الرصيد البلاغـي للأحاديث النبوية
مايو 4, 2024” عمر يظهر في القدس ” لنجيب الكيلاني : دراسة موضوعية
مايو 4, 2024دراسات وأبحاث :
دور النساء في تطوير الشعر العربي : الخنساء نموذجاً
الدكتور إرشاد أحمد مير
إن الأدب النسائي يوجد في كل عصر . ولا شك أن للمرأة دوراً مهماً في تطوير الأدب العربي منذ العصر الجاهلي إلى عصرنا الراهن . وقد امتازت المرأة في هذا المجال بخصائصها المتميزة وأفكارها المنفردة والخصبة وأسلوبها النادر والشائق الذي لا مثيل له عندنا .
أما الخنساء فقد كانت أميرة الشعر النسائي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام . وهي تُعد من أبرز الشاعرات العربيات التي ساهمت مساهمةً عظيمةً في فن الرثاء والتي أبدعت في شعرها ولونت في تعبيرها ، ولها مهارة تامة في صياغة فن الرثاء .
فقد نرى أسماء شاعرات كثيرات من العصر الجاهلي إلى عصرنا الحاضر وإن كان ما وصلنا من شعر العصر الجاهلي قليل جداً بالنسبة لعدد الشاعرات التي نجدها في كتب التاريخ وغيرها من الكتب الأدبية .
ومن أهم الشاعرات العربيات مذكورة أدناها :
زرقاء اليمامة : كانت شاعرةً وعرافةً ، وكانت تحذر قومها من عدو يبيت لهم :
خذوا حذاركم يا قوم ينفعكم فــــليس مـــا أرى بــالأمر تــحتقر
إني أرى شـــجراً مــن خلفها بشر وكيف تجتمع الأشجار والبشر
وكذا نجد في هذا العصر كرمة بنت ضلع ، وليلى بنت لكيز الملقبة بالعفيفة ، والسلكة أم السليك السعدي ، ولها شعر مؤثر في رثاء ابنها الذي قتله أحد أعدائه .
وإننا نرى في صدر الإسلام شاعرات كثيرات أيضاً ، ومن أهمها عائشة بنت أبي بكر وعقيلة بنت عقيل بن أبي طالب وسكينة بنت الحسين والرباب زوجة الحسين حينما رثت زوجها مصعب بن الزبير الذي قُتل في حرب عبد الملك بن مروان قائلةً :
فإن تقتلوه تقتلوا المــاجد الذي يرى الموت إلا بالسيوف حراماً
وقبلك ما خاض الحسين منيةً إلى الـــقـوم حتى أوردوه حماماً
وكذا نجد ميسون بنت بحدل في العصر الأموي التي اشتهرت بالأبيات التي نظمتها بمناسبة تفضيل الخيمة البدوية على قصر منيف ، حيث كانت تسكن مع زوجها معاوية بن أبي سفيان ومنها مذكورة أدناها :
لــــبـــــيــــت تـــــخــــفــق الأرواح فـيه أحب إلي مـــن قــصـر منيف
قـــالــت ولبس عباءة وتقر عــيــنـي أحب إلي من لـبس الشفوف
وأكل كسيرة من كسر بــيـتي أحب إلي من أكل الرغيف
وأصـــــوات الـــــريــــاح بــكــل فـج أحب إلي من نـــقــر الدفوف
ثم إننا نجد الأديبات الأندلسيات التي لا يمكن إحصاؤهن في العدد ، ومنهن : الجارية العجفاء عائشة بنت أحمد القرطبية وحمدونة بنت زياد الغرناطية ونزهون الغرناطية وولادة بنت المستكفي وغيرهن .
جدير بالذكر هنا أن ولادة بنت المستكفي كانت شاعرةً شهيرةً جداً في الأندلس وكانت صاحبة الندوة الشعرية الشهيرة التي تعد نموذجاً للنشاط الأدبي النسائي وتحرر المرأة في المجتمع الأندلسي . ( غريب ) . إنها فتحت الصالون الأدبي في قرطبة في القرن الحادي عشر الميلادي بينما فرنسا عرفت هذه الصالونات لأول مرة في القرن السابع عشر فزادت شهرة هذا الصالون حتى اجتمع فيه الشعراء والأدباء ووزراء من الرجال والنساء من معاصريها . إنها أشارت إلى ذلك وقالت :
إني وإن نظر الأنام في عصر الاضمحلال الأدبي عقب
ثم بدأت الأشعار تتابع على سيرها طوراً بعد طور بدون أي توقف وتظهر بلونها الجميل مع خصائص متميزة وأوصاف متعددة حتى وصلت هذه السلسلة إلى العصر العباسي . كانت الفتاة تتعلم القراءة والكتابة وقرض الشعر فضلاً عن العلوم الدينية ، فلا غرو أن تبرز المرأة في الشعر فنجد شاعرات كثيرات نظمن الأشعار ، ومنهن : الرابعة العدوية وعلية بنت المهدي أخت هارون الرشيد وعائدة الجهنية وعاتكة المخزومة وقطر الندى وأم الشريف وغيرهن .
