48/ سنةً في ظلال تربية الإمام العلامة أبي الحسن الندوي ( الحلقة السابعة )
سبتمبر 12, 202248/ سنةً
أكتوبر 17, 2022قائد عظيم ووزير مخلص وكاتب بارع ومؤرخ عسكري حصيف
رجال من التاريخ :
اللواء الركن / محمود شيت خطاب
قائد عظيم ووزير مخلص وكاتب بارع ومؤرخ عسكري حصيف
الدكتور غريب جمعة – جمهورية مصر العربية
( الحلقة الرابعة )
يحاول فريق من الناس أن يصوِّر إرادة القتال في الجهاد الإسلامي بأنها إرادة تجبر وعلو وإفساد وعتو وبطش واستبداد واسترقاق للعباد ، ولكن الرجل يرد على ذلك كله فيقول تحت عنوان : إرادة القتال في الجهاد الإسلامي :
إن إرادة القتال هي الرغبة الأكيدة في الصمود والثبات في ميدان القتال من أجل مُثل عليا وأهداف سامية وإيمان لا يتزعزع بهذه المثل والأهداف ، وثقة بأنها أحب وأعز وأغلى من كل شيئ في الحياة ، وتحمل أعباء الحرب وبذل للأموال والأنفس ، واستهانة بالأمراض والشدائد ، وصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، حتى يتم تحقيق تلك المثل العليا والأهداف السامية مهما طال الأمد وبعد الشوط وكثر العناء وازدادت المصاعب وتضاعفت التضحيات ، وعلى ذلك فإن مفهوم إرادة القتال في الجهاد الإسلامي مادة وروح .
ومفهوم إرادة القتال في الشرق والغرب مادة فقط ، حيث نجد فيه الدعوة إلى التسلط والاستعمار وفيه إشاعة المنكرات والفساد وفيه حب الحرب وكراهية السلام .
إن الجهاد في الإسلام يهدف إلى حماية نشر الدعوة في حرية وإلى إشاعة السلام ، وإلى الدفاع عن دار الإسلام .
إن إرادة القتال التي تتغلغل في أعماق المسلم الحق مبنية على أسس سليمة رصينة لأن هذا المسلم يؤمن إيماناً عميقاً بأنه يخوض حرباً عادلةً ، هذه الحرب هي حافز جديد تجعل من المؤمن مقاتلاً رهيباً كما عبر عنه العسكريون المحدثون ، ولكن إرادة القتال في الجهاد الإسلامي تسيطر على المسلم في ميدان القتال أيام الحرب كما تسيطر عليه في أيام السلام .
إن الهدف الحيوي من الحرب هو تحطيم الطاقات المادية والمعنوية للعدو ، فإن انتصر عليه في ميدان الحرب واستطاع أن يحطِّم طاقاته المادية فلا بد من جهود أخرى لتحطيم طاقاته المعنوية ليكون النصر كاملاً يؤدي إلى الاستسلام . . . والسؤال الذي يتردد اليوم : ألسنا مسلمين ؟ إذا كنا مسلمين فلماذا لا ينصرنا الله على أعدائنا ؟ ويجيب الرجل عن هذا السؤال : يقول الله تعالى : ( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) [ الروم : 47 ] .
فهل نحن مؤمنون حقاً ؟ وهل نصرنا الله حقاً حتى ينصرنا ويثبت أقدامنا ؟ إن مقياس الإيمان واستحقاق النصر واضح في قوله تعالى : ( وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِى ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلواَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَواةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ ) [ الحج : 40 – 41 ] .
كيف ينصرنا الله ونحن لا نطبق تعاليمه ؟ هل ورد في القرآن ما يشير إلى أن الله ينصر المسلمين الذين يتقبلون الإسلام ( اسما ) من دون تكاليفه في الجهاد والعمل الصالح ؟ إن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله وهو : العودة إلى الإسلام ، وحين ذلك سيقول يهود كما قالوا من قبل : ( إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) [ المائدة : 22 ] ، ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ ٱللَّهِ ) [ الروم : جزء من آية 4 و 5 ] .
