أبو حنيفة : حياته وعصره ، آراؤه وفقهه
ديسمبر 23, 2024مجلس إحياء المعارف النعمانية ، للدكتور سعيد بن مخاشن :
يناير 28, 2025قراءة في كتاب :
الإفتاء في الإسلام
نشأته .. أعلامه .. مؤلفاته
بقلم : الدكتور صالح العود *
هو كتاب لصاحب هذا المقال ، ليس بالطويل المُمِلّ ، ولا القصير المُخلّ ، ويقع في أربع وثلاثين صفحة من القطع الكبير ، صدر في طبعته الأولى عام ( 1444هـ – 2023م ) ، عن المكتبة الثقافية بمدينة تِطوان في بلاد المغرب الأقصى ، لصاحبها الأستاذ الفاضل السيد يوسف عبد الهادي حفظه الله دوماً ورعاه ، وهو جِدّ متفانٍ في نشر الكتاب الإسلامي ، وحريص جداً على النفع به . والدليل عليه ، أنّ رقم كتابي هذا في قائمة سلسلة منشوراته قد بلغ ( 214 ) .
وأهم عناوين الموضوعات في الكتاب ، هي على النحو التالي :
- الصحابة الكرام رضي الله عنهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- مَن الذي يطلق عليه المفتي ، وما هي صفاته .
- نماذج من أسماء المفتين المشهورين الذين حُفظت عنهم الفتوى ما بين رجل وامرأة .
- كتبُ الفتْوى الهامَّة ، والمعتمدة : قديماً وحديثاً .
ولإفراد هذا الموضوع بالتحرير ، الذي تمّ صدوره في مؤلّف لاحقاً ، سبَبٌ لافتٌ ، يحسن ذكره ، وهو أنه كان لي برنامج سمعي في إذاعة القرآن الكريم العاملة على موجة إذاعة الشرق FM بباريس عنوانه : ( أنت تسأل والإسلام يجيب ) ، يستقطب رسائل جمهور غفير من المستمعين والمستمعات العرب والمسلمين القاطنين بها ، فكنت أتولى الإجابة عما يبعثون به إليَّ من أسئلتهم ومشاكلهم : سواء الدينيّة أو الاجتماعيّة أو التربويّة أو الأسريّة .
ولما توقف البرنامج لغير رجعة ، بسبب حاسد حسدني على شهرته ومدى انتفاع الجالية به ، وشدة تعلق المساجين في زنازينهم ، والمرضى في المستشفيات والمصحّات ، والعملة أو الأمّهات في بيوتهم ، ومواصلاتهم ، فلله الأمر من قبل ومن بعد . لكن ، لما علم به – بعد العرض عليه – صاحب دار نشر شهيرة في بيروت ، طلب مني نشره ، لزيادة النفع به في عالم الطباعة والقراءة خارج محيط البرنامج الذي أذيع فيه ، وهي باريس وضواحيها وأهم المدن الكبيرة التي يصلها الإرسال ، ويلتقطه المستمعون من موجة الإذاعة ، فشمّرتُ عن ساعد الجد ، وبذلت من الطاقة أضعافاً ، من حيث المراجعة ، والزيادة والإثراء فيه ، ما يقارب ( ثلاث سنوات أخرى من العمل المتواصل ) إلى أن صدر في مجلدين فاخرين بنفس العنوان .
وصدّرتُ الكتاب في المجلّد الأول منه ، بصفحات مهمَّة : عن مقام الفتوى ، وأهميتها ، ومدى الحاجة إليها في كل عصر ومصر ، وشروط من يتولى الإفتاء ويقتحم هذا الميدان ويتصدّره ؛ لكنّي بعد سنوات ، رأيتُ أن أفرد الموضوع بكتاب ظريف ، لمسيس الحاجة إليه ، وليعلمه النابِه والقاصِر ، ليكون على بينة من أمره .
والحمد لله تعالى الذي أعان على إنجاز الكتاب ، وقد استحسنه العلماء والخطباء ، والذين يتطفلون على مائدة الإفتاء . ومن بين الذين أهديتهم هذا الكتاب : مفتي بلاد غانا GHANA في قارة إفريقيا ، الشيخ عبد العزيز محمود بَارَا ، فأعجبه وتعلق به ، ثم هتف إليّ يستأذنني في ترجمته من العربية إلى لغة ( الهَوْسَا ) ، التي يتحدث بها أكثر من مائة مليون نسمة في إفريقيا ، وليكون الكتاب حاضراً بين أيدي العلماء والمفتين وأئمة المساجد والدعاة ، فأذنت له في ذلك محْتَسِباً لله رب العالمين .
وقد تُرجم الكتاب وطبع وانتشر بمشيئة الله وبفضله عز وجل ، وبسَعْيِ سعادة المفتي حفظه الله ، وبارك في فهمه وقلمه .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات أولاً وآخراً .
* مجاز في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر .