مواجهة الكوارث والأوبئة من خلال الهدي النبوي ( جائحة كورونا أنموذجاً )
ديسمبر 15, 2020أهل الكتـاب وعلمهم بأوصافه صلى الله عليه وسلم وبصفات أصحابـه رضي الله عنهم
ديسمبر 15, 2020
مبادئ القيم الحضارية في السيرة النبوية
بقلم : الأستاذ علاء الدين محمد الهدوي فوتنزي *
المقدمة :
يقول الله تعالى في كتابه الكريم : لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [1] ، وها نحن في فرح وسرور ونشاط واغتباط بإقبال أطيب الشهور – شهر الربيع – ربيع الأبدان والأجساد ، ربيع القلوب والأرواح وربيع البيئات والمجتمعات ، وربيع الإنسانية والبشرية جمعاء ، بل ربيع الأرض والسماء ، نعم إنها ليست الأغصان الجرداء وحدها التي تورق بالربيع ، وليست الأزهار وحدها تملأ الحقول والسفوح انتشاءً بالربيع وابتساماً للربيع ، إن النفوس المكدودة لتستيقظ أيضاً بهذا الربيع ، يجدد في مرابعنا رؤيا التاريخ ويقود طموحاتنا لأن نعيد للأمة ولمجتمعاتها ولحضارتها . . . . مفردات عالية بل لبنات سامية ، تنصاف إلى صروح البناء العالمي المشترك وسط هبات من البرامج السياسسية والاقتصادية والإجتماعية التي يراد لها أن تغزو العالم العصري بأسلحة المصالح الضيقة من دون اكتراث بالبناءات الحضارية والخصوصيات الإنسانية لشتى الأمم والشعوب .
رسول البشرية ومعلم الإنسانية :
وعندما يهل هلال شهر ربيع الأول في كل عام ، يتذكر المسلمون ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أنقذ الله على يديه الإنسانية الضالة ، وأنار للإنسانية بشريعته الخالدة سبل السلام ، وأوضح لهم منهاج الخير ، وإن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم نعمة أنعم الله بها على الإنسانية ، إذ يقول تعالى : لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [2] ، فقد كان مولده عليه الصلاة والسلام إيذاناً بالنور الساطع الذي بدد ظلمات الجاهلية وعبادة الأصنام ، كما قال الله تعالى : ” قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [3] ” فالنور هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والكتاب المبين هو المعجزة الخالدة .
ونحن نتذكر في هذه الأيام بداية من أرسى مبادئ العدل وحقوق الإنسان بمعان جديدة لم تعرفها الشعوب إلا بعد انتشار حضارة الإسلام ومبادئها العريقة ، لتخرج الناس من ظلمات الاستبداد إلى أنوار الحق والعدل ، نتذكر من نجح في إرساء العدل الذي يعني التفاعل الإيجابي مع أبناء الأمة ، وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تهدف إلى توجيه مصادر الثروة الاقتصادية لإشباع الحاجات العامة ، وخاصة للفقراء والمساكين وغير القادرين ، فلم يكن صلى الله عليه وسلم كما تشهد له الحقائق التاريخية ملكاً من ملوك الدنيا ولا مصلحاً اجتماعياً ولا صاحب مطامع دنيوية ولا باحثاً عن جاه أو متع زائفة أو داعياً الناس إلى تقديسه ورفعه فوق مستوى البشر أو داعيهم إلى عبادته وتأليهه ، وإنما كان صاحب أعظم رسالة سماوية علمت الإنسانية توحيد الله .
الأنموذج الإنساني الكامل :
وإذا فحصنا صفحات التاريخ نجد أن دراسة علم الأخلاق والفلسفة ، ودراسات النفس والسيكولوجية ، والعلوم الإنسانية ، وحتى العلوم التجريبية أو التطبيقية وقفت كلها حائرة حول اختيار شخصية واحدة تاريخية تصلح لأن تكون قدوةً في جميع مراحل الحياة ، وليس في وسع الأخلاقي ولا الفيلسوف أن يرسم مثلاً أعلى دقيقاً يوافق كل إنسان وكل أُمة ؛ فالمثل الذي يتفق مع غرائز إنسان ودرجة عقله من الرقي والبيئة التي تحيط به ، ربما لا يوافق الآخر ، وكل ما يستطيع فعله الأخلاقي والفيلسوف رسم صورة عامة اقتصر في رسمها على ما يوافق سواد الناس [4] ، ومن منطلق أن النبيَّ محمداً صلى الله عليه وسلم شخصية عالمية ، وليست محليةً متعلقةً بحبنا له فقط ، دارت حوله دراساتٌ شتى غربية مقارنة إياه ببقية الأنبياء السابقين وعظماء الرجال ، لا مِن منطلق شرعي ، ولكن من منطلق تجريدي نفسي وعلمي ، وهي ما نطلق عليه دراسات مجرّدة محايدة [5] فقد اختارته هذه الدراسات شخصيةً فريدةً ، ومثلاً أعلى للإنسانية ، ومن خلال دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نعرف أنه هو الأنموذج الإنساني الكامل الذي تجسدت فيه كل المعاني الأخلاقية ، والإنسانية الراقية ، بوصفه خاتم الأنبياء ، وحاملاً لرسالة عالمية ، تدعو إلى الحق ، والخير ، والعدل ، والسلام ، كما أنه صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود ، والمقام المحمود ، صاحب الغرّة والتحجيل ، المذكور في التوراة والإنجيل ، المؤيّد بجبريل ، خير الخلق في طفولته ، وأطهر المطهرين في شبابه ، وأنجب البشرية في كهولته ، وأزهد الناس في حياته ، وأعدل القضاة في قضائه ، وأشجع قائد في جهاده ؛ اختصه الله بكل خلق نبيل ؛ وطهره من كل دنس وحفظه من كل زلل ، وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم ؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته .
القيم الحضارية والشيم الإسلامية في السنة النبوية :
لقد اهتم الإسلام والسنة المشرفة اهتماماً بالغاً على القيم الحضارية الأخلاقية والمبادئ العليا في المجتمعات الإسلامية ، لأن هذه القيم باتت مهددة نتيجة الصراع بين تلك المثل وبين الانحلال الفكري والثقافي المتواصل ، إن القيم الحضارية والشيم الإسلامية في السنة النبوية المطهرة واضحة في منهاجها ، كاملة في أهدافها ومقاصدها ، حيث عنيت أيما عناية ببيان الصفات الكريمة الفاضلة الدالة على معالي الأخلاق ، والمرشدة إلى مبادئ المكارم ، والمعينة على تقوية الصلات والروابط بين المسلمين .
والمجتمع الذي تتفشى فيه هذه الخلال يسود فيه الحب والإخاء والترابط بين أفراده ، لأن الله بعث نبيه محمداً رحمة للعالمين ، وكان أوسع الناس خلقاً ، وأكرمهم سجيةً ، وأخصهم ملازمةً للفضائل الزاكية والأخلاق العالية ، فالخير كل الخير والفلاح كل الفلاح في الصبر والرفق واللين والوفاء ، وهذه الصفات هي سبب التآلف والتحابب والترابط بين إخوانه المؤمنين وخصوصاً الصبر إذ له أهمية كبيرة في الإسلام ، فهو من الدين بمنزلة الرأس من الجسد ، وفي الحديث ” فلا إيمان لمن لا صبر له ” وقد أوذي النبي أشد الإيذاء فصبر وتحمل وقال : ” قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر ” وتعين هذه الصفة الحميدة على نشر المحبة وتآلف القلوب بين أفراد المجتمع ، واتصاف الشخص بها دليل على سعة صدره وكمال عقله ورزانته في التصرف .
جوهر رسالته الرحمة :
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال الرحمة التي استفاد منه الكل ، المؤمن والكافر والمنافق ، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: ” إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمةً [6] ” ولهذا تمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتداء ألد أعداء الإسلام وبذل كل جهوده ومساعيه لتحقيق هذا ، ورحمته لم تقتصر على هذا وإنما وسعت كل شيئ ، على سبيل المثال نطلع إلى الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه نجد نموذج هذه الرحمة وهذه الشفقة التي لهجت به الألسن ، إذ يقول به رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وجد أمه به [7] ” وعندما رأى الأقرع بن حابس التميمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما ويأخذهما في حضنه قال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ” من لا يرحم لا يرحم ” [8] .
المستشرق الإسباني ” جان ليك ” يقول في كتابه ” العرب ” : ” لا يمكن أن توصف حياة محمد صلى الله عليه وسلم بأحسن مما وصفها الله بقوله ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [9] ” كانت رحمة محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً عامةً شاملةً للإنسانية كلها بجميع ألوانها وأطيافها وتنوعاتها بل للوجود بأسره ، وتكشف حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمامنا المثل الأعلى في جميع أحوال الحياة ؛ في السلم والحرب ، في الحياة الزوجية ، مع الأهل والأصحاب ، في الإدارة والحكم والسياسة ، في البلاغ والبيان ، بل في كل أوجه الحياة ، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو المثل الكامل .
