القيم الإنسانية في النثر الفني للقرآن الكريم
يونيو 23, 2023التعليم النبوي : طرقه وأساليبه ووسائله
يونيو 23, 2023الدعوة الإسلامية :
النصيحة ودلالاتها في القرآن الكريم
الباحثة متّوخديجة *
إن دين الإسلام هو دين النصيحة ، والدعوة إليه هي أعظم النصائح وأنفعها ، وكتابه القرآن هو المصدر الفريد للنصيحة الربّانية الهادية إلى إصلاح الدين والدنيا ، وإرشاد العقول وتنوير القلوب . وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الناصح الأمين في إخراج الناس من الظلمات إلى النور ، وإسعادهم في العاجلة والآجلة . وإن القرآن يُستخدم فيه اللفظ المباشر للنصيحة – نصح – ومشتقاته في قسم النصيحة المحمودة على ألسنة النبيين والصالحين في مجال الدعوة والإصلاح والتغيير كما في قوله تعالى : ( وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ) [1] ، وقوله تعالى : ( وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) [2] . كما استخدم لفظ النصيحة في النصيحة المذمومة أيضاً كما في قوله تعالى على لسان الشيطان في مجال الإغواء والتزيين : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) [3] . ومن خلال دراسة هذه الآيات وتحليلها علميّاً دقيقاً ، يمكننا أن نستنبط المفهوم القرآني للنصيحة ، وندرك أهمّ مجالاتها وأنواعها ، ونطّلع على الخصائص والمواصفات العامة التي تجعل النصيحة قابلةً للتطبيق في كل زمان ومكان في مجالات التربية والإصلاح والتقويم البشري والمجتمعي ولاسيما في العصر الراهن .
وقد تستخدم ألفاظ أخرى تفيد معنى النصيحة في القرآن الكريم مثل : الوصية ، البلاغ ، الإنذار ، الموعظة . ولا شك أنّ تأمّل هذه المصطلحات يساعد على مزيد من الإيضاح لمفهوم النصيحة ، مما يعين على صياغته في صورة جامعة شاملة ، تصلح للاستخدام والتطبيق حيث كان .
المفهوم العام للنصيحة في القرآن الكريم :
ورد لفظ النصيحة في القرآن الكريم في أربع عشرة مرة بصيغ ومشتقات متعدّدة ، يتوافق كثير منها في أصل المعنى اللغوي ، ويختلف – نوعاً ما – في المفهوم الخاص ، حسب تنوّع أحوال ومواطن السياق القرآني . وأول ما يجب أن يشار إليه من هذه المواضع ما جاء بصيغة الماضي . كقوله تعالى في قصة سيدنا صالح عليه السلام : ( فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ) [4] ، وكذلك في قصة شعيب عليه السلام : ( فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ) [5] ، وقوله تعالى في سورة التوبة عن المعذرين : ( إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ) [6] .
ونصح بالماضي : هو أصل الكلمة الذي يرجع إليه كل مشتقاتها ، يقال : نصح الشيئ أي : خلص ، وكل شيئ خلص فقد نصح [7] . ويقال أيضاً : نصحته ، ونصحت له ، نصيحةً ونصاحةً أي : أرشدته إلى ما فيه صلاحه . وفي قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام : ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ ) [8] ، وقوله تعالى : ( إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ ) [9] . جاءت النصيحة بصيغة المضارع المتعدّي باللام . وهي تفيد المبالغة والاستمرار في النصح ، مع الصدق والإخلاص أثناء عملية البلاغ وما يتبعها .
وأكثر مشتقات النصيحة ذكراً في القرآن ما جاء على صيغة اسم الفاعل ، فقد ورد أكثر من خمس مرات . كقوله تعالى عن هود عليه السلام : ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ) [10] ، وقوله تعالى : ( وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) [11] ، وقوله أيضاً : ( وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ) [12] ، وقوله تعالى على لسان الشيطان : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) [13] ، وقوله تعالى على لسان أخت موسى عليه السلام : ( يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ) [14] .
وجاء ذكر النصيحة أيضاً بصيغة المصدر كما في قوله تعالى ( وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ ) [15] . والنصح هو إخلاص المشورة ونقيض الغش [16] . يقول الإمام الرازي : ” حقيقة النصح : الإرسال إلى المصلحة مع خلوص النية من شوائب المكروه ” [17] . وورد أيضاً لفظ النصيحة في القرآن بصيغة المبالغة كما في قوله تعالى : ( تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ) [18] .