الخنساء ومكانتها في الشعر العربي :
خنساء بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم ، وهي تكنى أم عمرو كما خاطبها أخوها عند مرض موته . فقال :
أرى أم عمرو ولا تمل عيادتي وملت سليمى مضجعي ومكاني
يمكن أن نقسم حياتها إلى شطرين : الأول منهما قبل الإسلام أي في الجاهلية ، والشطر الآخر في الإسلام .
فقد احتلت الخنساء مكانةً شعريةً مرموقةً حتى امتازت في بعض معاصريها كما اعترف بعض معاصريها بقوة شاعريتها وقال النابغة الذبياني حينما كان يحكم بين الشعراء في سوق عكاظ : ” والله لولا أن أبا بصير أنشدني لقلت : إنك أشعر الجن والإنس ” .
وكذا قال حسان بن ثابت الأنصاري : ” والله ما رأيت ذات مثابة أشعر منك ” . وقيل لجرير : من أشعر الناس ؟ قال : أنا لو لا هذه الفاعلة يعني الخنساء .
ويرى بعض النقاد إنها متقدمة على سائر النساء في قول الشعر إذ يقول ابن سلام عن شعراء الرثاء : ” صيرنا أصحاب المراثي طبقة بعد العشر الطبقات . أولهم المتمم بن نويرة رثى أخاه مالكاً والخنساء بنت عمرو رثت أخويها صخرا ومعاوية والمبرد يساوي بينها وبين ليلى الأخيلية وقدمها في الذكر قائلاً : ” كانت الخنساء وليلى في أشعارهما متقدمتين لأكثر الفحول وقلما رأيت امرأةً تتقدم في صناعة .
ونجد أن أبا زيد قارن بين الخنساء وليلى الأخيلية قائلاً : ” ليلى أغزر بحراً وأكثر تصرفاً وأقوى لفظاً والخنساء أذهب في عمود الرثاء ” .
يشير إليها ابن الأثير في كتابه : ” أسد الغابة في معرفة الصحابة ” قائلاً : ” اتفق أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأةٌ قبلها ولا بعدها أشعر منها ” .
ولم يكتف به العلماء القدامى والنقاد فقط ، بل الباحثون من العصر الحديث يعدونها شاعرةً جاهليةً راثيةً كما تعبر عنها بنت الشاطئ بهذه الكلمات : ” فنيا إلى العصر الجاهلي وإن كانت حياتها قد امتدت في الواقع إلى ما بعد الإسلام سنين عدداً ” .
وهكذا يقول عنها أنور أبو سويلم في مقدمة تحقيقه لديوانها : ” إنها عبرت بأشعارها الرقيقة أصدق تعبير عن مرارة الثكل وألم الموت وصورت التجربة الإنسانية المؤلمة أدق تصوير . وكان شعرها خالداً نحسه ونتجاوب معه وننفعل به ” .
ونرى أن شوقي ضيف مدحها قائلاً : ” أشهر من بكت واستبكت في الجاهلية ” .
ويعبر عنها محمد الحسيني قائلاً : ” إن مثل هذا الشعر ( شعر الخنساء ) لا يصل إليه إلا شاعر كبير ، وإن موهبتها الشعرية كانت ترشحها ، لأن تكون من فحول الشعراء وأن تقول الشعر في مختلف فنونه ولكنها آثرت الرثاء وقصرت فنها عليه بسبب تلك المصائب التي أصابتها وجذبت شاعريتها إلى غرض واحد وهو أشهر شعرها .
خلاصة القول أن شعر الخنساء من أصدق ما وصل إلينا من الشعر العربي في نوعه ، وأخلص عاكفة في التعبير عن الحزن العميق الدافع بصاحبه إلى طلب الثأر وقصد الانتقام حيناً وإلى اليأس المفجع أحياناً .
إنها حولت الألفاظ المفردة المعجمية إلى ألفاظ ذات طابع شعري جعلها تتسم بخصوصيات شعرية تخرج من عواطفه المتألمة ، ذات تكلف حتى أصبحت أنموذجاً للمرثاة الصادمة النابعة من قلب صادق .