ويبين ” لويس سيديو ” وهو مستشرق فرنسي في كتابه ” خلاصة تاريخ العرب ” تواضع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الجم مع عامة الناس فيقول : كان صلى الله عليه وسلم حليماً معتدلاً ، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته ليقاسمهم طعامه ، يستقبل بلطف ورفق جميع من يؤدون سؤاله فيسحر علماءه بما يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة ، وكان لا يتكلم إلا أقل قليلاً يتم بما يقول على كبرياء أو استعلاء وكان يوحي في كل مرة باحترام القوم له .
فسيرة محمد صلى الله عليه وسلم حقيقة تاريخية ، يصدّقها التاريخ الصحيح ولا يتنكر لها ، وهي سيرة جامعة محيطة بجميع أطوار الحياة وأحوالها وشؤونها ، كما أنها سيرة متسلسلة لا تنقص شيئاً من حلقات الحياة ، وهي أيضاً سيرة عملية قابلة للتطبيق ، ذلك أن ما كان يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن والحديث كان يحققه بسيرته أولاً ، وهذا ما شهد به معاصروه ، إذ قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وقد سئلت عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم : ” كان خلقه القرآن ” وحينما نقرأ قوله تعالى : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ” ونقف أمام الآية ، ندرك سعة رحمة هذا النبي الكريم ، وكيف كان صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة في خلقه وسلوكه وأدبه وشمائله .
ورحمته صلى الله عليه وسلم شملت أسرته وأمته وأصحابه ، فقد كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته ، من طيب كلامه ، وحُسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” . كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم قبل غضبه ، بل إنه في الحرب كان يقاتل بشجاعة ، ولكنه أيضاً كان صاحب شفقة عظيمة ، كان سياسياً ، ولكنه في الوقت نفسه صاحب مروءة كبيرة وقلب كبير .
كيف يتلقى مفكرو الغرب عبقرية سيد البشرية ؟
ومما لا ينتطح فيه عنزان ولا يختلف فيه اثنان أن القائد العربي الفذ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى شهادة الآخرين لكن هذه الشخصية المتميزة جذبت آراء المفكرين والسياسيين والفلاسفة ، وان كان هؤلاء الغربيون قد صدّوا عن دياناتهم فإنهم يدفعهم ضميرهم الحي إلى قول الحقيقة ، ولا نستعرض أسماء هؤلاء كلها وإنما نكتفي بتعبير بعض من المفكرين العبقريين .
يقول المستشرق الأمريكي ( واشنجتون إيرفنج ) : ” كان محمد خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله تعالى ليدعوا الناس إلى عبادة الله ” ، ويقول البروفيسور يوشيودي كوزان – مدير مرصد طوكيو : ” أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دراسة وافية ، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود ” ، ويقول عالم اللاهوت السويسري د . هانز كونج : ” بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم ” .
ويقول توماس كارليل : ” قرأت حياة رسول الإسلام جيداً مرات ومرات ، فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون ، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم ” ، ويقول المستشرق الفرنسي ” أميل ردمنغم ” : ” كان محمد صلى الله عليه وسلم أنموذجاً للحياة الإنسانية بسيرته وصدق إيمانه ورسوخ عقيدته القويمة ، بل مثالاً كاملاً للأمانة والاستقامة ، وإن تضحياته في سبيل بث رسالته الإلهية خير دليل على سمو ذاته ونبل مقصده وعظمة شخصيته وقدسية نبوته ” ، أما ” وليام موير ” المؤرخ الإنجليزي فيقول في كتابه ” حياة محمد ” : ” لقد امتاز محمد عليه الصلاة والسلام بوضوح كلامه ، ويسر دينه ، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول ، ولم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس وأحيى الأخلاق ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل نبي الإسلام محمد ” .
هذه مقتطفات من مواقف فلاسفة ومستشرقين أوروبيين وغربيين في حق المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم ، أردنا منها إثبات أن أبناء الحضارة الغربية يقرون بدور الإسلام في بنائها وتشييد صروحها ، وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة وفضله المتصل إلى يوم القيامة على البشرية في جميع أقطار المعمور ، ذلك أن التعصب الأوروبي المسيحي لم يكن خطاً صاعداً باستمرار ، وإنما وجد هناك منصفون أكدوا الحقيقة بلا لف أو دوران .
ولكن الثقافة الغربية السائدة والمتشبعة بقيم التعصب والعناد والتمركز الحضاري حول الذات سعت إلى حجب هذه الحقائق وإخفاء هذه الأصوات حتى لا يتمكن الشخص الأوروبي العادي من الاطلاع على ما أثبته أبناء جلدته من الكبار في حق الإسلام ونبيه ورسالته العالمية الخالدة ، وذلك كله بهدف تحقيق غرضين ، الأول إبعاد الأوروبيين المسيحيين عن الإسلام الذي دلّ على قدرته على التغلغل في النفوس وملامسة صوت الفطرة في الإنسان ، فهو يخيف الغرب المتوجس من تراجع عدد معتنقي المسيحية في العالم ، برغم ما ينفقه من الأموال والوقت لتنصير الشعوب ، والغرض الثاني ضمان استمرار الصراع بين الغرب والإسلام والقطيعة بينهما لمصلحة الصهيونية والماسونية التي تعتبر نفسها المتضرر الأول والرئيس من أي تقارب أو حوار بين الإسلام والغرب .