المفهوم الخاص للنصيحة في القرآن الكريم :
ومن خلال العرض السابق تبيّن لنا أن النصيحة في مفهومها العام يُراد بها الإخلاص ، الصدق ، إرادة الخير للغير ، كما يراد بها الصفاء ، النقاء ، الرقة في العرض والبيان . ومع مزيد من التدبر لآيات النصيحة ، نجد أنها وردت في سياقات متعدّدة . فتارةً نجدها في معرض الحديث عن أنبياء الله كنوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام . وذلك في إطار الدعوة والتبليغ والإصلاح . وتارةً نجدها في معرض الحديث عن أفراد يمثلون أدواراً مختلفةً في الحياة الاجتماعية العامة ، كعرض أخت موسى لآل فرعون في أمر رضاعة موسى عليه السلام . وكذلك في تدبير إخوة يوسف لأخذه معهم ، وفي نصيحة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى المدينة لينصح موسى عليه السلام ، كما تأتي النصيحة في سياق الحديث عن المعاني القيمية كالتوبة . وأخيراً ترد النصيحة في ادّعاءات كاذبة أيضاً كما تلفّظ بها الشيطان في معرض الغواية والإضلال ، ومحاربة القيم والفضائل .
ومن خلال تأمل هذه المواضع من ناحية المعاني اللغوية ، يمكننا التوصل إلى صياغة مفهوم النصيحة الخاص . وهو إرادة الخير الخالص للمنصوح بصدق القول ، وصفاء القلب ، وسلامة الغاية . وأصدق مثال هذا التعريف ما جاء في نصيحة الأنبياء عليهم السلام ، لأنهم أرادوا الخير كل الخير لمدعويهم . إذ لا شك أن دعوة الناس إلى خالقهم ، وإرشادهم إلى مصدر حياتهم وأرزاقهم ، هو الخير الخالص الذي لا تشوبه شائبة ، ولا يدفع إليه إلا الصدق والإخلاص ، والحرص الأكيد على نفع المنصوح . ولذا تكرّر في قصصهم ما يؤكّد على هذه المعاني . نحو قوله تعالى عن نوح عليه السلام : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [19] ، وقوله تعالى : ( وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) [20] .
الناصحون في القرآن الكريم :
تشير آيات النصيحة في القرآن الكريم إلى بيان أهمّ أصناف القائمين بعملية النصيحة ، وبعض خصائصهم أثناء عمليتها . وهذا ما سنحاول استنباطه والوقوف عليه في هذه المقالة القصيرة ، ليكون فيه قدوةً لكل ناصح معاصر ، يريد أن يسلك سبيل الناصحين الربانيين ويتجنّب طريق المدعين الشيطانيين .
أولاً : الأنبياء عليهم السلام :
إن الأنبياء هم صُناع النصيحة ، وأعلام النصح ، وقادة الناصحين على مدار التاريخ ، وواجب النصيحة في حقهم يُعتبر من أبرز مهامّهم ومن صميم أعمالهم . كقوله تعالى عن نوح عليه السلام : ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) [21] ، وعن هود عليه السلام : ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ) [22] . فمن السياق لهذه المواضع ، يتّضح أن نصيحة الأنبياء تعرض كواحدة من أهم مهامّهم تجاه أقوالهم ، فهم ينصحون ، ويبلغون تماماً كما يتلقّون الوحي الذي من خلاله يعلمون ما لا يعلمه غيرهم . ونلحظ في الموقع الأول ذكر النصيحة بين البلاغ والعلم ، فهي معطوفة على الذي قبلها ” أُبَلِّغُكُمْ ” ، ومعطوف عليها الذي بعدها ” وَأَعْلَمُ ” . مما يشعر بمنزلتها وأهميّتها في رسالات الأنبياء عليهم السلام ودعوتهم ، فهي وسيلة البلاغ النبوي ، كما أنها دليل العلم والمعرفة الربانية .
وإذا تأملنا نصايح الأنبياء الوارد ذكرها في القرآن الكريم ، وطريقة صياغتها وعرضها ، وجدنا أنها تتميز بعدة خصائص . ومنها :
- مباشرة واضحة في المضمون والصياغة
- استمرارها والثبات عليها
- تجرّد المقصد وسلمية الوسيلة
- الإيجابية وذاتية البدء
- تنوع الأدلة في البيان والحجاج
ثانياً : أفراد يمثّلون أدواراً مختلفةً في الحياة الاجتماعية العامة :
ونرى الناصحين في القرآن أفراداً من المجتمع – رجالاً أو نساءً ، فرادى أو جماعات ، من العامة أو الخواص . من أمثلة ذلك نصيحة الرجل الذي يسعى من أقصى المدينة لينصح موسى عليه السلام حيث قال تعالى : ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ) [23] ، فهو رجل فرد من الخواص المقرّبين من فرعون أو ربّما يكون من أقاربه كما تذكر بعض الروايات . ومثال المرأة الناصحة في قصة موسى عليه السلام ، فقد دلت القوم على أنصح الناس لموسى في القيام بحاجته ورعايته في سن طفولته حيث قالت : ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ) [24] . وهي قصدت أم موسى في نصحها لإبنها ، أو ناصحون للملك .