الصورة الفنية في شعر الخنساء :
إننا نجد موضوعات عديدة للصورة الفنية في الشعر العربي سواء في القديم أو الحديث ، ومن أشهرها الرثاء وهو الذي أعني هنا في دراستي للصورة الفنية في شعر الخنساء . فقد أفنت حياتها في موضوع الرثاء . في بداية مرحلتها الشعرية كانت تقول البيت أو البيتين ، ولم تهتم بالشعر إلا بعد ما أصابتها مصيبة عظيمة وفجعت بمقتل أخويها وفرسان عشيرتها . وهي تعد نقطة التحول في حياتها لأنها بدأت تصور صورة حزنها المؤلم الباكي والمبكي في فن الرثاء الذي يعد أبرز الموضوعات في الشعر العربي ويعد أكثرها تأثيراً في النفس . يقول الحبوري : ” إنه تعبير مباشر قلما تشوبه الصنعة والتكلف ” .
كما يشير إليه شامي يحيى في كتابه ” شاعرة الرثاء ” قائلاً : ” لا بد إن عاطفة الحزن والبكاء لتصل أحياناً إلى حد التفجع والتوجع والتأسف إزاء هذه المصيبة مصيبة التفجع التي لا تعد مصيبةً . عندنا للنموذج شعرها حيث هي تعجب من جمود العين فتستمطرها سحاً وتسكاباً . فتقول :
يا عين مالك لا تبكين تسكابا إذ راب دهر وكان الدهر ريابا
وقد اتجهت إلى العين بكلامها ، راثيةً أخاها صخرا بهذه الأبيات التالية :
يا عـــيــــن جـــودي بالدموع الـــمــسـتــهـلات السوافع
فيضاً كما فاض الغروب الــمــترعات من النواضح
عن الــبــكـاء هـــو الشفاء مـن الـــجوى بين الجوانح
فـأبـــكــى لصخر إذ ثوى بين الضريحة والصفائح
إنها كررت في نظمها ذلك الحزن البالغ الذي انبعث من قلبها والتعبير الصادق الذي زاد عاطفتها صدقاً وتعبيراً بهذه الأبيات التالية :
أعين ألا فأبكي لصخر . . . . .
جدير بالذكر هنا أن رثاءها يعتمد على ثلاثة محاور وأنوا ع وهي :
(1) الندب (2) التأبين (3) العزاء .
أما الندب : فهو الصورة الأولى التي سلك عليها أهل الجاهلية في رثائهم للميت .
الندب : لغةً : ندب يندب ندباً وندبت الميت أي نحت عليه وبكيت وعددت محاسنه ، والندب أن تدعو النادبة الميت بحسن الثناء .
اصطلاحاً : هو البكاء على الراحل حين يعصف به الموت وتصوير المأساة والموقف الحزين في حالة يكون فيها الراثي في قمة لوعته وحزنه .
تتجلى هذه الصورة في شعر الخنساء عندما تصور حال نساء الحي بعد مقتل أخيها صخر قائلاً :
فنساءنا يندبن بها بعد هادئة النوائح
أخذت الخنساء في مطلعها تنادي عينها مستخدمة أداة النداء ( يا ) لتفرغ في هذا المد ما في جوفها من حرقة ويكون ضلوعها من ألم يمزق دواخلها لعظيم مصابها وكذا تخاطب عينها أحياناً بكلمة ” ما لك تبكين ” .
يا عين جودي بدمع منك مغزار
وبعض الأحيان تنادي وتسأل وتقول حينما تندب بهذه الكلمات ” ما الذي أثار حزنك ” أم أن بعينك قذى أم أن عينك تدفع بغزارة ، وغيرها كثيراً من الكلمات التي تعكس بها شدة فجيعتها .
التأبين : لغةً : أبن الرجل تأبيناً أي مدحه بعد موته وبكاه ، ويقال : الثناء على الرجل في الموت والحياة .
اصطلاحاً : هو أدنى من مرحلة الندب . هذه مرحلة ثانية تأتي بعد صحوة الراثي من صدمته الأولى .
ينطلق بعيداً عن الموت والفجيعة والخوف ، ولكنه لا يزال يحمل شيئاً من التوتر بسبب صدمة الموت فيعود إلى نفسه يسترجع صفات المرثي وصفاً له سارداً أمجاده ومعبراً عن حزن الجماعة بهذا الرثاء .
