رجال من التاريخ :
علماء أهل الحديث في الهند
معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *
نحن أهل الكويت في الماضي لا نعرف شيئاً عن الهند سوى التجارة في اللؤلؤ والعلاقة السياسية وكون حاكم الهند هو المسؤل عن الشئون الخارجية للكويت قبل الاستقلال ، وهناك نزر يسير من الصناعات التي يجلبها التجار مثل طبع بعض الكتب وتجليدها ، وجلب الأرز وبعض التوابل ، حيث نصدر لهم التمر واللؤلؤ .
وفي أثناء مطالعاتي الأخيرة وأنا أكتب في ( تدوين الكتاب والسنة ) اطلعت على كتاب ( أهل الحديث في شبه القارة الهندية ) فوجدته يتحدث عن علماء لهم نشاط كبير وعلم غزير ، وخدمة للحديث في القرون الماضية يوم أن خفت ذلك النشاط ونامت الهمم لدى الناس عن رواية وتدريس الحديث ، وإلى القارئ الكريم أسوق نبذةً مما قرأته في ذلك الكتاب الذي ادهشني ، في تاريخ تلك الحقبة .
أهل الحديث في الهند :
دخل الإسلام الهند في عهد الخلافة الراشدة ، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وعثمان وعلي ثم فتحت بلاد السند على يد المجاهد محمد بن القاسم الثقفي ووفد معه مجموعة من التابعين الذين ساهموا في تنشيط حركة الحديث ، منهم :
كان أهل الهند منذ الفتح حتى أواخر القرن الرابع الهجري عاملين بالكتاب والسنة على مذاهب أهل الحديث ، تتابعت الفتوحات ، وظلت ثمانية قرون تحت الحكم الإسلامي وبعد أن دخلهم التعصب المذهبي ، وقل الاهتمام بالحديث ، فنشأت البدع والخرافات .
لم تكن تخلو تلك الحقبة من الزمن من العلماء الذين نشروا الحديث عملاً وتدريساً ووجدت مراكز للحديث في السند وملتان والبنجاب ، ونشطت حركة الحديث في مناطق متعددة أخرى بعد ذلك ، فمن هؤلاء العلماء : جاء الشيخ المحدث إسماعيل اللاهوري ( ت 448هـ ) من بخارى إلى لاهور سنة 395هـ ، قبل أن يفتحها المسلمون فدعا الناس إلى الإسلام ، وأسلم على يديه آلاف من الهنادك ، وهو أول من نشر السنة في لاهور ، وتصدر لتدريس الحديث والتفسير بها ، وهو من رجال القرن الخامس .
لا نغفل بالذكر همة ونشاط الندويين في لكهنؤ بالهند بالعناية بالحديث وخاصةً الداعية الكبير أبو الحسن الندوي ورفاقة المناضلين ، كذلك مجلة البعث الإسلامي بقيادة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي ، ومن تلاميذه في جامعة الصالحات بمدينة رامفور الشيخ عبد الخالق الندوي والشيخ الإصلاحي ، جزى الله الجميع خيراً .
* وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .
[1] راجع تقديم الشيخ عبد الحميد الرحماني لكتاب ( دعوة شيخ الإسلام بن تيمية وأثرها ، في الحركات الإسلامية المعاصرة ) لصلاح الدين مقبول أحمد .