وإذا اتبعنا هذا النوع من الناصحين في القرآن ، وجدنا أن نصيحتهم تتميز ببعض الخصائص . ومن أهمّها :
- تعدد الدوافع
- عدم جواز تأخيرها
- الجدّية والعملية
ثالثاً : القيم والمبادئ :
المعروف أن تكون المبادئ والقيم نصيحةً تقدم ، أما أن تكون ناصحاً فهذا هو الجديد الذي نجده في إشارات القرآن الكريم ، نحو قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ) [25] . فقد ورد في التفاسير أن التوبة النصوح هي ” البالغة في النصح . والمعنى – توبة تنصح صاحبها بترك العود إلى ما تاب منه ، ويجوز أن يُراد توبة تنصح الناس أي تدعوهم إلى مثلها لظهور أثرها في صاحبها ، واستعماله الجد والعزيمة في العمل على مقتضياتها ” . ولا شك أن ذلك من أقوى أنواع النصيحة التي يجب أن يفطن إليها خاصةً في العصر الحاضر للأسباب الآتية :
- لا يمكن للمعاني والقيم أن تحول إلى نصيحة ناصح إلا من خلال نفس تحملها وتؤمن بها ، ولذا فإن وجودها في النفس نصوحاً ، يعتبر دليلاً على أنها بلغت مبلغاً جَلَلاً في أعماق صاحبها ( المنصوح ) .
- لا يمكن أن تكون المبادئ ناصحةً للغير إلا إذا تحولت إلى فعل ملموس أو موقف مشهود في حياة المجتمعات والشعوب ، فتكون مصدر إشعاع نور .
- تعمل المعاني والقيم ناصحةً على المستوى الفردي في ذات نفس صاحبها ، كما تعمل على المستوى الجماعي .
- تحول المعاني والقيم في نفس الأفراد إلى ناصح وسط الجماعات قد يكون أقوى تأثيراً من نصيحة الجماعات لفرد ، وذلك عملاً بالقول الشائع ” عمل فرد في ألف خير من قول ألف في فرد ” .
- تعتبر نصيحة القيم والمبادئ من مجالات الدعوة الصامتة التي تنطلق في تأثير فعّال بلا تكلف ، وفاعلية مؤثرة بلا معاناة .
- تجمع نصيحة القيم والمبادئ كل أركان النصيحة في محل واحد ، فالنصيحة والناصح والمنصوح وأداة النصح توجد داخل النفس البشرية أولاً ، قبل أن تنتقل إلى المحيط الخارجي .
- مقدار أثرها في العالم الخارجي مرهون بعمق أثرها في عالم النفس والضمير الداخلي .
- لا ينقطع تأثيرها والنفع بها ، فهي في حال استمرار وديمومة ما وجدت الحاجة إليها .
رابعاً : الشيطان وأعوانه :
هذا النوع هو الذي يلبس ثوب النصيحة في حين أنه لا يعرف طريقها ، ويدّعي الانتماء للناصحين وهم منه براء . وأصدق ما يقال في وصفهم ما أنشده أحمد شوقي في وصف الثعلب الذي برز في زي الواعظين ، يراوغ بكل مكر وخديعة حتى يصل إلى بغيته السقيمة . وكذلك فعل الشيطان عندما برز في زي الناصحين بهدف إغواء آدم عليه السلام وإخراجه من الجنة ، ليجعله من العصاة في معصية التاريخ المشئومة . كما يذكر تعالى : ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) [26] .
ومثاله أيضاً ما ألقاه الشيطان في قلوب إخوة يوسف عليه السلام ، فقد مكروا مكرهم ، وعزموا على أن يجعلوا يوسف في غيابة الجب ، حسداً من عند أنفسهم ، فارتدَوا لباس الناصحين ، وادّعوا أنهم من الحافظين الناصحين ، فقالوا لأبيهم يعقوب عليه السلام : ( قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ) [27] .
والأمر العجيب في الموقفين أن مكيدة الشيطان مع آدم قد نجحت ، وحيلة إخوة يوسف مع أبيهم نفذت رغم أنهم أنبياء مبجلون . وربما كان سبب وقوع الأنبياء ضحيةً لهذا المكر والخداع هو استخدام لقب الناصح وأسلوب النصيحة الذي ليس له معنى في قواميس الأنبياء والمصلحين إلا إرادة الخير الخالص .
خاتمة :
هذه المقالة القصيرة إنما تتضمّن البحث عن آيات النصيحة في القرآن الكريم دراسةً وتحليلاً في بيان المفهوم والمجالات والتطبيقات . وتشمل أهم النتائج والتوصيات التي توصّلت إليها هذه الدراسة . وبيانها كالآتي :
- يجب الاعتماد على القرآن المجيد وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كمرجع أساسي لدراسة وتحليل وتطوير القيم والمبادئ الإنسانية العامة ، ومحاولة إسقاطها بالتطبيق على الحياة المعاصرة .