تصور الخنساء صورة خسارة القبيلة بفقد مناقب السادة من مضر ، وتجعل المرثي أنموذجاً للشجاعة والكرم والوفاء وحماية الجار والسيادة والشرف والعفة . إنها برعت في هذا اللون الرثائي واتجهت إلى المرثي لسرد صفاته وتعداد مآثره بشكل واضح ، وللنموذج هنا بعض أشعارها تدل على الصفات المذكورة أعلاها وهي :
أشعارها للشجاعة : تصور الخنساء شجاعة أخيها معاوية التي تزيد عن شجاعة الآخرين بهذا البيت التالي :
ألا لا أرى كفارس الجون فارسا إذا ما علته جرأة وغلانية
هكذا هي تصور صورة التمجيد الخالص لبطولة صخر وغاراته المتتالية في هذه الأبيات التالية :
تنكرت صخراً
الكرم : كان العرب يفتخر بما لديهم من الكرم والجود . هي صفة خلقية عرفها العربي وتمسك بها كثيراً فقد أبن الشعراء من مات وقد كان يعيش حياته بهذه الصفة الكريمة ، وهكذا نجد الأشعار التي نظمتها الخنساء وهي تصف أخاها بأنه كان كريماً ومكاناً للأضياف الذين يأتون إليه من كل مكان ، كما نرى في هذه الأبيات التالية :
نعم الفتى كان للأضياف إن نزلوا
الوفاء والصدق في أشعارها :
كان العرب يلتزمون بالوفاء والصدق في طبعهم وكانوا يجعلونهما ديناً لهم . وكانت الكلمة التي ينطقها العربي عهداً يجب عليه أن يفي به ولذلك نرى أن الخنساء ترثي أخاها بذكر وفاته كصفة كريمة كان يتحلى بها ، فهي تصف أخاها صخراً بهذه الكلمات الجميلة :
بالسيد الحل والأمين الذي يعصمنا
الحلم في أشعارها :
تمدح الخنساء أخاها صخراً فتقول كان أخي مزيناً بالحلم الذي كان يدفع به الطيش والظلم والجهل قائلةً :
وبحلم إذا الجهول اعتراه يردع الجهل بعد ما قد أشاحا
وكذا تقول :
فتى كان ذا حلم أصيل وتؤدة إذا ما الحبا من طائف الجهل حلت
الصبر والجلد في أشعارها :
(1) العزاء : في اللغة : الصبر على كل ما فقدت ويقال : عزيت تعزية وعزاء أي آسيته وصبرته على مصيبته . ويقال : عزيت ابن الفقيد أي آسيته وصبرته على فقيده .
اصطلاحاً : هو مرتبة عقلية فوق مرتبة التأبين ، تنبض بالتفكير في حقيقة الموت والحياة ، وتنتهي إلى معان فلسفية تعج بالحكمة يحملها الشاعر العزاء إلى نفسه والآخرين .
كما نجد أن كلمة عزاء وردت بمعناها في شعر الخنساء حينما تقول :
ولا تعدي عزاء بعد صخر فقد غلب الشعراء وعيل صبري
وكذلك عبرت عن التعزية بكثرة الباكين حولها وتعزي نفسها وتصبر على المصايب التي ألمت بها قائلةً :
فلو لا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
تتأسى وتعزي نفسها في هذه المصيبة بذكر الموت الذي لا مفر منه فتقول :
تبكوا لصخر و لا تعدلوا سواه لكل فتى مصرع
وكذا تقول :
لا شيئ يبقى غير وجه ملكينا ولست أرى حياً على الدهر خالداً
المراجع والمصادر :
1. المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها ، لعبد الله عفيفي ، الطبعة الثانية 1350هـ/1932م ، مكتبة الثقافة ، المدينة المنورة ، المملكة العربية السعودية .
2. ديوان الخنساء ، دراسة وتحقيق الدكتور إبراهيم عوضين ، الطبعة الأولى 1405هـ/1985م ، مطبعة السعادة .
3. التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا ، لأبي العباس المبرد ، تقديم وتحقيق : إبراهيم محمد حسن الجمل ، مراجعة : محمود سالم ، منشورات نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع .
4. تاريخ آداب العرب ، مصطفى صادق الرافعي ، راجعه وضبطه عبد الله المنشاوي ومهدي البحقيري ، مكتبة الإيمان .
5. ديوان الخنساء بتحقيق أنور أبو سويلم ، شرحه ثعلب ، أبو العباس ، أحمد بن يحيى بن سيار الشيباني النحوي ، حققه الدكتور أنور أبو سويلم ، الطبعة الأولى عام 1409هـ/1988م ، دار عمار للنشر والتوزيع .
6. الخنساء ، عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) ، سلسلة نوابغ الفكر العربي ، الطبعة الثانية عام 1963م ، دار المعارف .
7. أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء ، اعتنى بضبطه وتصحيحه وجمع رواياته وتعليق حواشيه وفهارسه الأب لويس شيخو اليسوعي ، طبع في بيروت بالمطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين سنة 1896م .
8. تاريخ آداب العرب ، مصطفى صادق الرافعي ، راجعه وضبطه عبد الله المنشاوي ومهدي البحقيري ، مكتبة الإيمان .