أخي القارئ الكريم !

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي القارئ الكريم !

نحمد الله تعالى على أن مجلة البعث الإسلامي تفتتح بهذا العدد المجلد الحادي والسبعين ، فدخلت المجلة في السنة الحادية والسبعين منذ بدايتها عام 1955م ، وهي مدة لا بأس بها في مجال الصحافة الهادفة التي اجتازتها المجلة خلال هذه المدة المديدة ، فالقلب واللسان يلهجان بالثناء والشكر لله عزوجل ، الذي وفق المسئولين عنها للاستمرارية في هذا الدرب الدعوي .

صدرت مجلة البعث الإسلامي في الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي ، وكانت هناك هتافات ونداءات إلى أسماء ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، فقد شعر بخطورة الوضع الإمام العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي ( رحمه الله تعالى ) ، فغرس هذا الغرس المثمر تحت إشراف أخيه الكبير الشيخ السيد عبد العلي الحسني رئيس ندوة العلماء آنذاك على يد الأديب الموهوب الأستاذ السيد محمد الحسني الذي لم يجاوز من عمره عشرين عاماً ، فلا يزال يُثري المجلة إلى آخر لمحة من حياته ، بتعاون مخلص من سعادة أستاذنا الدكتور سعيد الأعظمي الندوي ( أطال الله بقاءه ) ، فصدر العدد الأول للمجلد الأول في شهر صفر سنة 1375هـ ، المصادف أكتوبر عام 1955م ، وكان العدد الأول يغطي 32/ صفحة من القطع الصغير ، لكن مع مرور الزمن تزايدت صفحاتها حتى بلغت إلى مائة صفحة ، وقد كتب افتتاحية العدد الأول منشئ المجلة الأستاذ السيد محمد الحسني ( رحمه الله ) حول : أهدافنا ، يقول في افتتاحيته : ” إنها ليست مجلةً كبعض المجلات الأدبية في القاهرة وبيروت ، تلعب وتلهو بالأدب ، إنها مجلة ذات دعوة ، وذات عقيدة ، وذات مبدء ، وذات رسالة ” .

إن سعادة أستاذنا الدكتور سعيد الأعظمي الندوي وإن آلت إليه مسئولية رئاسة التحرير بعد وفاة الأستاذ السيد محمد الحسني رحمه الله ، لكنه كان رئيساً مشاركاً في إصدار المجلة من أول يومها ، فإنه لا يزال يسير بالمجلة على نفس الخط الذي رسمه مسئولوها الأولون ، وقد مضت على هذه المجلة سبعون عاماً بتوفيق من الله وفضله ، ويشرف الآن على المجلة نجل منشئ المجلة فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء ، فنحن إذ نبدأ المجلد الجديد للمجلة ندعو الله تعالى أن يجعل التوفيق حليف العاملين في المجلة ، ويكرم القائمين والمشرفين عليها ، وأصحاب الأقلام والدراسات العلمية بالاستمرارية في هذا العمل الدعوي ، حتى تصل رسالة الإسلام بواسطة هذه المجلة إلى ما شاء الله أن تصل ، وتستكمل المجلة غايتها المتوخاة من إصدارها . وما ذلك على الله بعزيز .

كتبها بقلمه

مدير تحرير المجلة

21/4/1446هـ