحمّل الحديث وأدائه :
كان لا يأخذ الرواية إلا عن الثقات ، ويحدّث ما يحفظ من يومٍ سمع إلى ما يؤدّي ولا يحدّث بما لا يحفظ ، قال عنه سفيان الثّوري : ” يأخذ بما صحّ عنده من الأحاديث الّتي كان يحملها الثّقات ، وبالآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ” [16] .
وقال يحيى بن معين رحمه الله : ” كان أبو حنيفة ثقةً لا يحدّث بالحديث إلا بما يحفظه ، ولا يحدّث بما لا يحفظ [17] .
وقال الإمام أبو يوسف : ” لا يستحل إلا ما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شديد المعرفة بناسخ الحديث ومنسوخه ، وكان يطلب أحاديث الثقات والأخذ عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ” [18] .
كثرة اعتنائه بالحديث :
كان الإمام رحمه الله كثير الاعتناء بالحديث ، قال الإمام الموفق المكّي : ” إنّ أبا حنيفة قال في الفقه ثلاثة وثمانين ألف مسألة ” [19] ، فكثرة مسائله في الفقه وإمامته فيه تدلّ على إمامته في الحديث ، كما قال العلامة ظفر أحمد العثماني رحمه الله : ” ولا يخفى أنّ الفقه لا يتيسّر بدون حفظ الأحاديث والآثار وأقوال الصحابة والتابعين واختلافاتهم ، ومعرفة النّاسخ والمنسوخ من السّنن وغيرها ، فلمّا أجمعوا على كون أبي حنيفة أفقه الناس فقد التزموا كونه حافظاً للأحاديث ، جامعاً لمقدار عظيم منها ” [20] .
وقال العلامة الذّهبي : ” فإنّ الإمام أبا حنيفة طلب الحديث ، وأكْثَرَ منه في سنة مأة وبعدها “ [21] ، فهذه شهادة الحافظ الذهبي له بالإكثار من الحديث .
وكان عنده ذخيرة من الأحاديث ، ولكن لم يُخرِجْ منها إلا اليسير ، كما صرّح به صدر الأئمّة موفق بن أحمد المكي ، فقال : ” وانتخب أبو حنيفة رحمه الله تعالى الآثار من أربعين ألف حديث “ [22] .
وقال يحيى بن نصر بن حاجب رحمه الله : ” سمعت أبا حنيفة يقول : ” عندي صناديق من الحديث ، ما أخرجتُ منها إلا اليسير الذي يُنتفع به “ [23] .
وذكر العلامة ظفر أحمد العثماني قول يحيى بن معين عن وكيع ، فقال : قال يحيى بن معين : ” ما رأيت أحداً أُقدِّمه على وكيع ، وكان يُفتي برأي أبي حنيفة ، وكان يحفظ حديثَه كلَّه ، وكان قد سمع من أبي حنيفة حديثاً كثيراً ” ، وشرح العلامة العثماني قول يحيى بن معين ، فقال : وفيه دلالة على كون الإمام مكثراً في الحديث ، لا مقلاً فيه [24] .
وقال الشّيخ عبد الفتاح أبو غدّة رحمه الله عن كثرة اعتنائه بالحديث ، فقال : ” ولولا كثرة اعتنائه بالحديث ، ما تهيّأ له استنباط مسائل الفقه ، فإنّه أوّل من استنبطه من الأدلّة ، وعدم ظهور حديثه في الخارج ، لا يدلّ على عدم اعتنائه بالحديث ، كما زعمه بعض من يحسده ، وليس كما زعم .
وإنما قلّت الرواية عنه وإن كان متسعَ الحفظ لأمرين :
أحدهما : اشتغاله عن الرواية باستنباط المسائل من الأدلة ، كما كان أجلاء الصحابة كأبي بكر وعُمر وغيرهما يشتغلون بالعمل عن الرواية ، حتى قلّت روايتهم بالنسبة إلى كثرة اطلاعهم ، وكثرة رواية من دونهم من نسبة إليهم .