الجهود العلمية للرجل :
أحس الرجل بالخطر الشديد الذي يواجه الأمة العربية والإسلامية ، وهو أن الكثير من أبناء الجيل الحاضر قد انفصلوا تماماً عن تاريخ أسلافهم المشرف وراحوا يبحثون في حيرة وهوان عن نماذج ومثل لا تمت للإسلام بصلة من قريب أو بعيد . وعز عليه ما يلاقيه قادتنا العظماء من عقوق على الرغم من تضحياتهم التي لا مثيل لها بين قادة العالم وجنوده ، لذلك بدأ الرجل يؤرخ لقادة الفتح الإسلامي ، وكان إحساسه وهو يكتب هذه الصفحات هو ما صوره بعبارته الجميلة حيث يقول : كنت أشعر بفيض غامر حين كنت أؤرخ لقادة الفتح من غبطة وسعادة لا تقدر بثمن ولا يمكن وصفهما ، ويلتمس بعض العذر للجيل الحاضر من أبناء العرب والمسلمين في عقوقهم قادة الفتح حيث يقول :
” فقد تضافرت جهود الثقافة الاستعمارية منذ دخول الاستعمار هذه البلاد إلى إغفال كل ما يثير في النفوس روح الاعتزاز بالماضي المشرق المجيد ، كما أن الشعوبيين منذ سيطرتهم على الدولة العباسية في القرن الثاني الهجري بذلوا جهودا عن عمد وسبق إصرار ولا يزال أحفادهم يبذلون جهودهم اليوم لطمس أسماء القادة الذين دكوا عروش أكاسرتهم وقياصرتهم ” .
ثم يبين العبرة من هذه الدراسة الشاقة والوعرة المسالك فيقول : ” إن معرفة الماضي هي التي تطوع لنا تصوير المستقبل وتوجه جهودنا إلى الغاية الجديرة بتراثنا العظيم في الماضي والمستقبل وحدة لا سبيل إلى انفصالها ، ومعرفة الماضي هي وسيلتنا لتشخيص الحاضر ولمعرفة المستقبل ، وذلك أن معرفة حقيقة تاريخنا ومعرفة سيرة روح هذا التاريخ وهم قادة الفتح وقادة الفكر هي مصل وقائي للعرب وللمسلمين يصونهم من الانحراف في مجرى التيارات الفكرية الدخيلة التي لا تنبع من صميم تربة وطننا ولا تمت بصلة إلى تراثنا وعقائدنا ، وهكذا فإن معرفة الماضي هي وحدها التي تطوع لنا تصوير المستقبل ” .
وانطلق الرجل من هذه القاعدة في جهاده العلمي بعد جهاده بالسيف وكانت ثمرة هذا الجهاد المبارك 120 ( مأة وعشرون كتاباً ) نذكر منها ما يحضرنا الآن ، وإن أطلنا بعض الشيئ على القارئ فالعذر عند الكرام مقبول : وعذرنا أننا نريد أن نوفي ذلك العلم شيئاً من حقه .
الرسول القائد ، الوجيز في العسكرية الإسرائيلية ، حقيقة إسرائيل ، العسكرية الإسرائيلية ، دراسات في الوحدة العسكرية العربية ، أهداف إسرائيل التوسعية في البلاد العربية ، طريقة النصر في معركة الثار ، الأيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها ، بين العقيدة والقيادة ، الإسلام والنصر ، عدالة السماء ، تدابير القدر ، تاريخ جيش النبي صلى الله عليه وسلم ، دروس عسكرية في السيرة النبوية ، غزوة بدر الكبرى ، العسكرية العربية الإسلامية ، المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم ، الصديق القائد ، الفاروق القائد ، عمرو بن العاص ، خالد بن الوليد المخزومي ، قادة فتح المغرب العربي ، قادة فتح مصر ، قادة فتح الجزيرة ، قادة فتح فارس ، قادة فتح السند وأفغانستان ، قادة فتح بلاد ما وراء النهر ، قادة الفتح الإسلامي في بلاد أرمينيا ، قادة فتح بلاد الشام ، قادة فتح بلاد الروم ، قادة فتح بلاد الأندلس ، القتال في الإسلام ، جيش النبي صلى الله عليه وسلم ، العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة ، التصور الصهيوني للتفتيت الطائفي ، التدريب الفردي ليلاً ، القضايا الإدارية في الميدان ، تعريف المصطلحات العسكرية وتوحيدها ، المعجم العسكري الموحد ، الشورى في المواثيق والمعاهدات النبوية ، ومضات من نور المصطفى صلى الله عليه وسلم ، إرادة القتال في الجهاد الإسلامي ، الشورى العسكرية النبوية ، قادة النبي صلى الله عليه وسلم ، الرسالة العسكرية للمسجد ، دروس في الكتمان ، التوجيه المعنوي للحرب ، الرقيب العتيد ، اليوم الموعود ، اقتباس روحي ، نفحات روحية ، السفارات النبوية ، أسرار الحرب العالمية الثانية ، الأمثال العسكرية في كتاب مجمع الأمثال ، أهمية توحيد المصطلحات العسكرية ، بخلاف العدد الهائل من المقالات والبحوث التي احتفت بها المجلات والصحف العربية والإسلامية فنشرتها في موضع القلادة من العنق وما هذا عليها بكثير .