إصلاح ذات البين : فريضة دينية
يوليو 28, 2023قصة صاحب الجنتين ومآل الجهود الإنسانية
ديسمبر 11, 2023الدعوة الإسلامية :
بيان الحق والباطل في حوارات القرآن الكريم نموذجاً
الدكتور . عبد الواحد بن عبد القادر *
إن الله تعالى أقام الحياة على الصراع بين الحق والباطل ، وهذا من سنة الله ، وأن الحياة لا يسود كلها الخير ، وكذلك لا يسود كلها الشر ، والصراع مستمر والمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد هذه الحقيقة .
ويرى الباحثون والدارسون في حركة التاريخ الإنساني ذلك الصراع ويقولون : إنها صراع بين الطبقات أو صراع بين الحضارات وبعضهم يقولون : إنها صراع لأجل البقاء ، ولكن الله تعالى يقرر أنه صراع بين الحق والباطل ونجد في القرآن الكريم آيات كثيرةً تؤكد هذه الحقيقة كما قال الله تعالى : ( كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ) ، ( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ) وقوله عز وجل : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ) [1] ، فهذه الآيات وغيرها ليس بالقليل ، تبين حقيقة تاريخ الإنسان ومساره ، وأنه صراع بين الحق والباطل ، وصراع بين الخير والشر . وللقرآن أسماء كثيرة ، ومنها الفرقان لا تخفى في هذا المقام دلالة تسمية القرآن بـ ( الفرقان ) ، لما فيه من فارق بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، ولما فيه من تفرقة بين نهج السماء ونهج الأرض ، وبين تشريع البشر وتشريع رب البشر .
وهذه السنة التي أقام الله عليها الحياة ، تندرج في المحصلة في سنة الابتلاء التي خلق الله العباد لأجلها ، ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [2] ، فمن وقف في جانب الحق مدافعاً عنه ومنافحاً ، يكون قد عمل عملاً حسناً ، وهدي إلى سواء السبيل . ومن وقف في جانب الباطل ، ونافح عنه ودافع ، يكون قد عمل عملاً سيئاً ، وضل عن سواء السبيل .
وقد أكد أهل العلم هذه الحقيقة ، وأقاموا الدليل عليها من القرآن والتاريخ ، ونحن هنا نذكر من أقوالهم في هذا الصدد . يقرر المفكر الكبير والإمام الشيخ محمد عبده [3] أن المصارعة بين الحق والباطل ” سنة من سنن الاجتماع البشري ” . ويقرر المفسر الكبير سيد قطب [4] هذه الحقيقة أيضاً ، حيث يقول : إن المعركة ” لا تفتر بين الحق والباطل ، وبين الإسلام والجاهلية ، وبين الشريعة والطاغوت ، وبين الهدى والضلال ” [5] . ونحو هذا ، يقرر الكاتب المشهور الشيخ ابن عاشور [6] أن ” المصارعة بين الحق والباطل شأن قديم ، وهي من النواميس التي جُبِلَ عليها النظام البشري ” [7] .
ظنون خاطئة :
إن بعض ضعاف الإيمان يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ، فيحسبون أن الله يرضى عن الباطل ، ويقبل بالشر ويرخي له العِنان ! لا يتدخل في المعركة بين الحق والباطل ، فيدع للباطل أن يحطم الحق ولا يتدخل لنصرته ! أو يحسبون أن هذا الباطل حق ، وإلا فلِمَ تركه الله يغلب وينتصر ؟! أو يحسبون أن من شأن الباطل أن يغلب الحق في المعركة ، وأن ليس من شأن الحق أن ينتصر ! ثم يدع المبطلين والمفسدين يتمادون في باطلهم ، ويسارعون في إفسادهم ، ويلجون في طغيانهم ! وهذا كله وَهْم وباطل ، وظن بالله غير الحق ، والأمر ليس كذلك . وها هو ذا سبحانه يحسم الموقف فيقول : ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ ) [8] ، ويقول أيضاً : ( فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّـهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ) [9] .