اكتراث شعراء العرب النصارى بشخصية نبي الأمة :
” والأقربون أولى بالمعروف ” ولا شك أن النصارى هم الأقرب إلى العرب المسلمين ، ومن الطبيعي أن يبرزوا مشاعر الوفاء والتقدير والإعجاب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالشاعر المهجري الجنوبي ” جورج صيدح ” الذي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم ويشيد بمواقفه السامية ومنجزاته النبيلة الشامخة وتكريمه للشهادة التي مأواها الجنة ، وتصديه لكل من يحاول المس من عظمة الدين الإسلامي .
يا من سريت على الــبــراق وجــزت أشواط العنان
عرج على القدس الشريف فــفــيــه أقـــداس تهـــان
ماذا دهاهم هـــل عصـوك فأصـــبح القارئ جبان
والشاعر المعروف بجموح الخيال وصدق العاطفة وتوقدها ، وهو ” محبوب الخوري الشرطوني ” المغترب في ” المكسيك ” صاحب قصيدة ” قالوا نحب العرب ” يدلي شهادته وهويته وانتماءه وعشقه للعروبة والإشادة بإمام البشرية وقيادته وحكمته في قوله :
قالوا : نحب العرب قلت : أحبهم يقضي الجـوار علي والأرحام
قالوا : لقد بـخلوا عليك أجــبـتهم أهلي وإن بـخلوا علي كــــرام
ومحــمد بـــــطـــل الــــبــرية كــــلها هـــو للأعـارب أجـــمعين إمـــام
وما أحسب أننا قد عرضنا إلا الجزء اليسير من قائمة شعراء العرب النصارى الذين تفانوا في سبيل عروبتهم وأخلصوا لإمام هذه الأمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وجسدوا في أدبهم ومقالاتهم وقصائدهم عظمة الدين الإسلامي الذي اتشح بالحب والإخاء والتسامح .
المراجع والمصادر :
- فقه السيرة ، محمد الغزالي ، دار البيان للتراث ، القاهرة ، ط 1 ، 1407هـ – 1987م .
- آثار الحرب في الفقه الإسلامي ، دراسة مقارنة ، دار الفكر ، وهبة الزحيلي ، ط 4 ، 1412هـ – 1992م .
- السيرة النبوية ، محمد ناصر الدين الألباني ، المكتبة الإسلامية ، عمان ، ط 1 .
- تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام والتوراة بالإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، د . نصر الله عبد الرحمن أبو طالب ، دار الوفاء ، المنصورة ، ط 1، 1425هـ – 2005م .
- التبشير والاستشراق ، محمد عزت إسماعيل الطهطاوي ، الزهراء للإعلام العربي ، القاهرة ، ط 1 ، 1411هـ – 1991م .
- السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ، دراسة تحليلية ، د . مهدي رزق الله أحمد ، مطبعة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، الرياض ، ط 1 ، 1412هـ – 1992م .
- مجلة المجتمع الكويتية ، العدد 1109 ، المرأة بين المجتمع الإسلامي والمجتمع الغربي ، علي عزت بيغوفيتش .
- صحيح السيرة النبوية ، إبراهيم العلي ، دار النفائس ، الأردن ، 1415هـ – 1995م .
- الرحيق المختوم ، صفي الرحمن المباركفوري ، دار ابن حزم ، بيروت ، ط 1 ، 1423هـ – 2002م .
- تاريخ الشعوب الإسلامية ، كارل بروكلمان ، ترجمة : نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 9 ، 1974م .
* كاتب وباحث أكاديمي – جمهورية الهند .
[1] سورة التوبة ، الآية : 128 ، 129 .
[2] آل عمران ، الآية : 164 .
[3] سورة المائدة ، الآية : 15 .
[4] أحمد أمين ، مجلة الدوحة، عدد – 75 ، أغسطس 2017م ، ص 76 .
[5] الإمام أبي محمد علي بن أحمد بن حزم ، الأخلاق والسير ؛ ( بيروت : دار ابن حزم ، ط 1/ 2000م ) ص 92 – 93 .
[6] رواه مسلم في صحيحه ، رقم : 2599 .
[7] رواه البخاري ، رقم : 1130 .
[8] رواه البخاري ومسلم ، رقم : 2618 .
[9] الأنبياء ، الآية : 107 .