الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي : الداعية المتفاني في سبيل الله تعالى
مايو 3, 2021الشيخ الفيلسوف عبد الباري الندوي المولود في 1889م – المتوفى في 1976م
يونيو 2, 2021من وحي التنوير :
أتبين دينيه ( قبل الإسلام )
ناصر الدين دينيه ( بعد الإسلام )
( الحلقة الأولى )
بقلم : دكتور غريب جمعة ( جمهورية مصر العربية )
أستأذن أخي القارئ في سطور أضعها بين يدي الحديث عن هذا العالم ، وما أظنه سيضيق ذرعاً بهذه السطور ليعرف قدر هذا الرجل العظيم الذي طالت مدة دراسته للأديان المختلفة حتى تجاوزت خمسة وأربعين عاماً ، قال في نهايتها :
” أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ” .
إن بعض القراء في عالمنا العربي والإسلامي ينظرون إلى آراء بعض المستشرقين ، وكأن القول ما قالوا ” ولا قول غيره ” وموضوع الاستشراق يحتاج إلى بحث طويل النفس بعيد الغور لأنه أشبه ببحر هائج يعبره شخص بزورق شراعي ، وعليه أن يجتهد في عبوره حتى يصل إلى الشاطئ الآخر دون أن تبتل ثيابه .
والمؤلفات فيه كثيرة ، ومجالها فسيح جداً يستطيع أن يرجع إليها من يصبر على لأواء البحث والتنقيب ليجد ضالته ويشبع رغبته .
ولسنا هنا بصدد ذلك ، وإنما الذي نود أن نضعه بين القارئ . في عجالة . هو تعدد طوائف المستشرقين حتى يميز بين الغث والسمين ولا يكون كمن يمتطي ظهر عمياء ليضرب بها في بيداء . وقد بين ذلك الدكتور : لخضر شايب في أطروحته لنيل درجة دكتوراه الدولة من كلية أصول الدين بجامعة الجزائر ، وذلك في طبعتها المؤرخة 1422هـ الموافق 2002م ، وهي بعنوان :
” نبوة محمد في الفكر الاستشراقي المعاصر ” .
يقول الرجل بتصرف : ” قد عمدنا إلى وضع مقياسين حكمناهما في بحث انتماءات المستشرقين يرجع أحدهما إلى إيمانه بالرسالة الإسلامية ، وعلى أساسه ميزنا بين المسلمين منهم وغيرهم ، أما المقياس الثاني فيتمثل في البحث عن النقطة التي يقف فيها المستشرق بالنسبة لما تفرضه النظرة العلمية في المصادر الإسلامية ، وبناءً على ذلك ميزنا بين المتعاطفين مع الإسلام الذين يقفون داخل المصدر الإسلامي وبين غيرهم من المستشرقين الذين يقفون – عمداً – خارج هذه الدائرة ، وهم الذين سميناهم ” الذاتيون ” ولما كانوا يتمايزون في درجة الخروج عما تفرضه الحقائق الإسلامية فقد قسمناهم إلى قسمين : قسم ينتمي إليه الذاتيون سواء أكانت هذه الذات التي حكموها في دراساتهم الإسلامية دينيةً أم فلسفيةً أم علميةً ، وبعضهم أبدى تعاطفاً مع الإسلام وموضوعات بحثه وبعضهم كان من الحاقدين الحقيقيين على الإسلام ، ولكنا لم نضعهم تحت هذه الطائفة لأنهم لم يظهروا حقدهم بوضوح بل اختفى بحيث لم يعد ممكناً التعرف عليه إلا بتتبع نظرياتهم ومناهجهم ، وهم يختلفون عمن أسماهم الدارسون المسلمون بالمستشرقين ( الحاقدين ) الذين حافظنا على تسميتهم الشائعة لغلبة التدبير الجلي للإسلام في أعمالهم .
وبناءاً على هذين المقياسين فقد تحقق لدينا أن المستشرقين المعاصرين يتقسمون إلى أربعة أقسام هي :
- المستشرقون المسلمون .
- المنصفون .
- الذاتيون .
- الحاقدون على الإسلام .
وإليك بعض الأسماء لكل قسم :
- المستشرقون المسلمون :
- ناصر الدين دينيه .
- محمد أسد .
- عبد الواحد يحي رينو .
- رجاء جارودي .
- مراد هوفمان .
- المستشرقون المتعاطفون مع الإسلام ( المنصفون ) : ولا يقصد بالتعاطف مجرد الإعجاب بالإسلام أو بنبي الإسلام بل نقصد عواطف الود الصادقة تجاه الإسلام باعتباره ديناً ، والمسلمون باعتبارهم أمةً لدى طائفة من الغربيين وقد ظهر ذلك في ردهم على المستشرقين الذاتيين أو الحاقدين وبيان خطئهم وتحاملهم . ومن هؤلاء :
- لورافيشيا فاجليري .
- روجيه دوبا سكويه .
- مارسيل بوازار .
- إيفا مايروفيتش .
- موريس بوكاي .
- المستشرقون الذاتيون :
- إيناس جولدزيهر .
- كازانوفا .
- لويس جارديه .
- لويس ماسينيون .
- ريجيسي بلاشير .
- هاملتون جب .
- مونتجمري وات .
- برناردلويس .
- ماكسيم رودنسون .
- جاك بيرك .
- فريتجوف شيون .
- المستشرقون الحاقدون :
- هنري لامانس .
- كارل بروكلمان .
- ريموند شارل .
- جوستاف فون جروبنام .
- اندريه ميكال .
وكان من الممكن أن يتضمن الصنف أكثر من هذه الأسماء . فإن واحداً كجولدزيهر يقف بالمرصاد ليرد كل مسيحي يريد الدخول في الإسلام ، وهذا دليل كاف على حقده وعدم رضاه عن دخول الباحثين عن الحق فيه بعد ما تبين لهم .
ويندرج في هذه السلسلة من يقولون عن أنفسهم : إنهم أكثر موضوعية من غيرهم مثل :
مونتجومرى وات أو هاملتون جب لأنهم جميعاً يشاركون في الدس والكذب على الإسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى عقيدته وفقهه وتاريخه . ولكن الوصف بالحاقدين يختص بالمستشرقين الذين بالغوا مبالغات واضحة حطوا بها من شأن الإسلام حطاً شنيعاً وظهرت عداوتهم في معظم آرائهم وطفحت كتاباتهم بالحقد الدفين ، فجاءت ألفاظهم فظة جارحة عليها طابع السخرية والاستهجان والتعجب لكل ما هو إسلامي وقد لا يوجد مثل ذلك عند المستشرقين الذاتيين .
وعلى كل ، فتلك لمحة عامة ، وللتفصيل مكانه فليرجع إليها من شاء .
وللحديث بقية إن شاء الله .