إن الباطل لا يمكن له في هذه الحياة ليستعبد الناس ، وليسخر عباد الله لخدمته وتحقيق مآربه ، بل يجعل الله من الناس من يقوم ضد الباطل ويتصدى له ثم ينصرهم الله ، وهذه هي سُّنَّة الله تعالى كما يقول الله سبحانه : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسدَتِ الأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [10] .
العاقبة للحق :
فثبتت حقيقة الصراع بين الحق والباطل وبناء مسار التاريخ عليها ، فجدير بنا أن نثبت حقيقةً مرتبةً عليها ، وهي أن الحق هو المنتصر في النهاية ، يخبرنا القرآن حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة ، تيين أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق ، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل .
فنجد هذا المعنى في قوله سبحانه : ( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [11] ، وقوله عز وجل : ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوكَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) [12] ، وقوله تعالى : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) [13] ، وقوله عز من قائل : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُو زَاهِقٌ ) [14] ، وقوله سبحانه : ( قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) [15] ، وأخيراً لا آخراً قوله تعالى : ( وَيَمْحُ اللَّـهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) [16] ولذا أن الباطل وإن حقق انتصارات هنا وهناك ، فإنها انتصارات آنية واهية ، وليست بانتصارات حقيقة واقعية .
نماذج قرآنية :
وقد قصّ القرآن علينا كثيراً من القصص التي تبين أن العاقبة للحق ، وأن الباطل مهما تطاول وبغى وطغى فإنه إلى زوال لابد صائر . نستحضر في هذا المقام بعض النمادج لبيان المقصود .
إن الصراع بين الحق والباطل قد وقعت منذ فجر التاريخ ، ومنذ وجود الإنسان في هذه الحياة ، والصراع بين هابيل وقابيل لا يخفى على أحد ، وهو يمثل صورةً أولى من صور هذا الصراع بين الحق والباطل . يذكر الله تعالى الحوار الذي حصل بينهما في القرآن الكريم في سورة المائدة .
قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ . فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ . فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [17] .
تفسير ابن كثير :
يقول تعالى مبيناً وخيم عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم وهما ( قابيل وهابيل ) ، كيف عدا أحدهما على الآخر ، فقتله بغياً عليه وحسداً له ، فيما وهبه الله من النعمة وتقبل القربان الذي أخلص فيه الله عز وجل ، ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة ، وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدارين . فقال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ ابْنَي آدَمَ بِالْحَقِّ ) أي اقصص على هؤلاء البغاة الحسدة إخوان الخنازير والقردة من اليهود وأمثالهم وأشباههم خبر ابني آدم ، وهما ( هابيل وقابيل ) فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف . وقوله ( بِالْحَقِّ ) أي على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب ، ولا وهم ، ولا تبديل ، ولا زيادة ولا نقصان ، وكان من خبرهما فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف ، أن الله تعالى شرع لآدم عليه السلام أن يزوج بابنته من بنيه لضرورة الحال ، ولكن قالوا : كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى ، فكان يروج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر ، وكانت أخت ( هابيل ) دميمة وأخت ( قابيل ) وصيئة ، فأراد أن يستأثر بها على أخيه ، فأبى آدم ذلك إلا أن يقربا قرباناً ، فمن تقبل منه فهي له ، فتقبل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل ، فكان من أمرهما ما قصه الله في كتابه .
