أيقونة الإنسانية صاحب السمو خليفة بن زايد آل نهيان في ذمة الله تعالى

وفاة الأخ الكريم الأستاذ حشمة الله الندوي
يونيو 3, 2022
(2) الشيخ حفيظ الرحمن الأعظمي العمري إلى رحمة الله تعالى
يوليو 11, 2022
وفاة الأخ الكريم الأستاذ حشمة الله الندوي
يونيو 3, 2022
(2) الشيخ حفيظ الرحمن الأعظمي العمري إلى رحمة الله تعالى
يوليو 11, 2022

أيقونة الإنسانية صاحب السمو خليفة بن زايد آل نهيان في ذمة الله تعالى

الأخ الحافظ محمد جسير ، كلتور *

رجل من أغلى الرجال ، وقائد من أعظم القادة ، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ( طيب الله ثراه ) ، رئيس دولة الإمارات ، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من العطاء ، قدم فيها الكثير لبلاده وأمته ، حتى صارت الإمارات أنموذجاً للتطور والحداثة في منطقتنا والعالم . كما كان قائداً محنكاً وشخصيةً وطنيةً من الطراز الرفيع ، أسمى اسم الإمارات عالياً في كافة المحافل ، وكرَّس حياته لخدمة شعبه وأمته . فالآن نحن بصدد الحديث عنه بالإيجاز .

وُلد الشيخ خليفة في 7/ سبتمبر 1948م في قلعة المويجعي في مدينة العين ، عندما لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة موجودةً أصلاً . وسمي على اسم جده الأكبر الشيخ خليفة بن شخبوط .

كان يبلغ من العمر 18 عاماً فقط عندما تم تعيينه ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية بعد أن أصبح الشيخ زايد حاكماً لإمارة أبوظبي ، وانتقل إلى   العاصمة في عام 1969م ، بينما كانت الإمارة لا تزال محمية بريطانية ، تم تعيينه ولي عهد أبو ظبي .

وتولى الشيخ خليفة الحكم في الإمارات إثر وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نوفمبر/تشرين الثاني 2004م ، وفي يناير/كانون الثاني 2014م أصيب بجلطة ، فترك إدارة شؤون إمارة أبو ظبي لأخيه الشيخ محمد بن زايد .

في أول يوم وطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد توليه الرئاسة عام 2004م ، تحدث الشيخ خليفة عن حزنه العميق لوفاة والده . لكن الفجيعة والحزن جاءا أيضاً بإحساس عميق بالمسؤولية لمواصلة إرثه .

وقال : ” ستبقى قيم الشيخ زايد وأسلوبه القيادي منارةً ستستمر في توجيهنا في الوقت الذي نعزز فيه اتحادنا ، ونحافظ على الإنجازات والمكاسب التي حققتها الدولة في مختلف مجالات التطورات ” .

استخدم الشيخ زايد الثروة النفطية للبلاد لبناء دولة حديثة يتمتع فيها كل من الإماراتيين والمقيمين من الخارج بمستوى عالٍ من المعيشة . واصل الشيخ خليفة سياسة ” الباب المفتوح ” التي اتبعها والده ، حيث يمكن للناس من جميع الجنسيات والأديان التعايش بسلام .

في عهد الشيخ خليفة ، تمَّ تنفيذ مشاريع تنموية على مستوى الدولة بقيمة تزيد عن 40 مليار درهم . أصبح التعليم والرعاية الصحية مجالات محورية . حتى تم بناء المدارس والجامعات والمستشفيات لتحسين نوعية الحياة في الإمارات .

كان من أعظم إرث الشيخ خليفة اهتمامه الشديد بتوفير السكن المجاني والدعم المالي للإماراتيين . قالت مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة ومندوبتها الدائمة لدى الجامعة العربية : إن حكم الشيخ خليفة ، رحمه الله ، تميز منذ تسلمه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2004م ، بمواصلة النهج الحكيم للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، مستمراً في مسيرة العمل والإنجاز بكل أمانة ، فكانت مرحلة التمكين ، فوضع بصماته في برنامج التمكين السياسي ، الذي أطلقه رحمه الله ، في عام 2005م ، وكانت أول انتخابات للمجلس الوطني الاتحادي ، ضمن برنامج التمكين ، الذي كان هدفه تمكين أبناء الوطن وإشراكهم في صناعة مستقبل الإمارات .

على عكس العديد من القادة العرب ، لا يُعرف الكثير عن حياة الشيخ خليفة الخاصة . قال معارفه : إنه كان شغوفاً بالصقارة ويستمتع بالصيد . كان الانطباع الأكثر شيوعاً الذي تركه وراءه هو أنه كان صبوراً ولطيفاً ومستمعاً شغوفاً . وقد قال الشيخ محمد ذات مرة في مقابلة له : إن شقيقه الأكبر الشيخ خليفة كان رجلاً صبوراً .

السنوات الأخيرة من رئاسته لم تشهده على المنصات العامة بسبب اعتلال صحته . وفي إشادة مؤثرة ، قال الشيخ محمد : ” إن المغفور له بإذن الله تعالى كان قلب عائلتنا والوصي على أمتنا ” . قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي : ” إن عطاء الشيخ خليفة للبلاد كان بلا حدود ، وكان منشغلاً بتعزيز رفاهية المواطنين ” .

بينما كان الناس في الإمارات يغمرونه بالحب ، نمت مكانة الشيخ خليفة على المسرح الدولي أيضاً . وواصل بناء سياسة خارجية سليمة تقوم على مبادئ السيادة والاحترام والتعاون الثنائي . ومن الجدير بالذكر قراراته الجريئة التي ساعدت في تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مكان للتسامح يفتح أبوابه للمغتربين من جميع أنحاء العالم . كماجعله في تمكين المرأة أحد رواد العالم فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين .

ولذلك سيبقى في الأذهان طويلاً من قبل جميع الذين يعملون من أجل الاستقرار الإقليمي ، والتفاهم بين الأمم وبين الأديان . نسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويرزق أهله وأحبائه وشعبه الصبر والسلوان .

* طالب الماجستير ، جامعة دار الهدى الإسلامية ، كيرالا .