وكذا الإمام مالك والإمام الشافعيّ لم يَرويا إلا القليل بالنّسبة إلى ما سمعاه ، كلُّ ذلك لاشتغالهما باستخراج المسائل من الأدلة .
الأمر الثاني : أنه كان لا يرى الرّواية إلا لما يحفظ ، روى الطحاوي عن أبي يوسف ، قال : قال أبو حنيفة : لا ينبغي للرجل أن يحدث من الحديث إلا بما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدّث به . وروى الخطيب عن إسرائيل بن يونس قال : نِعْمَ الرجل نعمان ، ما كان أحفظه لكل حديث فيه فقه ، وأشدّ فحصه عنه ، وأعلَمه بما فيه من الفقه “ [25] .
الإمام الأعظم وفنّ الجرح والتّعديل :
تلقّى العلماء عنه وقبِل قولَه في الجرح والتعديل ، قال العلامة عبد القادر القرشي رحمه الله : ” اعلم أنّ الإمام أبا حنيفة قد قُبِل قولُه فى الجرح والتعديل ، وتلقّوه عنه علماء هذا الفن وعملوا به ، كتلقّيهم عن الإمام أحمد والبخاري وابن معين وابن المديني وغيرهم من شيوخ الصّنعة ، وهذا يدلّك على عظمته وشأنه وسعة علمه وسيادته “ [26] .
وقال سفيان بن عيينة : أوّل من أقعدني للحديث أبو حنيفة ، قَدِمت الكوفة ، فقال أبو حنيفة : ” إنّ هذا أعلم الناس بحديث عمرو بن دينار ، فاجتمعوا عليّ ، فحدَّثتُهم “ [27] .
فتلقّى قوله وذكر في كتبه كلٌّ من الإمام الترمذي ، والإمام البيهقي ، والعلامة الذهبي ، والحافظ ابن حجر ، والإمام اليافعي ، وغيرهم .
نظراً إلى هذا أسوق كلام الإمام أبي حنيفة على الرّجال من جرح وتعديل مما نقله العلماء في كتبهم ، وتلقّوه بالقبول :
قال في جابر الجعفي – جرحاً – وفي عطاء بن أبي رباح – تعديلاً – : ” ما رأيت أحداً أكذب من جابر الجعفي ، ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح “ [28] .
وقال في تعديل سفيان الثوري : عن عبد الحميد الحماني ، قال : قام أبو سعد الصغاني إلى أبي حنيفة ، فقال : يا أبا حنيفة ! ما تقول في الأخذ عن ” الثوري ” ؟ فقال : أكتب عنه ، فإنّه ثقة ما خلا أحاديث ” أبي إسحاق عن الحارث ” ، وحديث ” جابر الجعفي “ [29] .
وقال : ” ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد “[30] .
وقال في زيد بن عيّاش : ” زيد بن عياش مجهول “ [31] .
وجرح على جهم بن صفوان ومقاتل بن سليمان : ” أتانا من المشرق رأيان خبيثان : جهم معطل ، ومقاتل مشبّه ، وقال محمد بن سماعه : عن أبي يوسف عن أبي حنيفة ، أفرط جهم في النفي حتى قال : أنه ليس بشيئ ، وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل اللهَ تعالى مثل خلقه “ [32] .
وقال في تعديل أبي الزناد : ” وكان أبو الزناد أفقه من ربيعة “ [33] .
وقال : ” لعن الله عمرو بن عبيد ؛ فإنّه فتح للنّاس باباً إلى علم الكلام ” [34] .
وتكلّم على كثير من الرّجال غير ما ذكرتُ ، فكلامه على الرّجال تدلّ على إمامته في فنّ الجرح والتعديل ، وعلى كثرة معرفته على الرّجال .
بيان جرح العلماء عليه والجواب عنها :
قد تكلّم عليه الإمام البخاري ، وقال : ” كان مرجئاً ، سكتوا عن رأيه وحديثه “ [35] .
وتكلّم ابن أبي حاتم [36] عليه ، ونقل الجرح من أقوال العلماء فقط دون التّعديل .
وهذا تعصّب وتعنّت محض ، غفر الله لهم بما قالوا ، فأجيب بأصل ما ذكره الخطيب البغدادي في ” الكفاية ” بأنّ كلَّ مشهورٍ بالعدالة لا يحتاج لتزكية مُعَدِّلٍ ، فقال : ” أن المحدّث المشهور بالعدالة والثّقة والأمانة لا يحتاج إلى تزكية المعدل ” ( وذكر أسماء كثير من الأئمّة المشهورين أمثلةً ) ، وقال : ومن جرى مجراهم في نباهة الذّكر واستقامة الأمر والاشتهار بالصدق والبصيرة والفهم ، لا يُسْأَلُ عن عدالتهم “ [37] .
فأقول : أنّ الإمام الأعظم أشهر ممن ذكرهم الخطيب ، لأنّ تعديل العلماء له بلغ درجة التّواتر ، كما بيّنتُ في ثناء العلماء عليه ، فكيف يُجرح بجرح أحد ؟ وكيف يُضَعَّفُ بتضعيف أحد ؟ وما عدّ الخطيبُ من المحدّثين المشهورين بالعدالة والثّقة والأمانة بأنّهم لا يحتاجون إلى تزكية مُعدِّلٍ ، فما تقول عمّن هو شيخٌ لأحد عشرة نفرٍ منهم ؟ نعم ، هو الإمام أبو حنيفة الذي لا يحتاج إلى تزكية مُعدِّلٍ حسب هذه القاعدة التي ذكرها الخطيب .
وتكلّم عليه بعض العلماء من قِبَلِ حفظه ، فحسبهم قول شعبة في أبي حنيفة : ” كان والله حسن الفهم ، جيّد الحفظ “ [38] .
وهذا نصّ صريح في قوّة حفظه ، صادر عمّن هو مشهود لّه بالإمامة والتّديّن ، والتّشدّد في نقد الرّجال ، وبهذا القول الرّشيد يسقط كلّ ما ادّعاه المتعصّبون ، والحاقدون ، من متقدّم ومتأخّر ، من ضعف حفظ هذا الامام العظيم .
وفاته :
تولاه أبو جعفر المنصور للقضاء فأبى ، وحُبس ، ومات في السجن في رجب – على الأصح – سنة خمسين ومأة ( 150هـ ) [39] ببغداد ، وعاش سبعين سنةً ، ودُفن في مقابر الخيزران ، وصلّى عليه وغسله الحسن بن عمارة وهو قاضٍ يومئذ ببغداد ، وصُلِّي عليه ستّ مرات من كثرة الزّحام ، وآخرهم صلى عليه ابنه حماد [40] .
رضي الله عنه وعن جميع أئمّة الإسلام والمسلمين ، ورحمه الله تعالى عليهم رحمةً واسعةً ، آمين .
* المتخصص في علوم الحديث ، جامعة العلوم الإسلامية بنوري تاؤن كراتشي .
[1] تبييض الصحيفة في مناقب أبي حنيفة ، ذكر تبشير النبي صلى الله عليه وسلم به ، ص : 32 .
[2] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ، شهر بن حوشب : 6/64 .
[3] مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه للذهبي ، شيوخ أبي حنيفة ، ص : 19 .
[4] مناقب الإمام الأعظم للكردري ، من روى عنه الحديث والفقه شرقاً وغرباً بلداً بلداً : 2/218 – 243 .
[5] الانتقاء لابن عبد البر ، باب ذكر ما انتهى إلينا من ثناء العلماء على أبي حنيفة ، ص : 193 – 229 .
[6] المصدر السابق ، ص : 230 .
[7] الوحدانيات ما دار فيه بين الراوي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل واحد فقط ، وهو صحابي .
[8] الثقات للعجلي ، باب النضر والنعمان ، رقم الترجمة : 1853 ، 2/314 .