وقوله تعالى : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ، يقول له أخوه الرجل الصالح الذي تقبل الله قربانه لتقواه ، حين توعده أخوه بالقتل عن غير ما ذنب منه إليه ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ) ، أي لا أقابلك على صنيعك الفاسد بمثله ، فأكون أنا وأنت سواء في الخطيئة ( إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) أي من أن أصنع كما تريد أن تصنع بل اصبر واحتسب ، قال عبد الله بن عمرو : أيم الله إن كان لأشد الرجلين ولكن منعه التحرج يعني الورع ؛ ولهذا ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ” ، قالوا : يا رسول الله ! هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : ” إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ” ، وقال الإمام أحمد عن بشر بن سعيد : إن سعد بن أبي وقاص قال عند فتنة عثمان : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إنها ستكون فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ” ، قال أفرأيت إن دخل علي بيتي فبسط يده إلي ليقتلني ؟ فقال : ” كن كابن آدم ” ، قال أيوب السختياني : إن أول من أخذ بهذه الآية من هذه الأمة ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) لعثمان بن عفان رضي الله عنه ، رواه ابن أبي حاتم .
الحوار بين هابيل وقابيل :
” من صور المحاورات التي حدثت بين الأخيار والأشرار ، ما قصه القرآن الكريم علينا في قصة ابني آدم عليه السلام في إطار الحوار . فقد استخدم القرآن العظيم الحوار لتصوير شخصيتين في وضعين متقابلين . وذلك بأن تقف الشخصيتان في حادثة معينة موقفين متباينين . ثم ينطلق الحوار ليعبر عن المعاني التي تجيش في نفس كل منهما [18] .
المعنى العام لهذه الآيات الكريمة :
يأمر الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتلو على بنـي إسرائيل خبر ابني آدم عليه السلام ، وكان هابيل صاحب غنم فنظر إلى خير كثير فتقرب إلى الله تعالى ، ونظر قابيل إلى شر قمحه فتقرب به إلى الله تعالى ، فقبّل الله تعالى قربان هابيل ولم يقبّل قربان قابيل . فحسد قابيل هابيل وهم بقتله ، لكن هابيل قال لأخيه : لئن بدأتني بالقتل فما أنا بالذي أبدؤك بالقتل ، لأنني أريد أن ترجع بإثم قتلي وإثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك .
وشجعته نفسه على قتل أخيه وزينت له القتل ففعل ، فخسر الدنيا والآخرة . فبعث الله عز وجل غراباً يثير التراب من الأرض ليعلم قابيل كيف يستر جيفة أخيه ، وهكذا شعر بالندم على فعلته النكراء ” [19] .
مقارنة بين نموذجين :
قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [20] . في هذه الآية الكريمة يبدأ الحوار بين الأخوين ، ونلاحظ أن الأخ الظالم قد توعد أخاه بالقتل ، دون أن يقيم للأخوة التي بينهما وزناً ، ودون أن يهتم بحرمة الدماء وحق غيره في الحياة ، والذي حمله على ذلك الحسد له على مزية قبول قربانه عند الله عز وجل . وقد أكد تصميمه على قتله لأخيه بالقسم المطوى في الكلام ” [21] . هنا يرد الأخ المظلوم بقوله : ( إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) أي : لم تقتلني وأنا لم أجن شيئاً ، ولا ذنب لي في قبول الله تعالى قرباني ؟ وأنت أتيت من قبل نفسك لانسلاخها من لباس التقوى ، لا من قبلي ، فلم تقتلني ؟ وما لك لا تعاقب نفسك ، ولا تحملها على تقوى الله تعالى التي هي السبب في القبول . أو في هذا جواب حكيم جامع لعدة معان ، وفيه دليل على أن الله تعالى لا يقبل طاعة إلا من مؤمن تقي ” [22] . ثم انتقل الأخ التقي من وعظ أخيه بتطهير قلبه ، إلى تذكيره بحقوق الأخوة وما تقتضيه من بر وتسامح فقال كما حكى القرآن عنه : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) [23] . أي إن مددت يدك لتقتلني فما أنا بالمجازي لك على السيئة بسيئة مثلها ، فذاك لا يتفق مع صفاتي وشمائلي ، ولست ممن يتصف بهذه الصفة المنكرة التي تنافي تقوى الله والخوف من عذابه لأنني أخاف الله عز وجل وأخشى أن يراني باسطاً يدي إلى الإجرام وسفك الدماء بغير حق ، وهو رب العالمين الذي أمر بالمحافظة على النفوس البشرية وحرّم الاعتداء عليها قفي على عظمته البالغة ، ونصائحه النافعة بالتذكير بعذاب الآخرة ” [24] ، فقال : ( إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) .
أي : إني أريد أن ترجع من صفقة قتلي بأن تحمل إثم تلك الفعلة وتنال عقوبتها ، وكذلك تحمل الإثم الذي كان من أجله أنك أردت أن تقتلني ، لأنك تمردت على المنهج ، حين لم يتقبل ربنا عز وجل قربانك قد أثمت مرتين : الأولى : عند رفضك وعدم قبولك حكم الله ومنهجه ، وهو الذي من أجله لم يقبل الله تعالى قربانك ، والثانية : هو قتلي وأنا لا دخل لي في هذه المسألة ، لأن الظالم لا بد أن يأخذ جزاءه ” .
كان الأخ الصالح لا يريد أن يقاتل أخاه دفاعاً عنه ، وكان ينصحه وعندما وجد أن نصيحته قد لا ينفعه ويريد أخوه الخبيث أن يقتله قد ترك الأمر إلى الله وما كان يريد أن يقتل أخاه ويقع في معصية الله ولذا قال : ( إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ) [25] .
نتيجة الحوار بين الأخوين :
ما وجد المظلوم أمامه إلا أمرين إما أن يقاتل مع أخيه ويقتله وينال غضب الله أو يستسلم للموت بدون مقاومة ومقاتلة ويموت مظلوماً ويحفظ نفسه من جريمة القتل .
بينما مضى أخوه الظالم فأنفذ عزمه ، وقتل أخاه ، قال تعالى : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [26] ، أي سولت وسهلت نفسه له الأمر ، وشجعته وصورت له أن قتل أخيه طوع سهل [27] . وأصبح من الخاسرين في دنياه ، لأنه قتل أخاه ، والأخ سند وعون له ، لما بينهما من رحم قوية ورابطة متينة ، وأصبح من الخاسرين في الآخرة ، لأنه ارتكب جريمةً من أكبر الجرائم وأشنعها ، وقد وعد الله مرتكبها بالغضب واللعنة والعذاب العظيم ” [28] . ” وفي قوله تعالى ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسَهُ قَتْلَ أَخِيه فَقَتَلَه ) بيان بأن الإنسان إذا تصوّر القتل العمد وكونه من أعظم الكبائر فهذا الاعتقاد يصير صارفاً له عن فعله ، فيكون هذا الفعل كالشيئ العاصي المتمرد عليه الذي لا يطيعه بوجه البتة . فإذا أوردت النفس أنواع وساوسها ، صار هذا الفعل سهلاً عليه ، فكأن النفس جعلت بوساوسها العجيبة هذا الفعل كالمطيع له ، بعد أن كان كالعاصي المتمرد عليه ” [29] . وهنا لابد أن تهبط رحمة الله رعاية لحق تلك الجثة الطاهرة ، وإبقاء على كرامة آدم عليه السلام وولديه ، وهنا لا بد أن يكون درساً يتلقاه ذلك الظالم المغرور ، ولابد أن يكون تلميذاً للغراب ! يتضاءل فهمه أمام حنكة ذلك الحيوان الأسود الضعيف ، وتفنى شخصيته بعد ذلك الدرس المؤلم الذي يتلقاه ذليلاً ، صغير النفس ، معذب الفؤاد ” [30] . قال تعالى مصوراً نهاية الحوار : ( فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) [31] ، أي : ” أنه تعالى بعث غراباً إلى ذلك المكان الذي هو فيه ، فحفر برجليه يفتش عن شيئ كالطعام ونحوه ، فأحدث حفرةً في الأرض فلما رآها القاتل زالت الحيرة لديه ، واهتدى إلى دفن أخيه المقتول في حفرة مثلها ” [32] .
