التعريف السنيّ بكتاب : رسائل الأعلام
نوفمبر 19, 2023الهداية القرآنية : سفينة نجاة للإنسانية
نوفمبر 19, 2023أدب الأطفال : أهميته وحاجته
بقلم العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي
سعيد الأعظمي الندوي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد !
فإن المعنيين بالتعليم والتربية تناولوا موضوع تربية الأطفال وتزويدهم بالثقافة الإسلامية في العالم كله ، وهو صفحة مشرقة من التاريخ ، ولاشك أن المدرسة الأولى للطفل هي حضن الأم ، وهو يرجع إلى الأم في قضاء حاجاته ، وهناك وسائل وأدوات لا يمكن بناء حياة الطفل إلا بها ، ومن ثم استمرت سلسلة إعداد أدب إيجابي للأطفال في لغاتهم ، وهو يحتوي على تطور ملحوظ حسب أعمارهم .
نظرة خاطفة على تاريخ أدب الأطفال باللغة الأردية تكشف لنا جهود الأستاذ محمد إسماعيل الميرتهي مشكورةً في هذا المجال ، وكانت جديرةً بالعناية الفائقة لدى أهل العلم والأدب ، فقد بذل مجهوداً بالغاً في لفت أذهان الأطفال إلى الإيمان بقدرة الله تعالى وعظمته ، وأصبحت سلسلته لتعليم اللغة الأردية مقبولةً في الأوساط العلمية والأدبية ، توجد فيها معان قيمة للدين باعتناء خاص بحلاوة اللغة ، يجتمع ذلك في سلسلة كتبه من النظم والنثر معاً ، وهي تحدث بلسانهم .
وقد أعد العلامة الشيخ السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي وفقاً لمراعاة نفسية الأطفال سلسلة باسم قصص النبيين ، نالت قبولاً عاماً ، فقد رتب هذه الحكايات مستمداً من القرآن الكريم ، وهذه السلسلة في عدة أجزاء ، وهي تستوعب عدداً من الأنبياء أمثال : سيدنا آدم ونوح وهود وصالح وإبراهيم ويونس وموسى وداؤد وسليمان وعيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يذكر مجرد هذه القصص ، بل استخرج منها نتائج عقدية وإيمانية ، وقد لخصت هذه القصص شقيقته السيدة أمة الله تسنيم باسم ” قصص الأنبياء ” باللغة الأردية .
وقد عرفت الهند في مجال أدب الأطفال باللغة الأردية أدباء ومؤلفين أمثال الشيخ الطبيب شرافت حسين الرحيم آبادي ، فإنه أعد أيضاً سلسلةً مباركةً لأدب وتربية الأطفال المسلمين ، وتشتمل هذه السلسلة على عشرين كتاباً ، نحو : إيماننا ، سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وغيرها من الكتب ، يقول الشيخ السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي : ” كنت في عام 1930م طالباً عند أستاذنا العلامة محمد تقي الدين الهلالي المراكشي ، فكان يدرس عليه أيضاً الطبيب شرافت حسين الرحيم آبادي اللغة العربية ، فتعرفت عليه ، وقد أنشأ مكتبة باسم مكتبة دين ودانش بلكناؤ ، وأصدر منها كتباً دينية ، وهي مأثرة عظيمة يتوقف عليها مستقبل النشء الجديد ” .
وقد رأينا نشاطاً ملحوظاً في أدب الأطفال في هذا العصر ، وهو جهود الأستاذ الفاضل سراج الدين الندوي ، فقد تناول هذا الموضوع بالدراسة والمطالعة ، وألف حوله عدداً من الكتب العلمية ، كما أصدر صحيفة باسم : اجها ساتهى ( الزميل الصالح ) ، وهي تصدر بكل اهتمام منذ مدة .
وبناءً على دعوته عقدت رابطة الأدب الإسلامي العالمية في شبه القارة الهندية ندوة أدبية حول أدب الأطفال ، في بلدة بجنور في ولاية أترابراديش ( الهند ) في نوفمبر عام 2018م ، فقد كتب لها العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ( نائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ) خطبة رئاسية ، ألقيت في الندوة ، وكانت الخطبة ذات قيمة وفوائد عظيمة ، فنقلها إلى اللغة العربية الأستاذ محمد فرمان الندوي ( أستاذ كلية اللغة العربية وآدابها ، بجامعة ندوة العلماء ، لكناؤ ) ، وهي الآن ماثلة للطباعة ، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذه الرسالة الأدبية ، ويجعلها مفيدةً للباحثين في هذا الموضوع .
وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه وبارك وسلم .