مبادئ القيم الحضارية في السيرة النبوية
ديسمبر 15, 2020وسَطيَّة الإسلام في نشر اللغة العربيَّة
يناير 6, 2021الدعوة الإسلامية :
أهل الكتـاب وعلمهم بأوصافه صلى الله عليه وسلم
وبصفات أصحابـه رضي الله عنهم
بقلم : الشيخ الطاهر بدوي *
إن حديث بحيرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث رواه عامة علماء السيرة ورواتها ، وأخرجه الترمذي مطولاً من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، على أن أهل الكتاب من يهود ونصارى كان عندهم علم ببعثة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، ومعرفة بعلاماته ، وذلك بواسطة ما جاء في التوراة والإنجيل من خبر بعثته وبيان دلائله وأوصـافه .
فمن هذه الدلائل ما رواه علماء السيرة من أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ويقولون : ” إن نبياً سيبعث قريباً سنتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم ” ، ولما نكثوا عهدهم أنزل الله في ذلك قوله الجليل في سورة البقرة : ” وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ” ( الآية : 89 ) . وقد كان كفرهم قبيحاً ، لأنهم كفروا بالنبي الذي ارتقبوه ، واستفتحوا به على الكافرين أي ارتقبوا أن ينتصروا به على من سواهم ، وقد جاءهم بكتاب مصدق لما معهم . وهو حقاً تصرف يستحق الطرد والغضب لقبحه وشناعته ، ومن ثم يصب عليهم اللعنة ويعميهم بالكفر ” فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ” .
وكان الذي حملهم على هذا كله هو حسدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختاره الله للرسالة التي انتظروها فيهم وحقدهم لأن يُنزِّل الله من فضله على من يشاء من عباده ، وكان هذا بغياً منهم وظلماً فعادوا من هذا الظلم بغضب على غضب ، وهناك ينتظرهم عذاب مهين جزاء الاستكبار والحسد والبغي الذميم .
وهذه الطبيعة التي تبدو هنا في يهود هي طبيعة الكنود ، طبيعة الأثرة الضيقة التي تحيا في نطاق من التعصب الشديد ، وتحُسُّ أن كل خير يصيب سواها كأنما هو مقتطع منها ، ولا تشعر بالوشيجة الإنسانية الكبرى ، التي تربط البشرية جميعاً . وهكذا عاش اليهود في عزلة ، يحسون أنهم فرع مقطوع من شجرة الحياة ويتربصون بالبشرية الدواير ، ويكنون للناس البغضاء ويعانون عذاب الأحقاد والضغائن ، ويذيقون البشرية رجع هذه الأحقاد فتناً يوقدونها بين بعض الشعوب وبعض ، وحروباً يثيرونها ليجروا من ورائها المغانم ، ويروون بها أحقادهم التي لا تنطفئ ، وهلاكاً يسلطونه على الناس ، ويسلطه عليهم الناس ، وهذا الشر كله إنما ينشأ من تلك الأثرة البغيضة التي وصفها القرآن بدقة وبيان : ” بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ” ( البقرة : 90 ) .
وروى القرطبي وغيره أنه لما نزل قول الله تعالى : ” ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ” ( البقرة : 146 ) سأل سيدنا عمر بن الخطاب عبد الله بن سلام رضي الله عنهما ، وقد كان كتابياً فأسلم : ” أتعرف محمداً صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك ؟ ” فقال : ” نعم وأكثر . بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينة في أرضه بنعته فعرفته . أما ابني فلا أدري ما الذي قد كان من أمه ” .
وهنا يوجه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا البيان بشـأن أهل الكتـاب : ” ٱلْحَقُّ مِنْ رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْمُمْتَرِينَ ” ( آل عمران : 60 ) ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما امترى يوماً ولا شك . وحينما قال له ربه في آية أخرى : ” فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ” ، قال عليه الصلاة والسلام بكل تسليم ويقين واطمئنان : ” لا أشك ولا أسأل ” . ولكن توجيه الخطاب هكذا إلى شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم ، يحمل إيحاءً قوياً إلى من وراءه من المسلمين . سواء منهم من كان في ذلك الحين يتأثر بأباطيل اليـهود وأحابيلهم ، ومن يأتي بعدهم ممن تؤثر فيهم أباطيل اليهود وغير اليهود في دينهم .
وما أجدرنا نحن اليوم أن نستمع إلى هذا التحذير ، ونحن في بلاهة منقطعة النظير ، نروح نستفتي المستشرقين من اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار في أمر ديننا ، ونتلقى عنهم تاريخنا ، ونأمنهم على القول في تراثنا ، ونستمع لما يدسونه من شكوك في دراستهم لقرآننا وحديث نبينا وسيرة أوائلنا ، ونرسل إليهم بعثات من طلابنا يتلقون عنهم علوم الإسلام ويتخرجون في جامعتهم ثم يعودون إلينا مدخولي العقل والضمير .