ثم ظهرت حسرته واضحةً جليةً بقوله : ( قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) [33] ، أي : ” أن القاتل يتمنى الهلاك بعد قتل أخيه ، وبعد أن رأى عملية الغراب في كيفية الدفن ، فكأنه لم يعرف شيئاً ، فها هي ذي مسألة يفعلها غراب ولا تفعلها أنت يا قابيل ، لقد امتلكت قدرةً لتقتل بها أخاك ، لكنك عاجز أن تفعل مثل هذا الغراب . فقابيل القاتل لا يقولها إلا بعد أن مر بمعنى نفسي شديد قاس على وجدانه ” [34] . ( فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) على قتل أخيه لما لحقه من عصيان وإسخاط أبويه وتبشيره أنه من أصحاب النار ” [35] .
قيم تربوية من هذا الحوار :
إن هذا الحوار في ضمن هذه القصة يُبرز لنا صورةً حيويةً للشرير والصالح والشر والخير ويظهر للمستمع ، فضاع موقف الشرير وفي المقابل روعة موقف الصالح .
وأن أهل الحق يغلبون أهل الباطل وينصرون عليهم بالصبر والثبات على الحق ، وبالأخذ بأسباب النصر . ومنها قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز .
يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز :
يوسف هو نبي من أنبياء الله تعالى ، ويعتبر يوسف عليه السلام من أهم الشخصيات من بني إسرائيل من العهد القديم وهو الابن الحادي عشر ليعقوب عليه السلام والابن الأول لأمه راحيل ، ولقد ذكر الله تعالى يوسف عليه السلام في القرآن في مكانين . وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل وشخصية دينية حسب الأديان الإبراهيمية هن اليهودية ، المسيحية ، والإسلام .
يعتبر يوسف بن يعقوب عليهما السلام ، من أكثر الشخصيات المعروفة في القرآن الكريم وأنه تعالى قد أنزل سورةً باسمه قص قصته وسماها أحسن القصص وأعطاه الله تعالى علم تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وأيضاً معروف بجماله الشديد فهو أخذ نصف جمال الدنيا . فألقاه إخوانه في البئر لحقدهم وحسدهم عليه ولكن الله أراد أن يكون وزير مصر ثم عزيز مصر .
وكان يوسف عليه السلام شديد الجمال ، حسن الخلق . هو تربى في بيت عزيز مصر ، وقد أحبّه العزيز فقرّبه إليه . وظهر الفساد لما كبر وبلغ أشدّه كما ذكر الله تعالى في سورة يوسف قال تعالى : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوفِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ . وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ . وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَو عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُو مِنَ الْكَاذِبِينَ ) [36] .
تفسير الطبري :
” الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوفِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَرَاوَدَتْ امْرَأَة الْعَزِيز وَهِيَ الَّتِي كَانَ يُوسُف فِي بَيْتهَا ( يُوسُف ) عَنْ نَفْسه أَنْ يُوَاقِعهَا وَغَلَّقَتِ الْمَرْأَة أَبْوَاب الْبُيُوت ، عَلَيْهَا وَعَلَى يُوسُف لَمَّا أَرَادَتْ مِنْهُ وَرَاوَدَتْهُ عَلَيْهِ ، بَاباً بَعْد بَاب . فقالت هَلُمَّ لَك وَادْنُ وَتَقَرَّبْ . قَالَ يُوسُف إِذْ دَعَتْهُ الْمَرْأَة إِلَى نَفْسهَا وَقَالَتْ لَهُ هَلُمَّ إِلَيَّ : أَعْتَصِم بِاَللَّهِ مِنَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَسْتَجِير بِهِ مِنْهُ . فقال يوسف عليه السلام إِنَّ صَاحِبك وَزَوْجك سَيِّدِي إِنَّهُ لا يُدْرِك الْبَقَاء ، وَلا يَنْجَح مَنْ ظَلَمَ فَفَعَلَ مَا لَيْسَ لَهُ فِعْله ، وَهَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ مِنَ الْفُجُور ظُلْم وَخِيَانَة لِسَيِّدِي الَّذِي ائْتَمَنَنِي عَلَى مَنْزِله . وَلا يُفْلِح مَنْ عَمِلَ بِهِ ” [37] .
هذه القصة التي يصف الله تعالى أنها أحسن القصص تصوّر لنا الصراع بين الحق والباطل في وجه الحوار بين امرأة عزيز ويوسف عليه السلام . تربى يوسف عليه السلام في قصر العزيز منذ أن اشتراه ولداً صغيراً ، وصار الآن شاباً قوياً بجمال يلفت أنظار كل من رآه وتعجب الناس من جماله وحسن خلقه وشغفت فيه امرأة العزيز وثارت شهوتها الجسمية وانتظرت إلى فرصة لإطفاء لهب الحب والشهوات وعندما كان يوسف عليه السلام في القصر منفرداً معها دعته إلى أن يواقعها فرفض وقال : معاذ الله ، إنه ربي ، أحسن مثواي ، إنه لا يفلح الظالمون .
تكون النعمة أحياناً فتنةً ونقمةً علينا وهناك أنعم الله يوسف عليه السلام بجمال قد اجتذب إليه النساء كلهن خاصةً امرأة العزيز التي في بيتها قد تربى يوسف ونشأ فيه وكانت امرأة العزيز تراه وجماله كل يوم وازداد شهوتها ومالت إليه وصلت نفسها أن تقوم بأمر لا ينبغي لامرأة عزيز بل لأي امرأة ، ويوماً أتت إليه امرأة العزيز وشغفت فيه وجنّ جنونها بما تطلب النساء من الرجال وابتلي يوسف ، وطلبت منه أن يواقعها ، كان الموقف عصيباً على يوسف إذ توافرت كلّ المغريات أمامه ، فقد كان يوسف شاباً فتيّاً تتفجّر فيه شهوات النّفس ، ولكنّ الله جلّى سبحانه وتعالى يعصم أنبياءه من المعاصي ، فنجّاه الله سبحانه وتعالى من فتنتها وحماه من الوقوع في شباكها الرّذيلة . فقد تشاور القوم بعد انكشاف مكر امرأة العزيز في أمر يوسف ورأوا أن المصلحة تقتضي وضعه في السّجن فوضعوه في السجن ، فصبر يوسف على كلّ ذلك حتى أتاه أفرجه الله فأخرجه الملك من السّجن وقرّبه إليه وجعله عزيز مصر ومسؤولاً عن خزائنها ، فكانت العاقبة ليوسف أن أكرمه الله بمكانة في الدّنيا جزاءً على صبره .
الخاتمة :
لقد امتاز كتاب الله تعالى بصفات عديدة وخصائص ، ولم تكن لأي كتاب سماوي آخر سواه ، وهو خالٍ على مر العصور والأجيال والشمول لكل مناحي الحياة الإنسانية وهو كتاب الدين ، والدين هو منهج الحياة الذي يهدي الإنسان إلى الأمن والسلام والنجاح في الدنيا والآخرة .
ومن خصائصه أيضاً أنه ما ترك شيئاً إلا ذكره الله في كتابه وأنزل الله تعالى القرآن تبياناً لكل شيئ وتقدم الإنسان في مجال العلوم واكتشافاتهم التي تكون تأييداً لما جاء في القرآن الكريم من المعلومات والمجملة من الحقائق العلمية وتفكر الإنسان في الكون ومخلوقاته تعالى يقود الإنسان إلى معرفة الله تعالى وقدرته ، ولذا تطورات علمية لن تكون جاحدةً للحق بل تكون مثبتةً لوجود الله تعالى وبرهاناً عليه ولذا تفكر الإنسان في المخلوقات وتدبره للقرآن واجب على الإنسان إلى يوم القيامة ولأن الأزمنة تبين القرآن ، وما فيه من الأسرار العلمية بياناً وافياً .
في قصة هابيل وقابيل ، إن الله سبحانه وتعالى يبين لنا الأسباب التي أدت إلى القتال والمعاركة فيما بينهما ، والسبب الرئيسي هو الحسد وحب الشهوات ، وإن الحسد يذهب الحسنات ويهلك صاحبه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد ، والبغضاء وهي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ” .
وصار إبليس الشيطان المردود من رحمة الله تعالى بسبب الحسد على الإنسان أي أبو البشر آدم عليه السلام وكذلك نرى أن حب الشهوات سبب رئيسي في قضية هابيل وقابيل ، وكذلك في قضية يوسف عليه والسلام وحب الشهوات جعل قابيل عاصياً لأمر الله تعالى وكذلك حب الشهوات جعل امرأة العزيز تدعو يوسف إلى فسق وذنب عظيم وكذا نرى أن الحق والباطل يتقاتلان دائماً في مستوى الأفراد والأمم ولكن في الأخير ينتصر الحق على الباطل وهذا ما عرفناه من قصة بني آدم هابيل وقابيل وقصة يوسف وامرأة عزيز .
* الأستاذ المساعد بقسم البحوث والدراسات العربية العليا ، كلية جمال محمد ( حكم ذاتي ) ترشي ، ولاية تامل نادو ، الهند .
[1] محمد : 3 .
[2] الملك : 2 .
[3] محمد عبده ، اسمه بالكامل محمد عبده حسن خير الله .
[4] سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي ، 9 أكتوبر 1906م ، 29 أغسطس 1966م .
[5] في ظلال القرآن للسيد قطب – ت – علي بن نايف الشحود ، ص ٢٣٢٨ .
[6] محمد الطاهر بن عاشور ، تونس ، 1296هـ/1879م ، 3 رجب 1393هـ/12 أغسطس 1973 .
[7] الشيخ ابن عاشور ، التحرير والتنوير ، 12/192 .
[8] سبأ : 26 .
[9] غافر : 78 .
[10] البقرة : 251 .
[11] الأعراف : 118 .
[12] الأنفال : 8 .
[13] الإسراء : 81 .
[14] الأنبياء : 18 .
[15] سبأ : 49 .
[16] الشورى : 24 .
[17] المائدة : 27 – 31 .
[18] فضل الله ، الحوار في القرآن ، ص 331 .
[19] النيسابوري أبو الحسن علي بن أحمد ، الوسيط في تفسير القرآن المجيد ، تحقيق : عادل أحمد وآخرين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1 ، 1415هـ – 1994م ، ج 2 ، ص 176 – 178 ، بتصرف يسير .
[20] المائدة : 27 .
[21] طنطاوي ، أدب الحوار في الإسلام ، ص 349 .
[22] أبو حيان ، البحر المحيط ، ج 3 ، ص 476 .
[23] المائدة : 28 .
[24] المراغي ، تفسير المراغي ، ج 6 ، ص 99 .
[25] الشعراوي ، تفسير الشعراوي ، ج 5 ، ص 3076 .
[26] المائدة : 30 .
[27] القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ، ج 6 ، ص 138 .
[28] طنطاوي ، أدب الحوار في الإسلام ، ص 352 .
[29] الرازي ، التفسير الكبير ، ج 11 ، ص 208 .
[30] المولى ، قصص القرآن ، ص 13 – 14 .
[31] المائدة : 31 .
[32] المراغي ، تفسير المراغي ، ج 6 ، ص 101 .
[33] المائدة : 31 .
[34] الشعراوي ، تفسير الشعراوي ، ج 5 ، ص 3084 .
[35] أبو حيان ، البحر المحيط ، ج 3 ، ص 481 .
[36] يوسف : 23 .
[37] جامع البيان في تفسير القرآن ، والمعروف بـ ” تفسير الطبري ” للإمام محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام أبي جعفر الطبري .