- القرآن الكريم هو الوعاء الخصب الممتلئ بكل ما يحتاج إليه الناصحون ، والمرجع الذي تُقاس وتُصنع عليه النصيحة في كل أشكالها وأنواعها . فالناصح الشرعي يجد مادة نصيحته وافرةً بين الآيات القرآنية في جميع مجالات الشريعة ، وكذلك حال الناصح الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو التربوي وغيرهم . كل يجد القرآن مصدراً لنصيحته أو مدعماً لنظريته أو منبّهاً مصوباً لزلّته وعثرته .
- النصيحة في القرآن الكريم من أهمّ المصطلحات التي تتميّز بالشمول في معاني الخير والقيم الأخلاقية في التعامل مع الآخرين ، وذلك من ناحية جوهرها ، ومقصدها ، وطرق أدائها وكذلك في مردودها .
- النصيحة بمفهومها الشرعي الصحيح ، لا تتحقق إلا مع أركانها الأربعة بمواصفاتها الآتية : ناصح أمين مخلص ، نصيحة ناصعة خالصة ، منصوح مقصود بالنصيحة ، وأداة للنصيحة صادقة في التعبير رقيقة في البلاغ . أما إذا فقدت هذه الأركان الأربعة بصفاتها أو واحدة منها فلا تكون إلا ادّعاءً كاذباً ، إو إلباساً لباطل زائف بصورة الحق الناصع .
- الناصحون في العصر الراهن في حاجة إلى نماذج عملية يتعلّمون منها فن النصيحة ، وخير من يقتدى بهم في هذا الباب أنبياء الله عليهم السلام ، فهم صنّاع النصيحة وأعلام النصح وقادة الناصحين على مدار التاريخ .
- الوقاية العامة ودفع الضرر المؤكّد من أهمّ مجالات النصيحة بين المربّين على اختلاف مسؤوليّاتهم ومواقعهم في العصر الحاضر . وحتى تكون النصيحة في هذا المجال على هدي القرآن ، لابد أن تشتمل الوقاية من عذاب الآخرة والدنيا معاً . كما يجب أن تحمل معنى الخوف والشفقة على المنصوح ، وذلك حتى لا تأخذ شكل التهديد والإرهاب .
- الإصلاح والإرشاد العام من أهم مجالات النصيحة في العصر الراهن . ولذا يجب على الأمة أن ترسخ لهذا النوع من النصيحة في قلوب الشباب المعاصر وعقولهم . وذلك بدعوتهم للمساهمة بأفكارهم في عمليات الإصلاح والتطوير ، وأيضاً عن طريق تشجيع أولي الأمر والمسؤولين للمبادرين بمثل هذا النوع من النصائح الإصلاحية البناءة .
ونرجو الله ، أن نكون قد وُفّقنا في تقديم بعض المعلومات ، التي ستسهم بزيادة الاهتمام في النصائح المذكورة في القرآن الكريم ، والتي يمكن أن تسهم بطريقة غير مباشرة في تطوير أخلاق الورى حول العالم بغض النظر عن الديانة والبلد والخلفية .
* قسم اللغة العربية والفارسية والأردية ، جامعة مدراس ، تشنائي ، الهند . Email: arshad00033@gmail.com
[1] سورة الأعراف : 68 .
[2] سورة الأعراف : 79 .
[3] سورة الأعراف : 21 .
[4] سورة الأعراف : 79 .
[5] سورة الأعراف : 93 .
[6] سورة التوبة : 91 .
[7] جمال الدين بن منظور ، لسان العرب ، ج 2 ، ص 615 ، دار صادر ، بيروت .
[8] سورة الأعراف : 62 .
[9] سورة هود : 34 .
[10] سورة الأعراف : 68 .
[11] سورة الأعراف : 79 .
[12] سورة يوسف : 11 .
[13] سورة الأعراف : 21 .
[14] سورة القصص : 12 .
[15] سورة هود : 34 .
[16] جمال الدين بن منظور ، لسان العرب ، ج 2 ، ص 615 ، دار صادر ، بيروت .
[17] فخر الدين الرازي ، مفاتيح الغيب ، ج 7 ، ص 163 ، دار الفكر ، بيروت ، 1981م .
[18] سورة التحريم : 8 .
[19]سورة الأعراف: 59
[20]سورة هود: 29
[21]سورة الأعراف: 62
[22]سورة الأعراف: 68
[23] سورة القصص : 20 .
[24] سورة القصص : 12 .
[25] سورة التحريم : 8 .
[26] سورة الأعراف : 21 .
[27] سورة يوسف : 11 .