إن هذا القرآن قرآننا ، قرآن الأمة المسلمة وهو كتابها الخالد الذي يخاطبها فيه ربها بما تعمله وما تحذره ، وأهل الكتاب هم أهل الكتاب والكفار هم الكفار ، والدين هو الدين !!
علم أهل الكتاب بصفات أصحابـه رضي الله عنهم :
إن أهل الكتاب لا يعرفون نعوت النبي الجديد الذي يملأ الأرض نوراً وعدلاً فحسب ، بل يعرفون كذلك صفات صحابته الكرام الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وانظر كيف قال جل ذكره عن هذه الجماعة السعيدة وكيف وصفها في التوراة والإنجيل : ” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ” ( أواخر سورة الفتح ) .
والمؤمنون لهم حالات شتى ، ولكن اللقطات تتناول الحالات الثابتة في حياتهم ونقط الارتكاز في هذه الحياة وتبرزها وتصوغ منها الخطوط العريضة في الصورة الوضيئة . وإرادة التكريم الإلهي لهذه الجماعة السعيدة واضحة في اختيار هذه اللقطات .
إرادة التكـريم واضحة وهو يسجل لهم في اللقطة الأولى أنهم ” أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ” نعم أشداء على الكفار ، وفيهم آباؤهم وإخوتهم وذو قرابتهم وصحابتهم ، ولكنهم قطعوا هذه الوشايج جميعاً ، رحماء بينهم وهم فقط إخوة دين فهي الشدة لله والرحمة لله جل علاه ، وهي الحميَّة للعقيدة والسماحة للعقيدة ، فليس لهم في أنفسهم شيئ ولا لأنفسهم فيهم شيئ وهم يقيمون عواطفهم ومشاعرهم كما يقيمون سلوكهم وروابطهم على أساس عقيدتهم وحدها ، يشتدون على أعدائهم فيها ، ويلينون لإخواتهم فيها ، قد تجردوا من الأنانية ومن الهوى ، ومن الانفعال لغير الله تعالى ، والوشيجة التي تربطهم بالله .
وإرادة التكريم واضحة وهو يختار من هيئاتهم وحالاتهم ، هيئة الركوع والسجود وحالة العبادة : ” تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً ” .
والتعبير يوحي كأنما هذه هي هيئتهم الدائمة التي يراها الرائي حيثما رآهم ، ذلك أن هيئة الركوع والسجود تمثل حالة العبادة وهي الحالة الأصيلة لهم في حقيقة نفوسهم ، فعبر عنها تعبيراً يثبتها كذلك في زمانهم حتى لكأنهم يقضون زمانهم كله ركعاً سجداً .
واللقطة الثالثة مثلها ولكنها لقطة لبواطن نفوسهم وأعماق سرائرهم ” يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً ” .
فهذه هي صورة مشاعرهم الدائمة الثابتة . كل ما يشغل بالهم وكل ما تتطلع إليه أشواقهم هو فضل الله ورضوانه ، ولا شيئ وراء الفضل والرضوان يتطلعون إليه ويشتغلون به .
واللقطة الرابعة تثبت أثر العبادة الظاهرة والتطلع المضمر في ملامحهم ، ونفحها على سماتهم : ” سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ” . سيماهم في وجوههم من الوضاءة والإشراق والصفا والشفافية ، ومن ذبول العبادة الحي الوضيئ اللطيف ، وليست هذه السيما هي النكتة المعروفة في الوجه كما يتبادر إلى الذهن عند سماع قوله تعالى :” مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ” . فالمقصود بأثر السجود هو أثر العبادة . واختار لفظ السجود لأنه يمثل حالة الخشوع والخضـوع والعبودية لله في أكمل صورها . فهو أثر هذا الخشوع ، أثره في ملامح الوجه ، حيث تتوارى الخيلاء والكبرياء والفراهة ، ويحل مكانها التواضع النبيل والشفافية الصافية والوضاءة الهادئة ، والذبول الخفيف الذي يزيد وجـه المؤمن وضاءةً وصباحةً ونبلاً .
وهذه الصورة الوضيئة التي تمثلها هذه اللقطات ليست مستحدثةً ، إنما هي ثابتة لهم في لوحة القدر ، ومن ثم فهي قديمة جاء ذكرها في التوراة وصفتهم التي عرّفهم الله بها في كتاب سيدنا موسى الكليم عليه السلام ، وبشر الأرض بها قبل أن يجيئوا إليها .
وانظر كيف يصفهم ربهم جل وعلا في إنجيل عيسى عليه السلام : وصفتهم في بشارته بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه أنهم ” كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ” فهو زرع نام قوي ، يخرج فرخه من قوته وخصوبته . ولكن هذا الفرخ لا يضعف العود بل يشده ” فَآزَرَهُ ” أو إن العود آزر فرخه فشده ” فَٱسْتَغْلَظَ ” الزرع وضخمت ساقه وامتلأت . ” فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ ” ولا معوجاً ومنحياً ، ولكن مستقيماً قوياً سوياً . هذه صورته في ذاته فأما وقعه في نفوس أهل الخبرة في الزرع العارفين بالنامي منه والذابل ، المثمر منه والبائر ، فهو واقع البهجة والإعجـاب ” يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ ” . وفي قـراءة يعجب ” الزارع ” وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب هذا الزرع النامي القوي المخصب البهيج .
وأما وقعه في نفوس الكفار فعلى العكس . فهو وقع الغيظ والكمد ” لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ ” لأنهم هذه الزرعة ، زرعة الله وزرعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم ستار للقدرة وأداة لإغاضة أعداء الله تعالى .
وهكذا يثبت الله سبحانه في كتابه العزيز الخالد صفة هذه الجماعة المختارة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتثبت في صلب الوجود كله ، وتتجاوب بها أرجاؤه وهو يتسمع إليها من بارئ الوجود وتبقى نموذجاً للأجيال تحاول أن تحققها لتحقق معنى الإيمان في أعلى الدرجات . ولن تخل الأرض في كل زمان ومكان من أمثال هؤلاء الرجال كخليل الرحمن ، أمان أهل الأرض بهم يرزق الناس ويسقون . وإلى هذه الحقيقة يشير شيخنا الإمام ابن عليوة رحمه الله بقوله :
” عباد الرحمن … في كل زمان … لهم الأمان مطمئنين
فهم الأبدال … لهم الإقبال … نواب الإرسال في العالمين ”
وفوق هذا التكريم كله وعد الله بالمغفرة والأجر العظيم . وذلك التكريم وحدهم حسبهم وذلك الرضى وحده أجر عظيم ، ولكنه الفيض الإلهي بلا حدود ولا قيود ، والعطاء الإلهي عطاء غير مجدود .
خاتمــــة :
ولقد كانت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً لقومه ورحمةً للبشرية كلها من بعده ، والمبادئ التي جاء بها كانت غريبةً في أول الأمر على ضمير البشرية ، لبعد ما كان بينها وبين واقع الحياة الواقعية والروحية من مسافة . ولكن البشرية أخذت من يومها تقرب شيئاً فشيئاً من آفاق هذه المبادئ ، فتزول غرابتها في حسها ، وتتبناها وتنفذها ولو تحت عنوانات أخرى .
لقد جاء الإسلام لينادي بإنسانية واحدة تذوب فيها الفوارق الجنسية والجغرافية لتلتقي في عقيدة واحدة ونظام اجتماعي واحد . وكان هذا غريباً على ضمير البشرية وتفكيرها وواقعها يوم ذاك . والأشراف يعدون أنفسهم من طينة غير طينة العبيد . ولكن هاهي ذي البشرية في خلال نيف وثلاثة عشر قرناً تحاول أن تقفو خطى الإسلام ، فتتعثر في الطريق ، لأنها لا تهتدي بنور الإسلام الكامل ، ولكنها تصل إلى شيئ من ذلك المنهج ولو في الدعاوى والأقوال ، وإن كانت ما تزال أمم في أوروبا وأمريكا وإفريقيا تتمسك بالعنصريـة البغيضة التي حاربها الإسـلام منذ أمد بعيد .
ولقد جاء الإسلام ليسوي بين جميع الناس أمام القضاء والقانون ، في الوقت الذي كانت البشرية تفرق الناس طبقات ، وتجعل لكل طبقة قانوناً . بل تجعل إرادة السيد هي القانون في عهدي الرق والإقطاع . فكان غريباً على ضمير البشرية يوم ذاك أن ينادي ذلك المنهج السابق المتقدم بمبدأ المساواة المطلقة أمام القضاء . ولكن هاهي ذي شيئاً فشيئاً تحاول أن تصل ولو نظرياً إلى شيئ مما طبقه الإسلام منذ عصوره الذهبية .
وغير هذا وذلك كثير ، يشهد بأن الرسالة المحمدية كانت رحمةً للبشرية وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم إنما أرسل رحمةً للعالمين . من آمن به ومن لم يؤمن به على السواء . فالبشرية كلها قد تأثرت بالمنهج الذي جاء به طائعةً أو كارهةً . شاعرةً أوغير شاعرة ، وما تزال ظلال هذه الرحمة وارفةً لمن يريد أن يستظل بها ويستروح فيها نسائم السماء الرخية ، في هجير الأرض المحرق وبخاصة في هذه الأيام . وإن البشرية اليوم لفي أشد الحاجة إلى حس هذه الرحمة ونداها ، وهي قلقة حائرة شاردة في متاهات المادية ، وجحيم الحروب ، وجفاف الأرواح والقلوب . اللهم ألهمنا شكر الصابرين وتوبة الصديقين ، آميـن .
* كبير علماء الجزائر .