[9] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ، باب النون ، رقم الترجمة : 1477 ، ص : 241 .
[10] تذكرة الحفاظ ، الطبقة الخامسة ، الرقم : 163 ، 1/126 .
[11] طبقات الحفاظ للسيوطي ، الطبقة الخامسة ، رقم الترجمة : 156 ، ص : 80 .
[12] تذكرة الحفاظ ، الطبقة الخامسة ، الرقم : 163 ، 1/127 .
[13] إكمال تهذيب الكمال ، باب النون ، الرقم : 4840 ، 12/56 .
[14] مجموع الفتاوى ، صحة مذهب أهل المدينة ، مسألة إجماع أهل المدينة وذكر مراتبه : 20/304 .
[15] تاريخ ابن خلدون ، الباب السادس من الكتاب الأول في العلوم وأصنافها ، الفصل السادس : 1/562 .
[16] الانتقاء ، باب ذكر ما انتهى إلينا من ثناء العلماء على أبي حنيفة وتفضيلهم له ، ص : 262 .
[17] تهذيب الكمال ، باب النون ، من إسمه نعمان ، الرقم : 6439 ، 29/424 .
[18] الخيرات الحسان لابن حجر الهيثمي ، الفصل الثالث عشر في ثناء الأئمة عليه ، ص : 33 .
[19] مناقب أبي حنيفة للموفق المكي ، فضائل سيدنا أبي بكر الصديق واتباع الإمام له : 1/96 .
[20] قواعد في علوم الحديث ، الفصل التاسع ، ترجمة الإمام أبي حنيفة ، ص : 314 .
[21] سير أعلام النبلاء ، الطبقة الخامسة ، رقم الترجمة : 163 ، 6/396 .
[22] مناقب أبي حنيفة للموفق المكي ، فضائل سيدنا أبي بكر الصديق واتباع الإمام له : 1/95 .
[23] المصدر السابق .
[24] قواعد في علوم الحديث ، الفصل التاسع ، ترجمة الإمام أبي حنيفة ، ص : 315 .
[25] الانتقاء ، باب ذكر ما انتهى إلينا من ثناء العلماء على أبي حنيفة وتفضيلهم له ، ص : 205 .
[26] الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ، مقدمة المؤلف ، فصل ( بلا عنوان ) : 1/30 .
[27] المصدر السابق .
[28] العلل الصغير للترمذي ، جواز الحكم على الرجال والأسانيد ، ص : 739 .
[29] دلائل النبوة للبيهقي ، فصل ( بلا عنوان ) بعد فصل في اختلاف الحديث : 1/45 .
[30] تذكرة الحفاظ للذهبي ، الطبقة الخامسة ، ترجمة جعفر بن محمد ، رقم الترجمة : 162 ، 1/125 .
[31] تهذيب التهذيب ، باب حرف الزاي ، من اسمه زيد ، رقم الترجمة : 774 ، 3/424 .
[32] تهذيب التهذيب ، حرف الميم ، من اسمه مقاتل ، رقم الترجمة : 501 ، 10/281 .
[33] مرآة الجنان ، سنة إحدى وثلاثين ومأة : 1/215 .
[34] الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ، مقدمة المؤلف ، فصل ( بلا عنوان ) : 1/31 .
[35] التاريخ الكبير ، باب النون ، رقم الترجمة : 2253 ، 8/81 .
[36] الجرح والتعديل ، باب كل اسم ابتداء حروفه على النون ، رقم الترجمة : 2062 ، 8/449 .
[37] الكفاية ، باب في أن المحدث المشهور . . . لا يحتاج إلى تزكية المعدل ، ص : 86 – 87 .
[38] الخيرات الحسان لابن حجر الهيثمي ، الفصل الثالث عشر في ثناء الأئمة عليه ، ص : 36 .
[39] تذكرة الحفاظ ، الطبقة الخامسة ، الرقم : 163 ، 1/126 .
[40] تهذيب الكمال ، باب النون ، من إسمه نعمان ، الرقم : 6439 ، 29/445 .